قالوا ان " الكلمة الطيبة صدقة " و ان " الكلمة الطيبة جواز مرور
لكل القلوب" .. ولكن احياناً تصبح الكلمة الطيبة نقمة على صاحبها!!!
قد تتعجبون
من رأى هذا ، و لكن دعونى اشرح لكم سر مقولتى.
عندما يكون الانسان طيب
الطباع و يتحلى بالخلق الحسن فى كل أفعاله و أقواله ، نجده يدخل الى قلوب الناس
بسهولة ، و عندما يتحلى بالصبر والمسامحة لمن حوله و خاصاً لاحباؤه .. يكون محبوباً
جداً. تجد هذا الانسان الخلوق يراعى مشاعر الاخرين بشدة ، و يخشى ان يصيبهم بأى الم
نفسى ، بل تجده يصيبه الأرق إذا نام ليلته و هو يشعر انه تسبب فى جرح مشاعر أحد دون
قصد. هذا الانسان الطيب يتأثر و يحزن بسرعة اذا وجد فى المقابل معاملة ليست على نفس
المستوى من التقدير ، حينما يكون رد الفعل المقابل صدمة من حيث عدم المبالاة او
التجريح بشكل مباشر او غير مباشر. وهذا بالتالى يتسبب فى الم نفسى رهيب بداخله . و
على الرغم من ذلك تجده سريع التسامح لو حاول الطرف الاخر مداواته ببعض الكلمات
البسيطة الرقيقة !!! . تجده يصفى فى لحظة بعد ان كان حزين.
ولكن احياناً تنظر
الناس الى مثل هذه الشخصية على انها طيبة زيادة عن اللزوم و يطمأنون انهم مهما
فعلوا فيها و عادوا اى وقت لمصالحتها .. سوف تصفو و تسامح كالعادة. فبالتالى للاسف
يجنون عليها بهذه الطريقة. لان للصبر حدود.
وفى المقابل نجد الشخصية سليطة
اللسان ، العصبية الطباع ، صاحبة التصرفات الهوجاء ، والتى لا يعنيها سوى نفسها و
مصلحتها فقط. هذه النوعية من الشخصيات تجد ان الناس تعمل لها الف حساب ، و يفكرون
مائة مرة قبل ان ينطقون بكلمة معاها قد تتسبب فى سماعهم لوابل من التوبيخ والتجريح
، والادهى من هذا عندما تجد ان الناس تطاوعها فى ما ترغبه و ترضخ لأوامرها ... ليس
حباً و تقديراً لها ، بل فقط خشية من رد فعلها!!!!
الان تستطيعون ان
تتفهموا معنى مقولتى ان الكلمة الطيبة اوقات تكون نقمة على صاحبها ، لان بسببها يجد
نفسه يتحمل الكثير ، يتحمل ما يفوق طاقته بسبب استغلال الناس لصفتى الطيبة و
التسامح بداخله . و يصاب بقهر نفسى رهيب حينما يجد ما يحدث فى المقابل مع الشخصية
سليطة اللسان !!!!!
وبناء على ذلك ، تجد ان الشخصية الطيبة الطباع تسلك طريق
من اثنين .. اما ان تفضل العزلة والبعد عن الناس لعدم تحملها ما يثقلونها به من
اعباء نفسية ، او تبدأ فى التغير هى الاخرى و تتبع مبدأ " من يراعينى اراعيه ".
وسوف تترك الايام تعطى درساً للناس لتظهر لهم " مين ال كان فيه الخير" . واعتقد ان
وقتها لن يجدى الندم
و .... لن تسامح.