ا لصداقة .......
ما أجمل الصداقة وما أحسن الحياة مع الأصدقاء وما أتعس الحياة بلا صداقة صادقة.
فقد اشتقت الصداقة من الصدق :فكل واحد من الصديقين يصدق في حبه لأخيه واخلاصة له.
والصداقة مشاركة في السراء والضراء وبذل وعطاء .فالصديق الحق هو الذي يكون بجوار صديقه وقت الشدة ولا يتخلى عنه حين يحتاج إليه.
ولكن هل كل إنسان يصلح صديقا؟
لذا يجب علينا أن نحسن اختيار الصديق لان الصديق مرآة لصديقه , فيجب علينا اختيار الصديق المتأدب بالأخلاق والملتزم بالسلوك الحسن والجميل,لأننا إذا لم نحسن اختيار الصديق انقلبت الصداقة إلى عداوة .
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
وقديما قالوا (قل لي من صديقك اقل لك من أنت)
وهنا قصة جميلة عن الصداقة اختتم بها الموضوع:
ظل الصديقان يسيران في الصحراء يومين كاملين حتى بلغ بهما العطش والتعب واليأس مبلغا شديدا.
وبعد جدال واحتدام حول أفضل الطرق للوصول إلى الأمان والماء صفع احدهم الأخر,لم يفعل المصفوع أكثر من أن كتب على الرمل تجادلت اليوم مع صديقي فصفعني على وجهي.
ثم واصلا السير إلى أن بلغا عينا من الماء فشربا منها حتى ارتويا ونزلا ليسبحا,لكن الذي تلقى الصفعة لم يكن يجيد السباحة فأوشك على الغرق فبادر الأخر إلى إنقاذه وبعد أن استرد الموشك على الغرق(وهو نفسه الذي تلقى الصفعة)أنفاسه اخرج من جيبه سكينا صغيره ونقش على صخرة اليوم أنقذ صديقي حياتي .
هنا بادره الصديق الذي قام بالصفع والإنقاذ بالسؤال لماذا كتبت صفعتي لك على الرمل,ولإنقاذي لحياتك على الرمل؟
فكانت الاجابه لأنني رأيت في الصفعة حدثا عابرا وسجلتها على الرمل لتذروها الرياح بسرعة,أما إنقاذك لي فعمل كبير وأصيل وأريد له أن يستعصي على المحو فكتبته على الصخر
الصداقة ينبوع فوائد .. ومجموع محامد ..
تكسب الإنسان عزة في الدهر .. ولذة في العمر ..
وقيل أيضاً :
الصداقة ود وإيمان
الصداقة حلم وكيان يسكن الوجدان
الصداقة لاتوزن بميزان ولاتقدر بأثمان
فلا بد منها لكل إنسان
أذكر نصيحة وجهها أحد الحكماء لابنه قائلاً :
" يابني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان خليلا صالحا فإنما مثل الخليل الصالح كمثل النخلة ...
إن قعدت في ظلها أظلتك
وإن احتطبت من حطبها نفعتك
وان أكلت من ثمرها وجدته طيبا "
القصة التي ذكرتها أخي عظيمة بالإيثار وحب الآخر وتخليد العمل الصالح ومحو كل ما يسيء إلى الصداقة من قريب أو بعيد
فهنا كان الصديق هدية القدر للآخر ..
منحة عظيمة من الله .. ورحمة الأيام به ..
من خلال عونه بعد الله عاد للحياة مجددا ...
ولولا رفقته في الطريق الطويل بحثا عن الماء لكان صريع الوحدة والوحشة والهموم .
لذا من غير المعقول أن نهتم بالقشور إن تضاربت الرؤى واحتد الجدال بنا وأن يصل الأمر إلى خسران الآخر واستبعاده من حياتنا وتجاهل كل صفاته الطيبة والرفقة الجميلة التي قضيناها بصحبته
ندعو الله أن نستهدي دوما برفقاء صالحين من الذين أحبهم الله
تقديري واحترامي
مع خالص امنياتى (محمودابوالعمده)