فيما دخلت الاحتجاجات في مصر يومها الحادي عشر، اعلنت في القاهرة ان الرئيس المصري حسني مبارك اجتمع بالفريق الاقتصادي في الحكومة الجديدة، في
محاولة على يبدو لاعادة تسيير الاقتصاد الذي اصيبت عدة جوانب فيه بالشلل بفعل تلك الاحتجاجات.
ويواصل المتظاهرون اعتصامهم في ميدان التحرير بوسط القاهرة مطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك بعد يوم شارك فيه مئات الآلاف في مظاهرات
حاشدة بالقاهرة وعدة محافظات.
ولم تذكر وكالة الشرق الاوسط الحكومية للانباء، التي نقلت نبأ الاجتماع الحك
وكان وزير المالية سمير رضوان قد صرح السبت، لبي بي سي، ان البنوك المصرية ستستأنف العمل الأحد، بينما تفتح البورصة المصرية أبوابها الاثنين.
على الصعيد الميداني قال جورج اسحاق احد الناشطين المعارضين إن هناك بيانا تم الاتفاق عليه مع الشباب من قادة الاحتجاجات يقضي بإبقاء الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة بأعداد أقل من الموجودة حاليا وتنظيم مظاهرات مليونية يومي الثلاثاء والجمعة من كل اسبوع، بهدف تسهيل الحياة اليومية.
وأوضح لبي بي سي أن الشباب المتظاهريون دعوا المواطنين إلى العودة لأعمالهم والاهتمام بشؤون حياتهم.
ويصر المتظاهرون على ان اعتصامهم مستمر حتى يتنحى الرئيس مبارك عن السلطة، وطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين مؤكدين وقوع اعتقالات في صفوف قادة الحركة الاحتجاجية اليومين الماضيين.
وقال مراسلنا مصطفى المنشاوي إنه لوحظ صباح السبت تراجع أعداد المتظاهرين، ورغم ذلك فان المساحة التي يسيطرون عليها امتدت إلى الشوارع المحيطة بالميدان.
وأضاف أن المتظاهرين فرضوا سيطرتهم على بعض الشوارع الرئيسية المحيطة بالميدان مثل شارع طلعت حرب الشهير وهو من الشوارع الرئيسية في العاصمة حيث يوجد به العديد من البنوك والمؤسسات الحكومية والتجارية.
وقد أقام المتظاهرون متاريس ونقاط تفتيش في مناطق متفرقة من الشارع، وامتدت سيطرة المتظاهرين إلى شوارع أخرى مثل شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير والذي يوجد فيه مبان تابعة للجامعة الأمريكية.
المتظاهرون ووعدوا باستمرار المسيرات الحاشدة
تصريحات شفيق ويواجه الرئيس مبارك ضغوطا متزايدة منذ بدء الاحتجاجات في 25 يناير/كانون الثاني الماضي من اجل التنحي عن السلطة.
الا ان رئيس الوزراء المصري احمد شفيق قال في مقابلة مع بي بي سي إن التنحي المباشر والفوري للرئيس ليس من سمات التقاليد والتراث المصري.
وأضاف أنه تمت الاستجابة الى ثمانين في المائة من مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير واضاف ان قرار الرئيس مبارك بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة هو بمثابة الرحيل الذي يطالب به المتظاهرون .
كما قال شفيق انه لا يمانع في استمرار هذه المظاهرات ولكن لابد ان تكون التظاهرات سلمية ولا تعطل عمل الدولة. وتعهد بعدم ملاحقة اي من المتظاهرين في ميدان التحرير.
عمرو موسى أما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقال إنه سينظر في لعب دور في اي حكومة انتقالية تشكل.
مظاهرات حاشدة في ميدان التحرير
ولم يستبعد موسى امكانية ترشيح نفسه للرئاسة المصرية، قائلا انه يتوقع ان يبقى مبارك في منصبه الى آخر فترته الرئاسية بعد سبعة اشهر.
ولكنه قال ان الرئيس مبارك قد يتخذ قرارا مختلفا نظرا لحالة الفوضى التي تمر بها البلاد.
عودة للحوار وكانت قناة النيل للاخبار الرسمية قد أعلنت الجمعة أن حزبي الوفد والتجمع قد عادا الى الحوار مع السلطة.
واكد السيد البدوي رئيس حزب الوفد لبي بي سي عودة حزبه للحوار قائلا انهم علقوا الحوار بعد قيام من اسماهم بالبلطجية التابعيين للحزب الوطني بالاعتداء على المتظاهرين، نافيا ان يكونوا قد اشترطوا تنحي مبارك الرئيس شرطا للعودة الى الحوار.
واوضح ان سيناريو رحيل مبارك يعني ان يتولى رئيس مجلس الشعب رئاسة فترة انتقالية لستين يوما على ان يدعى لانتخابات رئاسية خلالها.
لكنه اوضح ان المشكلة في هذا السيناريو ان الانتخابات ستجري وفق المادة 76 من الدستور المصري الحالي، التي تعني انه لن يترشح لرئاسة الجمهورية الا عدد محدود من الافراد كمرشح الحزب الوطني او من العسكريين، او بعض الاحزاب التي في البرلمان.
واضاف انهم يريدون اولا تعديل المادة 76 ليصبح بامكان الجميع الترشح الى هذا المنصب في انتخابات رئاسية حقيقية.