فى ليله من اليالى
وهدوء يسكن المكان
شموع باكيه خائفه من الآحتراق
جلست ويحيطنى ورود ذابله
كل هذا فى وسط غرفه مظلمه
تتصاعد أنفاسى بحرقه قاتله
بجسدى النحيل لآصبح غريب حتى فى بيتى
أسرح بخيالى الى ذكريات مضت
الى لحظات كانت أخيرة
أتشبس بفكرى لآتذكرها
لحظات كانت جميله عندما كنت أراها لآول مرة
كان لقاء عابر
كان يراه كل سائر
فأذدحم المكان لتختفى منى الوجيه
تهات بين الناس
لتعود لآراها من بعيد
قادمه لنفس المكان
فى نفس الموعد
رفعت عيناها وهى تقف أمام عينى
بشموخ - ورقه - وأناقه
فعرفت أنها هى من رائحة عطرها
من رشاقة عودها
من لفة عباءتها
من رقرقة همسها
ومن ضقات خلخالها
كلها كانت أوصاف حكت لى أحلامى عنها
خطيت خطوة بهدوة
لآقترب منها
أهمس بصوت خجلى
هل أنتِ نبض قلبى
أجابت نعم أنا بلسم يداوى جروحك
فنظرت لها ... وقلت أحبكِ
فهمست لى ... وقالت أحبك يا أروع حنونى
فتصادقت أحسيسنا
وفاضت مشاعرنا
وذابت أشواقنا
أقتربت أكثر لآمسك يديها
أضمها الى صدرى
فشعرت بيديها ترتجف
فرجف قلبى وطالبتها أن تزيل غطائها
لكى أنظر لجمال خدودها
وأسافر فى فضاء عيونها
وان أتلاعب بخصلات شعرها
وأن أذوب وأتوه فى أعماقها
وقفت الجميله والخجل يراودها
فكشفت غطائها ... ليصيبنى الذهول من جمالها
من بريق عيونها
رأتها ملاك فى صورة بشر
أحس ببراءتها ...بطفولتها ...بعذوبة أنفاسها
تتأرجح الآسئله من على لسانى
هل أنت فعلاً حبيبتى
قالت أنا الدماء الذى يسير فى شريانك
وأنا نبضات أحساسك
فنزلت الدموع من عينى
مسحتها هى بيديها
وطلبت منها أن تودعنى وأن تسامحنى
وأن أكون ذكرى رائعه فى حياتها
فهزت رأسها بكل خجل
وفارقت أنا المكان
وذهبت هى من طريق وانا من طريق
تباعد جسدها ... وغابت عيونها
ولم يبقى ألا بقايا عطرها
وخصله من شعرها أمسكها بيدى بقوه
وأفترقنا وفى قلوبنا نار وألم وحزن
والدموع تعم فى أرجاء المكان
عند أخر أنفاس لحظه أخيرة
وها أنا فى غرفتى انتظر لحظات قادمه
فقد ودعت الجميع ... تسامحت مع الكثير
فهناك أحساس قاتل فى داخلى
وها هى أصوات الناى تعزف
وأعزف معها لحظات كلها دموع
فقد حان وقت الدواء والنوم
وسكت عزف الناى
وأطفيت الشموع ... وودعت الورود
أناظر صورة أمى وتذكر حنانها وعطفها
أناظر صورة أبى وتذكر رجولته وعطائه
ذهبت الى فراشى ... أسحب غطائى ... أغمض عينى
فحظرت حبيبتى فى أنفاسى فى أعماق قلبى
وفى نبض وريدى
فنمت فى شرفات قلبها
على رائحة عطرها
وجاء صوت المنبه يرن فى أذانى
ليخبرنى بصلاة الفجر ليوم جديد
فقمت للصلاه رافع يدى لله
فرجعت لنوم ما باقى الا القليل لوقت عملى
فأغمت عينى
ذهبت فى نوم عميق
وهاهو صوت المنبه يرن للمرة الثانيه
ولكن قد أصبحت جسد بلا روح
مات هذا الآنسان
مات الآحساس
مات صاحب القلب الحنون
تقطعت أوتار الناى
مات وكتب على فراشه بدمه
كان هنا رجل ورحل