شباب ستار
أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 749093772
شباب ستار
أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 749093772
شباب ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب ستار

شباب ستار| اغاني | العاب | مسلسلات | مهرجنات| لوبات| برامج دجي | فلاتر| بروجكتات|افلام عربي-افلام اجنبي-افلام هندي-اغاني عربي-اغاني-اجنبي-برامج كاملة-العاب-نغمات-سيمزات-خلفيات-شات-رسائل-مطبخ حواء-gemes-movies-photo-flash-اكوادcss-اكوادthml-تقنيات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في 1/1/1970
آخر عضو مسجل Mo فمرحبا به


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا


 

 أسباب نزول سور القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
Best Designer
مبدع فريق الابداع

مبدع فريق الابداع
Best Designer


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 1028
تاريخ التسجيل : 29/10/2010
الموقع : https://shbab-star.yoo7.com
العمر : 31

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty7/12/2010, 4:50 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و آله و الصحابة و التابعين إلى يوم الدين
أما بعد

جميعنا نتلو القرآن الكريم فى كل وقت و لكن قليل منا من يعرف أسباب النزول للسور القرآنية و قد بحثت فى جميع المنتديات حتى و جدت أحدهم يذكر أسباب النزول و حيث أن القرآن نزل منجماً أى متفرقاً فكل مجموعة آيات لها سبب للنزول أو أن تكون نزول السورة لها أسبابها و الآن لنبدأ مع أسباب النزول لسورة البقرة

سورة البقرة

مدنية بلا خلاف

أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الصغير قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الكبير قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء الخراساني، عن عكرمة قال: أول سورة أنـزلت بالمدينة سورة البقرة

قوله عز وجل: ( الم ذَلِكَ الْكِتَاب ) 1 ، 2.

أخبرنا أبو عثمان الثقفي الزعفراني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنـا جعفر بن محمد بن الليث قال: أخبرنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيـح، عن مجاهد قال: أربع آيات من أول هذه السورة نـزلت في المؤمنين، وآيتان بعدها نـزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة بعدها نـزلت في المنافقين.

وقوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَروا ) 6.

قال الضحاك: نـزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، وقال الكلبي: يعني اليهود.

قوله تعالى: ( وَإِذَا لَقوا الَّذِينَ آمَنوا ) 14.

أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أخبرنا شيبة بن محمد حدثنا علي بن محمد بن قرة حدثنا أحمد بن محمد بن نصر حدثنا يوسف بن بلال حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نـزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أُبيّ: انظروا كيف أردُّ هؤلاء السفهاء عنكم؟ فذهب فأخذ بيد أبي بكر، فقال: مرحبًا بالصديق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله؛ ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب، الفاروق القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله؛ ثم أخذ بيد عليّ فقال: مرحبًا بابن عم رسول الله وختنه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا؛ فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت، فأثنوا عليه خيرًا، فرجع المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك، فأنـزل الله هذه الآية.


قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا النَّاس اعْبدوا رَبَّكم ) 21

أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو تراب الهستاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كل شيء نـزل فيه: ( يَا أَيّهَا النَّاس ) فهو مكي و ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا ) فهو مدني يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا ) خطاب أهل المدينة قوله: ( يَا أَيّهَا النَّاس اعْبدوا رَبَّكم ) خطاب لمشركي مكة إلى قوله: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنوا ) وهذه الآية نازلة في المؤمنين وذلك أن الله تعالى لما ذكر جزاء الكافرين بقوله: ( النَّارَ الَّتِي وَقودهَا النَّاس وَالْحِجَارَة أعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) ذكر جزاء المؤمنين.

قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا ) 26

قال ابن عباس في رواية أبي صالح: لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين يعني قوله: ( مَثَلهمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ) وقوله: ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ) قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال. فأنـزل الله هذه الآية.

وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتاب وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله. فأنـزل الله هذه الآية.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه قال: أخبرنا سليمان بن أيوب الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد العزيز بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا ) قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين، فقال: ( وَإِنْ يَسْلبْهم الذّبَاب شَيْئًا ) وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنـزل من القرآن على محمد، أي شيء يصنع بهذا؟ فأنـزل الله هذه الآية .

قوله تعالى: ( أَتَأْمرونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) 44

قال ابن عباس في رواية الكلبي عن أبي صالح بالإسناد الذي ذكر: نـزلت في يهود أهل المدينة، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين: أثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن أمره حق، فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه.
.

قوله تعالى: ( وَاسْتَعِينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) 45

عند أكثر أهل العلم أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب وهو مع ذلك أدب لجميع العباد. وقال بعضهم: رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين والقول الأول أظهر.

قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية 62

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة قال: قال ابن جريج عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال: لما قصّ سلمان على النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الدير قال: "هم في النار" قال سلمان: فأظلمت عليّ الأرض فنـزلت: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) إلى قوله: ( يَحْزَنونَ ) قال: .فكأنما كشف عني جبل

أخبرنا محمد بن عبد العزيز المروزي قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا أبو يزيد أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عمرو عن أسباط عن السدي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية. قال: نـزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يخبر عن عبادتهم واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيا. فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان هم من أهل النار فأنـزل الله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) وتلا إلى قوله: ( وَلاهمْ يَحْزَنونَ )

أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكرياء قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السُّدّي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنوا وَالَّذِينَ هَادوا ) الآية، نـزلت هذه الآية في سلمان الفارسي، وكان من أهل جندي سابور من أشرافهم وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود.


قوله تعالى: ( أَفَتَطْمَعونَ أَنْ يؤْمِنوا لَكمْ ) الآية 75

قال ابن عباس ومقاتل: نـزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى، فلما ذهبوا معه إلى الميقات وسمعوا كلام الله تعالى وهو يأمره وينهاه، رجعوا إلى قومهم، فأما الصادقون فأدّوا ما سمعوا، وقالت طائفة منهم: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس . وعند أكثر المفسرين: نـزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم وصفة محمد صلى الله عليه وسلم.



قوله تعالى: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتبونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ) الآية 79.

نـزلت في الذين غيروا صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم وبدّلوا نعته، قال الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا: إنهم غيروا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطًا طويلا وكان ربعة أسمر، وقالوا لأصحابهم وأتباعهم: انظروا إلى صفة النبيّ، الذي يُبعث في آخر الزمان، ليس يشبه نعت هذا، وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود، فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم إن بيَّنوا الصفة، فمن ثَمَّ غيروا.

قوله تعالى: ( وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّار إِلا أَيَّامًا مَعْدودَةً ) 80.

أخبرنا إسماعيل ابن أبي القاسم الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد العطار قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثني أبو القاسم عبد الله بن سعد الزهري قال: حدثني أبي وعمّي قالا حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، إنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب، فأنـزل الله تعالى في ذلك من قولهم: ( وَقَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّار إِلا أَيَّامًا مَعْدودَةً )

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا مروان بن معاوية حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين عامًا قالوا: لن نعذّب في النار إلا ما وجدنا في التوراة، فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار، فساروا في العذاب حتى انتهوا إلى سَقَر وفيها شجرة الزقوم، إلى آخر يوم من الأيام المعدودة، فقال لهم خزنة النار: يا أعداء الله زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أيامًا معدودة، فقد انقضى العدد وبقي الأبد.
.



قوله تعالى: ( وَكَانوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَروا ) 89

قال ابن عباس كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء وقالت: اللهم إنا نسألك بحقّ النبيّ الأميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنـزل الله تعالى: ( وَكَانوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَروا ) أي بك يا محمد، إلى قوله: ( فَلَعْنَة اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) وقال السدي: كانت العرب تمرّ بيهود فيلقون منهم أذى، وكانت اليهود تجد نعت محمد في التوراة، ويسألون الله أن يبعثه فيقاتلون معه العرب، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به حسدًا، وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل

قوله تعالى: ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ ) الآية 97

أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني قال: أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أقبلت اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس من نبيّ إلا يأتيه ملك من عند ربه عز وجل بالرسالة بالوحيّ فمن صاحبك؟ قال: "جبريل" قالوا: ذاك الذي ينـزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدوّنا لو قلت ميكائيل الذي ينـزل بالمطر والرحمة اتبعناك، فأنـزل الله تعالى: ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّه نـزلَه عَلَى قَلْبِكَ ) إلى قوله: ( فَإِنَّ اللَّهَ عَدوٌّ لِلْكَافِرِينَ)

قوله تعالى: ( مَنْ كَانَ عَدوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ ) الآية 98

أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا عليّ بن مسهر عن داود عن الشعبيّ قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن، فقالوا: يا عمر ما أحد أحبّ إلينا منك، قلت: ولم؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا، قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضًا وموافقة التوراة القرآن، وموافقة القرآن التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف ظهري، فقالوا: إن هذا صاحبك فقم إليه، فالتفت إليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل خوخة في المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم بالله وما أنـزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيدهم: قد نشدكم الله فأخبروه. فقالوا: أنت سيدنا فأخبره، فقال سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله قال: فقلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه، قالوا: إن لنا عدوًا من الملائكة وسلما من الملائكة، فقلت: من عدوكم، ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل وهو ملك الفظاظة والغلظة والآصار والتشديد؛ قلت: ومن سلمكم؟ قالوا: ميكائيل وهو ملك الرأفة واللين والتيسير قلت: فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإنهما جميعًا ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا.

ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلني فقال: "يا ابن الخطاب ألا أقرؤك آيات نـزلت علي قيل؟ قلت: بلى فقرأ: " ( قلْ مَنْ كَانَ عَدوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّه ) الآية حتى بلغ ( وَمَا يَكْفر بِهَا إِلا الْفَاسِقونَ ) " قلت: والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر. قال عمر: فلقد رأيتني أشدّ في دين الله من حجر.
وقال ابن عباس: إن حبرًا من أحبار اليهود من فدك يقال له: عبد الله بن صوريا حاج النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن أشياء فلما اتجهت الحجة عليه قال: أيَّ ملك يأتي من السماء؟ قال: جبريل: ولم يبعث الله نبيا إلا وهو ولِيُّه قال: ذاك عدُوّنا من الملائكة، ولو كان ميكائيل مكانه لآمنا بك، إن جبريل نـزل بالعذاب والقتال والشدة، فإنه عادانا مرارًا كثيرة، وكان أشدّ ذلك علينا أن الله أنـزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له بختنصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلامًا مسكينًا ليست له قوّة، فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلا تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أيّ شيء تقتله؟ فصدقه صاحبنا ورجع إلينا، وكبر بختنصر وقوي وغزانا وخرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوّا فأنـزل الله هذه الآية.
وقال مقاتل: قالت اليهود: إن جبريل عدونا أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا، فأنـزل الله هذه الآية .


قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَنـزلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) 99.

قال ابن عباس: هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، ما أُنـزل عليك من آية بيّنة فنتبعك، بها فأنـزل الله هذه الآية.

قوله تعالى: ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ ) الآية 102.

أخبرني محمد بن عبد العزيز القنطري قال: أخبرنا أبو الفضل الحدادي قال: أخبرنا أبو يزيد الخالدي قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا جرير قال: أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن عمران بن الحارث قال: بينما نحن عند ابن عباس إذ قال: إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء، فيجيء أحدهم بكلمة حق فإذا جرَّب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة فبشر بها قلوب الناس، فاطلع على ذلك سليمان، فأخذها فدفنها تحت الكرسي؛ فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنـز سليمان المنيع الذي لا كنـز له مثله؟ قالوا: نعم قال: تحت الكرسي فأخرجوه، فقالوا: هذا سحر. فتناسخته الأمم فأنـزل الله عذر سليمان ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ).

وقال الكلبي: إن الشياطين كتبوا السحـر والنارنجيات على لسان آصف: هذا ما علم آصف بن برخيا الملك ثم دفنوها تحت مصلاه حين نـزع الله ملكه، ولم يشعر بذلك سليمان؛ ولما مات سليمان استخرجوه من تحت مصلاه، وقالوا للناس: إنما ملككم سليمان بهذا فتعلموه، فأما علماء بني إسرائيل فقالوا: معاذ الله أن يكون هذا علم سليمان، وأما السفلة فقالوا: هذا علم سليمان، وأقبلوا على تعلمه، ورفضوا كتب أنبيائها ففشت الملامة لسليمان، فلم تزل هذه حالهم حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنـزل الله، عذر سليمان على لسانه وأظهر براءته مما رمي به فقال: ( وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين ) الآية.

أخبرنا سعيد بن العباس القرشي كتابة أن الفضل بن زكرياء حدثهم عن أحمد بن نجدة أخبرنا سعيد بن منصور، حـدثنا عتّاب بن بشير عن خصيف قال: كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال: لأي داء أنت؟ فتقول لكذا وكذا؛ فلما نبتت شجرة الخرنوبة قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لمسجدك أخربه قال: تخربينه؟ قالت: نعم، قال: بئس الشجرة أنت، فلم يلبث أن توفي، فجعل الناس يقولون في مرضاهم: لو كان لنا مثل سليمان، فأخذت الشياطين فكتبوا كتابًا وجعلوه في مصلى سليمان وقالوا: نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب فإذا فيه سحر رُقَى فأنـزل الله تعالى وَاتَّبَعوا مَا تَتْلو الشَّيَاطِين عَلَى ملْكِ سلَيْمَانَ ) إلى قوله: ( فَلا تَكْفرْ )

قال السدي: إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر فاشتغلوا بتعلمه فأخـذ سليمان تلك الكتب وجعلها في صندوق فدفنها تحت كرسيه ونهاهم عن ذلك ولما مات سليمان وذهب الذين كانوا يعرفون دفنه الكتب، فتمثل شيطان على صورة إنسان فأتى نفرًا من بني إسرائيل وقال: هل أدلكم على كنـز لا تأكلونه أبدًا؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي فحفروا فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان ضبط الجنَّ والإنس والشياطين والطيور بهذا، فاتخذ بنو إسرائيل تلك الكتب، فلذلك أكثر ما يوجد السحر في اليهود، فبرأ الله عز وجل سليمان من ذلك وأنـزل هذه الآية .


قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ) الآية 104.

قال ابن عباس في رواية عطاء: وذلك أن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك وكان ( رَاعِنَا ) في كلام اليهود سبًّا قبيحًا فقالوا: إنا كنا نسبّ محمدًا سرًّا فالآن أعلنوا السبّ لمحمد لأنه من كلامهم، فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد ( رَاعِنَا ). ويضحكون ففطن بها رجل من الأنصار وهو سعد بن عبادة وكان عارفا بلغة اليهود وقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه فقالوا: ألستم تقولونها له؟ فأنـزل الله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ) الآية.

قوله تعالى: ( مَا يَوَدّ الَّذِينَ كَفَروا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) الآية 105.

قال المفسرون: إن المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود: آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
قالوا: هذا الذي تدعوننا إليه ليس بخير مما نحن عليه ولوددنا لو كان خيرا فأنـزل الله تعالى تكذيبًا لهم هذه الآية.

قوله تعالى: ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ ننْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) 106.

قال المفسرون: إن المشركين قالوا: أتَرَون إلى محمد يأمر أصحابه، بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه عنه غدا ما هذا القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام يناقض بعضه بعضًا فأنـزل الله: ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) [ النحل: 101]. الآية: وأنـزل أيضا: ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ ننْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا ) الآية.

قوله تعالى: ( أَمْ ترِيدونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسولَكمْ ) الآية 108.

قال ابن عباس نـزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش، قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبًا، ووسع لنا أرض مكة، وفجر الأنهار خلالها تفجيرًا نؤمن بك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

وقال المفسّرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن قائل يقول: يأتينا بكتاب من السماء جُمْلَةً كما أتى موسى بالتوراة، ومن قائل يقول - وهو عبد الله بن أبي أُمَية المخزومي - ائتني بكتاب من السماء فيه: من ربّ العالمين، إلى ابن أبي أُمية، اعلم أني قد أرسلت محمدًا إلى الناس؛ ومن قائل يقول: لن نؤمن لك أو تأتي بالله والملائكة قبيلا فأنـزل الله تعالى هذه الآية .



قوله تعالى: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) الآية 109.

قال ابن عباس: نـزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة بدر ألم تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحقّ ما هُزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم.

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شُعيب عن الزهريّ قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه أن كعب بن الأشرف اليهودي، كان شاعرًا وكان يهجو النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويحرّض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤْذُون النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه أشدّ الأذى، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنـزلت: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) إلى قوله: ( فَاعْفوا وَاصْفَحوا ).

قوله تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهود لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ ) 113.

نـزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين، فكفروا بموسى والتوراة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ) الآية 114.

نـزلت في ططوس الرومي وأصحابه من النصارى، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل، فقتلوا مقاتلتهم، وسبوا ذراريهم، وحرقوا التوراة، وخربوا بيت المقدس، وقذفوا فيه الجيف. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

وقال قتادة والسُّدّي: هو بُخْتَنَصّر وأصحابه غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس، وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم.

وقال ابن عباس في رواية عطاء. نـزلت في مشركي أهل مكة ومنعهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام.

قوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ) 115.

اختلفوا في سبب نـزولها. فأخبرنا أبو منصور المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا أبو محمد إسماعيل بن عليّ قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن شبيب العمري قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري قال: وجدت في كتاب أبي، حدثنا عبد الملك العرزمي قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة هي هاهنا قِبَل الشمال، فصلوا وخطوا خطوطًا وقال بعضنا: القبلة هاهنا قِبَل الجنوب فصلوا وخطوا خطوطًا فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسكت فأنـزل الله تعالى:

(وَلِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ).

أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا يحيى بن صاعد قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أشعث السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، في السفر في ليلة مظلمة، فلم ندر كيف القبلة، فصلى كل رجل منا على حاله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنـزلت: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) ومذهب ابن عمر أن الآية نازلة في التطوع بالنافلة. أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو البختري بن عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك بن سليمان عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: أنـزلت ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) أن تصلي حيث توجهت بك راحلتك في التطوّع.

وقال ابن عباس في رواية عطاء: إن النجاشي لما توفي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن النجاشي توفي، فصلّ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضروا وصفَّهم ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: "إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي وقد توفي فصلوا عليه" فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عليه، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم: كيف نصلي على رجل مات، وهو يصلي على غير قبلتنا؟ وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة، فأنـزل الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) ومذهب قتادة أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( وَحَيْثمَا كنْتمْ فَوَلّوا وجوهَكمْ شَطْرَه ) فهذا قول ابن عباس عند عطاء الخراساني وقال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة قال الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ) قال: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وتـرك البيت العتيق، ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق.

وقال في رواية علي بن أبي طلحة لوالبي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة. وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود. فاستقبلها بضعة عشر شهرًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ قبلة إبراهيم، فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، فأنـزل الله تعالى: ( فَأَيْنَمَا توَلّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّهِ ).


قوله تعالى: ( وَقَالوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَدًا ) 116.

نـزلت في اليهود حيث قالوا: عُزَير ابن الله، وفي نصارى نجران حيث قالوا: المسيح ابن الله، وفي مشركي العرب حيث قالوا: الملائكة بنات الله.

قوله تعالى: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) 119.

قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "ليت شعري ما فعل أبواي؟" فنـزلت هذه الآية. وهذا على قراءة من قرأ: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) جزما وقال مقاتل: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنـزل الله بأسه باليهود لآمنوا" فأنـزل الله تعالى: ( وَلا تسْأَل عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ).

قوله تعالى: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهود وَلا النَّصَارَى ) الآية 120.

قال المفسرون: إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة ويطمعون أنهم إذا هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنـزل الله تعالى هذه الآية. وقال ابن عباس: هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم، فيئسوا منه أن يوافقهم على دينهم، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى: ( الَّذِينَ آتَيْنَاهم الْكِتَابَ يَتْلونَه حَقَّ تِلاوَتِهِ ) 121.

قال ابن عباس في رواية عطاء والكلبي: نـزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مـع جعفر ابن أبي طالب من أرض الحبشة كانوا أربعين رجلا من الحبشة وأهل الشام. وقال الضحاك: نـزلت فيمن آمن من اليهود. وقال قتادة وعكرمة: نـزلت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: ( أَمْ كنْتمْ شهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقوبَ الْمَوْتُ ) الآية 133.

نـزلت في اليهود حين قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية.

قوله تعالى: ( وَقَالوا كونوا هودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدوا ) 135.

قال ابن عباس: نـزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا،
وأبي ياسر ابن أخطب؛ وفي نصارى أهل نجران؛ وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها، فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء، وكتابنا التوراة أفضل الكتب، وديننا أفضل الأديان، وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على ديننا فلا دين إلا ذلك ودعوهم إلى دينهم.

قوله تعالى: ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَن مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ) 138.

قال ابن عباس: إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام، صبغوه في ماء لهم يقال
له: المعمودي ليظهروه بذلك، ويقولون: هذا طهور مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك قالوا: الآن صار نصرانيًا حقًا، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. نـزلت في تحويل القبلة.

قوله تعالى: ( سَيَقول السّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ) الآية 142.

أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة، فأنـزل الله تعالى: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) إلى آخر الآية، فقال السفهاء من الناس -وهم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قال الله تعالى: ( قلْ لِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ) إلى آخر الآية، رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء.


قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّه لِيضِيعَ إِيمَانَكمْ ) 143.

قال ابن عباس في رواية الكلبي: كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الأولى، منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار، والبراء بن معرور أحد بني سلمة، وأناس آخرون، جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم، فكيف بإخواننا؟

فأنـزل الله: ( وَمَا كَانَ اللَّه لِيضِيعَ إِيمَانَكمْ ) الآية. ثم قال: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: "وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها" وكان يريد الكعبة، لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل: "إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئًا فسل ربك أن يحوّلك عنها إلى قبلة إبرإهيم" ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الوهاب بن عيسى قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرًا نحو بيت المقدس، ثم علم الله عز وجل هوى نبيه صلى الله عليه وسلم فنـزلت: ( قَدْ نَرَى تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) الآية، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص؛ ورواه البخـاري، عن أبي نعيم، عن زهير كـلاهما عن أبي إسحاق.

قوله تعالى: ( الَّذِينَ آتَيْنَاهم الْكِتَابَ يَعْرِفونَه كَمَا يَعْرِفونَ أَبْنَاءَهمْ ) الآية 146.

نـزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابـه كانوا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان؛ قال عبد الله بن سلام: لأنا أشدّ معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بابني، فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدًا رسول الله حقًّا يقينًا، وأنا لا أشهد بذلك على ابني، لأني لا أدري ما أحدث النساء، فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام.

قوله تعالى: ( وَلا تَقولوا لِمَنْ يقْتَل فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ) الآية 154.

نـزلت في قتلى بدر من المسلمين، وكانوا بضعة عشر رجلا ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها، فأنـزل الله هذه الآية.

قوله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) الآية 158

أخبرنا سعيد ابن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو عليّ بن أبي بكر الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال. حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال: حدثني مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنـزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قُدَيْد، وكانوا يتحرّجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية، رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك.

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو الشيـخ الحافظ قـال: حدثنا أبو يحيى الرازي قـال: حدثنا سهل العسكري قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنـزلت هذه الآية في ناس من الأنصار، كانوا إذا أهلوا أهلوا لمناة في الجاهلية ولم يحلّ لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما قَدِموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحجّ ذكروا ذلك له، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. رواه مسلم، عن أبي بكر بن شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام عن أبيه عن عائشة.

وقال أنس بن مالك: كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية فتركناه في الإسلام فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

وقال عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فسله فإنه أعلم من بقي بما أنـزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له: إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا على الوثنين، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

وقال السدي: كان في الجاهلية تعزف الشياطين بالليل بين الصفا والمروة وكانت بينهما آلهة، فلما ظهر الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية؛ فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان قال: أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن بكار قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن أنس بن مالك قال: كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة، وكانا من شعائر الجاهلية، وكنا نتقي الطواف بهما فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) الآية. رواه البخاري عن أحمد بن محمد عن عاصم.


عدل سابقا من قبل Dark_Legend في 7/12/2010, 5:17 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
Best Designer
مبدع فريق الابداع

مبدع فريق الابداع
Best Designer


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 1028
تاريخ التسجيل : 29/10/2010
الموقع : https://shbab-star.yoo7.com
العمر : 31

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty7/12/2010, 5:52 pm

{ 26 - 44 } { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }

يذكر تعالى نعمته وإحسانه على أبينا آدم عليه السلام، وما جرى من عدوه إبليس، وفي ضمن ذلك التحذير لنا من شره وفتنته فقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ } أي آدم عليه السلام { مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } أي: من طين قد يبس بعد ما خمر حتى صار له صلصلة وصوت، كصوت الفخار، والحمأ المسنون: الطين المتغير لونه وريحه من طول مكثه.

{ وَالْجَانَّ } وهو: أبو الجن أي: إبليس { خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ } خلق آدم { مِنْ نَارِ السَّمُومِ } أي: من النار الشديدة الحرارة، فلما أراد الله خلق آدم قال للملائكة: { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } جسدا تاما { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } فامتثلوا أمر ربهم.

{ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } تأكيد بعد تأكيد ليدل على أنه لم يتخلف منهم أحد، وذلك تعظيما لأمر الله وإكراما لآدم حيث علم ما لم يعلموا.

{ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } وهذه أول عداوته لآدم وذريته، قال الله: { يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } فاستكبر على أمر الله وأبدى العداوة لآدم وذريته وأعجب بعنصره، وقال: أنا خير من آدم.

{ قَالَ } الله معاقبا له على كفره واستكباره { فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي: مطرود مبعد من كل خير، { وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ } أي: الذم والعيب، والبعد عن رحمة الله، { إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } ففيها وما أشبهها دليل على أنه سيستمر على كفره وبعده من الخير.

{ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي } أي: أمهلني { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك، ولذلك حذرنا منه غاية التحذير، وشرح لنا ما يريده منا.

{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ } أي: أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى، حتى يكونوا منقادين لكل معصية. { وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: أصدهم كلهم عن الصراط المستقيم، { إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } أي: الذين أخلصتهم واجتبيتهم لإخلاصهم، وإيمانهم وتوكلهم.

قال الله تعالى: { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } أي: معتدل موصل إليَّ وإلى دار كرامتي.

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } تميلهم به إلى ما تشاء من أنواع الضلالات، بسبب عبوديتهم لربهم وانقيادهم لأوامره أعانهم الله وعصمهم من الشيطان.

{ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ } فرضي بولايتك وطاعتك بدلا من طاعة الرحمن، { مِنَ الْغَاوِينَ } والغاوي: ضد الراشد فهو الذي عرف الحق وتركه، والضال: الذي تركه من غير علم منه به.

{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: إبليس وجنوده، { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } كل باب أسفل من الآخر، { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ } أي: من أتباع إبليس { جُزْءٌ مَقْسُومٌ } بحسب أعمالهم. قال الله تعالى: { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ }

ولما ذكر تعالى ما أعد لأعدائه أتباع إبليس من النكال والعذاب الشديد ذكر ما أعد لأوليائه من الفضل العظيم والنعيم المقيم فقال:

{ 45 - 50 } { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ }

يقول تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ } الذين اتقوا طاعة الشيطان وما يدعوهم إليه من جميع الذنوب والعصيان { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } قد احتوت على جميع الأشجار وأينعت فيها جميع الثمار اللذيذة في جميع الأوقات.

ويقال لهم حال دخولها: { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ } من الموت والنوم والنصب، واللغوب وانقطاع شيء من النعيم الذي هم فيه أو نقصانه ومن المرض، والحزن والهم وسائر المكدرات، { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } فتبقى قلوبهم سالمة من كل دغل وحسد متصافية متحابة { إخوانا على سرر متقابلين }

دل ذلك على تزاورهم واجتماعهم وحسن أدبهم فيما بينهم في كون كل منهم مقابلا للآخر لا مستدبرا له متكئين على تلك السرر المزينة بالفرش واللؤلؤ وأنواع الجواهر.

{ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } لا ظاهر ولا باطن، وذلك لأن الله ينشئهم نشأة وحياة كاملة لا تقبل شيئا من الآفات، { وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } على سائر الأوقات.

ولما ذكر ما يوجب الرغبة والرهبة من مفعولات الله من الجنة والنار، ذكر ما يوجب ذلك من أوصافه تعالى فقال: { نَبِّئْ عِبَادِي } أي: أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، { أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.

ومع هذا فلا ينبغي أن يتمادى بهم الرجاء إلى حال الأمن والإدلال، فنبئهم { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ } أي: لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقادر قدره ولا يبلغ كنهه نعوذ به من عذابه، فإنهم إذا عرفوا أنه { لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد } حذروا وأبعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب، فالعبد ينبغي أن يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، فإذا نظر إلى رحمة ربه ومغفرته وجوده وإحسانه، أحدث له ذلك الرجاء والرغبة، وإذا نظر إلى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه، أحدث له الخوف والرهبة والإقلاع عنها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Best Designer
مبدع فريق الابداع

مبدع فريق الابداع
Best Designer


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 1028
تاريخ التسجيل : 29/10/2010
الموقع : https://shbab-star.yoo7.com
العمر : 31

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty7/12/2010, 5:53 pm

{ 51 - 56 } { وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونَ عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } أي: عن تلك القصة العجيبة فإن في قصك عليهم أنباء الرسل وما جرى لهم ما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم، خصوصا إبراهيم الخليل، الذي أمرنا الله أن نتبع ملته، وضيفه هم الملائكة الكرام أكرمه الله بأن جعلهم أضيافه.

{ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا } أي: سلموا عليه فرد عليهم { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي: خائفون، لأنه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا إلى بيته فأحضر لهم ضيافتهم، عجلا حنيذا فقدمه إليهم، فلما رأى أيديهم لا تصل، إليه خاف منهم أن يكونوا لصوصا أو نحوهم.

فـ { قَالُوا } له: { لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ } وهو إسحاق عليه الصلاة والسلام، تضمنت هذه البشارة بأنه ذكر لا أنثى عليم أي: كثير العلم، وفي الآية الأخرى { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ }

فقال لهم متعجبا من هذه البشارة: { أَبَشَّرْتُمُونِي } بالولد { عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ } وصار نوع إياس منه { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } أي: على أي وجه تبشرون وقد عدمت الأسباب؟

{ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ } الذي لا شك فيه لأن الله على كل شيء قدير، وأنتم بالخصوص -يا أهل هذا البيت- رحمة الله وبركاته عليكم فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم.

{ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ } الذين يستبعدون وجود الخير، بل لا تزال راجيا لفضل الله وإحسانه، وبره وامتنانه، فأجابهم إبراهيم بقوله: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } الذين لا علم لهم بربهم، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا، ثم لما بشروه بهذه البشارة، عرف أنهم مرسلون لأمر مهم.

{ 57 - 77 } { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ * فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ * وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ * وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ }

أي: { قَالَ } الخليل عليه السلام للملائكة: { فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ } أي: ما شأنكم ولأي شيء أرسلتم؟

{ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ } أي: كثر فسادهم وعظم شرهم، لنعذبهم ونعاقبهم، { إِلَّا آلَ لُوطٍ } أي: إلا لوطا وأهله { إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ } أي: الباقين بالعذاب، وأما لوط فسنخرجنه وأهله وننجيهم منها، فجعل إبراهيم يجادل الرسل في إهلاكهم ويراجعهم، فقيل له: { يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود } فذهبوا منه.

{ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ } لهم لوط { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ } أي: لا أعرفكم ولا أدري من أنتم.

{ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي: جئناك بعذابهم الذي كانوا يشكون فيه ويكذبونك حين تعدهم به، { وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ } الذي ليس بالهزل { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } فيما قلنا لك.

{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ } أي: في أثنائه حين تنام العيون ولا يدري أحد عن مسراك، { وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ } أي: بادروا وأسرعوا، { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } كأن معهم دليلا يدلهم إلى أين يتوجهون { وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ } أي: أخبرناه خبرا لا مثنوية فيه، { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ } أي: سيصبحهم العذاب الذي يجتاحهم ويستأصلهم، { وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ } أي: المدينة التي فيها قوم لوط { يَسْتَبْشِرُونَ } أي: يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوط وصباحة وجوههم واقتدارهم عليهم، وذلك لقصدهم فعل الفاحشة فيهم، فجاءوا حتى وصلوا إلى بيت لوط فجعلوا يعالجون لوطا على أضيافه، ولوط يستعيذ منهم ويقول: { إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُون وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُون } أي: راقبوا الله أول ذلك وإن كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحون في أضيافي، وتنتهكوا منهم الأمر الشنيع.

فـ { قَالُوا } له جوابا عن قوله ولا تخزون فقط: { أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ } أن تضيفهم فنحن قد أنذرناك، ومن أنذر فقد أعذر، فـ { قَالَ } لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه: { هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } فلم يبالوا بقوله ولهذا قال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } وهذه السكرة هي سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعذل ولا لوم.

فلما بينت له الرسل حالهم، زال عن لوط ما كان يجده من الضيق والكرب، فامتثل أمر ربه وسرى بأهله ليلا فنجوا، وأما أهل القرية { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } أي: وقت شروق الشمس حين كانت العقوبة عليهم أشد، { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } أي: قلبنا عليهم مدينتهم، { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ } تتبع فيها من شذ من البلد منهم.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } أي: المتأملين المتفكرين، الذين لهم فكر وروية وفراسة، يفهمون بها ما أريد بذلك، من أن من تجرأ على معاصي الله، خصوصا هذه الفاحشة العظيمة، وأن الله سيعاقبهم بأشنع العقوبات، كما تجرأوا على أشنع السيئات.

{ وَإِنَّهَا } أي: مدينة قوم لوط { لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ } للسالكين، يعرفه كل من تردد في تلك الديار { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } وفي هذه القصة من العبر: عنايته تعالى بخليله إبراهيم، فإن لوطا عليه السلام من أتباعه، وممن آمن به فكأنه تلميذ له، فحين أراد الله إهلاك قوم لوط حين استحقوا ذلك، أمر رسله أن يمروا على إبراهيم عليه السلام كي يبشروه بالولد ويخبروه بما بعثوا له، حتى إنه جادلهم عليه السلام في إهلاكهم حتى أقنعوه، فطابت نفسه.

وكذلك لوط عليه السلام، لما كانوا أهل وطنه، فربما أخذته الرقة عليهم والرأفة بهم قدَّر الله من الأسباب ما به يشتد غيظه وحنقه عليهم، حتى استبطأ إهلاكهم لما قيل له: { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب } ومنها: أن الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية [ازداد] شرهم وطغيانهم، فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Best Designer
مبدع فريق الابداع

مبدع فريق الابداع
Best Designer


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 1028
تاريخ التسجيل : 29/10/2010
الموقع : https://shbab-star.yoo7.com
العمر : 31

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty7/12/2010, 5:54 pm

{ 78 - 79 } { وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }

وهؤلاء هم قوم شعيب، نعتهم الله وأضافهم إلى الأيكة، وهو البستان كثير الأشجار، ليذكر نعمته عليهم، وأنهم ما قاموا بها بل جاءهم نبيهم شعيب، فدعاهم إلى التوحيد، وترك ظلم الناس في المكاييل والموازين، وعاجلهم على ذلك على أشد المعالجة فاستمروا على ظلمهم في حق الخالق، وفي حق الخلق، ولهذا وصفهم هنا بالظلم، { فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم. { وَإِنَّهُمَا } أي: ديار قوم لوط وأصحاب الأيكة { لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ } أي: لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت، فيبين من آثارهم ما هو مشاهد بالأبصار فيعتبر بذلك أولوا الألباب.

{ 80 - 84 } { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }

يخبر تعالى عن أهل الحجر، وهم قوم صالح الذين كانوا يسكنون الحجر المعروف في أرض الحجاز، أنهم كذبوا المرسلين أي: كذبوا صالحا، ومن كذب رسولا فقد كذب سائر الرسل، لاتفاق دعوتهم، وليس تكذيب بعضهم لشخصه بل لما جاء به من الحق الذي اشترك جميع الرسل بالإتيان به، { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا } الدالة على صحة ما جاءهم به صالح من الحق التي من جملتها: تلك الناقة التي هي من آيات الله العظيمة.

{ فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } كبرا وتجبرا على الله، { وَكَانُوا } من كثرة إنعام الله عليهم { يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ } من المخاوف مطمئنين في ديارهم، فلو شكروا النعمة وصدقوا نبيهم صالحا عليه السلام لأدرَّ الله عليهم الأرزاق، ولأكرمهم بأنواع من الثواب العاجل والآجل، ولكنهم -لما كذبوا وعقروا الناقة، وعتوا عن أمر ربهم وقالوا: { يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين }

{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } فتقطعت قلوبهم في أجوافهم وأصبحوا في دارهم جاثمين هلكى، مع ما يتبع ذلك من الخزي واللعنة المستمرة { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } لأن أمر الله إذا جاء لا يرده كثرة جنود، ولا قوة أنصار ولا غزارة أموال.

{ 85 - 86 } { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ }

أي: ما خلقناهما عبثا وباطلا كما يظن ذلك أعداء الله، بل ما خلقناهما { إِلَّا بِالْحَقِّ } الذي منه أن يكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما، واقتداره، وسعة رحمته وحكمته، وعلمه المحيط، وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، { وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ } لا ريب فيها لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب، فإن كل ما هو آت فهو قريب، وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا.

وهو: أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية، دون الصفح الذي ليس بجميل، وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة، كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى.

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ } لكل مخلوق { الْعَلِيمُ } بكل شيء، فلا يعجزه أحد من جميع ما أحاط به علمه وجرى عليه خلقه، وذلك سائر الموجودات.

{ 87 - 93 } { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ * كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ * الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

يقول تعالى ممتنًّا على رسوله { ولقد آتيناك سبعا من المثاني } وهن -على الصحيح- السور السبع الطوال: " البقرة " و " آل عمران " و " النساء " و " المائدة " و " الأنعام " و " الأعراف " و " الأنفال " مع " التوبة " أو أنها فاتحة الكتاب لأنها سبع آيات، فيكون عطف { القرآن العظيم } على ذلك من باب عطف العام على الخاص، لكثرة ما في المثاني من التوحيد، وعلوم الغيب، والأحكام الجليلة، وتثنيتها فيها.

وعلى القول بأن " الفاتحة " هي السبع المثاني معناها: أنها سبع آيات، تثنى في كل ركعة، واذا كان الله قد أعطاه القرآن العظيم مع السبع المثاني كان قد أعطاه أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون، وأعظم ما فرح به المؤمنون، { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } ولذلك قال بعده: { لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم } أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا التي تمتع بها المترفون، واغترَّ بها الجاهلون، واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم، { ولا تحزن عليهم } فإنهم لا خير فيهم يرجى، ولا نفع يرتقب، فلك في المؤمنين عنهم أحسن البدل وأفضل العوض، { واخفض جناحك للمؤمنين } أي: ألن لهم جانبك، وحسِّن لهم خلقك، محبة وإكراما وتودُّدا، { وقل إني أنا النذير المبين } أي: قم بما عليك من النذارة وأداء الرسالة والتبليغ للقريب والبعيد والعدو والصديق، فإنك إذا فعلت ذلك فليس عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيء.

وقوله: { كما أنزلنا على المقتسمين } أي: كما أنزلنا العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به، الساعين لصد الناس عن سبيل الله.

{ الذين جعلوا القرآن عضين } أي: أصنافا وأعضاء وأجزاء، يصرفونه بحسب ما يهوونه، فمنهم من يقول: سحر ومنهم من يقول: كهانة ومنهم من يقول: مفترى إلى غير ذلك من أقوال الكفرة المكذبين به، الذين جعلوا قدحهم فيه ليصدوا الناس عن الهدى.

{ فوربك لنسألنهم أجمعين } أي: جميع من قدح فيه وعابه وحرفه وبدله { عما كانوا يعملون } وفي هذا أعظم ترهيب وزجر لهم عن الإقامة على ما كانوا عليه

ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين، { وأعرض عن المشركين } أي: لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك، { إنا كفيناك المستهزئين } بك وبما جئت به وهذا وعد من الله لرسوله، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.

ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله، فإنهم أيضا يؤذون الله ويجعلون معه { إلها آخر } وهو ربهم وخالقهم ومدبرهم { فسوف يعلمون } غب أفعالهم إذا وردوا القيامة، { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون } لك من التكذيب والاستهزاء، فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب، والتعجيل لهم بما يستحقون، ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم.

فأنت يا محمد { فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين } أي: أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على أمورك.

{ 99 } { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }

{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } أي: الموت أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty3/4/2011, 5:49 pm

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty18/4/2011, 11:31 pm

مشكوووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
ليلي

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Default3
avatar


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 57
تاريخ التسجيل : 17/10/2010
العمر : 39

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty19/4/2011, 12:23 am

جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسباب نزول سور القرآن الكريم   أسباب نزول سور القرآن الكريم - صفحة 4 Empty19/4/2011, 5:18 pm

شكرا للمتابعة والمرور ومشكوررررررررررررر على الموضوع الرائع المميز دا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
 
أسباب نزول سور القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» أسباب نزول القرأن الكريم
»  فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله
» إعجاز القرآن الكريم
» افتراضي القرآن الكريم كامل لصاحب الصوت المؤثر القارىء الشيخ إدريس ابو بكر Mp3 بحجم 388 ميجا علي اكثر من سيرفر
» القرآن الكريم.. باب الدعوة الأعظم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب ستار :: عالــــــــ الدين الاسلامي ـــــــم :: القرأن الكريم-
انتقل الى: