شباب ستار
تفسير سورة الكهف - صفحة 2 749093772
شباب ستار
تفسير سورة الكهف - صفحة 2 749093772
شباب ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب ستار

شباب ستار| اغاني | العاب | مسلسلات | مهرجنات| لوبات| برامج دجي | فلاتر| بروجكتات|افلام عربي-افلام اجنبي-افلام هندي-اغاني عربي-اغاني-اجنبي-برامج كاملة-العاب-نغمات-سيمزات-خلفيات-شات-رسائل-مطبخ حواء-gemes-movies-photo-flash-اكوادcss-اكوادthml-تقنيات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في 1/1/1970
آخر عضو مسجل Mo فمرحبا به


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا


 

 تفسير سورة الكهف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty23/7/2011, 9:26 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :




سورة الكهف


سورة الكهف مكية وآياتها عشر ومائة


بِسمِ
اللّهِ الرحمَن الرّحِيـمِ






الآية : 1


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى:



{الْحَمْدُ
لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا
}.



قال أبو جعفر: يقول تعالـى ذكره: الـحمد لله
الذي خصّ برسالته مـحمدا وانتـخبه لبلاغها عنه, فـابتعثه إلـى خـلقه نبـيا مرسلاً,
وأنزل علـيه كتابه قـيـما, ولـم يجعل له عِوَجا.



وعُنِـي بقوله عزّ ذكره: قَـيّـما معتدلاً
مستقـيـما. وقـيـل: عُنِـي به: أنه قـيـم علـى سائر الكتب يصدّقها ويحفظها. ذكر من
قال: عنـي به معتدلاً مستقـيـما:



17234ـ حدثنـي علـيّ بن داود, قال: حدثنا عبد
الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, فـي قوله: ولَـمْ
يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا قَـيّـما يقول: أنزل الكتاب عَدلاً قـيـما, ولـم يجعل له
عِوَجا, فأخبر ابن عبـاس بقوله هذا مع بـيانه معنى القـيـم أن القـيـم مؤخر بعد
قوله, ولـم يجعل له عوجا, ومعناه التقديـم بـمعنى: أنزل الكتاب علـى عبده
قَـيّـما.



17235ـ حُدثت عن مـحمد بن زيد, عن جويبر, عن
الضحاك, فـي قوله قَـيّـما قال: مستقـيـما.



17236ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن
ابن إسحاق ولَـمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوْجا قَـيّـما: أي معتدلاً لا اختلاف فـيه.



17237ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: ولَـمْ يَجْعَلْ لَهُ عَوَجا
قَـيّـما قال: أنزل الله الكتاب قـيـما, ولـم يجعل له عِوَجا.



حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد,
عن قتادة, فـي قوله الـحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أنْزَلَ عَلـى عَبْدِهِ الكِتابَ
ولَـمْ يَجْعَلْ لَهُ عَوَجا قَـيّـما.



قال: وفـي بعض القراءات: «وَلَكِنْ جَعَلَهُ
قَـيّـما».



والصواب من القول فـي ذلك عندنا ما قاله ابن
عبـاس, ومن قال بقوله فـي ذلك, لدلالة قوله: ولَـمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا فأخبر
جلّ ثناؤه أنه أنزل الكتاب الذي أنزله إلـى مـحمد صلى الله عليه وسلم قَـيّـما
مستقـيـما لا اختلاف فـيه ولا تفـاوت, بل بعضه يصدق بعضا, وبعضه يشهد لبعض, لا
عِوَج فـيه, ولا ميـل عن الـحقّ, وكُسرت العين من قوله عَوِجا لأن العرب كذلك تقول
فـي كلّ اعوجاج كان فـي دين, أو فـيـما لا يُرَى شخصه قائما, فـيُدْرَك عِيانا
منتصبـا كالعاج فـي الدين, ولذلك كُسِرت العين فـي هذا الـموضع, وكذلك العِوَج فـي
الطريق, لأنه لـيس بـالشخص الـمنتصب. فأما ما كان من عِوَج فـي الأشخاص الـمنتصبة
قـياما, فإن عينها تفتـح كالعَوج فـي القناة, والـخشبة, ونـحوها. وكان ابن عبـاس
يقول فـي معنى قوله ولَـمَ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا: ولـم يجعل له ملتبسا. ذكر من قال
ذلك:



17238ـ حدثنا علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال:
ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس ولَـمَ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا قَـيّـما ولـم
يجعل له ملتبسا.



ولا خلاف أيضا بـين أهل العربـية فـي أن معنى
قوله قَـيّـما وإن كان مؤخرا, التقديـم إلـى جنب الكتاب. وقـيـل: إنـما افتتـح جلّ
ثناؤه هذه السورة بذكر نفسه بـما هو له أهل, وبـالـخبر عن إنزال كتابه علـى رسوله
إخبـارا منه للـمشركين من أهل مكة, بأن مـحمدا رسوله صلى الله عليه وسلم, وذلك أن
الـمشركين كانوا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء علـمهموها الـيهود
من قريظة والنضير, وأمروهم بـمسألتهموه عنها, وقالوا: إن أخبركم بها فهو نبـيّ,
وإن لـم يخبركم بها فهو منقوّل, فوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للـجواب عنها
موعدا, فأبطأ الوحي عنه بعض الإبطاء, وتأخّر مـجيء جبرائيـل علـيه السلام عنه عن
ميعاده القوم, فتـحدّث الـمشركون بأنه أخـلفهم موعدَه, وأنه متقوّل, فأنزل الله
هذه السورة جوابـا عن مسائلهم, وافتتـح أوّلها بذكره, وتكذيب الـمشركين فـي
أحدوثتهم التـي تـحدّثوها بـينهم. ذكر من قال ذلك:



17239ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا يونس بن
بكير, عن مـحمد بن إسحاق, قال: ثنـي شيخ من أهل مصر, قدم منذ بضع وأربعين سنة, عن
عكرمة, عن ابن عبـاس فـيـما يروي أبو جعفر الطبري قال: بعثت قريش النضْر بن
الـحارث, وعُقبة بن أبـي معيط إلـى أحبـار يهود بـالـمدينة, فقالوا لهم: سلوهم عن
مـحمد, وصِفُوا لهم صفته, وأخبروهم بقوله, فإنهم أهل الكتاب الأوّل, وعندهم علـم
ما لـيس عندنا من علـم الأنبـياء. فخرجا حتـى قَدِما الـمدينة, فسألوا أحبـار
يهودَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووصفوا لهم أمره وبعض قوله, وقالا: إنكم
أهل التوراة, وقد جئناكم لتـخبرونا عن صاحبنا هذا, قال: فقالت لهم أحبـار يهود:
سلوه عن ثلاث نأمركم بهنّ, فإن أخبركم بهنّ فهو نبـيّ مرسل, وإن لـم يفعل فـالرجل
متقوّل, فَرَوْا فـيه رأيكم: سلوه عن فتـية ذهبوا فـي الدهر الأوّل, ما كان من
أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طَوّاف, بلغ مشارق الأرض ومغاربها,
ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك, فإنه نبـيّ فـاتّبعوه, وإن هو
لـم يخبركم, فهو رجلّ متقوّل, فـاصنعوا فـي أمره ما بدا لكم. فأقبل النضْر وعقبة
حتـى قَدِما مكة علـى قريش, فقالا: يا معشر قريش: قد جئناكم بفصل ما بـينكم وبـين
مـحمد, قد أمرنا أحبـار يهودَ أن نَسأله, عن أمور, فأخبروهم بها, فجاءوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم, فقالوا: يا مـحمد أخبرنا, فسألوه عما أمروهم به, فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُخْبِرُكُمْ غَدا بِـمَا سألْتُـمْ عَنْهُ», ولـم
يستثن فـانصرفوا عنه, فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة لـيـلة, لا
يُحَدِث الله إلـيه فـي ذلك وحيا, ولا يأتـيه جبرائيـل علـيه السلام, حتـى أرجف
أهل مكة وقالوا: وعَدَنا مـحمد غدا, والـيوم خمس عشرة قد أصبحنا فـيها لا يخبرنا
بشيء مـما سألناه عنه. وحتـى أحزنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُكْثُ الوحي
عنه, وشقّ علـيه ما يتكلـم به أهل مكة. ثم جاءه جبرائيـل علـيه السلام, من الله
عزّ وجلّ, بسورة أصحاب الكهف, فـيها معاتبته إياه علـى حزنه علـيهم وخبر ما سألوه
عنه من أمر الفِتـية والرجل الطوّاف, وقول الله عزّ وجلّ وَيَسألُونَكَ عَنِ
الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيُتـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ
قَلِـيلاً قال ابن إسحاق: فبلغنـي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتـح السورة
فقال الـحَمْدِ لِلّهِ الّذِي أنْزَلَ عَلـى عَبْدِهِ الكِتابَ يعنـي مـحمدا إنك
رسولـي فـي تـحقـيق ما سألوا عنه من نبوّته ولَـمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا قَـيّـما:
أي معتدلاً, لا اختلاف فـيه.



الآية : 2
و 3



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قَيّماً لّيُنْذِرَ
بَأْساً شَدِيداً مّن لّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً *
مّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً }.



يقول تعالـى ذكره: أنزل علـى عبده القرآن
معتدلاً مستقـيـما لا عوج فـيه لـينذركم أيها الناس بأسا من الله شديدا. وعنى
بـالبأس العذاب العاجل, والنكال الـحاضر والسطوة. وقوله: مِنْ لَدُنْهُ يعنـي: من
عند الله. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17240ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا يونس بن
بكير, عن مـحمد بن إسحاق لِـيُنْذِرَ بَأْسا شَدِيدا عاجل عقوبة فـي الدنـيا
وعذابـا فـي الاَخرة. مِنْ لَدنْهِ: أي من عند ربك الذي بعثك رسولاً.



حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن
إسحاق, بنـحوه.



17241ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قوله: مِنْ لَدُنْهُ: أي من عنده.



فإن قال قائل: فأين مفعول قوله لِـيُنْذَرِ فإن
مفعوله مـحذوف اكتفـى بدلالة ما ظهر من الكلام علـيه من ذكره, وهو مضمر متصل
بـينذر قبل البأس, كأنه قـيـل: لـينذركم بأسا, كما قـيـل: يُخَوّفُ أوْلِـياءَهُ
إنـما هو: يخوّفكم أولـياءه.



وقوله: وَيُبَشّرَ الـمُؤْمِنِـينَ يقول: ويبشر
الـمصدقـين الله ورسوله الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِـحات وهو العمل بـما أمر الله
بـالعمل به, والانتهاء عما نهى الله عنه أنّ لَهُمْ أجْرا حَسَنا يقول: ثوابـا
جزيلاً له من الله علـى إيـمانهم بـالله ورسوله, وعملهم فـي الدنـيا الصالـحات من
الأعمال, وذلك الثواب: هو الـجنة التـي وعدها الـمتقون. وقوله: ماكِثِـينَ فِـيهِ
أبَدا خالدين, لا ينتقلون عنه, ولا يُنْقَلون ونصب ماكثـين علـى الـحال من قوله:
أنّ لَهُمْ أجْرا حَسَنا فـي هذه الـحال فـي حال مكثهم فـي ذلك الأجر. وبنـحو الذي
قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17242ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سَلَـمة, عن
ابن إسحاق وَيُبَشّرَ الـمُؤْمِنِـينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِـحاتِ أنّ
لَهُمْ أجْرا حَسَنا ماكِثِـينَ فِـيهِ أبَدا: أي فـي دار خـلد لا يـموتون فـيها,
الذين صدقوك بـما جئت به عن الله, وعملوا بـما أمرتهم.






الآية : 4
و 5



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَيُنْذِرَ الّذِينَ
قَالُواْ اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً * مّا
لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لاَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
إِن يَقُولُونَ إِلاّ كَذِباً }.



يقول تعالـى ذكره: ويحذر أيضا مـحمد القوم
الّذِين قالُوا اتّـخَذَ اللّهُ وَلَدا من مشركي قومه وغيرهم, بأسَ الله وعاجلَ
نقمته, وآجل عذابه, علـى قـيـلهم ذلك, كما:



17243ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن
إسحاق وَيُنْذِرَ الّذِينَ قالُوا اتّـخَذَ اللّهُ وَلَدا يعنـي قريشا فـي قولهم:
إنـما نعبد الـملائكة, وهنّ بنات الله.



وقوله: ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْـمٍ يقول: ما
لقائلـي هذا القول, يعنـي قولهم اتّـخَذَ اللّهُ وَلَدا بِهِ: يعنـي بـالله من
علـم, والهاء فـي قوله بِهِ من ذكر الله. وإنـما معنى الكلام: ما لهؤلاء القائلـين
هذا القول بـالله, إنه لا يجوز أن يكون له ولد من علـم, فلـجهلهم بـالله وعظمته
قالوا ذلك. وقوله: ولاَ لاَبـائِهِمْ يقول: ولا لأسلافهم الذين مضوا قبلهم علـى
مثل الذي هم علـيه الـيوم, كان لهم بـالله وبعظمته علـم. وقوله: كَبُرَتْ
كَلِـمَةً تَـخْرُجُ مِنْ أفْوَاهِهِمْ اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة
قرّاء الـمدنـيـين والكوفـيـين والبصريـين: كَبُرَتْ كَلِـمَةً بنصب كلـمةً
بـمعنى: كبُرت كلـمتهم التـي قالوها كلـمةً علـى التفسير, كما يقال: نعم رجلاً
عمرو, ونعم الرجل رجلاً قام, ونعم رجلاً قام. وكان بعض نـحويّـي أهل البصرة يقول:
نُبت كلـمةً لأنها فـي معنى: أكْبِر بها كلـمة, كما قال جلّ ثناؤه وَسَاءتْ
مُرْتَفَقا وقال: هي فـي النصب مثل قول الشاعر:



ولقدْ عَلِـمْتُ إذَا اللّقاحُ تَرَوّحتْهَدَجَ
الرّئالِ تَكُبّهُنّ شَمالا



أي تكبهنّ الرياح شمالاً. فكأنه قال: كبرت تلك
الكلـمة. وذُكِر عن بعض الـمكيـين أنه كان يقرأ ذلك: «كَبُرَتْ كَلِـمَةٌ» رفعا,
كما يقال: عَظُم قولُك وكَبُر شأنُك. وإذا قرىء ذلك كذلك لـم يكن فـي قوله
كَبُرَتْ كَلِـمَةً مُضمر, وكان صفة للكلـمة.



والصواب من القراءة فـي ذلك عندي, قراءة من
قرأ: كَبُرَتْ كَلِـمَةً نصبـا لإجماع الـحجة من القرّاء علـيها, فتأويـل الكلام:
عَظُمت الكلـمة كلـمة تـخرج من أفواه هؤلاء القوم الذين قالوا: اتـخذ الله ولدا,
والـملائكة بنات الله, كما:



17244ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن
ابن إسحاق كَبُرَتْ كَلِـمَةً تَـخْرُجُ مِنْ أفْوَاهِهِمْ قولهم: إن الـملائكة
بنات الله.



وقوله: إنْ يَقُولُونَ إلاّ كَذِبـا يقول عزّ
ذكره: ما يقول هؤلاء القائلون اتـخذ الله ولدا بقـيـلهم ذلك إلا كذبـا وفرية
افتروها علـى الله.









الآية : 6
- 8



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {فَلَعَلّكَ بَاخِعٌ
نّفْسَكَ عَلَىَ آثَارِهِمْ إِن لّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً
* إِنّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ
زِينَةً لّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً * وَإِنّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً
جُرُزاً }.



يعنـي تعالـى ذكره بذلك: فلعلك يا مـحمد قاتلُ
نفسك ومهلكها علـى آثار قومك الذين قالوا لك لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتـى تَفْجُرَ
لَنا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعا تـمرّدا منهم علـى ربهم, إن هم لـم يؤمنوا بهذا
الكتاب الذي أنزلته علـيك فـيصدّقوا بأنه من عند الله حزنا وتلهفـا ووجدا,
بإدبـارهم عنك, وإعراضهم عما أتـيتهم به وتركهم الإيـمان بك. يقال منه: بخع فلان
نفسه يبخعها بَخْعا وبخوعا ومنه قول ذي الرّمة:



ألا أيّهَذَا البـاخِعُ الوَجْدُ
نَفْسَهُلِشَيْءٍ نَـحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الـمَقادِرُ



يريد: نـحّته فخفف.


وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله: بـاخِعٌ قال
أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17245ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة فَلَعَلّكَ بـاخِعٌ نَفْسَكَ يقول: قاتل نفسك.



حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق,
قال: أخبرنا مَعْمر, عن قتادة, مثله.



وأما قوله: أسَفـا فإنّ أهل التأويـل اختلفوا
فـي تأويـله, فقال بعضهم: معناه: فلعلك بـاخع نفسك إن لـم يؤمنوا بهذا الـحديث
غضبـا. ذكر من قال ذلك:



17246ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة إنْ لَـمْ يُؤْمِنُوا بِهَذا الـحَدِيثِ أسَفـا قال: غضبـا.



وقال آخرون: جَزَعا. ذكر من قال ذلك:


17247ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء,
جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله أسَفـا قال: جزَعا.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.



وقال آخرون: معناه: حزنا علـيهم. ذكر من قال
ذلك:



17248ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: أسَفـا قال: حزنا علـيهم.



وقد بـيّنا معنى الأسف فـيـما مضى من كتابنا
هذا, بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع.



وهذه معاتبة من الله عزّ ذكره علـى وجده
بـمبـاعدة قومه إياه فـيـما دعاهم إلـيه من الإيـمان بـالله, والبراءة من الاَلهة
والأنداد, وكان بهم رحيـما.



وبنـحو ما قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:



17249ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن
ابن إسحاق فَلَعَلّكَ بـاخِعٌ نَفْسَكَ عَلـى آثارِهِمْ إنْ لَـمْ يُؤْمِنُوا
بِهَذَا الـحَدِيثِ أسَفـا يعاتبه علـى حزنه علـيهم حين فـاته ما كان يرجو منهم:
أي لا تفعل.



وقوله: إنّا جَعَلْنا ما عَلَـى الأرْضِ
زِينَةً لَهَا يقول عزّ ذكره: إنا جعلنا ما علـى الأرض زينة للأرض لِنَبْلُوَهُمْ
أيّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً يقول: لنـختبر عبـادنا أيّهم أترك لها وأتبع لأمرنا
ونهينا وأعمل فـيها بطاعتنا. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من
قال ذلك:


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty23/7/2011, 10:38 pm

غلـيظ فلـما رأى ذلك
ذو القرنـين من أمرهم, عجب منه وقال: أخبرونـي أيها القوم خبركم, فإنـي قد أحصيت
الأرض كلها برّها وبحرها, وشرقها وغربها, ونورها وظلـمتها, فلـم أجد مثلكم,
فأخبرونـي خبركم قالوا: نعم, فسلنا عما تريد, قال: أخبرونـي, ما بـال قبور موتاكم
علـى أبواب بـيوتكم؟ قالوا: عمدا فعلنا ذلك لئلا ننسى الـموت, ولا يخرج ذِكرُه من
قلوبنا قال: فما بـال بـيوتكم لـيس علـيها أبواب؟ قالوا: لـيس فـينا متهم, ولـيس
منا إلا أمين مؤتـمن قال: فما لكم لـيس علـيكم أمراء؟ قالوا: لا نتظالـم قال: فما
بـالكم لـيس فـيكم حكام؟ قالوا: لا نـختصم قال: فما بـالكم لـيس فـيكم أغنـياء؟
قالوا: لا نتكاثر قال: فما بـالكم لـيس فـيكم ملوك؟ قالوا: لا نتكابر قال: فما
بـالكم لا تتنازعون ولا تـختلفون؟ قالوا: من قِبَل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بـيننا
قال: فما بـالكم لا تستَبّون ولا تقتتلون؟ قالوا: من قبل أنا غلبنا طبـائعنا
بـالعزم, وسسنا أنفسنا بـالأحلام قال: فما بـالكم كلـمتكم واحدة, وطريقتكم
مستقـيـمة مستوية؟ قالوا: من قبل أنا لا نتكاذب, ولا نتـخادع, ولا يغتاب بعضنا
بعضا قال: فأخبرونـي من أين تشابهت قلوبكم, واعتدلت سيرتكم؟ قالوا: صحّت صدورنا,
فنزع بذلك الغلّ والـحسد من قلوبنا قال: فما بـالكم لـيس فـيكم مسكين ولا فقـير؟
قالوا: من قبل أنا نقتسم بـالسوية قال: فما بـالكم لـيس فـيكم فظّ ولا غلـيظ؟
قالوا: من قبل الذلّ والتواضع قال: فما جعلكم أطول الناس أعمارا؟ قالوا: من قِبَل
أنا نتعاطى الـحقّ ونـحكم بـالعدل قال: فما بـالكم لا تُقْحَطون؟ قالوا: لا نغفل
عن الاسغفـار قال: فما بـالكم لا تَـحْرَدون؟ قالوا: من قبل أنا وطأنا أنفسنا
للبلاء منذ كنا, وأحببناه وحرصنا علـيه, فعرينا منه قال: فما بـالكم لا تصيبكم
الاَفـات كما تصيب الناس؟ قالوا: لا نتوكل علـى غير الله, ولا نعمل بـالأنواء
والنـجوم قال: حدثونـي أهكذا وجدتـم آبـاءكم يفعلون؟ قالوا: نعم وجدنا آبـاءنا
يرحمون مساكينهم, ويُواسون فقراءهم, وَيعفون عمن ظلـمهم, ويُحسنون إلـى من أساء
إلـيهم, ويحلُـمون عمن جهل علـيهم, ويستغفرون لـمن سبهم, ويَصِلون أرحامهم,
ويؤدّون أماناتهم, ويحفظون وقتهم لصلاتهم, ويُوَفّون بعهودهم, ويَصدُقون فـي
مواعيدهم, ولا يرغبون عن أكفـائهم, ولا يستنكفون عن أقاربهم, فأصلـح الله لهم بذلك
أمرهم, وحفظهم ما كانوا أحياء, وكان حقا علـى الله أن يحفظهم فـي تركتهم.



17592ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, عن أبـي رافع, عن أبـي هريرة, عن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ يأْجُوجَ ومَأْجُوجَ يَحْفُرُونَ السّدّ كُلّ يَوْمٍ, حتـى إذَا كادُوا
يَرَوْنَ شُعاعَ الشّمْسِ قالَ الّذِي عَلَـيْهِمْ ارْجِعُوا فَتَـحْفِرُونَهُ
غَدا, فَـيُعِيدُهُ اللّهُ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكُوهُ, حتـى إذَا جاءَ
الوَقْتُ قالَ: إنْ شاءَ اللّهُ, فَـيَحْفُرُونَهُ ويَخْرُجُون علـى النّاسِ,
فَـيَنْشِفُونَ الـمِياهَ, ويَتَـحَصّنُ النّاسُ فِـي حُصُونِهِمْ, فَـيرْمُونَ
بِسِهامِهِمْ إلـى السّماءِ, فَـيرْجِعُ فِـيها كَهَيْئَةِ الدّماءِ,
فَـيَقُولُونَ: قَهَرْنا أهْلِ الأرْضِ, وَعَلَوْنا أهْلَ السّماءِ, فَـيَبْعَثُ
اللّهُ عَلَـيْهِمْ نَغَفـا فِـي أقْـفـائِهمْ فَتَقْتُلُهُمْ» فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «والّذِي نَفْسُ مُـحَمّدٍ بِـيَدِهِ إنّ دَوَابّ الأرْضِ
لَتَسْمَنُ وتَشْكَرُ مِنْ لُـحُومِهِمْ».



17593ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن
مـحمد بن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاريّ ثم الظّفَريّ, عن مـحمود بن
لبـيد أخي بنـي عبد الأشهل, عن أبـي سعيد الـخدري, قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: «يُفْتَـحُ يأْجُوجُ ومَأْجُوجُ فَـيَخْرُجُونَ علـى النّاسِ كمَا
قالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يِنْسِلُونَ فَـيَغْشُونَ
الأرْضَ, ويَنْـحازُ الـمُسْلِـمُونَ عَنْهُمْ إلـى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ,
وَيَضُمّونَ إلَـيْهِمْ مَوَاشيَهُمْ, فَـيَشْرَبُونَ مِياهَ الأرْضِ, حتـى إنّ
بَعْضَهُمْ لَـيَـمُرّ بـالنّهْرَ فَـيَشْرَبُونَ ما فِـيهِ, حتـى يَتْرُكُوهُ
يابسا, حتـى إنّ بَعْدَهمْ لَـيَـمُرّ بِذلكَ النّهْرِ, فـيَقُولُ: لَقَدْ كانَ
هَا هُنا ماءٌ مَرّةً, حتـى لَـمْ يَبْقَ مِنَ النّاسِ أحَدٌ إلاّ انْـحازَ إلـى
حِصْنٍ أوْ مَدِينَةٍ, قالَ قائِلُهُمْ: هَولاءِ أهْلُ الأرْضِ قَدْ فَرَغْنَا
مِنْهُمْ, بَقِـيَ أهْلُ السّمَاءِ, قالَ: ثُمّ يَهُزّ أحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ, ثُمّ
يَرْمي بها إلـى السّماءِ, فَترْجِعُ إلَـيْهِ مُخَضّبَةً دَما للْبِلاءِ
وَالفِتْنَةِ. فَبَـيّناهُمْ علـى ذلكَ, بَعَثَ اللّهُ عَلَـيْهِمْ دُودا فـي
أعناقِهِمْ كالنّغَفِ, فَتَـخْرجُ فِـي أعْناقِهِمْ فِـيُصْبِحُونَ مَوْتَـى, لا
يُسْمَعُ لَهُمْ حِسّ, فَـيَقُولُ الـمُسلِـمُونَ: ألا رَجُلٌ يَشْري لَنا
نَفْسَهُ, فَـيَنْظُرُ ما فعل العدوّ, قال: فَـيَتَـجَرّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لذلكَ
مُـحْتَسِبـا لِنَفْسِهِ, قَدْ وَطّنَها علـى أنّهُ مَقُتُولٌ, فـيَنْزِلُ
فَـيَجِدُهُمْ مَوْتـى, بَعْضُهُمْ عَلـى بَعْضٍ, فَـيْنادي: يا مَعْشَرَ
الـمُسْلِـمِينَ, ألا أبْشِرُوا, فإنّ اللّهَ قَدْ كَفـاكُمْ عَدُوّكُمْ,
فـيَخْرُجونَ مِنْ مَدَائِنِهمْ وَحُصُونِهِمْ, وَيُسَرّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ,
فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إلاّ لُـحُومُهُمْ, فَتَشْكَرُ عَنْهُمْ أحُسَنَ ما
شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النّبـاتِ أصَابَتْ قَطّ».



17594ـ حدثنـي بحر بن نصر, قال: أخبرنا ابن
وهب, قال: ثنـي معاوية, عن أبـي الزاهرية وشريح بن عبـيد: أن يأجوج ومأجوج ثلاثة
أصناف: صنف طولهم كطول الأرز, وصنف طوله وعرضه سواء, وصنف يفترش أحدهم أذنه
ويـلتـحف بـالأخرى فتغطى سائر جسده.



17595ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي,
قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: قالوا يا ذَا
القَرْنَـيْنِ إنّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوج مُفْسِدُونَ فِـي الأرْضِ قال: كان أبو
سعيد الـخُدريّ يقول: إن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَـمُوتُ رَجُلٌ
مِنْهُمْ حتـى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ رَجُلٍ» قال: وكان عبد الله بن مسعود يعجب
من كثرتهم ويقول: لا يـموت من يأجوج ومأجوج أحد يولد له ألف رجل من صلبه.



فـالـخبر الذي ذكرناه عن وهب بن منبه فـي قصة
يأجوج ومأجوج, يدلّ علـى أن الذين قالوا لذي القرنـين إنّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوج
مُفْسِدُونَ فِـي الأرْضِ إنـما أعلـموه خوفَهم ما يُحدث منهم من الإفساد فـي
الأرض, لا أنهم شَكَوا منهم فسادا كان منهم فـيهم أو فـي غيرهم, والأخبـار عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيكون منهم الإفساد فـي الأرض, ولا دلالة فـيها أنهم
قد كان منهم قبل إحداث ذي القرنـين السدّ الذي أحدثه بـينهم وبـين من دونهم من
الناس فـي الناس غيرهم إفساد.



فإذا كان ذلك كذلك بـالذي بـيّنا, فـالصحيح من
تأويـل قوله إنّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوج مُفْسِدُونَ فِـي الأرْضِ إن يأجوج ومأجوج
سيفسدون فـي الأرض.



وقوله فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرْجا اختلفت
القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامّة قرّاء الـمدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة:
فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرْجا كأنهم نـحوا به نـحو الـمصدر من خَرْج الرأس, وذلك
جعله. وقرأته عامّة قرّاء الكوفـيـين: «فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرَاجا» بـالألف,
وكأنهم نـحوا به نـحو الاسم, وعنوا به أجرة علـى بنائك لنا سدّا بـيننا وبـين
هؤلاء القوم.



وأولـى القراءتـين فـي ذلك عدنا بـالصواب قراءة
من قرأه: «فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرَاجا» بـالألف, لأن القوم فـيـما ذُكر عنهم,
إنـما عرضوا علـى ذي القرنـين أن يعطوه من أموالهم ما يستعين به علـى بناء السدّ,
وقد بـين ذلك بقوله: فَأعِينُونِـي بقُوّةٍ أجْعَلْ بَـيْنَكُمْ وبَـيْنَهُمْ
رَدْما ولـم يعرضوا علـيه جزية رؤوسهم. والـخراج عند العرب: هو الغلة. وبنـحو الذي
قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17596ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن عطاء الـخراسانـيّ, عن ابن عبـاس «فَهَلْ نَـجْعَلُ
لَكَ خَرَاجا» قال: أجرا علَـى أنْ تَـجعَلَ بَـيْنَنَا وَبَـيْنَهُمْ سَدّا.



17597ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: «فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرَاجا»
قال: أجرا.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا
أبو سفـيان, عن معمر, عن قتادة, قوله: «فَهَلْ نَـجْعَلُ لَكَ خَرَاجا» قال: أجرا.



وقوله: علَـى أنْ تَـجْعَلَ بَـيْنَنَا
وَبَـيْنَهُمْ سَدّا يقول: قالوا له: هل نـجعل لك خراجا حتـى أن تـجعل بـيننا
وبـين يأجوج ومأجوج حاجزا يحجز بـيننا وبـينهم, ويـمنعهم من الـخروج إلـينا, وهو
السدّ.



الآية : 95


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ
رَبّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }.



يقول تعالـى ذكره: قال ذو القرنـين: الذي
مكننـي فـي عمل ما سألتـمونـي من السدّ بـينكم وبـين هؤلاء القوم ربـي, ووطأه لـي,
وقوّانـي علـيه, خير من جُعلكم, والأجرة التـي تعرضونها علـيّ لبناء ذلك, وأكثر
وأطيب, ولكن أعينونـي منكم بقوّة, أعينونـي بفَعلة وصناع يُحسنون البناء والعمل.
كما:



17598ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد ما مَكّنّـي فِـيهِ رَبّـي خَيْرٌ فَأَعِينونـي
بقُوَةٍ قال: برجال أجْعَلْ بَـيْنَكُمْ وَبَـيْنَهُمْ رَدْما وقال ما مكنـي,
فأدغم إحدى النونـين فـي الأخرى, وإنـما هو ما مكننـي فـيه. وقوله: أجعَلْ
بَـيْنَكُمْ وَبَـيْنَهُمْ رَدْما يقول: أجعل بـينكم وبـين يأجوج ومأجوج ردما.
والردم: حاجز الـحائط والسدّ, إلا أنه أمنع منه وأشدّ, يقال منه: قد ردم فلان موضع
كذا يَردِمه رَدْما ورُداما ويقال أيضا: رَدّم ثوبه يردمه, وهو ثوب مُرَدّم: إذا
كان كثـير الرقاع ومنه قول عنترة:



هَلْ غادَرَ الشّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدّمِأمْ
هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ بَعْدَ تَوَهّمِ



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:



17599ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي,
قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: أجْعَلْ
بَـيْنَكُمْ وَبَـيْنَهُمْ رَدْما قال: هو كأشدّ الـحجاب.



17600ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قال: ذكر لنا أن رجلاً قال: يا نبـيّ الله قد رأيت سدّ يأجوج
ومأجوج, قال: «انْعَتْهُ لـي», قال: كأنه البرد الـمـحّبر, طريقة سوداء, وطريقة
حمراء, قالَ: «قَدْ رأيَتَهُ».



الآية : 96
و 97



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ
حَتّىَ إِذَا سَاوَىَ بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتّىَ إِذَا جَعَلَهُ
نَاراً قَالَ آتُونِيَ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا
اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }.



يقول عزّ ذكره: قال ذو القرنـين للذين سألوه
أن يجعل بـينهم وبـين يأجوج ومأجوج سدّا آتونِـي أي جيئونـي بِزُبَر الـحديد, وهي
جمع زُبْرة, والزّبْرة: القطعة من الـحديد. كما:



17601ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله,
قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: زُبَرَ الـحَدِيدِ يقول: قطع
الـحديد.



حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال:
ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: آتُونِـي زُبَرَ
الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد.



17602ـ حدثنـي إسماعيـل بن سيف, قال: حدثنا
علـيّ بن مسهر, عن إسماعيـل, عن أبـي صالـح, قوله: زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع
الـحديد.



17603ـ حدثنـي مـحمد بن عمارة الأسديّ, قال:
حدثنا عبـيد الله بن موسى, قال: أخبرنا إسرائيـل, عن أبـي يحيى عن مـجاهد, قوله:
آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد.



17604ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ: أي فَلَق الـحديث.



حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ قال:
قطع الـحديد.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عبـاس: آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع
الـحديد.



وقوله: حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصّدفَـيْنِ
يقول عزّ ذكره: فآتُوهُ زُبَر الـحديد, فجعلها بـين الصدفـين حتـى إذا ساوى بـين
الـجبلـين بـما جعل بـينهما من زُبر الـحديد, ويقال: سوّى. والصدفـان: ما بـين
ناحيتـي الـجبلـين ورؤوسهما ومنه قوله الراجز:



قدْ أخَذَتْ ما بـينَ عَرْضِ
الصّدُفَـيْنِناحِيَتَـيْها وأعالـي الرّكْنَـيْنِ



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:



17605ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله,
قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله بـينَ الصّدَفَـيْنِ يقول: بـين
الـجبلـين.



حدثنـي مـحمد, بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال:
ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: حتـى إذَا بَلَغَ بـينَ
السّدّيْنِ قال: هو سدّ كان بـين صَدَفـين, والصدفـان: الـجبلان.



17606ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء,
جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: الصّدَفَـيْنِ رؤوس الـجبلـين.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.



17607ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت
أبـا مُعاذ يقول: حدثنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: بـينَ
الصّدَفَـيْنِ يعنـي الـجبلـين, وهما من قبل أرمينـية وأذربـيجان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty23/7/2011, 10:38 pm

17608ـ حدثنا بشر, قال:
حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصّدَفَـيْنِ وهما
الـجبلان.



17609ـ حدثنـي أحمد بن يوسف, قال: أخبرنا
القاسم, قال: حدثنا هشيـم, عن مغيرة, عن إبراهيـم أنه قرأها: بـينَ الصّدَفَـيْنِ
منصوبة الصاد والدال, وقال: بـين الـجبلـين, وللعرب فـي الصدفـين: لغات ثلاث, وقد
قرأ بكلّ واحدة منها جماعة من القراء: الفتـح فـي الصاد والدال, وذلك قراءة عامة
قرّاء أهل الـمدينة والكوفة والضمّ فـيهما, وهي قراءة أهل البصرة والضم فـي الصاد
وتسكين الدال, وذلك قراءة بعض أهل مكة والكوفة. والفتـح فـي الصاد والدال أشهر هذه
اللغات, والقراءة بها أعجب إلـيّ, وإن كنت مستـجيزا القراءة بجميعها, لاتفـاق
معانـيها. وإنـما اخترت الفتـح فـيهما لـما ذكرت من العلة.



وقوله: قالَ انْفُخُوا يقول عزّ ذكره, قال
للفعلة: انفخوا النار علـى هذه الزّبر من الـحديد.



وقوله: حتـى إذَا جَعَلَهُ نارا وفـي الكلام
متروك, وهو فنفخوا, حتـى إذا جعل ما بـين الصدفـين من الـحديد نارا قالَ آتُونِـي
أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قَطْرا فـاختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء
الـمدينة والبصرة, وبعض أهل الكوفة: قالَ آتُونِـي بـمدّ الألف من آتُونِـي
بـمعنى: أعطونـي قطرا أفرغ علـيه. وقرأه بعض قرّاء الكوفة, قال: «ائْتُونِـي» بوصل
الألف, بـمعنى: جيئونـي قِطْرا أفرغ علـيه, كما علـيه: أخذت الـخطام, وأخذت
بـالـخطام, وجئتك زيدا, وجئتك بزبر. وقد يتوجه معنى ذلك إذا قرىء كذلك إلـى معنى
أعطونـي, فـيكون كأنه قارئه أراد مدّ الألف من آتونـي, فترك الهمزة الأولـى من
آتونـي, وإذا سقطت الأولـى همز الثانـية.)



وقوله: أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا يقول: أصبّ
علـيه قطرا, والقِطْر: النّـحاس. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:



17610ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي,
قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله أُفْرِغْ عَلَـيْهِ
قِطْرا قال: القِطر: النـحاس.



17611ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا
عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, مثله.



17612ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا مُعاذ
يقول: حدثنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا:
يعنـي النـحاس.



17613ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا أي النـحاس لـيـلزمه به.



حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال:
أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا قال: نـحاسا.



وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب من أهل البصرة
يقول: القِطر: الـحديد الـمذاب, ويستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر:



حُساما كَلَوْنِ الـمِلْـحِ صَافٍ
حَديدُهجُزَارا مِنَ اقْطارِ الـحَديدِ الـمُنَعّتِ



وقوله: فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ يقول
عزّ ذكره: فما اسطاع يأجوج ومأجوج أن يَعلُوا الردم الذي جعله ذو القرنـين حاجزا
بـينهم, وبـين من دونهم من الناس, فـيصيروا فوقه وينزلوا منه إلـى الناس.



يقال منه: ظهر فلان فوق البـيت: إذا علاه ومنه
قول الناس: ظهر فلان علـى فلان: إذا قهره وعلاه. وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا
يقول: ولـم يستطيعوا أن ينقبوه من أسفله. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل
التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17614ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قوله: فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ من قوله: وَما اسْتَطاعُوا
لَهُ نَقْبـا: أي من أسفله.



حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال:
أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: ما
استطاعوا أن ينزعوه.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا
أبو سفـيان, عن معمر, عن قتادة فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: أن يرتقُوه
وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا.



17615ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنـي حجاج, عن ابن جريج, فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: أن يرتقُوه وَما
اسْتَطاعُوا لَهْ نَقْبـا.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثن
حجاج, عن ابن جريج فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: يعلوه وَما اسْتَطاعُوا
لَهُ نَقْبـا: أي ينقبوه من أسفله.



واختلف أهل العربـية فـي وجه حذف التاء من
قوله: فَمَا اسْطاعُوا فقال بعض نـحويـي البصرة: فعل ذلك لأن لغة العرب أن تقول:
اسطاع يسطيع, يريدون بها: استطاع يستطيع, ولكن حذفوا التاء إذا جُمعت مع الطاء
ومخرجهما واحد. قال: وقال بعضهم: استاع, فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم: أسطاع
يسطيع, فجعلها من القطع كأنها أطاع يطيع, فجعل السين عوضا من إسكان الواو. وقال
بعض نـحويـيّ الكوفة: هذا حرف استعمل فكثر حتـى حذف.



الآية : 98


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قَالَ هَـَذَا رَحْمَةٌ
مّن رّبّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبّي
حَقّاً }.



يقول عزّ ذكره: فلـما رأى ذو القرنـين أن
يأجوج ومأجوج لا يستطيعون أن يظهروا ما بنـي من الردم, ولا يقدرون عل نقبه, قال:
هذا الذي بنـيته وسوّيته حاجزا بـين هذه الأمة, ومن دون الردم رحمة من ربـي رحم
بها من دون الردم من الناس, فأعاننـي برحمته لهم حتـى بنـيته وسوّيته لـيكفّ بذلك
غائلة هذه الأمة عنهم.



وقوله: فإذَا جاءَ وَعْدُ رَبّـي جَعَلَهُ
دَكّاءَ يقول: فإذا جاء وعد ربـي الذي جعله ميقاتا لظهور هذه الأمة وخروجها من
وراء هذا الردم لهم, جعله دكاء, يقول: سوّاه بـالأرض, فألزقه بها, من قولهم: ناقة
دكاء: مستوية الظهر لا سنام لها. وإنـما معنى الكلام: جعله مدكوكا, فقـيـل: دكاء.
وكان قتادة يقول فـي ذلك ما:



17616ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قوله: فإذَا جاءَ وَعدُ رَبـي جَعَلَه دَكّاءَ قال: لا أدري
الـجبلـين يعنـي به, أو ما بـينهما.



وذُكر أن ذلك يكون كذلك بعد قتل عيسى ابن مريـم
علـيه السلام الدجال. ذكر من قال ذلك:



17617ـ حدثنـي أحمد بن إبراهيـم الدورقـي, قال:
حدثنا هشيـم بن بشير, قال: أخبرنا العوّام, عن جبلة بن سحيـم, عن مؤثر, وهو ابن
عفـارة العبدي, عن عبد الله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَقِـيتُ لَـيْـلَةَ الإسْرَاءِ إبْرَاهِيـمَ وَمُوسَى وَعيسَى فَتَذَاكرُوا أمْر
السّاعَةِ, وَرَدّوا الأَمْرَ إلـى إبْرَاهِيـمَ فَقالَ إبْرَاهِيـمُ: لا عِلْـمَ
لـي بِها, فَرَدّوا الأمْرَ إلـى مُوسَى, فقالَ مُوسَى: لا عِلْـمَ لـي بها,
فَرَدّوا الأَمْرَ إلـى عِيسَى قالَ عِيسَى: أمّا قِـيامُ السّاعَةِ لا
يَعْلَـمُهُ إلاّ اللّهُ, وَلَكِنّ رَبّـي قَدْ عَهِدَ إلـيّ بِـمَا هُوَ كائِنٌ
دُونَ وَقْتِها, عَهِدَ إلـيّ أنّ الدّجّالَ خارجٌ, وأنّهُ مُهْبطي إلَـيْه,
فَذَكَرَ أنّ مَعَهُ قَصَبَتَـيْنِ, فإذَا رآنِـي أهْلَكَهُ اللّهُ, قالَ:
فَـيَذُوبُ كمَا يَذُوبُ الرّصَاصُ, حتـى إنّ الـحَجَرَ والشّجَرَ لَـيَقُولُ: يا
مُسْلِـمُ هَذَا كافِرٌ فـاقْتُلْهُ, فَـيُهْلِكُهُمْ اللّهُ, وَيَرْجِعُ الناسُ
إلـى بِلادِهِمْ وأوْطانِهِمْ فَـيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجَ مِنْ كُلّ
حَدْبٍ يَنْسِلُونَ, لا يَأْتُونَ عَلـى شَيْءٍ إلاّ أكَلُوهُ, وَالا يَـمُرّونَ
عَلـى ماءِ إلاّ شَرِبُوهُ, فـيَرّجِعُ النّاسُ إلـيّ, فَـيَشْكُونَهُمْ, فأدْعُوا
اللّهَ عَلَـيْهِمْ فَـيُـمِيتُهُمْ حتـى تَـجْوَى الأرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمُ,
فَـيَنْزِلُ الـمَطَرُ, فَـيَجُرّ أجْسادَهُمْ, فـيُـلْقِـيهِمْ فِـي البَحْرِ,
ثُمّ يَنْسِفُ الـجِبـالَ حتـى تَكُونَ الأرْضُ كالأديـم, فَعَهِدَ إلـيّ رَبّـي
أنّ ذلكَ إذا كان كذلك, فَإنّ السّاعَةَ مِنْهُمْ كالـحامِلِ الـمُتِـمّ الّتِـي
لا يَدْرِي أهْلُها مَتـى تَفْجَوهُمْ بِوِلادِها, لَـيْلاً أوْ نَهارا».



17618ـ حدثنـي عبـيد بن إسماعيـل, قال: حدثنا
الـمـحاربـيّ, عن أصبع بن زيد, عن العوّام بن حوشب, عن جبلة بن سحيـم, عن مؤثر بن
عَفـازَة, عن عبد الله بن مسعود, قال: لـما أُسْري برسول الله صلى الله عليه وسلم
التقـي هو وإبراهيـم وموسى وعيسى علـيهم السلام. فتذاكروا أمر الساعة. فذكر نـحو
حديث إبراهيـم الدورقـي عن هشيـم, وزاد فـيه: قال العوّام بن حوشب: فوجدت تصديق
ذلك فـي كتاب الله تعالـى, قال الله عزّ وجلّ: حتـى إذَا فُتِـحَتْ يأْجُوجُ
ومَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الوَعْدُ الـحَقّ
فإذَا هِيَ شاخِصَةٌ أبْصَارُ الّذِينَ كَفَرُوا وقال: فإذَا جاءَ وَعْدُ رَبّـي
جَعَلَهُ دَكّاءَ وكانَ وَعْدُ رَبّـي حَقّا يقول: وكان وعد ربـي الذي وعد خـلقه
فـي دكّ هذا الردم, وخروج هؤلاء القوم علـى الناس, وعيثهم فـيه, وغير ذلك من وعده
حقا, لأنه لا يخـلف الـميعاد فلا يقع غير ما وعد أنه كائن.



الآية : 99
و 100



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ
يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً
* وَعَرَضْنَا جَهَنّمَ يَوْمَئِذٍ
لّلْكَافِرِينَ عَرْضاً }.



يقول تعالـى ذكره: وتركنا عبـادنا يوم يأتـيهم
وعدنا الذي وعدناهم, بأنا ندكّ الـجبـال ونَنْسِفها عن الأرض نسفـا, فنذرها قاعا
صفصفـا, بعضهم يـموج فـي بعض, يقول: يختلط جنهم بإنسهم. كما:



17619ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب
القمي, عن هارون بن عنترة, عن شيخ من بنـي فزارة, فـي قوله: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ
يَوْمَئِذٍ يَـمُوجُ فـي بَعْضٍ قال: إذا ماج الـجنّ والإنس, قال إبلـيس: فأنا
أعلـم لكم علـم هذا الأمر, فـيظعن إلـى الـمشرق, فـيجد الـملائكة قد قطعوا الأرض,
ثم يظعن إلـى الـمغرب, فـيجد الـملائكة قد قطعوا الأرض, ثم يصعد يـمينا وشمالاً
إلـى أقصى الأرض, فـيجد الـملائكة قطعوا الأرض, فـيقول: ما من مَـحِيص, فبـينا هو
كذلك, إذ عرض له طريق كالشراك, فأخذ علـيه هو وذريّته, فبـينـما هم علـيه, إذ
هجموا علـى النار, فأخرج الله خازنا من خُزّان النار, قال: يا إبلـيس ألـم تكن لك
الـمنزلة عند ربك, ألـم تكن فـي الـجنان؟ فـيقول: لـيس هذا يوم عتاب, لو أن الله
فرض علـيّ فريضة لعبدته فـيها عبـادة لـم يعبده مثلها أحد من خـلقه, فـيقول: فإن
الله قد فرض علـيك فريضة, فـيقول: ما هي؟ فـيقول: يأمرك أن تدخـل النار, فـيتلكأ
علـيه, فـيقول به وبذرّيته بجناحيه, فـيقذفهم فـي النار, فَتزفر النار زفرة فلا
يبقـى مَلَك مقرّب, ولا نبـيّ مرسل إلا جثى لركبتـيه.



17620ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال:
قال ابن زيد, فـي قوله: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَـمُوجُ فـي بَعْضٍ
قال: هذا أوّل القـيامة, ثم نفخ فـي الصور علـى أثر ذلك فجمعناهم جمعا.



وَنُفِخَ فِـي الصّورِ قد ذكرنا اختلاف أهل
التأويـل فـيـما مضى فـي الصّور, وما هو, وما عُنِـي به. واخترنا الصواب من القول
فـي ذلك بشواهده الـمغنـية عن إعادته فـي هذا الـموضع, غير أنا نذكر فـي هذا
الـموضع بعض ما لـم نذكر فـي ذلك الـموضع من الأخبـار. ذكر من قال ذلك:



17621ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا
الـمعتـمر بن سلـيـمان, عن أبـيه, قال: حدثنا أسلـم, عن بشر بن شغاف, عن عبد الله
بن عمرو, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم أن أعرابـيا سأله عن الصّور, قال: «قَرْنٌ
يُنْفَخُ فِـيهِ».



حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا معاوية بن هشام,
عن سفـيان, عن سلـيـمان التـيـميّ, عن العجلـي, عن بشر بن شغاف, عن عبد الله بن
عمرو, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم, بنـحوه.



17622ـ حدثنا مـحمد بن الـحارث القنطري, قال:
حدثنا يحيى بن أبـي بكير, قال: كنت فـي جنازة عمر بن ذرّ فلقـيت مالك بن مغول,
فحدثنا عن عطية العوفـي, عن أبـي سعيد الـخُدريّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ وَحَنى الـجَبْهَةَ,
وأصْغَى بـالأذُنُ مَتـى يُوءْمَرُ» فشقّ ذلك علـى أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم, فقال: «قُولُوا حَسْبُنا اللّهُ وَعَلـى اللّهِ تَوَكّلْنا, ولوِ اجْتَـمَعَ
أهْلُ مِنًى ما أقالُوا ذلكَ القَرْنَ» كذا قال, وإنـما هو ماأقلوا.



حدثنـي أبو السائب, قال: حدثنا حفص, عن
الـحجاج, عن عطية, عن أبـي سعيد الـخُدريّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَم القَرْنَ, وَحَنى
ظَهْرَهُ وَجَحَظَ بعَيْنَـيْهِ», قالوا: ما نقول يارسول الله؟ قال: «قُولُوا:
حَسْبُنا اللّهُ, تَوَكّلْنا علَـى اللّهِ».



17623ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن فضيـل,
عن مطرف, عن عطية, عن ابن عبـاس, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ
أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْن قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ, وَحَنى جَبْهَتَهُ,
يَسْتَـمِعُ مَتـى يُوءْمَرُ فَـيَنْفُخُ فِـيهِ», فقال أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فكيف نقول؟ قال: «تَقُولُونَ: حَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الوَكِيـلُ,
تَوَكّلنا علـى اللّهِ».



حدثنا أبو كريب والـحسن بن عرفة, قالا: حدثنا
أسبـاط, عن مطرف, عن عطية, عن ابن عبـاس, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم, مثله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty23/7/2011, 10:39 pm

حدثنـي يعقوب, قال:
حدثنا شعيب بن حرب, قال: حدثنا خالد أبو العلاء, قال: حدثنا عطية العوفـيّ, عن
أبـي سعيد الـخُدريّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أنْعَمُ
وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنى الـجَبْهَةَ, وأصْغَى
بـالأُذُنِ مَتـى يُوءْمَرُ أنْ يَنْفُخَ, وَلَوْ أنّ أهْلَ مِنًى اجْتَـمَعُوا
علـى القَرْنَ علَـى أنْ يُقِلّوهُ مِنَ الأرْضِ, ما قَدَرُوا عَلَـيْهِ» قال:
فأُبِلسَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشقّ علـيهم, قال: فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: حَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الوَكِيـلُ, عَلـى اللّهِ
تَوَكّلْنا».



17624ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا عبد الرحمن
بن مـحمد الـمـحاربـيّ, عن إسماعيـل بن رافع الـمدنـي, عن يزيد بن فلان, عن رجل من
الأنصار, عن مـحمد بن كعب الْقُرَظيّ, عن رجل من الأنصار, عن أبـي هريرة, قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَـمّا فَرَغَ اللّهَ مِنْ خَـلْقِ السّمَوَاتِ
وّلأرْضِ, خَـلَقَ الصّورَ, فأعْطاهُ إسْرَافِـيـلَ, فَهُوَ وَضَعَهُ عَلـى فِـيهِ
شاخِصٌ بَصَرُهُ إلـى العَرْشِ يَنْتَظِرُ مَتـى يُوءْمَرُ». قال أبو هريرة: يا
رسول الله, ما الصّور؟ قال: «قَرْنٌ». قال: وكيف هو؟ قال: «قَرْنٌ عَظِيـمٌ
يُنْفَخُ فِـيهِ ثَلاثُ نَفَخاتٍ: الأُولـى: نَفْخَةُ الفَزَعِ, والثّانِـيَةُ:
نَفْخَةُ الصّعْقِ, والثّالِثَةُ: نَفْخَةُ القِـيامِ لِرَبّ العالَـمِينَ».



وقوله: فَجَمَعْناهُمْ جَمْعا يقول: فجمعنا
جميع الـخـلق حينئذ لـموقـف الـحساب جميعا. وقوله: وعَرَضْنا جَهَنّـمَ يَوْمَئِذٍ
للكافِرِينَ عَرْضا يقول: وأبرزنا جهنـم يوم ينفخ فـي الصور, فأظهرناها للكافرين
بـالله, حتـى يروها ويعاينوها كهيئة السراب ولو جعل الفعل لها قـيـل: أعرضت إذا
استبـانت, كما قال عمرو بن كلثوم:



وأعْرَضَتِ الـيَـمامَةُ واشْمَخَرّتْكأسْيافٍ
بأيْدِي مُصْلِتِـينا



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:



17625ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي, قال: حدثنا سفـيان, عن سلـمة بن كهيـل, قال: حدثنا أبو الزعراء,
عن عبد الله, قال: يقوم الـخـلق لله إذا نفخ فـي الصور, قـيام رجل واحد, ثم
يتـمثّل الله عزّ وجلّ فما يـلقاه أحد من الـخلائق كان يعبد من دون الله شيئا إلا
وهو مرفوع له يتبعه, قال: فـيـلقـى الـيهود فـيقول: من تعبدون؟ قال: فـيقولون:
نعبد عُزَيرا, قال: فـيقول: هل يسركم الـماء؟ فـيقولون نعم, فـيريهم جهنـم وهي
كهيئة السراب, ثم قرأ وَعَرَضْنا جَهَنّـمَ يَوْمَئِذٍ للكافِرِينَ عَرْضا ثم
يـلقـى النصارى فـيقول: من تعبدون؟ فـيقولون: نعبد الـمسيح, فـيقول: هل يسركم
الـماء, فـيقولون نعم, قال: فـيريهم جهنـم وهي كهيئة السراب, ثم كذلك لـمن كان
يعبد من دون الله شيئا, ثم قرأ عبد الله وَقِـفوهُم إنّهُمْ مَسْئُولُونَ.









الآية :
101



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {الّذِينَ كَانَتْ
أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً }.



يقول تعالـى: وعرضنا جهنـم يومئذ للكافرين
الذين كانوا لا ينظرون فـي آيات الله, فـيتفكّرون فـيها ولا يتأمّلون حججه,
فـيعتبرون بها, فـيتذكرون وينـيبون إلـى توحيد الله, وينقادون لأمره ونهيه,
وكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعا يقول: وكانوا لا يطيقون أن يسمعوا ذكر الله الذي
ذكّرهم به, وبـيانه الذي بـيّنه لهم فـي إي كتابه, بخذلان الله إياهم, وغلبة
الشقاء علـيهم, وشُغْلِهم بـالكفر بـالله وطاعة الشيطان, فـيتعظون به, ويتدبّرونه,
فـيعرفون الهدى من الضلالة, والكفر من الإيـمان. وكان مـجاهد يقول فـي ذلك ما:



17626ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء,
جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعا قال: لا
يعقلون.



17627ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, ثنى
حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد وكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعا قال: لا يعلـمون.



17628ـ حدثنـي
يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله الّذِينَ كانَت
أعْيُنُهُمْ فـي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِى... الاَية, قال: هؤلاء أهل الكفر.



الآية :
102



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَفَحَسِبَ الّذِينَ
كَفَرُوَاْ أَن يَتّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيَ أَوْلِيَآءَ إِنّآ أَعْتَدْنَا
جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }.



يقول عزّ ذكره: أفظن الذين كفروا بـالله من
عبدة الـملائكة والـمسيح, أن يتـخذوا عبـادي الذين عبدوهم من دون الله أولـياء,
يقول كلا بل هم لهم أعداء. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من
قال ذلك:



17629ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنى حجاج, عن ابن جريج, فـي قوله: أفَحَسِبَ الّذينَ كَفَرُوا أنْ يَتّـخِذُوا
عِبـادِي مِنْ دُونِـي أوْلِـياءَ قال: يعنـي من يعبد الـمسيح ابن مريـم
والـملائكة, وهم عبـاد الله, ولـم يكونوا للكفـار أولـياء. وبهذه القراءة, أعنـي
بكسر السين من أفَحَسبَ بـمعنى الظنّ قرأت هذا الـحرف قرّاء الأمصار. ورُوي عن
علـيّ بن أبـي طالب رضي الله عنه وعكرِمة ومـجاهد أنهم قرءوا ذلك أفَحَسْبُ
الّذيِنَ كَفَرُوا بتسكين السين, ورفع الـحرف بعدها, بـمعنى: أفحسبهم ذلك: أي
أفكفـاهم أن يتـخذوا عبـادي من دونـي أولـياء من عبـاداتـي وموالاتـي. كما:



17630ـ حُدثت
عن إسحاق بن يوسف الأزرق, عن عمران بن حدير, عن عكرمة أفَحَسْبُ الّذينَ
كَفَرُوا قال: أفحسبهم ذلك.



والقراءة التـي نقرؤها هي القراءة التـي علـيها
قرّاء الأمصار أفَحَسِبَ الّذِينَ بكسر السين, بـمعنى أفظنّ, لإجماع الـحجة من
القرّاء علـيها.



وقوله: إنّا أعْتَدْنا جَهَنّـمَ للْكافِرِينَ
نُزُلاً يقول: أعددنا لـمن كفر بـالله جهنـم منزلاً.



الآية :
103 و 104



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى:



{قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالأخْسَرِينَ
أَعْمَالاً * الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: قُلْ يا مـحمد لهؤلاء الذين يبغون عَنَتَك ويجادلونك بـالبـاطل, ويحاورونك
بـالـمسائل من أهل الكتابـين: الـيهود, والنصارى هَلْ نُنَبّئُكُمْ أيها القوم
بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً يعنـي بـالذين أتعبوا أنفسهم فـي عمل يبغون به ربحا
وفضلاً, فنالوا به عَطَبـا وهلاكا ولـم يدركوا طلبـا, كالـمشتري سلعة يرجو بها
فضلاً وربحا, فخاب رجاؤه, وخسر بـيعه, ووكس فـي الذي رجا فضله.



واختلف أهل التأويـل فـي الذين عُنوا بذلك,
فقال بعضهم: عُنِـي به الرهبـانْ والقسوس. ذكر من قال ذلك:



17631ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا الـمقبري,
قال: حدثنا حيوة بن شريح, قال: أخبرنـي السكن بن أبـي كريـمة, أن أمه أخبرته أنها
سمعت أبـا خميصة عبد الله بن قـيس يقول: سمعت علـيّ بن أبـي طالب يقول فـي هذه
الاَية قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً: هم الرهبـان الذين حبسوا
أنفسهم فـي الصوامع.



حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: سمعت
حيوة يقول: ثنـي السكن بن أبـي كريـمة, عن أمه أخبرته أنها سمعت عبد الله بن قـيس
يقول: سمعت علـيّ بن أبـي طالب يقول, فذكر نـحوه.



17632ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن,
قال: حدثنا سفـيان, عن منصور, عن هلال بن يِساف, عن مصعب بن سعد, قال: قلت لأبـي:
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا أهم الـحَرورية؟ قال: هم أصحاب
الصوامع.



17633ـ حدثنا فضالة بن الفضل, قال: قال بزيع:
سأل رجل الضحاك عن هذه الاَية قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً
قال: هم القِسيسون والرهبـان.



17634ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا الثوريّ, عن منصور, عن هلال بن يِساف, عن مصعب بن سعد, قال:
قال سعد: هم أصحاب الصوامع.



حدثنا ابن حميد, قال حدثنا جرير, عن منصور, عن
ابن سعد, قال: قلت لسعد: يا أبت هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً أهم
الـحَرورية, فقال: لا, ولكنهم أصحاب الصوامع, ولكن الـحَرورية قوم زاغوا فأزاغ
الله قلوبهم.



وقال آخرون: بل هم جميع أهل الكتابـين. ذكر من
قال ذلك:



17635ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا
مـحمد بن جعفر, قال حدثنا شعبة, عن عمرو بن مرة, عن مصعب بن سعد, قال: سألت أبـي
عن هذه الاَية قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً الّذينَ ضَلّ
سَعْيُهُمْ فـي الـحَياةِ الدّنْـيا أهم الـحَرورية؟ قال: لا, هم أهل الكتاب,
الـيهود والنصارى. أما الـيهود فكذبوا بـمـحمد. وأما النصارى فكفروا بـالـجنة
وقالوا: لـيس فـيها طعام ولا شراب, ولكن الـحَرورية الّذينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ
اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ويَقَطْعُونَ ما أمَرَ اللّهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فـي الأرض أُولَئِكَ هُمُ الـخاسِرُونَ فكان سعد يسميهم الفـاسقـين.



حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن إبراهيـم بن أبـي حُرّة عن مصعب بن سعد بن أبـي
وقاص, عن أبـيه, فـي قوله قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً قال: هم
الـيهود والنصارى.



17636ـ حدثنا القاسم, قال: ثنـي حجاج, عن ابن
جريج, عن أبـي حرب بن أبـي الأسود عن زاذان, عن علـيّ بن أبـي طالب, أنه سئل عن
قوله: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً قال: هم كفرة أهل الكتاب
كان أوائلهم علـى حقّ, فأشركوا بربهم, وابتدعوا فـي دينهم, الذين يجتهدون فـي
البـاطل, ويحسبون أنهم علـى حقّ, ويجتهدون فـي الضلالة, ويحسبون أنهم علـى هدى,
فضلّ سعيهم فـي الـحياة الدنـيا, وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ثم رفعِ صوته, فقال:
وما أهل النار منهم ببعيد. وقال آخرون: بل هم الـخوارج. ذكر من قال ذلك:



17637ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى,
عن سفـيان بن سَلَـمة, عن سلـمة بن كُهَيـل, عن أبـي الطفـيـل, قال: سأل عبد الله
بن الكوّاء علـيا عن قوله: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً قال:
أنتـم يا أهل حَروراء.



حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: حدثنا
يحيى بن أيوب, عن أبـي صخر, عن أبـي معاوية البجلـي, عن أبـي الصهبـاء البكريّ, عن
علـيّ بن أبـي طالب, أن ابن الكوّاء سأله, عن قول الله عزّ وجلّ: هَلْ
نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً فقال علـيّ: أنت وأصحابك.



حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا الثوري, عن سلـمة بن كهيـل, عن أبـي الطفـيـل, قال: قام ابن
الكوّاء إلـى علـيّ, فقال: مَن الأخسرين أعمالاً الذي ضلّ سعيهم فـي الـحياة
الدنـيا, وهم يحسبون أنهم يحسبون صنعا, قال: ويْـلَك أهلُ حَروراء منهم.



حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا مـحمد بن خالد ابن
عَثْمة, قال: حدثنا موسى بن يعقوب بن عبد الله, قال: ثنـي أبو الـحويرث, عن نافع
بن جبـير بن مطعم, قال: قال ابن الكوّاء لعلـيّ بن أبـي طالب: ما الأخسرين أعمالاً
الذين ضلّ سعيهم فـي الـحياة الدنـيا؟ قال: أنت وأصحابك.



والصواب من القول فـي ذلك عندنا, أن يقال: إن
الله عزّ وجلّ عنى بقوله: هَلْ نُنَبّئُكُمْ بـالأَخْسَرِينَ أعمالاً كلّ عامل
عملاً يحسبه فـيه مصيبـا, وأنه الله بفعله ذلك مطيع مرض, وهو بفعله ذلك الله مسخط,
وعن طريق أهل الإيـمان به جائر كالرهابنة والشمامسة وأمثالهم من أهل الاجتهاد فـي
ضلالتهم, وهم مع ذلك من فعلهم واجتهادهم بـالله كفرة, من أهل أيّ دين كانوا.



وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه نصب قوله
أعمالاً, فكان بعض نـحويـي البصرة يقول: نصب ذلك لأنه لـما أدخـل الألف واللام
والنون فـي الأخسرين لـم يوصل إلـى الإضافة, وكانت الأعمال من الأخسرين فلذلك نصب.
وقال غيره: هذا بـاب الأفعل والفُعْلَـى, مثل الأفضل والفُضْلَـى, والأخسر
والـخُسْرَى, ولا تدخـل فـيه الواو, ولا يكون فـيه مفسر, لأنه قد انفصل بـمن هو
كقوله الأفضل والفُضْلَـى, وإذا جاء معه مفسر كان للأوّل والاَخر, وقال: ألا ترى
أنك تقول: مررت برجل حَسَنٍ وجها, فـيكون الـحسن للرجل والوجه, وكذلك كبـير عقلاً,
وما أشبهه قال: وإنـما جاز فـي الأخسرين, لأنه ردّه إلـى الأفْعَل والأَفَعَلة.
قال: وسمعت العرب تقول: الأوّلات دخولاً, والاَخرات خروجا, فصار للأوّل والثانـي
كسائر البـاب قال: وعلـى هذا يقاس.


وقوله:
الّذيِنَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فـي الـحَياةِ الدّنْـيا يقول: هم الذين لـم يكن عملهم
الذي عملوه فـي حياتهم الدنـيا علـى هدى واستقامة, بل كان علـى جور وضلالة, وذلك
أنهم عملوا بغير ما أمرهم الله به بل علـى كفر منهم به, وهُمْ يحسَبُونَ أنّهُمْ
يُحسِنُونَ صُنْعا يقول: وهم يظنون أنهم بفعلهم ذلك لله مطيعون, وفـيـما ندب
عبـاده إلـيه مـجتهدون, وهذا من أدلّ الدلائل علـى خطأ قول من زعم أنه لا يكفر
بـالله أحد إلا من حيث يقصد إلـى الكفر بعد العلـم بوحدانـيته, وذلك أن الله
تعالـى ذكره أخبر عن هؤلاء الذين وصف صفتهم فـي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty23/7/2011, 10:39 pm

هذه الاَية, أن سعيهم
الذي سعوا فـي الدنـيا ذهب ضلالاً, وقد كانوا يحسبون أنهم مـحسنون فـي صنعهم ذلك,
وأخبر عنهم أنهم هم الذين كفروا بآيات ربهم. ولو كان القول كما قال الذين زعموا
أنه لا يكفر بـالله أحد إلا من حيث يعلـم, لوجب أن يكون هؤلاء القوم فـي عملهم
الذي أخبر الله عنهم أنهم كانوا يحسبون فـيه أنهم يحسنون صنعه, كانوا مثابـين
مأجورين علـيها, ولكن القول بخلاف ما قالوا, فأخبر جلّ ثناؤه عنهم أنهم بـالله
كفرة, وأن أعمالهم حابطة. وزعنـي بقوله: أنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا عملاً,
والصنّع والصنّعة والصنـيع واحد, يقال: فرس صنـيع بـمعنى مصنوع.



الآية :
105



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ
كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً }.



يقول تعالـى ذكره: هؤلاء الذين وصفنا صفتهم,
الأخسرون أعمالاً, الذين كفروا بحُجج ربهم وأدلته, وأنكروا لقاءه فَحَبِطَتْ
أعمالهُمْ يقول: فبطلت أعمالهم, فلـم يكن لها ثواب ينفع أصحابها فـي الاَخرة, بل
لهم منها عذاب وخِزي طويـل فَلا نُقِـيـمُ لَهُمْ يَوْمَ القِـيامَةِ وَزْنا يقول
تعالـى ذكره: فلا نـجعل لهم ثقلاً. وإنـما عنى بذلك: أنهم لا تثقل بهم موازينهم,
لأن الـموازين إنـما تثقل بـالأعمال الصالـحة, ولـيس لهؤلاء شيء من الأعمال
الصالـحة, فتثقل به موازينهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من
قال ذلك:



17638ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد
الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن الأعمش, عن شمر, عن أبـي يحيى عن كعب, قال: يؤتـى
يوم القـيامة برجل عظيـم طويـل, فلا يزن عند الله جناح بعوضة, اقرأوا: فَلا
نُقِـيـمُ لَهُمْ القـيامَةِ وَزْنا.



17639ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن الصلت,
قال: حدثنا ابن أبـي الزناد, عن صالـح مولـى التوأمة, عن أبـي هريرة, قال: قال
رسول صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَـى بـالأَكُولِ الشّرُوب الطّوِيـلِ, فَـيُوزَنُ
فَلا يَزِنُ جَناحَ بَعُوضَةٍ» ثم قرأ فَلا نُقِـيـمُ لَهُمْ يَوْمَ القِـيامَةِ
وَزْنا



الآية :
106



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ
جَهَنّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَاتّخَذُوَاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً }.



يقول تعالـى ذكره: أولئك ثوابهم جهنـم بكفرهم
بـالله, واتـخاذهم آيات كتابه, وحجج رسله سُخْريا, واستهزائهم برسله.



الآية :
107 و 108



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى:



{إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا
حِوَلاً }.



يقول تعالـى ذكره: إن الذين صدقوا بـالله
ورسوله, وأقرّوا بتوحيد الله وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته, كانت لهم بساتـين
الفردوس, والفردوس: معظم الـجنة, كما قال أمية:



كانَتْ مَنازِلُهُمْ إذْ ذاكَ ظاهِرَةًفِـيها
الفَراديسُ والفُومانُ والبَصَلُ



واختلف أهل التأويـل فـي معنى الفردوس فقال
بعضهم: عنى به أفضل الـجنة وأوسطها. ذكر من قال ذلك:



17640ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا
عبـاس بن الولـيد, قال: حدثنا يزيد بن زريع, عن سعيد, عن قتادة, قال: الفردوس:
رَبوة الـجنة وأوسطها وأفضلها.



17641ـ حدثنا أحمد بن سريج الرازي, قال: حدثنا
الهيثم أبو بشر, قال: أخبرنا الفرج بن فضالة, عن لقمان, عن عامر, قال: سئل أبو
أسامة عن الفردوس, فقال: هي سرّة الـجنة.



17642ـ حدثنا أحمد بن أبـي سريج, قال: حدثنا
حماد بن عمرو النصيبـي, عن أبـي علـيّ, عن كعب, قال: لـيس فـي الـجنان جنة أعلـى
من جنة الفردوس, وفـيها الاَمرون بـالـمعروف, والناهون عن الـمنكر.



وقال آخرون: هو البستان بـالرومية. ذكر من قال
ذلك:



17643ـ حدثنـي علـيّ بن سهل الرملـي, قال:
حدثنا حجاج عن ابن جريج, عن عبد الله بن كثـير, عن مـجاهد, قال: الفردوس: بستان
بـالرومية.



حدثنا العبـاس بن مـحمد, قال: حدثنا حجاج,
قال: ابن جريج: أخبرنـي عبد الله عن مـجاهد, مثله.



وقال آخرون: هو البستان الذي فـيه الأعناب. ذكر
من قال ذلك:



17644ـ حدثنا عبـاس بن مـحمد, قال: حدثنا مـحمد
بن عبـيد, عن الأعمش, عن يزيد بن أبـي زياد, عن عبد الله بن الـحارث, عن كعب, قال:
جنات الفردوس التـي فـيها الأعناب.



والصواب من القول فـي ذلك, ما تظاهرت به
الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك ما:



17645ـ حدثنا به أحمد بن أبـي سريج, قال: حدثنا
يزيد بن هارون, قال: أخبرنا همام بن يحيى, قال: حدثنا زيد بن أسلـم, عن عطاء بن
يسار, عن عبـادة بن الصامت, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الـجَنّةُ مِئَةُ
دَرَجَةٍ, ما بـينَ كُلّ دَرَجَتَـينِ مَسِيرَةُ عامٍ والفِرْدَوْسُ أعْلاها
دَرَجَةً, وَمِنْها الأنهَارُ الأرْبَعَةُ, والفِرْدَوْسُ مِنْ فَوْقِها, فإذَا
سألْتُـمُ اللّهَ فـاسألُوهُ الفِرْدَوْسَ».



حدثنا موسى بن سهل, قال: حدثنا موسى بن داود,
قال: حدثنا همام بن يحيى, عن زيد بن أسلـم, عن عطاء بن يسار, عن عُبـادة بن
الصامت, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الـجَنّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ ما
بـينَ كُلّ دَرَجَتَـينِ كمَا بـينَ السّماءِ والأرْضِ, أعْلاها الفِرْدَوْسُ,
ومِنْها تُفَجّر أنهَارُ الـجَنّةِ الأرْبَعَةُ, فإذَا سألْتُـمُ اللّهَ
فـاسألُوهُ الفِرْدَوْسَ».



17646ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال:
ثنـي أبو يحيى بن سلـيـمان, عن هلال بن أسامة, عن عطاء بن يسار, عن أبـي هريرة, أو
أبـي سعيد الـخُدريّ, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذَا سألْتُـمُ
اللّهَ فـاسألُوهُ الفِرْدَوْسَ, فإنّها أوْسَطُ الـجَنّةِ وأعْلَـى الـجَنّةِ,
وَفَوْقَها عَرْشُ الرّحْمنِ تَبـارَكَ وَتَعالـى, ومِنْهُ تَفَجّرُ أنهارُ
الـجَنّةِ».



حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا أبو عامر,
قال: حدثنا فلـيح, عن هلال, عن عبد الرحمن بن أبـي عمرة, عن أبـي هريرة, عن
النبـيّ صلى الله عليه وسلم مثله, إلا أنه قال: «وَسَطُ الـجَنّةِ» وقالَ أيضا:
«وَمِنهُ تُفَجّرُ أو تَتَفَجّرُ».



17647ـ حدثنـي عمار بن بكار الكلاعي, قال:
حدثنا يحيى بن صالـح, قال: حدثنا عبد العزيز بن مـحمد, قال: حدثنا زيد بن أسلـم,
عن عطاء بن يسار, عن معاذ بن جبل, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ فِـي
الـجَنّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ, ما بـينَ كُلّ دَرَجَتَـينِ كمَا بـينَ السّماءِ
والأرْضِ, والفِرْدَوْسُ أعْلَـى الـجنّةِ وأوْسَطُها, وفَوْقُها عَرْشُ
الرّحْمنِ, ومِنْها تَفَجّر أنهَارُ الـجَنّةِ, فإذَا سألْتُـمُ الله فَسَلُوهُ
الفِرْدَوْسَ».



17648ـ حدثنا أحمد بن منصور, قال: حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث, قال: حدثنا الـحارث بن عمير, عن أبـيه, قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «جَنّاتُ الفِرْدَوْسِ أرْبَعَةٌ, اثْنَتانِ مِنْ ذَهَبٍ
حِلْـيَتُهُما وآنِـيَتُهُما, وَما فِـيهِما مِنْ شَيْءٍ, وَاثْنَتانِ مِنْ فِضّةٍ
حِلْـيَتُهُما وآنِـيَتُهُما, وَما فِـيهِما مِنْ شَيْءٍ».



17649ـ حدثنا أحمد بن أبـي سريج, قال: حدثنا
أبو نعيـم, قال: حدثنا أبو قدامة, عن أبـي عمران الـجونـي, عن أبـي بكر بن عبد
الله بن قـيس, عن أبـيه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جَنّاتُ
الفِرْدَوْسِ أرْبَعٌ: ثِنْتانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْـيَتهُما وآنِـيَتُهُما وَما
فِـيهِما, وَثِنْتانِ مِنْ فِضّةٍ حِلْـيَتُهُما وآنِـيَتُهُما وَما فِـيهِما».



17650ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب, عن
حفص, عن شمر, قال: خـلق الله جنة الفردوس بـيده, فهو يفتـحها فـي كلّ يوم خميس,
فـيقول: ازدادي طيبـا لأولـيائي, ازدادي حسنا لأولـيائي.



حدثنا ابن البرقـيّ, قال: حدثنا ابن أبـي
مريـم, قال: أخبرنا مـحمد بن جعفر وابن الدراورديّ, قالا: حدثنا زيد بن أسلـم, عن
عطاء بن يسار, عن معاذ بن جبل, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ
للْـجَنّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ, كُلّ دَرَجَةٍ مِنْها كَمَا بـينَ السّماءِ والأرْضِ,
أعْلَـى دَرَجَةً مِنْها الفِرْدَوْسُ».



17651ـ حدثنـي أحمد بن يحيى الصوفـيّ, قال:
حدثنا أحمد بن الفرج الطائيّ, قال: حدثنا الولـيد بن مسلـم, عن سعيد بن بشير, عن
قتادة, عن الـحسن, عن سَمُرة بن جُنْدَب, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الفِرْدَوْسُ مِنْ رَبْوَةِ الـجَنّةِ, هِيَ أوْسَطُها وأحْسَنُها».



حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا ابن أبـي عديّ,
قال: أنبأنا إسماعيـل بن مسلـم, عن الـحسن, عن سمرة بن جندب, قال: أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «أنّ الفِرْدَوْسَ هِيَ أعْلَـى الـجَنّةِ وأحْسَنُها
وأرْفَعُها».



17652ـ حدثنـي مـحمد بن مرزوق, قال: حدثنا روح
بن عبـادة, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, عن أنس بن مالك أن نبـيّ الله صلى الله
عليه وسلم, قال للربـيع ابنة النضر: «يا أُمّ حارثَةَ, إنّها جِنانٌ, وإنّ ابْنَكِ
أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَـى». والفردوس: ربوة الـجنة وأوسطها وأفضلها.



وقوله: نُزُلاً يقول: منازل ومساكن, والـمنزل:
من النزول, وهو من نزول بعض الناس علـى بعض. وأما النّزْل: فهو الرّيْع, يقال: ما
لطعامكم هذا نَزْل, يراد به الرّيْع, وما وجدنا عندكم نزلاً: أي نزولاً.



وقوله: خالِدِينَ يقول: لابثـين فـيها أبدا لا
يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً يقول: لا يريدون عنها تـحوّلاً, وهو مصدر تـحوّلت, أخرج
إلـى أصله, كما يقال: صغُر يصغُر صِغَرا, وعاج يعوج عِوَجا.



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:



17653ـ حدثنا مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء,
جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً قال: متـحوّلاً.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, بنـحوه.



17654ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
سمعت مخـلد بن الـحسين يقول: وسئل عنها, قال: سمعت بعض أصحاب أنس يقول: قال: «يقول
أوّلهم دخولاً إنـما أدخـلنـي الله أوّلهم, لأنه لـيس أحد أفضل منـي, ويقول آخرهم
دخولاً: إنـما أخرنـي الله, لأنه لـيس أحد أعطاه الله مثل الذي أعطانـي».






الآية :
109



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُل لّوْ كَانَ الْبَحْرُ
مِدَاداً لّكَلِمَاتِ رَبّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ
رَبّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }.



يقول عز ذُكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: قُلْ يا مـحمد: لَوْ كانَ البَحْرُ مِدَادا لِلقلـم الذي يُكتب به كَلِـماتِ
رَبّـي لَنَفِدَ ماء البَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنْفَدَ كَلِـماتُ رَبّـي وَلَوْ
جِئْنَا بِـمِثْلِهِ مددا يقول: ولو مددنا البحر بـمثل ما فـيه من الـماء مددا, من
قول القائل: جئتك مددا لك, وذلك من معنى الزيادة. وقد ذُكر عن بعضهم: ولو جئنا
بـمثله مددا, كأن قارىء ذلك كذلك أراد: لنفد البحر قبل أن تنفد كلـمات ربـي, ولو
زدنا بـمثل ما فـيه من الـمداد الذي يكتب به مدادا. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال
أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17655ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو
عاصم, قال: حدثنا عيسى «ح» وحدثنـي الـحارث قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء,
جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: البَحْرُ مِدَادا لكلـمات ربـي للقلـم.



حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي
حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.



17656ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قوله: لَوْ كانَ البَحْرُ مِدَادا لكَلِـماتِ رَبّـي يقول: إذا
لنفد ماء البحر قبل أن تنفد كلـمات الله وحكمه.



الآية :
110



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ
بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَمَن
كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا }.



يقول تعالـى ذكره: قل لهؤلاء الـمشركين يا
مـحمد: إنـما أنا بشر مثلكم من بنـي آدم لا علـم لـي إلا ما علـمنـي الله وإن الله
يوحي إلـيّ أن معبودكم الذي يجب علـيكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, معبود واحد
لا ثانـي له, ولا شريك فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقاءَ رَبّهِ يقول: فمن يخاف ربه يوم
لقائه, ويراقبه علـى معاصيه, ويرجوا ثوابه علـى طاعته فَلْـيَعْمَلْ عَمَلاً
صَالِـحا يقول: فلـيخـلص له العبـادة, ولـيفرد له الربوبـية. وبنـحو الذي قلنا فـي
ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17657ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن,
قال: حدثنا سفـيان, عن الربـيع بن أبـي راشد, عن سعيد بن جبـير فَمَنْ كانَ
يَرْجُو لِقاءَ رَبّهِ قال: ثواب ربه.



وقوله: وَلا يُشْرِكْ بِعِبـادَةِ رَبّهِ
أحَدا يقول: ولا يجعل له شريكا فـي عبـادته إياه, وإنـما يكون جاعلاً له شريكا
بعبـادته إذا راءى بعمله الذي ظاهره أنه لله وهو مريد به غيره. وبنـحو الذي قلنا
فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17658ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا عمرو بن
عبـيد, عن عطاء, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس وَلا يُشْرِكْ بِعِبـادَةِ رَبّهِ
أحَدا.



17659ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن,
قال: حدثنا سفـيان وَلا يُشْرِكْ بِعِبـادَةِ رَبّهِ أحَدا قال: لا يرائي.



17660ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد
الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن عبد الكريـم الـجزري, عن طاوس, قال: جاء رجل, فقال:
يا نبـيّ الله إنـي أحبّ الـجهاد فـي سبـيـل الله, وأحبّ أن يرى موطنـي ويرى
مكانـي, فأنزل الله عزّ وجل: فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقاءَ رَبّه فَلْـيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِـحا وَلا يُشْرِكْ بِعِبـادَةِ رَبّهِ أحَدا.



17661ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد ومسلـم بن خالد الزنـجي عن صدقة بن يسار, قال:
جاء رجل إلـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم, فذكر نـحوه, وزاد فـيه: وإنـي أعمل
العمل وأتصدّق وأحبّ أن يراه الناس وسائر الـحديث نـحوه.



17662ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال:
حدثنا عيسى بن يونس, عن الأعمش, قال: حدثنا حمزة أبو عمارة مولـى بنـي هاشم, عن
شهر بن حوشب, قال: جاء رجل إلـى عُبـادة بن الصامت, فسأله فقال: أنبئنـي عما أسألك
عنه, أرأيت رجلاً يصلـي يبتغي وجه الله ويحبّ أن يُحْمَد ويصوم ويبتغي وجه الله
ويحبّ أن يُحْمَد, فقال عبـادة: لـيس له شيء, إن الله عزّ وجلّ يقول: أنا خير
شريك, فمن كان له معي شريك فهو له كله, لا حاجة لـي فـيه.



17663ـ حدثنا أبو عامر إسماعيـل بن عمرو
السّكونـي, قال: حدثنا هشام بن عمار, قال: حدثنا ابن عياش, قال: حدثنا عمرو بن
قـيس الكندي, أنه سمع معاوية بن أبـي سفـيان تلا هذه الاَية: فَمَنْ كانَ يَرْجُو
لِقاءَ رَبهِ فَلْـيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِـحا وَلا يُشْرِكْ بِعِبـادَةِ رَبّهِ
أحَدا وقال: إنها آخر آية أنزلت من القرآن.





<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">

نهاية تفسير الإمام الطبري لسورة الكهف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
Sheikh_Alarab

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Default4
Sheikh_Alarab


. : تفسير سورة الكهف - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 121
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 34

تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الكهف   تفسير سورة الكهف - صفحة 2 Empty13/8/2011, 3:27 pm

بارك الله فيك وشكرااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الكهف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
»  فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعه
» تفسير سورة طه
» تفسير سورة نوح
» تفسير سورة ص
» تفسير سورة هود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب ستار :: عالــــــــ الدين الاسلامي ـــــــم :: القرأن الكريم-
انتقل الى: