الرئيس محمد أنور السادات
رئيس جمهورية مصر العربية
١٩٧٠ - ١٩٨١
ولد محمد أنور السادات أو أنور السادات، كما عرف في ٢٥ ديسمبر ١٩١٨، في قرية ميت أبو الكوم، مركز تلا، محافظة المنوفية، لأسره مكونه من ١٣ أخ وأخت, والتحق بكتاب القرية ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية .
عام ١٩٢٥، انتقل محمد أنور السادات إلى القاهرة بعد عودة أبيه من السودان، على اثر مقتل السير لي ستاك، قائد الجيش الانجليزي في السودان، حيث كان من تداعيات هذا الحادث أن فرضت بريطانيا على مصر عودة الجيش المصري من السودان، فقد كان والد السادات يعمل كاتبا بالمستشفى العسكري بالسودان.
التحق السادات بالعديد من مدارس القاهرة، مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم مدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة، فمدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم مدرسة رقى المعارف بشبرا، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة.
عام ١٩٣٦ أبرم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر، معاهدة ١٩٣٦ مع بريطانيا، والتي سمحت بأتساع الجيش المصري ودخل على أثرها أنور السادات وجمال عبد الناصر ومجموعه كبيرة من رموز ثورة يوليو إلى الكلية الحربية .
عام ١٩٣٨تخرج السادات من الكلية الحربية وألحق بسلاح المشاة بالإسكندرية، وفى العام نفسه (١٩٣٨) نقل إلى منقباد وهناك التقى لأول مره بالرئيس جمال عبد الناصر، وانتقل فى أول أكتوبر عام ١٩٣٩ لسلاح الإشارة ، وبسبب اتصالاته بالألمان قبض عليه وصدر في عام ١٩٤٢ النطق الملكي السامي بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد أنور السادات .
اقتيد السادات، بعد خلع الرتبة العسكرية عنه، إلى سجن الأجانب ومن سجن الأجانب إلى معتقل ماقوسه، ثم معتقل الزيتون قرب القاهرة، وهرب من المعتقل عام ١٩٤٤ وظل مختبئا حتى عام ١٩٤٥، حيث سقطت الأحكام العرفية وبذلك انتهى اعتقاله حسب القانون .
أثناء فتره هروبه عمل السادات تباعا على عربه لوري، كما عمل تباعا ينقل الأحجار من المراكب النيلية لاستخدامها في الرصف، وفى عام ١٩٤٥ انتقل إلى بلدة أبو كبير في الشرقية حيث اشترك في شق ترعة الصاوي .
عام ١٩٤٦ اتهم السادات في قضيه مقتل أمين عثمان، الذي كان يعد صديقا للانجليز ومساندا قويا لبقائهم في مصر، وبعد قضاء ٣١ شهرا بالسجن حكم عليه بالبراءة , ثم التحق بعد ذلك بالعمل الصحفي، حيث عمل بجريدة المصور، واخذ في كتابة سلسله مقالات دوريه بعنوان ٣٠ شهرا في السجن بقلم اليوزباشي أنور السادات، كما مارس بعض الأعمال الحرة .
عام ١٩٥٠ عاد إلى القوات المسلحة ( بمساعدة زميله القديم يوسف رشاد طبيب الملك الخاص ) برتبه يوزباشي، على الرغم من أن زملاؤه في الرتبة كانوا قد سبقوه برته الصاغ والبكباشي , وقد رقى إلى رتبه الصاغ ١٩٥٠ ثم إلى رتبه البكباشي عام ١٩٥١، وفى العام نفسه اختاره عبد الناصر عضوا بالهيئة التأسيسيه لحركه الضباط الأحرار .
شارك السادات فى ثورة يوليو ١٩٥٢ والقي بيانها، وكانت مهمته يوم الثورة الاستيلاء على الإذاعة ، كما حمل مع محمد نجيب إلى الإسكندرية الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش.
خلال الفترة ١٩٥٣ – ١٩٧٠ تولى أنور السادات العديد من المناصب :
١٩٥٤عين السادات سكرتيرا عاما ورئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي .(محكمة الشعب ) ١٩٥٧تقلد السادات منصب الأمين العام للإتحاد القومي، حزب الحكومة ، وظل بذلك الموقع
حتى حل محله الإتحاد الإشتراكى العربي في عام ١٩٦٢.
١٩٥٥- ١٩٥٦تولى السادات منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية .١٩٥٧-١٩٦٠تولى السادات منصب نائب رئيس مجلس الشعب .١٩٦٠- ١٩٦٨تولى السادات منصب رئيس مجلس الشعب .١٩٦١تولى السادات منصب رئيس مجلس التضامن الافرو أسيوى . ١٩٦١ وبعد تكوين الجمهورية العربية المتحدة أصبح السادات رئيساً لمجلس الأمة الموحد ١٩٦٢انضم السادات للجنة التنفيذية العليا للإتحاد الإشتراكى العربي ، وصار عضواً في المجلس الرئاسي (٢٧ من سبتمبر ١٩٦٢- ٢٧ من مارس ١٩٦٤)١٩٦٢على أثر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، عمل السادات كرئيس مشارك للجمعية التأسيسية المكونة من (٢٠٠) عضواً التي تقدمت بميثاق العمل الوطني ١٩٦٩- ١٩٧٠عين السادات نائبا لرئيس الجمهورية .
عام ١٩٧٠ تولى السادات رئاسة مصر خلفا للرئيس جمال عبد الناصر
عام ١٩٧١ قاد حركة التصحيح لمسار ثورة ٢٣ من يوليو ١٩٥٢، في ١٥ من مايو ١٩٧١.
عام ١٩٧٣ تولى رئاسة الوزارة وكذلك فى أعوام ١٩٧٤ و ١٩٨١.
عام ١٩٧٣ قاد السادات مصر والعرب نحو تحقيق نصر حرب أكتوبر التى أدت إلى استرداد مصر كامل أراضيها المحتلة .
عام ١٩٧٤ اتخذ السادات قرار الانفتاح الاقتصادي ، الذي أعاد النظام الرأسمالي للاقتصاد المصري
عام ١٩٧٥ قام السادات بافتتاح قناة السويس بعد تطهيرها من أثار العدوان
عام ١٩٧٧ قام السادات بمبادرة شجاعة من اجل إحلال السلام فى الشرق الأوسط، وأعلن فى مجلس الشعب المصرى انه على استعداد للسفر إلى إسرائيل وإلقاء خطاب فى الكنيست الاسرائيلى، فكانت زيارة القدس فى العشرين من نوفمبر ١٩٧٧
عام ١٩٧٨ وقع الرئيس السادات على إطار السلام لاتفاقيه كامب ديفيد بحضور الرئيس الامريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلى مناخيم بيجين .
عام ١٩٧٨ نال الرئيس السادات مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بغين جائزة نوبل للسلام للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط .
عام ١٩٧٩ وقع الرئيس السادات على إطار السلام النهائي بين مصر وإسرائيل -معاهدة كامب ديفيد- بحضور الرئيس الامريكى جيمي كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلى مناخيم بيجين .
انتهى حكم السادات باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى حرب ٦ أكتوبر عام ١٩٨١، إذ قام خالد الاسلامبولي وآخرون بإطلاق النار عليه أثناء الاستعراض العسكري .
يعد أنور السادات الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية حيث استمر حكمه ما بين عامي ١٩٧٠ و١٩٨١.
عام ١٩٧٦ أعاد السادات الأحزاب السياسية لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية, حيث أسس الحزب الوطني الديمقراطي وترأسه وشارك في تأسيس حزب العمل الاشتراكي .
أنور السادات له العديد من المؤلفات :
١٩٥٣القاعدة الشعبية ١٩٥٤صفحات مجهولة .١٩٥٧أسرار الثورة المصرية .١٩٥٧قصة الوحدة العربية .١٩٥٧ثوره على النيل . (احدث ضجة فى الأوساط الصهيونية فى الولايات المتحدة وطالبت بمنعه )١٩٦١قصة الثورة كاملة .١٩٦٣نحو بعث جديد .١٩٦٤معنى الاتحاد قومى .١٩٦٥يا ولدى هذا عمك جمال ١٩٧٠٣٠ شهرا فى السجن .١٩٧٨
البحث عن الذات . (يعد من أشهر الكتب إلى ألفها أنور السادات وحصد الكثير من الجوائز )
عام ١٩٨٣ تم إنتاج أول فيلم عن الرئيس السادات، وهو فيلم امريكى بطوله النجم الأسمر الامريكى لويس جويس جونيور الحاصل على جائزة اكاديميه ايمى، وكان اسم الفيلم "سادات" (sadat ) وقد حصل الفيلم على جائزة سينمائيه بالاضافه إلى انه رشح إلى جائزة ايمى، وفي عام ٢٠٠١ تم إنتاج أول فيلم مصري عن الرئيس السادات وهو فيلم "أيام السادات" بطوله النجم المصري أحمد زكى، ويعد أداء احمد زكى لشخصيه الرئيس السادات هوا لأفضل حتى الآن وقد حقق الفيلم نجاح جماهيري كبير في مصر .
تزوج الرئيس السادات مرتين.... المرة الأولى كانت من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هم رقيه, راويه, كاميليا وطلقها ١٩٤٩وفى العام نفسة تزوج من السيدة جيهان رؤف صفوت (أطلق عليها بعد ذلك جيهان السادات ) ، وأنجب منها 3 بنات وولد هم لبنى و نهى و جيهان و جمال .
جيهان السادات زوجه السادات كانت تعد في فتره من الفترات سيده مصر الأولى وهى الفترة التي تولى فيها السادات رئاسةالجمهورية ١٩٧٠-١٩٨١ وهى بذلك تعد أول سيده تحمل هذا الاسم منذ قيام ثوره يوليو، وتميزت السيدة جيهان السادات خلال فتره حكم زوجها بارتباطها ودعمها للأعمال والمشاريع الخيرية والاجتماعية، بالاضافه إلى النشاط الكبير الذي مارسته خلال فتره حرب أكتوبر من تجميع الدعم المادي والخيري وتنظيمه وتوزيعه على جرحى ومصابى حرب أكتوبر المجيدة .
بيان الرئيس محمد أنور السادات
أمام مجلس الأمة
في ٧ أكتوبر ١٩٧٠
أيها الإخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة
لقد جئت اليكم على طريق جمال عبدالناصر . وأعتبر أن ترشيحكم لى بتولى رئاسة الجمهورية ، هو توجيه بالسير على طريقجمال عبد الناصر ، وإذا أبدت جماهير شعبنا رأيها فى الاستفتاء العام بنعم ، فإننىسوف أعتبر ذلك أمرا بالسير على طريق جمال عبد الناصر ، الذى أعلن أمامكم بشرف ،أننى سأواصل السير فيه على أى حال ، ومن أى موقع ، ان الايام الماضية من حياتناكانت ايام حزن عظيم ، ولكن هذه الأمة الخالدة استطاعت بصمودها الفذ أن تحول مشاعرحزنها العظيم إلى طاقة قوة عظيمة ، فخرجت مما عانت بأسرع مما قدر أحد ، وقررت وصممتوحسمت فى عبارة واحدة شاملة قاطعة قائلة فى نفس واحد : طريق جمال عبد الناصر
أيها الإخوة
، لقد كنت أفكر طويلا خلال الايام الاخيرة فيما يمكن أن نقوم بهفى مواجهة ما قضت به ارادة الله عز وجل ، وقد وضعت لتفكيرى كله قاعدة واحدة ، هى أنأبدأ كل تصرف بسؤال محدد هو : ماذا كان يطلب منا لو أنه كان مازال بيننا ، وكنت علىضوء معرفتي به ، رفقة ثلاثين سنة ، وزمالة نضال وراء معركة بعد معركة ، وفهم صديقلصديق ، كنت أقدر الخطى والمواقع ، باحثا على هذا النحو ، ومستلهما ، ولو كان جمالعبد الناصر بيننا هذه اللحظات لقال لا تحزنوا ولكن تحركوا ! لا تقفوا ولكن تقدموا ،لا تترددوا ولكن أكملوا الطريق ، وذلك ما فعله شعبنا العظيم ، وذلك ما فعلته تعبيراعن كل المؤسسات السياسية والدستورية التى تمثل سلطة الشعب
أيها الإخوة
اننى لست بحاجة ان اطيل عليكم فى وصف معالم طريق جمال عبدالناصر، فأنتم تعرفونه وشعبنا يعرفه ، وأمتنا العربية تعرفه ، والدنيابأثرها تعرفه، انه طريق طويل بمسافة آمالنا ، وهو طريق شاق بمقدار ما نواجه من خطر، وآمالنا علىالأفق العريضة ، والخطر من أعدائنا وصل الى احتلال بعض من ترابنا الوطنى المقدس ،وأريد أن أحدد أمام حضراتكم مجموعة من النقاط أرى لها أهمية خاصة قبل ان نصل الىمجمل طريق جمال عبد الناصر ، هذه النقاط ذات الاهمية الخاصة ، هى كما يلى
اولا : اننا مطالبون بالدرجة الاولى ، وبكل الوسائل بمواصلةالنضال من أجل تحرير كل الأرض العربية المحتلة فى عدوان سنة ١٩٦٧ ، وهى القدسالعربية وغزة والضفة الغربية للأردن والمرتفعات السورية وصحراء سيناء المصرية ،وذلك مع الحرص الكامل على حقوق الشعب الفلسطينى ، وعلى استمرار نضاله فى سبيل أرضه، ومن أجل مصيره والضمان الحقيقى لهذا الهدف المشروع من نضالنا يتمثل فى مطلب أساسىواحد ، هو تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة المصرية لتكون حماية للسلام القائمعلى العدل أو أداة لفرضه
ثانيا : اننا مطالبون بمواصلة النضال من أجل وحدة الأمة العربية . وإن متناقضات هذه الأمة وتأزمها طبيعى فى مرحلة الماضى التى تعيشها الأمة لا يجب لهان يلهينا عن جوهر الحقيقة التى طالما نادى بها وعمل من أجلها جمال عبد الناصر ،وهى أننا أمة واحدة تاريخها واحد ونضالها واحد ومصيرها واحد
ثالثا : اننا مطالبون بتحديد اعداء امتنا تحديدا لا شبهة فيه . وأعداؤنا هم اسرائيل والصهيونية الدولية والاستعمار العالمى . ونحن فى صراع مصيرىمعهم جميعا وهو صراع لا يستهدف الغزو ولكن يطلب الأمن ، لا يستهدف السيطرة ولكنيطلب الحرية . لا يستهدف الحرب للحرب ولكن يطلب السلام كما يجب ان يكون السلام
رابعا : اننا مطالبون بالتمسك بسياسة عدم الانحياز ، ولكن سياسة عدمالانحياز كما علمنا جمال عبد الناصر ليست موقفا سلبيا وانما سياسة عدم الانحياز علىطريقته هى انحياز لاستقلالنا وانحياز لحريتنا وانحياز للسلام وانحياز للتقدم
و بالتالى فهى سياسة تعد للأخطار التى تهدد هذه القيم كلها وانصداقتنا الخاصة مع الاتحاد السوفيتى وشعوبه العظيمة ووراءه مجموعة الشعوبالاشتراكية الكبيرة لتتسق اتساقا كاملا مع سياسة عدم الانحياز وهى تطبيق عملىوواقعى لشعار من أبرز شعارات قائدنا العظيم وهو القائل : نصادق من يصادقنا ونعادىمن يعادينا
خامسا : اننا مطالبون دواما بأن نذكر ولا ننسى أننا جزء من حركةالتحرر الوطنى العظيمة باتجاهها التقدمى الاشتراكى واننا جزء من حركة التقدمالعالمى الضخمة واننا بشعبنا وأمتنا تيار حضارى مؤثر يعطى ويأخذ ويفعل ويتفاعل
سادسا : اننا مطالبون أولا وأخيرا بالحفاظ على المكاسب الاشتراكيةالتى تحققت لجماهير قوى شعبنا العامل ، وبالمضى فى هذا الطريق الذى رسمه وحدده لناقائدنا جمال عبد الناصر ترجمة أمينة لآمال جماهير الشعب العامل وحتمية مصير ووجود
أيها الإخوة
بعد هذه الملاحظات أجئ الى مجمل طريق عبد الناصر ولن تسمعوافيه منى جديدا وكل ما أفعله فيه هو أن أؤكد عهدا . اننى جئت ومعى إلى هذا المجلسوثيقة واحدة اودعها فيه وأمشى قائلا لكم هذا برنامجى أيضا لأنه إرادة الشعب . اننىأودع فى هذا آخر الجلسة بيان ٣٠ مارس فذلك آخر برنامج متكامل قدمه جمال عبد الناصرلأمته وصدقت عليه جماهير شعبه فى استفتاء عام حر واعتمدته طريقا للنضالوامتداداعضويا للميثاق على ضوء الظروف الطارئة التى واجهت نضالنا ابتداء من يونيوسنة ١٩٦٧ ان بيان ٣٠ مارس يمثل فى هذه المرحلة وحدة أمتنا . ونحن فى حاجة الى هذهالوحدة ، وبيان ٣٠ مارس يمثل فى هذه المرحلة أهدافنا الواضحة ، ونحن فى حاجة الىوضوح الهدف
و بيان ٣٠ مارسو بيان ٣٠ مارس تجسيد لارادة شعبية لا يرقى اليها شك .. وفوق كلذلك فإن بيان ٣٠ مارس امتداد عضوى للميثاق وهو العلامة التى كتبها جمال عبد الناصربنفسه على رأس طريقه
أيها الإخوة
لكننى أود أن أضيف شيئا إلى ذلك وأقول لكم بأمانةالاحساس بالمسؤلية ذلك أن العمل من أجل تطبيق برنامج ٣٠ مارس فى وجود جمال عبدالناصر شئ والعمل والتطبيق فى غياب جمال عبد الناصر شئ آخر ان جمال عبد الناصر كانبطلا تاريخيا ، والبطل لا يصنع ولكنه يولد من ضمير أمته . ولهذا فإن قدرته لا يمكنأن تقاس بما تواضع عليه الناس من معايير ، ان غياب البطل يعنى شيئا لا ينبغى له انيغيب عنا وهو أن المسؤلية تصبح كلها واجب الجماهير بقواها العاملة ومؤسساتهاوتنظيماتها وأجيالها الحرة المتصلة اتصالا مباشرا بكفاح كل يوم لذلك فإن تأكيدناللعهد يجب أن يصحبه استعدادنا جميعا لتحمل مسؤليات كان وجوده يعفينا منها . وأصارحكم القول انه ليس بمقدورى ولا بمقدور أى شخص أن يتحمل ما كان يتحمله جمال عبدالناصر ولذلك فإنه من الضرورى إعادة توزيع المسؤليات ضمانا لأداء الأمانة كما يجبأن تؤدى الأمانة وفاء لحق الشعب وتكريما لذكرى قائده
يمثل فى هذه المرحلة ارادة شعبية تعلو أى إرادة غيرها
أيها الإخوة
انكم أضفيتم على شرفا يعلم الله أنه لم يخطرببالى فى حياتى ولا سعيت اليه واننى أقدر مسؤلية ما ترون . لكن عونى فى تحملالمسؤلية أن تكونوا كلكم والأمة بأسرها معى قولا وعملا على طريق جمال عبد الناصرالذى نعيشه الآن فى قلب أمته العربية بقدر ما عاشته أمته العربية فى قلبه إلى لحظةسلمنا فيها علم الكفاح
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينااصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عناواغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بيان الرئيس محمد أنور السادات
أمام مجلس الأمة
في١٨اكتوبر١٩٧٠
أيها الإخوة المواطنون
لقد تلقيت أمركم وأدعو الله سبحانهوتعالى أن يكون أدائى للمهمة التى كلفتمونى بها على نحو يرضاه شعبنا وترضاه أمتنا ،ويرضاه المثل الأعلى الذى وضعه القائد الخالد ، وأعطاه كل شئ من الحياة الى الموتاننى اعتبر النتيجة التى أسفر عنها الاستفتاء الشعبى على رئاسة الجمهورية أمانةومسـؤلية
أعدكم بدورى أن أعطيها كل شئ بلا تردد ، وبلا تحفظ ، وبكل ما يملكهالجهد ، وتتسع له القدرة ، وأثق ثقة كاملة مستمدة من إيمانى بالله وإيمانى بالشعب.. انكم جميعا سوف تكونون معى على الطريق الذى يمتد فيه نضالنا نحو آفاق الأملالمرتجى
لقد قلت لكم من قبل انكم لتعرفون ان الأمانة والمسؤلية الكبيرة وقلتلكم من قبل - وانكم لتعرفون- إن الطريق طويل وشاق ، وقلت لكم من قبل - وانكملتعرفون - إن آمالنا رحبة وواسعة ، والوفاء بذلك كله فوق طاقة أى فرد
وتحقيق ذلك كله يتعدى احتمال أى انسان ، ووصولنا الى ما نريد - بمقاييس العصر وقيمته وأحلامه - يحتاج الى الأمة بأسرها تزحف زحفا على الطريق ،تؤمن بنفسها وتؤمن بهدفها ، وتؤمن بالتطور والتقدم وتؤمن بحتمية انتصار الحياة : وتنتصر لكل ما تؤمن به
ان ثقتى بهذه الأمة الخالدة لتتأكد الى غير ماحد ، حين أرجع البصرمستذكرا ما واجهنا وعانيناه خلال الاسابيع الاخيرة لقد أراد الله عز وجل - ولااعتراض على حكمه أو حكمته - أن يمتحن صلابتنا فى أغلى ما كان عندنا ، وأعز ما كنانملك .. وجاء ذلك فى أعصب الأوقات وأحرج الظروف و لو وهن عزمنا لكان لنا العذر .. ولو أخذتنا الصدمة لشفعت لنا قسوة المفاجأة، لكن شعبنا كان عظيما .. عظيما .. عظيما . لقد حمل أحزانه بنبل وكبرياء وعبر الجسر من مرحلة كنا فيها مع القائد الخالد إلىمرحلة نحن فيها بغيره .. مستمرا على نفس الطريق ، متوجها إلى نفس القصد لا يثنيهعائق ، ولا ترده قوة . مدركا فى وعى عميق أنه بذلك لا يؤكد استمرار مبادئه فحسب .. وانما يثبت فى نفس الوقت ضرورة انتصارهأيها الإخوة المواطنون
لابد أن أصارحكم أننى اعتز بالنتيجة التى أسفرعنها الاستفتاء الشعبى .. أى أكثر من ستة ملايين قالوا نعم لترشيحى .. وأكثر منسبعمائة ألف قالوا لا و أعتبر بأمانة أن هذه ظاهرة صحية وإن كنت أود أن أضيفاعتقادى الشخصى بأن الذين قالوا لا لم يقولوها اعتراضا على الثورة .. ولا علىاستمرار الطريق ، وانما كان قولهم لها تحفظا على المرشح لرئاسة الجمهورية نفسه انذلك - وأصارحكم القول - لم يسبب لى أى ضيق .. ولا اعتبرته مدعاة للأسف.. إنمااعتبرته ظاهرة صحية . فإن هذا الشعب لا يجب ان يمنح ثقته المطلقة لفرد بعد جمال عبدالناصر .. بل ولقد كان جمال عبد الناصر نفسه أعلى الأصوات تحذيرا من اعتماد الأمةعلى الفرد و اننى اعدكم أننى سأكون للجميع . للذين قالوا نعم والذين قالوا لا ، انالوطن للجميع، والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء . لقد شرفنى ان يقول أكثرمن ستة ملايين رأيهم بنعم .. واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق اعتز به ، وأرجو الله أنيمنحنى القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به و لقد شرفنى فى نفس الوقت ان يقولأكثر من سبعمائة الف رأيهم بلا ، ولم اعتبر ذلك رفضا ، وانما اعتبره حكما مؤجلا .. وأرجو الله أن يمنحنى القدرة على أن أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة .. وأن يجئ الحكم المؤجل قبولا حسنا ، ورضا من الناس والله فى نهاية المطافا ضد كل قوى الظلم والعدوان
أيها الإخوة المواطنون
فلنتوجه الآن بكل قوانا إلى مسيرتناالمستمرة ان هناك عملا كبيرا يجب ان نقوم به وأن نحسن القيام به . ان هناك معركةتنتظرنا .. ويجب أن نعطيها شعبا وجيشاكل ما تفرضه علينا من تبعات وتضحيات
ان هناك امة عربية تناضل على طريقه .. وسوف نكون خير رفقة فى النضالان هناك عالما بأسره فيه الأصدقاء وفيه الأعداء وسنكون أوفى الأصدقاء للصديق ،وأشرف المقاتلين ضد العدو . ان هناك بناء سوف نواصل اقامته ، وهناك تقدما سوف نواصلاللحاق به ، وهناك قضايا انسانية سوف نكون لها الحماية والسند ، وهناك أعلاما عاليةفوق رؤوسنا وسوف يكون جهدنا ـ بمشيئة الله عزا لمبادئنا وكرامة لأعلامنا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
خطاب الرئيس محمد انور السادات
في الجلسة الختامية لمجلس الشعب
لتكريم ابطال اكتوبر
فى١٩ فبراير ١٩٧٤
بسم الله
وما النصر الا من عند الله
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
اطلب منكم ان نقف معا دقيقة تحية لشهدائنا الابطال
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
جرت العادة والتقاليد بعد المعارك الكبري ان يقدم القائد العام للقوات المسلحة تقريره إلي رئيس الدولة ٠ تقرير عن المعارك التي خاضتها هذه القوات يعرض فيه الجهود التي قامت بها القيادات ويسجل أعمال البطولة التي قام بها الجنودوالضباط ٠ ولقد طلبت من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول أحمد اسماعيل أن يقدم هذا التقرير التاريخي إلي تحالف قوي شعبنا العامل فهذا الشعب هو صاحب الاسلحة التي حققت المعجزة ، هي اسلحة لم تصنع من الفولاذ فقط وانما صنعت ايضا بالإيمان والاصرار صنعت بالعناد والعرق ، صنعت بالدم والتضحية وقوة الاحتمال ، هذا الشعب الذي حرم نفسه لسنوات طويلة الحياة ليوفر لجيوشه المال والسلاح ، هذا الشعب الأبي الذي يأكل اليوم بالبطاقات ويقف في الطوابير ويتحمل عذابا يوميا في حياته من أجل أن يحقق النصر لامته العربية كلها
ايها الاخوة والاخوات ٠ ٠
ان تضحيات الشعب المصري هي التي زادت من فاعلية الصواريخ وهي التي ضاعفت من قــــوة انطلاق المدافع وهـــي التي ضاعفــت ايضا من صلابة الدبابات وشــراســة الطائرات ٠ ولقد عاش شعبنا وأمتنا العربية خمسة قرون في أحضان الهزيمة ٠ سارت مواكب النصر في شوارعه ولكنها كانت مواكب جيوش الغزاةالاجانب وليست جيوشه ٠ ورفعت اعلام النصر في الميادين ولكنها كانت أعلام الدول المحتلة ولم تكن اعلامه ٠ واليوم اعلن لشعبنا ولأمتنا العربية كلها أن قرون التخلف والهزيمة قد انتهت بعد أن حققت القوات المسلحة في مصر وسوريا تؤيدها قوات الشعوب العربية أول نصر حقيقي للعرب منذ عدة قرون ، ولاول مرة منذ خمسمائة سنة تمشي مواكبالنصر المصرية في شوارعنا وترفع اعلام النصر المصرية في مياديننا ٠ هذه القوات ردت للعرب كبرياءهم واعادت اليهم ثقتهم في أنفسهم ٠ بل استردت لهم احترام شعوب الدنياكلها ٠ وهنا أيها الاخوة والاخوات يهمني أن اقدم شكري وشكر بلادي وتقديرها لاشقائناالعرب ملوكا ورؤساء شعوبا وقوات مسلحة ، اشكر الذين حاربوا معنا بأرواحهم وبذلواالدم مشاركة لنا في معركتنا ، واشكر الذين حاربوا معنا بامكانيتهم واضافوا بمواقفهم وتضامنهم قوة رائعة جديدة للمعركة ٠ ونحمد الله ، نحمد الله ، فقد اطلت انوار الفجرالجديد علي كل شبر من الارض العربية ، فجر العرب الأحرار بعد ظـلام طويل دامس ، فجرللانسان العربي الجديد بعد ليل طويل حالك ، فجر للأرض التي اختارها الله سبحانه وتعالي للهداية والحكمة والرشاد ، فجر تتدعم فيه قلاع الحرية لتدك فيه كل دعاوي واطماع الاقوياء ، فجر الحب والبناء ، فلا مكان هنا اليوم للحقد أو الضغينة والبغضاء ، فجر لاذل فيه ولا اذلال ولا ظلم ولا طمع ولا استغلال ، فجر السيادة فيه للتحالف العظيم لقوي شعبنا العامل ، الارض لاصحابها والخير كل الخير لمن يزرع الخيرويرعي القيم ويحفظ الوفاء ، فجر يرفع كل مواطن رأسه في كبرياء ويحني فيه الحاكم رأسه طاعة للشعب بعد أن اصبحت القيادة للشعب ، فجر السلطان فيه للقانون صيانة لكرامة الافراد وانصافا لكل مظلوم والاولوية فيه للوطن حبا وعملا وتفانيا واداء ،فجر للعاملــين والمجاهدين لكل من بذل قطرة دم أو حبة عرق من أجل أن يرتفع البناءإلي السماء ، فجر نعوض فيه مع أخوة لنا ما ضاع من العرب من أمجاد ونرد فيه لأمتناالعربية بالوحدة والتضامن مكانها العالي في عالم لم يعد يعترف إلا بالأقوياء ٠ ولقدعرفنا جيدا ماذا يستطيع أن يفعل العرب باتحاد كلمتهم وكيف أن الخلاف والصراع بين العرب كان هو دائما طريقهم إلي الهزيمة والبوار ٠ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
أيها الاخوة والاخوات
اذا كان لي أن ادعو القائد العام لكي يقدمتقريره عن مرحلة المعركة فيجب ألا ننسي أو نغفل لحظة عما عاهدنا عليه الله وعاهدنا شعوبنا عليه من أهداف ٠ عهدنا أن نظل نحمل السلاح حتي تتحرر كل الاراضي العربية من العدوان والاحتلال ، عهدنا الا نفرط أو نساوم علي حقوق أهلنا شعب فلسطين ٠ وتحية منا في هذا اليوم لرفاقنا في الســـــلاح علي الجولان ، تحية منا لاخوتنا في الارضالمحتلة ، تحية الصمود والثبات ، فقد طلع الفجر وعهدنا لهم الا نفرط أبدا فيالامانة ، و منذ أكتوبر يعرف أخواننا أن عهدنا هو عهد المحاربين الشرفاء ٠
والسلام عليكم ورحمة الله
حديث الرئيس محمد أنور السادات
فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب
لمناقشة ورقة أكتوبر
فى١٨ ابريل ١٩٧٤
بسم الله ٠٠
نجتمع اليوم بعد أحداث مجيدة ومرحلة من أروع وأمجدما عشنا فى حياتنا من مراحل ٠ فى هذه المرحلة تحركت قواتكم المسلحة ومن خلفها الشعبكله فى وقفة صامدة بطولية رائعة شكلتها أعمال القوات المسلحة ومن خلفها صمود شعببأكمله ٠ كان ٦ أكتوبر الذى غير التاريخ ليس فى بلدنا أو أمتنا أو منطقتنا فقطوأنما غير تاريخ العالم كله ، يجئ هذا الاجتماع وكان لابد أن ننظر إلى المستقبل منأجل هذا أعددت ورقة العمل التى وزعت على حضراتكم كرؤية للمستقبل٠
وقبل أن نتكلم فى ورقة العمل يهمنى أن أطرح أمام مؤسساتنا الدستوريةالاساسية موقفين : الموقف الاول هو وقف اطلاق النار لأننى تحدثت عن ٦ أكتوبر يوم ١٦أكتوبر أمام مجلس الشعب٠ الموقف الذى لم أتحدث عنه هو موقف وقف اطلاق النار والموقفالثانى هو اتفاقية فك الارتباط والرؤية أو الموقف الذى نحن فيه الآن ، وبعد ذلكنستطيع أن نتعرض لورقة العمل هذه بالمناقشة ٠ بالنسبة للنقطة الاولى وهى وقف اطلاقالنار ، زى ما تحدثت فى مجلس الشعب يوم ١٦ أكتوبر فى ذلك الوقت طرحت مشروع السلام ٠وكانت انتصاراتنا فى أوجها ٠
بعد ذلك حدث مايسمى بمعركة الدفرسوار اللى هى الثغرة ، ولابد أنكمسمعتم اجتهادات كثيرة عن معركة الدفرسوار كعادتنا فى تأصيل كل شئ وإن أنا طلبت منالمشير اسماعيل أن تعقد ندوة عسكرية علمية تنافش فيها هذه المعركة لكى تكون تحت نظرالجميع ، وانما استطيع أن ألخص هذا الموضوع ببساطة ، لما أقول إنه فى يوم ٥ رمضان ،أى قبل المعركة بخمسة أيام كان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة و كانت وصيتىالأخيرة لقيادة القوات المسلحة فى هذا الاجتماع هى أن لا تستجيب اطلاقا إلى الحركاتالمسرحية التى لابد ان يقوم بها العدو للتأثير علينا نفسيا ومحاولة كسب رخيص بدونثمن لمجرد أن احنا نفقد أعصابنا ٠ وهو تعود على هذا٠ تعود أنه عن طريق تحركاتمسرحية أكثر منها حقيقة أنه يصيبنا بتجمد فى التفكير ، كانت نصيحتى لقادة القواتالمسلحة آخر نصيحة قلتها ، قلت لهم كل انسان فى مكانه يكون هادئ الاعصاب جداوحاننتظر حركات مسرحية من العدو ٠ فليتمسك كل واحد منكم بالخطة واتركوا هذا للقيادةالعامة حاتتصرف مع الحركات المسرحية اللى حاتجرى ٠
وماحصلتش على النطاق اللى كنت متوقعه ، وأنا كنت متوقع مسرحيات أكبر، واحنا اتعودنا عليها قبل كده زى ما تذكروا فى يوم من الايام جم مثلا عل شاطئالبحر الاحمر وجابوا معاهم التليفزيون وتلفزيون أمريكى وأذاعوا قالوا احنا الآن علىأرض مصر ده الكلام ده من كام سنه فى أثناء الفترة الكثيفه المظلمة بتاعة الست سنواتالعجاف وجابوا الاذاعة والتليفزيون وقالوا احنا الآن على ارض مصر و ٠٠ و و٠٠ وبعدينراحوا راجعين تانى بعد ست ساعات لميين نفسهم وراجعين .... حركات من هذا القبيل دهكان متوقع الكثير منها ولكن زى ما متوقع قلت لأنه فى الست الساعات الاولى العدو فقدتوازنه مالحقش يعمل هذا إلا هناك فى الآخر عملية الدفرسوار٠
عملية الدفرسوار فى ذاتها حتى لغاية وقف اطلاق النار ، لغاية
يوم ٢٢ أكتوبر والخط اللى انتهى اليه الاسرائيليون فى الجيب غرب القناة والخطاللى هو
خط ٢٢ أكتوبر ، هذا الخط كان مصيدة تماما للاسرائيليين وعشان كده بعدذلك زى ماحاجى لكم فى الكلام عن فك الارتباط لما طالبت وقلت ارجعوا لخط ٢٢ وطالبتالقوتين الكبار اللى ضامنين قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار ، لما طالبت أنيعودوا لخط ٢٢ قالوا لا احنا نفضل نروح الشرق ولا نقعدش فى خط ٢٢ أكتوبر لأنه مصيدةزى ما بقول رغم كل هذه الحركة المسرحية التليفزيونية البهلوانية اللي وقفنا اطلاقالنار عنده كان مصيدة زى احنا ماتوقعنا تماما اطلاق ولوأنه فى تقديراتنا القيادة لونفذ التخطيط اللى وضع كان حايكون الخط مصيدة أكبر كمان ، لكن برغم هذا الخط ٢٢ كانمصيدة ٠ أما وجدوا أن خط ٢٢ مصيدة فعلا وقرار من مجلس الامن وضمان القوتين الكباربوقف اطلاق النار انتهزوا الفرصة بعد ساعات من وقف اطلاق النار وخرقوا وقف اطلاقالنار بهدف الاستيلاء على مدينتى السويس والاسماعيلية عشان يبقوا خلف الجيشينالاثنين وخلف قواتنا وبرضه لازلت أقول إنها حركة مسرحية ٠ يبقوا خلف قواتناويستطيعوا أن يحققوا أو ينفذوا شيئاً لنفسهم فى المرحلة المقبلة للى تتلو ذلك لأنالهزيمة كانت واضحة تماما بالنسبة لهم ما أمكنش ياخدوا الاسماعيلية ولا السويس وملوا العالم إذاعات حتىعينوا أسماء المحافظين بتوع السويس والاسماعيلية وانهم استسلموا ومادخلوش ولامحافظين اتعينوا ولاحاجة وكان المحافظون المصريون موجودين ودخلوا ، استطاعت عناصرمنهم فعلا أنها تدخل السويس ولكن زى ماتعلموا جميعا قضى عليها جميعا بمصفحاتهاومدرعاتها وأفرادها وخرجوا جرى ووقفوا بعيداً على مشارف السويس ، الاسماعيلية مااستطاعوش اطلاقا أن يقتربوا منها ٠
ولكن نشأ عن هذا الاختراق ، اختراق خط ٢٢ نشأ وضع هو أن عناصر منالقوات الاسرائيلية جت خلف فرقتين من الجيش الثالث اللى فى شرق القناة فبقى الوضعللقوات متداخلة فى بعضها فى الجنوب تحت عند السويس - فرقتين مصريتين فى شرق القناةوبعدين قوات اسرائيلية جت وقفت وراها وبعدين بقية فرق الجيش الثالث وقفت قدامها ٠بقى فيه تداخل بين القوات ٠ كيف اتخذ قرار وقف اطلاق النار ٠ زى ماسمعتونى قبل كدهحكيت فى يوم ١٩ كان يوم جمعة ، يوم ١٩ أكتوبر فى الساعة واحدة صباحا اتصل بى القائدالعام المشير إسماعيل وطلب حضورى إلى غرفة العمليات ورحت الساعة واحدة صباحاً إلىغرفة العمليات لانه كان فيه رأى بيحبذ أن نستجيب حرصا على قواتنا للعملية المسرحيةبتاعة الدفرسوار بمعنى أننا نسحب قواتنا كلها من الشرق وكان الرأى الغالب عندالمشير اسماعيل والفريق الجمسى وقادة الاسلحة انه مفيش مدعاه لهذا اطلاقاً وإنالتعامل مع القوات اللى جت فى الدفرسوار فى غرب القناة هذا أمر يصير التعامل معاهمنفصلا وتبقى قوات الشرق كاملة وفى هذا اليوم بعد ما استمعت لتقارير القادة جميعااتخذت قرارى بأن لا يسحب من الشرق لا عسكري ولا بندقية ولاشئ اطلاقا لان ده معناهإن احنا بنستجيب للمسرحية وقلت لهم أنا نبهتكم لهذا ان احنا حانواجه مسرحيات وحركاتبهلوانية كثيرة ٠
كان معنى هذا أنه لابد أن نتعامل مع الجيب اللى فى الغرب بواسطةقوات غير قوات الشرق بالكامل ومشى التخطيط على هذا الاساس ٠
إلا أنى تركت غرفة العمليات وعدت الى المقر اللى كان مجهز للمعركةوكنت بأراقب الوضع بقى لى عشرة أيام قبل هذا التاريخ ، أمريكا أعلنت عن مساندتهاوالجسر الجوى اللى بيروح لاسرائيل ٠ تخطيط عملية الدفرسوار ومن قبل عملية الدفرسوارمباشرة كان وضع اليهود الاسرائيلىين واضح أمامى فى سينا واعترفوا هم به ماكانش يسمحلهم اطلاقاً بهذا لولا الامداد الجديد اللى جالهم والإمداد بيجى فين باراقب بييجىفى أرضى على أرضى فى مطار العريش خلف الجبهة مباشرة ٠
أكثر من هذا لقيت أسلحة جديدة تماما دخلت المعركة ورمت أمريكابثقلها كله زى ما أنتم عارفين من أول لحظة والقوتين بيطالبوا بوقف إطلاق النارالأول أمريكا قالت وقف اطلاق النار والعودة إلى الخطوط وبعدين بعد ذلك قالت طيب وقفاطلاق النار على الخطوط الحالية وده كان حوالى يوم ١١ أكتوبر ٠٠ وزى يمكن ما قرأتمأبلغت عن طريق السفير البريطانى فى فجر يوم ١٣ إن أمريكا أعدت لانها تلقت معلوماتإنى قبلت وقف اطلاق النار فأعدت لوقف إطلاق النار على المواقع الحالية ولكنى أبلغتالسفير البريطانى إن ده ماحصلش وأنه احنا ما بنقبلش وقف اطلاق النار إلا بعد ماتنفذ المهام المطلوبة والموكولة لقواتنا المسلحة ٠
بعد هذا العون الامريكى اللى تدفق على اسرائيل وزى ما قرأتم يمكنعشرة أيام وأنا بأراقب الموقف ، وباراقب التدفق بالنسبة لاسرائيل لما وجدت أن فيهأسلحة جديدة دخلت المعركة وإمدادات جديدة دخلت المعركة وتصميم على أن اسرائيل تحاولأن تستعيد شيئاً بعد الهزيمة اللى منيت بها أمام العالم كله ٠ فى يوم ١٩ وبعدما شفتالموقف مع القادة واديت قرارى وعدت إلى المقر اتخذت قرارى بقبول وقف اطلاق الناربضمان القوتين الاكبر والتنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ أيضا بضمان القوتين الاكبر ٠٠ قلتلهم إذا كنتم موافقين على هذا أنا موافق قالوا موافقين ٠ وتم وقف اطلاق النار ثم ماحدث بعد ذلك اللى حكيته لكم عن محاولة الاختراق لمحاولة ايجاد موقف يخرجهم من مأزقخط ٢٢ أكتوبر إلى موقف مساومة جديد ما حصلوش فيه على شئ زى ما قلت لكم الا وجودهمخلف فرقتين من الجيش الثالث عندى فى شرق القناة ٠٠ جه كيسنجر فى نوفمبر وضعنا النقطالستة
كان من مقتضى هذه النقط الستة أن تثبيت وقف اطلاق النار بالعودة لخط ٢٢ أكتوبر فى اطار ما يسمى بفك الارتباط لانه واحنا بنناقش الست نقط كان واضحاًلامريكا وواضحاً للاتحاد السوفييتى وكما هو واضح للاسرائيليين وواضح لنا تماما أنخط ٢٢ أكتوبر ليس إلا مصيدة خطيرة بنتناقش فى هذا توصلنا أنه اذا كان مابيقبلوش
خط ٢٢ أكتوبر طيب يبقى فك ارتباط وفك الارتباط لابد أنه يتم بالصورة اللى احنانقبلها ٠ ده سبب ان احنا حطينا فى النقط الستة النقطة الثانية وهى خط ٢٢ أكتوبر فىإطار فك الاشتباك بين القوتين اما بيقبلوا خط ٢٢ أما بيدخلوا فى مسألة فك الارتباطليس الا تثبيتاً لوقف اطلاق النار لسه ما دخلناش القضية الاساسية إحنا عايزين قبلهوقف إطلاق النار ثم ندخل القضية الأساسية وهى حل مشكلة الشرق الاوسط والسلام ثم ماتم بعد النقاط الست محادثات الكيلو ١٠١ بين العسكريين وألغيتها لما لقيت أنها غيرمجدية - محادثات فى لجنة عسكرية بعد ذلك فى جنيف وأيضا استدعيت وفدنا لما لقيتهاغير مجدية إلى أن جاء يوم ٢٤ ديسمبر - فى يوم ٢٤ ديسمير اجتمع عندى - جمعت المجلسالاعلى للقوات المسلحة وعلى مدى ثمانى ساعات تم انجاز الخطة الكاملة لتصفية الجيبوصدقت عليها بوصفى القائد الاعلى للقوات المسلحة وبعدها بيومين سافرت إلى أسوان
فى ٢٦ ديسمبر لانه كان جهاد السنة السابقة شديداً جدا وكل شئ كان جاهزاً فىمكانه ولم يعد إلا أنى اتصل بالقائد العام وأعطيه الاشارة علشان ننفذ الخطة لتصفيةالجيب٠
وانتظرت ، اتصل الدكتور كيسنجر بى فى أسوان وقال إنه عايز ييجى رحبتعلشان فك الارتباط بين القوتين ، وصل إلى اسوان ، وبدأنا المناقشات وابتدأت رحلاتهاللى قرأتم عنها وتابعتوها بين أسوان وبين إسرائيل لإعداد اتفاق فك الارتباط
زى ما حكيت الاساس فى هذا الاتفاق ليس الا تثبيت وقف اطلاق النار لميدخل إلى صميم المشكلة اطلاقا لأن قرار مجلس الأمن يؤكد على أمرين ، الأمر الأولإيقاف اطلاق النار واحترامه ٠ البند الثانى التنفيذ الفورى للقرار ٢٤٢ وضمانالقوتين الاعظم لهذا التنفيذ الفورى٠ ما زلنا فى النقطة الاولى وهى إيقاف اطلاقالنار واحترامه ٠
- سافر الدكتور كيسنجر وعاد زى ماشفتم وتابعتم أكثر من مرة ولم نتفق ٠٠ كان لنا وجهة نظرنا ٠٠ وكان للاسرائيليين وجهة نظرهم ... أنا طلبت منه رسمىاًقلت له أنا لا أطالب بفك الارتباط إن كل اللى باطلبه خط ٢٢ أكتوبر فقط مش عايز أكثرمن هذا ، أنا عايزهم فى الغرب عندى بس على خط ٢٢ اكتوبر رسميا ، عندئذ فكر الدكتوركيسنجر فى فكرة وهى أن قال ٠٠ طيب أنا باسمع كلامكم باروح اسرائيل هناك باسمعكلامهم والواضح ان كل منكم له وجهة نظره وكل واحد مش عايز يتنازل عن وجهة نظره ولكنأنا شايف فى الناحيتين أنه فيه ميل إلى احترام وقف اطلاق النار - طيب - أمريكاتتقدم بعرض للطرفين فقال لى هل عندك مانع ما عنديش مانع اذا كان هذا العرض يناسبناويتفق مع وجهات نظرنا ماعندناش مانع فقلت له أبداً وعلى استعداد لمناقشته ٠٠ راحاسرائيل وعرض نفس العرض ٠٠ قالوا ماعندهمش مانع ٠٠ ووضعت أمريكا العرض الخاص بنقطةالخلاف وهى الخطين شرق القناة ٠٠ الخطين المصرى والاسرائىلى اللى شرق القناة ٠
ده بقى العرض الامريكى اللى انتهى الأمر بقبولنا ليه احنا الطرفينبعد أن عرض علينا الدكتور كيسنجر ، هذا العرض حاول البعض أن يشوه الموقف ويقول إنهناك اتفاقات سرية ، ماحصلش اتفاقات سرية وإلا كان لابد أن أخطر المؤسسات بها ولوأنها ذات طبيعة عسكرية قد لا يصح الكشف عنها الا بعد فترة ،ولكن ما حصلش اتفاقاتسرية ما يقال عنه اتفاقات سرية هو العرض الامريكى اللى تقدمت به أمريكا -- ليه ؟لان وجهات النظر للطرفين مختلفة وكل واحدة عنده وجهته ٠
مجمل هذا العرض الامريكى أن الخطين شرق القناة كل خط منهم لا يزيدمجموع القوات فيه عن سبعة آلاف جندى بأسلحتهم ٠ آدى مجمل الاتفاق اللى بيقولوا عليهاتفاق سرى ٠٠ اتحط هذا العرض الامريكى قدامنا وأمام اسرائيل ٠٠ حصل عليه تعديلات منجانبنا ومن جانبهم وفى النهاية العرض الامريكى انحط لنا فى صيغة نهائية وكان يتفقمع وجهة نظرنا ٠٠ اتفقنا ووقعت اتفاقية الفصل بين القوات على الكيلو ١٠١ بواسطةالعسكريين ايضا لان هذا الاتفاق ليس الا اتفاق ذو طبيعة عسكرية بحتة لتثبيت وقفاطلاق النار لسه لم ندخل على صلب القضية ده فيما يختص بقرار وقف اطلاق النار وما يختص باتفاقية الفصل بينالقوات ٠ ما خلا ذلك لا توجد هناك أية اتفاقيات أخرى ٠ قالوا فى وقت من الاوقات إناسرائيل اشترطت أنها تعمر مدن القناة وتفتح القناة كذب ماحصلش ولو حصل هذا كنارفضنا ببساطة كلام كثير وفى محاولات كثيرة من بعض اخواننا العرب ٠٠ عناصر قليلة فىبعض البلاد العربية تحاول تشويه مصر ، برضه ما فلحوش لإن احنا بنشتغل بوضوح كاملومافيش شئ بنخبيه اطلاقا ، احنا جاهزين نفصح عن كل شئ ٠٠ بس نفصح بالطريق السليموأنا مـــش ملزم بأن أفصـــح أمــــام حد قبل ما أفصـــح أمــــام المؤسساتالدستــــوربة هــنا داخـــل مـــصر ٠ بانتهاء أو باتمام الفصل بين القوات فى أولشهر مايو حسب الاتفاق أو العرض اللى احنا قبلناه والاسرائيليين أنا باعتبر ان احنادخلنا مرحلة جديدة مش مرحلة أن المعركة انتهت لا ، وده واضح فى الورقة اللى قرأتوهادى ٠٠ لا ٠٠ المعركة لم تنته . ولكن تضاعفت المهمات الملقاه علينا لانه أصبح أمراًحتمىاً أن نبدأ فورا إعادة البناء والتعمير اللى خلال ست سنوات ونصف تخلفنا فيهونبدأ فى حل المشاكل اللى بيواجهها شعبنا اللى صدم وعمل هذا التحول التاريخى الرائعفى حياة العالم كله مش فى حياة أمته أو فى حياة المنطقة بس زى ما قلت وانما هذاالتحول كان فى حياة العالم كله ٠ استحق شعبنا أن نبدأ دخول مرحلة إعادة البناءوالتعمير جنبا إلى جنب مع مسئوليتنا عن المعركة إلى أن ينتهى احتلال اسرائيل للارضالعربية ٠ علينا مهمة مزدوجة لابد أن نسير فى الاتجاهين على التوازى بكل ما نستطيعأن نعيد البناء والتعمير وأن نحافظ على قواتنا المسلحة ونكفل سير المعركة إلى أنينتهى جلاء آخرا جندى اسرائيلى عن الارض العربية ويتحقق السلام بإعادة حقوق شعبفلسطين ٠ فى هذا أنا بآجى للنقطة الاخيرة وهى ما هو الموقف اليوم ؟ أو ما هى الرؤيةاليوم ؟ بدون أى التفات ٠ زى ما قلت هنا - الى محاولات التشكيك والمزايدات ٠ احناتركنا كل هذا وماشيين فى طريقنا بثبات ٠ الموقف اليوم ببساطة يتلخص فى الاتى : انالبند الاول من قرار مجلس الامن وهو وقف اطلاق النار واحترامه نفذ على الجبهةالمصرية باتمام فض الاشتباك ، على الجبهة السورية لسه لم يتم اتمام هذا البند ، الىأن يتم تنفيذ هذا البند وهو تثبيت وقف اطلاق النار ٠
بدون فك الاشتباك على الجبهة السورية لن نستطيع أن نتحرك إلى النقطةنمرة اثنين وهى التنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ بضمانة القوتين الاعظم وهذا أدى ببساطةالى الموقف اللى احنا فيه ٠ خرج البعض وشكك وقالوا إن مصر اتهزمت وأن أنا ماكانشعندى الشجاعة أقول إنى انهزمت - لا - مصر ما انهزمتش ٠ مصر انتصرت أروع انتصار ٠شككوا ولا زالوا بيشككوا حتى هذه اللحظة ولكن أنا زى ما قلت كل ده بندوسه بأقدامنالان احنا شايفين أمامنا طريقنا واضح ، وواضح أمام الكل وخطواتنا ثابتة على هذاالطريق نحو اتمام حل المشكلة ٠
وهنا أحب أن أذكر فى هذه القاعة وأمام شعبنا وأمام أمتنا العربيةكلها ومن قبل ستة أكتوبر ٠ طالما ناديت أن القضية ماهش قضية معركة حانعملها وتحلالقضية وتنتهى فى ساعة ٠ أنا قلت ده صراع طويل ... صراع أجيال - لو تذكروا - قلتههنا ، وقلته لشعبنا وقلته لآمتنا العربية كلها خلال سنة ٧٣ وقبل وقت طويل قبلالمعركة ٠ دى قناعتى إلى اليوم ٠
القضية صراع أجيال مش معركة وتنتهى أبدا ٠ وأنا قلت لو تذكروا أيضاأن التحرك العسكرى على قناة السويس وفى الجولان ليس إلا الشرارة الاولى لبدء الصراعالطويل من أجل حل القضية ٠ البعض - جهلا أو تعمدا - بيتصور أن المسألة بتنتهى فىيوم وليلة - ده مش عايش معانا ولا عارف أيه اللى بيجرى فى العالم من حولنا والانسانبيشفق عليهم لان مصائر الشعوب ماتتاخدش ببساطة أو بانفعال أو بحركات مسرحية أوحركات مزايدات ٠
مصر هنا لم تزايد على حل - ومصر هنا لم تفتح معركة مع حد لنا معركةواحدة فقط احنا فيها إلى أن تتم ان شاء اللّه٠
لكن زى ما قلت أصبح علينا بعد اتمام فك الارتباط وتثبيت وقف اطلاقالنار إنه ننطلق بقوة فى إعادة البناء والتعمير من أجل إسعاد شعبنا بعد الالموالظلام اللى عشناه فى الست سنوات الماضية بعد يونيو ٦٧
يهمنى أن أبلغ مؤسساتنا الدستورية الاساسية أنه بعد فض الاشتباك فىأوائل مارس الماضى أن قواتكم المسلحة فيما عدا بعض الطلبات التى لم يستجب لهاالاتحاد السوفيتى - قواتكم المسلحة فى مارس الماضى أقوى تماما مما كانت فى ٦ أكتوبرسنة ١٩٧٣ وباقول هذا ليه - لأن البعض بيتساءل احنا لسه مادخلناش لصلب القضية وهوالتنفيذ الفورى لقرار ٢٤٢ والمضمون بالقوتين الاعظم لسه مادخلناش٠ البعض بيتساءل ،طيب - ماهو الضمان ان اسرائيل حاتنفذ الانسحاب ٠٠ أو ٠٠ أو ٠٠ أو ٠٠ وأنا رديت علىهذا وعلشان كده بأقول لكم ضماننا الأول هو فى شعبنا وفى قواتنا المسلحة وعلشان كدهباطمنكم أن قواتكم المسلحة فيما عدا الطلبات التى لم يستجب لها الاتحاد السوفييتى - فيما عدا هذه الطلبات قواتكم عادت أقوى مما كانت فى ٦أكتوبر ٧٣ لان دى ضمانه أساسيةعلشان نكمل معركتنا ٠ ليس معنى هذا إن احنا مابنحترمش توقيعنا لا - احنا بنحترمتوقيعنا ونحترم اتفاقنا ونحترم وقف إطلاق النار إلى أن يثبت أن الطرف الآخر لايحترم وقف إطلاق النار - عندئذ يكون لنا موقف آخر ٠ يتبقى نقطة بعد ذلك فى الواقعأخيرة قبل أن نأتى إلى الورقة وهذه النقطة فى علاقتنا مع القوتين الاعظم ٠
علاقتنا أولا مع الاتحاد السوفييتى بوصفه صديقاً لنا - زى ما قلتلكم دلوقت فيه لنا بعض الملاحظات على هذه العلاقة ٠ وده أمر طبيعى حتى بين اللىبيدخلوا حرب حلفاء مع بعض بيبقى بينهم ممكن هذا وبيحصل وأكثر - انما احنا أصدقاءمجرد أصدقاء وممكن أن يحدث شئ أو أشياء فيما بيننا أو سوء فهم فى المرحلة الحاليةانا ما اعرفش ليه فيه سوء فهم على الأقل انا اريد ان أؤكد أمامكم وعلى مسمع منشعبنا كله انه من جانبنا احنا هنا ومن جانب مصر احنا مابنعملش على سوء التفاهم بلعلى العكس نحن نعمل على استمرار هذه الصداقة ، ومابنستجبش أبدا لاى استفزازات أو أىنرفزات من أى جهة - مابنستجبش أبدا : ولكن للاسف بأجد سوء فهم يتمثل أو يترجم أمامىبتصرفات لا أجد لها تفسير٠ يعنى سمعتونى دلوقت بأقول إنه فيما خلا بعض الطلبات اللىطلبناها من الاتحاد السوفيتتى ولم ترد بعد ٠ قواتنا عادت كاملة تماما - بس هذهالطلبات فيها حاجات جوهرية أساسية ٠ هذه الطلبات مثلا - بتترجم سوء الفهم من جانبهم .. أنه أبعث أربع رسائل للرئيس بريجينيف منى كرئيس لمصر وأطلب فيها هذه الطلبات علىمدى الست شهور الماضية فلا يصلنى رد إلا من شهرين مع السفير السوفييتى ان الطلباتتحت الدراسة ثم من شهر مع وزيــــر خارجيـــة الاتحـــاد السوفيتى ، لما زارنا نفسالرد أيضا أن الطلبات تحت الدراسة ٠
مش معقول تكون تحت الدراسة ستة أشهر وأنا أعلم أن هذه الطلبات ليسفيها خوارق أو أشياء مستحيلة - أبدا - وانما عادية تماما ٠ تحت الدراسة ستة أشهرومن الستة أشهر دول كان فيه عندى شهر خــــرج اللى هو الشهر الاول للجيب اللى هـ