سورة المرسلات
بسم الله الرحمَن الرحيـم
الآية : 1-6
القول في تأويل قوله تعالى:{وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * والنّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً }.
اختلف أهل التأويل في معنى قول الله: وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا فقال بعضهم: معنى ذلك: والرياح المرسلات يتبع بعضها بعضا, قالوا: والمرسَلات: هي الرياح. ذكر من قال ذلك:
27748ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا المحاربي, عن المسعودي, عن سَلَمة بن كَهيَل, عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود فقال: والمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: الريح.
حدثنا خلاد بن أسلم, قال: حدثنا النضر بن شميل, قال: أخبرنا المسعودي, عن سَلَمة بن كهيل, عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود, فذكر نحوه.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن مسلم, عن أبي العُبيدين, قال: سألت عبد الله بن مسعود, فذكر نحوه.
27749ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله والمُرْسَلاتِ عُرْفا يعني الريح.
27750ـ حدثنا محمد بن المثنى, قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ, قال: ثني أبي, عن شعبة, عن إسماعيل السديّ, عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: هي الرياح.
27751ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: الريح.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن سَلَمَة بن كهيل, عن مسلم البطين, عن أبي العُبيدين, قال: سألت عبد الله عن المُرْسَلاتِ عُرْفا قال: الريح.
27752ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: هي الريح.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والملائكة التي تُرسَل بالعرف. ذكر من قال ذلك:
27753ـ حدثني أبو السائب, قال: حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مسلم, قال: كان مسروق يقول في المرسلات: هي الملائكة.
27754ـ حدثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل, قال: أخبرنا النضر بن شميل, قال: حدثنا شعبة, عن سليمان, قال: سمعت أبا الضحى, عن مسروق, عن عبد الله في قوله: وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: الملائكة.
27755ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا جابر بن نوح ووكيع عن إسماعيل, عن أبي صالح في قوله: وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: هي الرسل ترسل بالعُرف.
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري, قال: حدثنا محمد بن يزيد, عن إسماعيل, قال: سألت أبا صالح عن قوله وَالمُرْسَلاتِ عُرْفا قال: هي الرسل ترسل بالمعروف.
قالوا: فتأويل الكلام والملائكة التي أرسلت بأمر الله ونهيه, وذلك هو العرف. وقال بعضهم: عُني بقوله عُرْفا: متتابعا كعرف الفرس, كما قالت العرب: الناس إلى فلان عرف واحد, إذا توجهوا إليه فأكثروا. ذكر من قال ذلك:
27756ـ حُدثت عن داود بن الزبرقان, عن صالح بن بريدة, في قوله: عُرْفا قال: يتبع بعضها بعضا.
والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا, وقد ترسل عُرْفا الملائكة, وترسل كذلك الرياح, ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ بذلك أحد الحِزْبين دون الاَخر وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف, فكلّ من كان صفته كذلك, فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسولاً من بني آدم مرسلاً.
وقوله: فالْعاصِفاتِ عَصْفا يقول جلّ ذكره: فالرياح العاصفات عصفا, يعني الشديدات الهبوب السريعات الممرّ. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27757ـ حدثنا هناد, قال: حدثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن خالد, عن عُرْعرة أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه, فقال: ما العاصفات عصفا؟ قال: الريح.
27758ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا المحاربي, عن المسعودي, عن سَلَمَة بن كهيل, عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود, فقال: ما العاصفات عصفا؟ قال: الريح.
حدثنا خلاد بن أسلم, قال: أخبرنا النضر بن شميل, قال: أخبرنا المسعودي, عن سلمة بن كهيل, عن أبي العُبيدين, عن عبد الله, مثله.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن مسلم البطين, عن أبي العُبيدين قال: سألت عبد الله بن مسعود, فذكر مثله.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن مسلم البطين, عن أبي العُبيدين, قال: سألت عبد الله, فذكر مثله.
27759ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قال: فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: الريح.
27760ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
27761ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا جابر بن نوح, عن إسماعيل, عن أبي صالح فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: هي الرياح.
حدثنا عبد الحميد بن بَيَان, قال: أخبرنا محمد بن يزيد, عن إسماعيل قال: سألت أبا صالح عن قوله: فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: هي الرياح.
حدثنا محمد بن المثنى, قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ, قال: ثني أبي, عن شعبة, عن إسماعيل السديّ عن أبي صالح صاحب الكلبي, في قوله فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: هي الرياح.
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري, قال: حدثنا أبو معاوية الضرير وسعيد بن محمد, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح, في قوله فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: هي الريح.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن إسماعيل, عن أبي صالح, مثله.
قال: ثنا وكيع, عن إسرائيل, عن سماك, عن خالد بن عُرْعرة, عن عليّ رضي الله عنه فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: الريح.
27762ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: فالْعاصِفاتِ عَصْفا قال: الرياح.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, مثله.
وقوله: والنّاشِرَاتِ نَشْرا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: عُني بالناشرات نَشْرا: الريح. ذكر من قال ذلك:
27763ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا المحاربي, عن المسعودي, عن سَلَمَة بن كهيل, عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن النّاشِرَاتِ نَشْرا قال: الريح.
حدثنا خلاد بن أسلم, قال: أخبرنا النضر بن شميل, قال: أخبرنا المسعودي, عن سَلَمة بن كهيل, عن أبي العُبيدين, عن ابن مسعود, مثله.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن مسلم, عن أبي العُبيدين, قال: سألت عبد الله بن مسعود, فذكر مثله.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن سَلَمة بن كهيل, عن مسلم البطين, عن أبي العُبيدين, قال: سألت عبد الله, فذكر مثله.