شباب ستار
تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 749093772
شباب ستار
تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 749093772
شباب ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب ستار

شباب ستار| اغاني | العاب | مسلسلات | مهرجنات| لوبات| برامج دجي | فلاتر| بروجكتات|افلام عربي-افلام اجنبي-افلام هندي-اغاني عربي-اغاني-اجنبي-برامج كاملة-العاب-نغمات-سيمزات-خلفيات-شات-رسائل-مطبخ حواء-gemes-movies-photo-flash-اكوادcss-اكوادthml-تقنيات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في 1/1/1970
آخر عضو مسجل Mo فمرحبا به


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا


 

 تفسير سورة الاسراء

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 10:21 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Bnysfyan.com-a7364dd391

سورة الإسراء



سُورَة الإسْراءِ
مَكيّة وآياتها إحدى عشرة ومائة



بِسمِ
اللّهِ الرحمَن الرّحِيـمِ






الآية : 1


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى



{سُبْحَانَ
الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ
الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ
إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ }.



قال أبو جعفر مـحمد بن جرير الطبري: يعنـي
تعالـى ذكره بقوله تعالـى: سُبْحانَ الّذِي أسْرَى بعَبْدِه لَـيْلاً تنزيها للذي
أسرى بعبده وتبرئة له مـما يقول فـيه الـمشركون من أنّ له من خـلقه شريكا، وأن له
صاحبة وولدا، وعاوّا له وتعظيـما عما أضافوه إلـيه، ونسبوه من جهالاتهم وخطأ
أقوالهم.



وقد بـيّنت فـيـما مضى قبل، أن قوله سبحان اسم
وُضع موضع الـمصدر، فنصب لوقوعه موقعه بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع. وقد
كان بعضهم يقول: نصب لأنه غير موصوف، وللعرب فـي التسبـيح أماكن تستعمله فـيها.
فمنها الصلاة، كان كثـير من أهل التأويـل يتأوّلون قول الله: فَلَوْلا أنّهُ كانَ
مِنَ الـمُسَبّحِينَ: فلولا أنه كان من الـمصلـين. ومنها الاستثناء، كان بعضهم
يتأول قول الله تعالـى: ألَـمْ أقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبّحُونَ: لولا تستثنون،
وزعم أن ذلك لغة لبعض أهل الـيـمن، ويستشهد لصحة تأويـله ذلك بقوله: إذْ أقْسَمُوا
لَـيَصْرِمُنّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ قال: قَال أوْسَطُهمْ ألَـم أقُلْ
لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبّحونَ فذكرهم تركهم الاستثناء. ومنها النور، وكان بعضهم يتأوّل
فـي الـخبر الذي رُوي عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا ذلكَ لاَءَحْرَقَتْ
سُبُحاتُ وَجْهِهِ ما أدْرَكَتْ مِنْ شَيْء» أنه عنى بقوله: سبحات وجهه: نور وجهه.



وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله: سُبْحانَ
الّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



16621ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلـحة، عن النبـيّ صلى
الله عليه وسلم أنه سُئل عن التسبـيح أن يقول الإنسان: سُبْحانَ الله، قال:
«إنْزَاهُ اللّهِ عَنِ السّوءِ».



16622ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
حدثنا عبدة بن سلـيـمان، عن الـحسن بن صالـح، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد قوله:
سبحان الله: قال: إنكاف لله. وقد ذكرنا من الاَثار فـي ذلك ما فـيه الكفـاية
فـيـما مضى من كتابنا هذا قبل. والإسراء والسّرى: سير اللـيـل. فمن قال: أَسْرى،
قال: يُسري إسراء ومن قال: سرى، قال: يَسري سُرَىً، كما قال الشاعر:



ولَـيْـلَةٍ ذَاتِ دُجّى سَرَيْتُولَـمْ
يَـلِتْنِـي عَنْ سُراها لَـيْتُ



ويروى: ذات ندى سَريْت.


ويعنـي بقوله: لَـيْلاً من اللـيـل. وكذلك كان
حُذيفة بن الـيـمان يقرؤها.



16623ـ حدثنا أبو كريب، قال: سمعت أبـا بكر بن
عياش ورجل يحدّث عنده بحديث حين أُسري بـالنبـيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: لا
تـجيء بـمثل عاصم ولا زر، قال: قرأ حُذيفة: «سُبْحانَ الّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ
مِنَ اللّـيْـلِ منَ الـمَسجِدِ الـحَرَامِ إلـى الـمَسْجِدِ الأقْصَى» وكذا قرأ
عبد الله.



وأما قوله: مِنَ الـمَسْجِدِ الـحَرَامِ فإنه
اختُلف فـيه وفـي معناه، فقال بعضهم: يعنـي من الـحرم، وقال: الـحرم كله مسجد. وقد
بـيّنا ذلك فـي غير موضع من كتابنا هذا. وقال: وقد ذُكر لنا أن النبـيّ صلى الله
عليه وسلم كان لـيـلة أُسري به إلـى الـمسجد الأقصى كان نائما فـي بـيت أمّ هانىء
ابنة أبـي طالب. ذكر من قال ذلك:



16624ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، قال:
حدثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي مـحمد بن السائب، عن أبـي صالـح بن بـاذام عن أمّ
هانىء بنت أبـي طالب، فـي مسرى النبـيّ صلى الله عليه وسلم، أنها كانت تقول: ما
أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ وهو فـي بـيتـي نائم عندي تلك اللـيـلة،
فصلـى العشاء الاَخرة، ثم نام ونـمنا، فلـما كان قُبَـيـل الفجر، أهبّنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلـما صلـى الصبح وصلـينا معه قال: «يا أُمّ هانِىءٍ لَقَدْ
صَلّـيْتُ مَعَكُمُ العِشاءَ الاَخِرَةِ كمَا رأيْتِ بهَذَا الوَادِي، ثُمّ جِئْتُ
بَـيْتَ الـمَقْدِسِ فَصَلّـيْتُ فِـيهِ، ثُمّ صَلّـيْتُ صَلاةَ الغَدَاةِ
مَعَكُمُ الاَنَ كمَا تَرَيْنَ».



وقال آخرون: بل أُسرى به من الـمسجد، وفـيه كان
حين أسرى به. ذكر من قال ذلك:



16625ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا مـحمد
بن جعفر بن عدي، عن سعيد بن أبـي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن
صعصعة، وهو رجل من قومه قال: قال نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم: «بَـيْنا أنا
عِنْدَ البَـيْتِ بـينَ النائمِ والـيَقْظانِ، إذْ سَمِعْتُ قائلاً يَقُولُ، أحَدُ
الثلاثَةِ، فأتِـيتُ بطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِـيها مِنْ ماءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ
صَدْرِي إلـى كَذَا وكَذَا» قال قتادة: قلت: ما يعنـي به؟ قال: إلـى أسفل بطنه
قال: «فـاسْتَـخْرَجَ قَلْبِـي فغُسلَ بِـمَاءِ زَمْزَمَ ثُمّ أُعِيدَ مَكانَهُ،
ثُمّ حُشِيَ إيـمَانا وَحِكْمَةً، ثُمّ أتِـيتُ بِدَابّةٍ أبْـيَض»، وفـي رواية
أخرى: «بِدَابّة بَـيْضَاءَ يُقالُ لَهُ البُرَاقُ، فَوْقَ الـحِمارِ وَدُونَ
البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فحُمِلْتُ عَلَـيْهِ، ثُمّ
انْطَلَقْنا حتـى أتَـيْنا إلـى بَـيْتِ الـمَقْدِسِ فَصَلّـيْتُ فِـيِه
بـالنّبِـيّـينَ والـمُرْسَلِـينَ إماما، ثُمّ عُرِجَ بِـي إلـى السّماءِ
الدّنْـيا»... فذكر الـحديث.



حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا خالد بن
الـحرث، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك، يعنـي ابن صعصعة رجل
من قومه، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، نـحوه.



حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا ابن أبـي عديّ،
عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رجل من قومه، قال: قال نبـيّ
الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نـحوه.



16626ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، قال:
قال مـحمد بن إسحاق: ثنـي عمرو بن عبد الرحمن، عن الـحسن بن أبـي الـحسن، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَـيْنا أنا نائمٌ فـي الـحِجْرِ جاءَنِـي
جبْرِيـلُ فَهَمَزَنـي بِقَدمِهِ، فجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئا، فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي،
فجاءَنِـي الثّانِـيَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئا،
فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي، فجاءَنـي الثّالِثَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ،
فَأخَذَ بعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ، فخَرَجَ بِـي إلـى بـابِ الـمَسْجدِ، فإذَا
دَابّةٌ بَـيْضَاءُ بـينَ الـحِمارِ والبَغْلِ، لَهُ فِـي فَخِذَيْهِ جَناحان
يَحْفِزُ بِهما رِجْلَـيْهِ، يَضَعُ يَدَهُ فِـي مُنْتَهَى طَرْفهِ، فحَمَلَنـي
عَلَـيْهِ ثُمّ خَرَجَ مَعي، لا يَفُوتُنـي وَلا أفُوتُهُ».



16627ـ حدثنا الربـيع بن سلـيـمان، قال: أخبرنا
ابن وهب، عن سلـيـمان بن بلال، عن شريك بن أبـي نـمر، قال: سمعت أنسا يحدثنا عن
لـيـلة الـمسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر
قبل أن يوحى إلـيه وهو نائم فـي الـمسجد الـحرام، فقال أوّلهم: أيهم هو؟ قال
أوسطهم: هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك اللـيـلة، فلـم يرهم حتـى
جاءوا لـيـلة أخرى فـيـما يرى قلبه والنبـيّ صلى الله عليه وسلم تنام عيناه، ولا
ينام قلبه. وكذلك الأنبـياء تنام أعينهم، ولا تنام قلوبهم فلـم يكلـموه حتـى
احتـملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبرئيـل علـيه السلام، فشقّ ما بـين
نـحره إلـى لبّته، حتـى فرغ من صدره وجوفه، فغسله من ماء زمزم حتـى أنقـى جوفه، ثم
أُتـي بطست من ذهب فـيه تَوْرٌ مـحشوّ إيـمانا وحكمة، فحشا به جوفه وصدره
ولغاديده، ثم أطبقه ثم ركب البراق، فسار حتـى أتـى به إلـى بـيت الـمقدس فصلـى
فـيه بـالنّبـيـين والـمرسلـين إماما، ثم عرج به إلـى السماء الدنـيا، فضرب بـابـا
من أبوابها، فناداه أهل السماء: من هذا؟ قال: هذا جبرائيـل، قـيـل: من معك؟ قال:
مـحمد، قـيـل: أَوَ قَد بُعث إلـيه؟ قال: نعم، قالوا: فمرحبـا به وأهلاً، فـيستبشر
به أهل السماء، لا يعلـم أهل السماء بـما يريد الله بأهل الأرض حتـى يُعلـمهم،
فوجد فـي السماء الدنـيا آدم، فقال له جبرائيـل: هذا أبوك، فسلّـم علـيه، فردّ
علـيه، فقال: مرحبـا بك وأهلاً يا بنـي، فنعم الابن أنت، ثم مضى به إلـى السماء
الثانـية، فـاستفتـح جبرائيـل بـابـا من أبوابها، فقـيـل: من هذا؟ فقال: جبرئيـل،
قـيـل: ومن معك؟ قال: مـحمد، قـيـل: أو قد أرسل إلـيه؟ قال: نعم قد أُرسل إلـيه،
فقـيـل: مرحبـا به وأهلاً، ففُتـح لهما فلـما صعد فـيها فإذا هو بنهرين يجريان،
فقال: ما هذان النهران يا جبرائيـل؟ قال: هذا النـيـل والفرات عنصرهما ثم عرج به
إلـى السماء الثالثة، فـاستفتـح جبرائيـل بـابـا من أبوابها، فقـيـل: من هذا؟ قال:
جبرئيـل، قـيـل: ومن معك؟ قال: مـحمد، قـيـل: أَوَ قَد بُعث إلـيه؟ قال: نعم قد
بُعث إلـيه، قـيـل: مرحبـا به وأهلاً، ففُتـح له فإذا هو بنهر علـيه قبـاب وقصور
من لؤلؤ وزبرجد وياقوت، وغير ذلك مـما لا يعلـمه إلاّ الله، فذهب يشمّ ترابه، فإذا
هو مسك أذفر، فقال: يا جبرائيـل ما هذا النهر؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك
فـي الاَخرة ثم عرج به إلـى الرابعة، فقالوا به مثل ذلك ثم عرج به إلـى الـخامسة،
فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلـى السادسة، فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلـى
السابعة، فقالوا له مثل ذلك، وكلّ سماه فـيها أنبـياء قد سماهم أنس، فوعيت منهم
إدريس فـي الثانـية، وهارون فـي الرابعة، وآخر فـي الـخامسة لـم أحفظ اسمه،
وإبراهيـم فـي السادسة، وموسى فـي السابعة بتفضيـل كلامه الله، فقال موسى: رب لـم
أظنّ أن يرفع علـيّ أحد ثم علا به فوق ذلك بـما لا يعلـمه إلاّ الله، حتـى جاء
سدرة الـمنتهى، ودنا بـاب الـجبّـار ربّ العزّة، فتدلـى فكان قاب قوسين أو أدنى،
فأوحى إلـى عبده ما شاء، وأوحى الله فـيـما أوحى خمسين صلاة علـى أمته كل يوم
ولـيـلة، ثم هبط حتـى بلغ موسى فـاحتبسه، فقال: يا مـحمد ماذا عهد إلـيك ربك؟ قال:
«عهد إلـيّ خمسين صلاة علـى أمتـي كل يوم ولـيـلة» قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك،
فـارجع فلـيخفف عنك وعنهم، فـالتفتّ إلـى جبرائيـل كأنه يستشيره فـي ذلك، فأشار
إلـيه أن نعم، فعاد به جبرائيـل حتـى أتـى الـجبّـارَ عزّ وجلّ وهو مكانه، فقال:
«ربّ خفف عنا، فإن أمتـي لا تستطيع هذا»، فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلـى موسى
علـيه السلام فـاحتبسه، فلـم يزل يردّده موسى إلـى ربه حتـى صارت إلـى خمس صلوات،
ثم احتبسه عند الـخمس، فقال: يا مـحمد قد والله راودتُ بنـي إسرائيـل علـى أدنى من
هذه الـخمس، فضعفوا وتركوه، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبـا وأبصارا وأسماعا، فـارجع
فلـيخفف عنك ربك، كلّ ذلك يـلتفت إلـى جبرئيـل لـيشير علـيه، ولا يكره ذلك
جبرئيـل، فرفعه عند الـخمس، فقال: «يا ربّ إن أمتـي ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم
وأبصارهم، فخفف عنا»، قال الـجبّـار جلّ جلاله: يا مـحمد، قال: «لبّـيك وسعديك»،
فقال: إنـي لا يُبدّل القول لديّ كما كتبت علـيك فـي أمّ الكتاب، ولك بكلّ حسنة
عشر أمثالها، وهي خمسون فـي أمّ الكتاب، وهي خمس علـيك فرجع إلـى موسى، فقال: كيف
فعلت؟ فقال: «خفّف عنـي، أعطانا بكلّ حسنة عشر أمثالها»، قال: قد والله راودت بنـي
إسرائيـل علـى أدنى من هذا فتركوه فـارجع فلـيخفف عنك أيضا، قال: «يا موسى قد
والله استـحيـيت من ربـي مـما أختلف إلـيه»، قال: فـاهبط بـاسم الله، فـاستـيقظ
وهو فـي الـمسجد الـحرام.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب، أن يقال: إن
الله عزّ وجلّ أخبر أنه أسرى بعبده من الـمسجد الـحرام، والـمسجد الـحرام هو الذي
يتعارفه الناس بـينهم إذا ذكروه، وقوله: إلـى الـمَسْجِدِ الأقْصَى يعنـي: مسجد
بـيت الـمقدس، وقـيـل له: الأقصى، لأنه أبعد الـمساجد التـي تزار، ويُبتَغى فـي
زيارته الفضل بعد الـمسجد الـحرام. فتأويـل الكلام تنزيها لله، وتبرئة له مـما
نـحله الـمشركون من الإشراك والأنداد والصاحبة، وما يجلّ عنه جلّ جلاله، الذي سار
بعبده لـيلاً من بـيته الـحرام إلـى بـيته الأقصى.



ثم اختلف أهل العلـم فـي صفة إسراء الله تبـارك
وتعالـى بنبـيه صلى الله عليه وسلم من الـمسجد الـحرام إلـى الـمسجد الأقصى، فقال
بعضهم: أسرى الله بجسده، فسار به لـيلاً علـى البُراق من بـيته الـحرام إلـى بـيته
الأقصى حتـى أتاه، فأراه ما شاء أن يريه من عجائب أمره وعبره وعظيـم سُلطانه،
فجمعت له به الأنبـياء، فصلـى بهم هُنالك، وعَرج به إلـى السماء حتـى صعد به فوق
السموات السبع، وأوحى إلـيه هنالك ما شاء أن يوحي ثم رجع إلـى الـمسجد الـحرام من
لـيـلته، فصلـى به صلاة الصبح. ذكر من قال ذلك، وذكر بعض الروايات التـي رُويت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصحيحه:


16628ـ
حدثنا يونس بن عبد الأعلـى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنـي يونس بن يزيد، عن
ابن شهاب، قال: أخبرنـي ابن الـمسيب وأبو سلـمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أُسري به علـى البُراق، وهي دابّة إبراهيـم التـي كان يزور علـيها
البـيت الـحرام، يقع حافرها موضع طرفها، قال: فمرّت بعير من عيرات قريش بواد من
تلك الأودية، فنفرت العير، وفـيها بعير علـيه غرارتان: سوداء، وزرقاء، حتـى أتـى
رسول الله صلى الله عليه وسلم إيـلـياء فأتـى بقدحين: قدح خمر، وقدح لبن، فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح اللبن، فقال له جبرئيـل: هُديت إلـى الفطرة، لو
أخذت قدح الـخمر غوت أمتك. قال ابن شهاب: فأخبرنـي ابن الـمسيب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقـي هناك إبراهيـم وعيسى، فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: «فأمّا


عدل سابقا من قبل love.love في 25/7/2011, 8:30 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com

كاتب الموضوعرسالة
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 10:53 pm

وقوله: والأوْلادِ اختلف
أهل التأويـل فـي صفة شركته بنـي آدم فـي أولادهم، فقال بعضهم: شركته إياهم فـيهم
بزناهم بأمهاتهم. ذكر من قال ذلك:



16976ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله وَشارِكْهُمْ فِـي
الأمْوَالِ والأوْلادِ قال: أولاد الزنا.



16977ـ حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا ابن
إدريس، قال: سمعت لـيثا يذكر عن مـجاهد وشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ والأوْلادِ
قال: أولاد الزنا.



حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم،
قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن
ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وَشارِكْهُم فِـي الأمْوَالِ والأولادِ قال: أولاد
الزنا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قال: أولاد الزنا.



16978ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول وَشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ
والأولادِ قال: أولاد الزنا، يعنـي بذلك أهل الشرك.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور،
عن مـجاهد، فـي قوله: وَشارِكْهُم فِـي الأمْوَالِ والأولادِ قال: الأولاد: أولاد
الزنا.



وقال آخرون: عُنـي بذلك: وأْدُهم أولادَهم
وقتلهموهم. ذكر من قال ذلك:



16979ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأولادِ
قال: ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فـيهم الـحرام.



وقال آخرون: بل عنـي بذلك: صبغهم إياهم فـي
الكفر. ذكر من قال ذلك:



16980ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن الـحسن وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأولاد قال: قد والله
شاركهم فـي أموالهم وأولادهم، فمـجسوا وهوّدوا ونصروا وصبغوا غير صبغة الإسلام
وجزءوا من أموالهم جزءا للشيطان.



16981ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَال والأولادِ قال: قد
فعل ذلك، أما فـي الأولاد فإنهم هوّدوهم ونصّروهم ومـجّسوهم.



وقال آخرون: بل عنـي بذلك تسميتهم أولادهم عبد
الـحرث وعبد شمس. ذكر من قال ذلك:



16982ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي عيسى بن يونس، عن عمران بن سلـيـمان، عن أبـي صالـح عن ابن عبـاس وَشارِكْهُم
فِـي الأمْوَالِ والأولادِ قال: مشاركته إياهم فـي الأولاد، سموا عبد الـحرث وعبد
شمس وعبد فلان.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: كلّ
ولد ولدته أنثى عصى الله بتسميته ما يكرهه الله، أو بإدخاله فـي غير الدين الذي
ارتضاه الله، أو بـالزنا بأمه، أو قتله ووأده، أو غير ذلك من الأمور التـي يعصى
الله بها بفعله به أو فـيه، فقد دخـل فـي مشاركة إبلـيس فـيه من ولد ذلك الـمولود
له أو منه، لأن الله لـم يخصص بقوله وَشارِكْهُم فـي الأمْوَالِ والأولادِ معنى الشركة
فـيه بـمعنى دون معنى، فكلّ ما عصى الله فـيه أو به، وأطيع به الشيطان أو فـيه،
فهو مشاركة من عصى الله فـيه أو به إبلـيس فـيه.



وقوله: وَعِدْهُم وَما يَعِدُهُمُ الشّيْطانُ
إلاّ غُرُورا يقول تعالـى ذكره لإبلـيس: وعد أتبـاعك من ذرّية آدم، النصرة علـى من
أرادهم بسوء. يقول الله: وَما يَعِدُهُمْ الشّيْطانُ إلاّ غُرُورا لأنه لا يغنـي
عنهم من عقاب الله إذا نزل بهم شيئا، فهم من عداته فـي بـاطل وخديعة، كما قال لهم
عدوّ الله حين حصحص الـحقّ إنّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعَدَ الـحَقّ وَوَعَدتُكُمْ
فَأخْـلَفْتُكُمْ وَما كَانَ لِـي عَلَـيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إلاّ أنْ
دَعَوْتُكْمْ فـاسْتَـجَبَتُـمْ لـي فَلا تَلُومُونِـي وَلُومُوا أنْفُسَكُمْ ما
أنا بِـمُصْرِخِكُمْ وَما أنْتُـمْ بِـمُصْرِخِيّ إنّـي كَفَرْتُ بِـمَا
أشْرَكْتُـمُونِ مِنْ قَبْلُ.



الآية : 64


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ
اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً }.



يقول تعالـى ذكره بقوله وَاسْتَفزِزْ واستـخفف
واستـجهل، من قولهم: استفزّ فلانا كذا وكذا فهو يستفزّه مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم
بِصَوتِكَ. اختلف أهل التأويـل فـي الصوت الذي عناه جلّ ثناؤه بقوله وَاسْتَفْزِز
مَ.نِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوتِك فقال بعضهم: عنى به: صوت الغناء واللعب. ذكر
من قال ذلك:



16961ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس،
عن لـيث، عن مـجاهد، فـي قوله وَاسْتَفْزِز مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
قال: بـاللهو والغناء.



حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا ابن إدريس،
قال: سمعت لـيثا يذكر، عن مـجاهد، فـي قوله: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ
بِصَوْتِكَ قال: اللعب واللهو.



وقال آخرون: عنى به واسْتَفْزِزْ مَنِ
اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بدعائك إياه إلـى طاعتك ومعصية الله. ذكر من قال ذلك:



16962ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ
مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ قال: صوته كلّ داع دعا إلـى معصية الله.



16963ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ
بِصَوْتِكَ قال: بدعائك.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصحة أن يقال: إن الله
تبـارك وتعالـى قال لإبلـيس: واستفزز من ذرّية آدم من استطعت أن تستفزّه بصوتك،
ولـم يخصص من ذلك صوتا دون صوت، فكل صوت كان دعاء إلـيه وإلـى عمله وطاعته،
وخلافـا للدعاء إلـى طاعة الله، فهو داخـل فـي معنى صوته الذي قال الله تبـارك
وتعالـى اسمه له وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ.



وقوله: وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ بِخَيْـلِكَ
ورَجِلكَ يقول: وأجمع علـيهم من ركبـان جندك ومشاتهم من يجلب علـيها بـالدعاء إلـى
طاعتك، والصرف عن طاعتـي. يقال منه: أجلب فلان علـى فلان إجلابـا: إذا صاح علـيه.
والـجَلَبة: الصوت، وربـما قـيـل: ما هذا الـجَلَب، كما يقال: الغَلَبة والغَلَب،
والشّفَقَة والشّفَق. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل، ذكر من قال
ذلك:



16964ـ حدثنـي سلـم بن جنادة، قال: حدثنا ابن
إدريس، قال: سمعت لـيثا يذكر عن مـجاهد، فـي قوله وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ
بِخَيْـلِكَ ورَجِلِكَ قال: كلّ راكب وماش فـي معاصي الله تعالـى.



16965ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ بِخَيْـلِكَ وَرَجِلِكَ
قال: إن له خيلاً ورجلاً من الـجنّ والإنس، وهم الذين يطيعونه.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ بِخَيْـلِكَ ورَجِلِكَ قال الرجال: الـمشاة.



16966ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ بِخَيْـلِكَ
وَرَجِلِكَ قال: خيـله: كل راكب فـي معصية الله ورجله: كل راجل فـي معصية الله.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور،
عن مـجاهد، فـي قوله وأجْلِبْ عَلَـيْهِمْ بِخَيْـلِكَ وَرَجِلِكَ قال: ما كان من
راكب يقاتل فـي معصية الله فهو من خيـل إبلـيس، وما كان من راجل فـي معصية الله
فهو من رجال إبلـيس. والرجْل: جمع راجل، كما التـجْر: جمع تاجر، والصّحْب: جمع
صاحب.



وأما قوله: وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ
والأوْلادِ، فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي الـمشاركة التـي عنـيت بقوله
وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأوْلادِ فقال بعضهم: هو أمره إياهم بإنفـاق
أموالهم فـي غير طاعة الله واكتسابهموها من غير حلها. ذكر من قال ذلك:



16967ـ حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا ابن
إدريس، قال: سمعت لـيثا يذكر عن مـجاهد وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ التـي
أصابوها من غير حلها.



حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم،
قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن
ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ قال: ما أكل من مال بغير
طاعة الله.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



16968ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
حدثنا عيسى بن يونس، عن طلـحة بن عمرو، عن عطاء بن أبـي رَبـاح، قال: الشرك فـي
أموال الربـا.



16969ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن الـحسن، فـي قوله وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأوْلادِ
قال: قد والله شاركهم فـي أموالهم، وأعطاهم الله أموالاً فأنفقوها فـي طاعة
الشيطان فـي غير حقّ الله تبـارك اسمه، وهو قول قتادة.



حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد، عن
معمر، قال: قال الـحسن وَشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ مرهم أن يكسبوها من خبـيث،
وينفقوها فـي حرام.



16970ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ
والأوْلادِ قال: كلّ مال فـي معصية الله.



16971ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأوْلادِ قال: مشاركته
إياهم فـي الأموال والأولاد، ما زَيّن لهم فـيها من معاصي الله حتـى ركبوها.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور،
عن مـجاهد وَشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ كلّ ما أنفقوا فـي غير حقه.



وقال آخرون: بل عُنِـي بذلك كلّ ما كان من
تـحريـم الـمشركين ما كانوا يحرّمون من الأنعام كالبحائر والسوائب ونـحو ذلك. ذكر
من قال ذلك:



16972ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، فـي قوله: وَشارِكْهُمْ
فِـي الأمْوَالِ والأوْلادِ قال: الأموال: ما كانوا يحرّمون من أنعامهم.



16973ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
حدثنا عيسى، عن عمران بن سلـيـمان. عن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، قال: مشاركته فـي
الأموال أن جعلوا البحيرة والسائبة والوصيـلة لغير الله.



16974ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ فإنه قد فعل ذلك
أما فـي الأموال، فأمرهم أن يجعلوا بحيرة وسائبة ووصيـلة وحاما.



قال أبو جعفر: الصواب: حاميا.


وقال آخرون: بل عُنِـي به ما كان الـمشركون
يذبحونه لاَلهتهم. ذكر من قال ذلك:



16975ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ،
قال: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول: وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ
والأوْلادِ يعنـي ما كانوا يذبحون لاَلهتهم.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال:
عُنِـي بذلك كلّ مال عصى الله فـيه بإنفـاق فـي حرام أو اكتساب من حرام، أو ذبح
للاَلهة، أو تسيـيب، أو بحر للشيطان، وغير ذلك مـما كان معصيا به أو فـيه، وذلك أن
الله قال وَشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ فكلّ ما أطيع الشيطان فـيه من مال وعصى الله
فـيه، فقد شارك فـاعل ذلك فـيه إبلـيس، فلا وجه لـخصوص بعض ذلك دون بعض.



وقوله: والأوْلادِ اختلف أهل التأويـل فـي صفة
شركته بنـي آدم فـي أولادهم، فقال بعضهم: شركته إياهم فـيهم بزناهم بأمهاتهم. ذكر
من قال ذلك:



16976ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله وَشارِكْهُمْ فِـي
الأمْوَالِ والأوْلادِ قال: أولاد الزنا.



16977ـ حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا ابن
إدريس، قال: سمعت لـيثا يذكر عن مـجاهد وشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ والأوْلادِ
قال: أولاد الزنا.



حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم،
قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن
ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وَشارِكْهُم فِـي الأمْوَالِ والأولادِ قال: أولاد
الزنا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قال: أولاد الزنا.



16978ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول وَشارِكْهُمْ فـي الأمْوَالِ
والأولادِ قال: أولاد الزنا، يعنـي بذلك أهل الشرك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 10:56 pm

حدثنا ابن حميد، قال:
حدثنا جرير، عن منصور، عن مـجاهد، فـي قوله: وَشارِكْهُم فِـي الأمْوَالِ
والأولادِ قال: الأولاد: أولاد الزنا.



وقال آخرون: عُنـي بذلك: وأْدُهم أولادَهم
وقتلهموهم. ذكر من قال ذلك:



16979ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأولادِ
قال: ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فـيهم الـحرام.



وقال آخرون: بل عنـي بذلك: صبغهم إياهم فـي
الكفر. ذكر من قال ذلك:



16980ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن الـحسن وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَالِ والأولاد قال: قد والله
شاركهم فـي أموالهم وأولادهم، فمـجسوا وهوّدوا ونصروا وصبغوا غير صبغة الإسلام
وجزءوا من أموالهم جزءا للشيطان.



16981ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَشارِكْهُمْ فِـي الأمْوَال والأولادِ قال: قد
فعل ذلك، أما فـي الأولاد فإنهم هوّدوهم ونصّروهم ومـجّسوهم.



وقال آخرون: بل عنـي بذلك تسميتهم أولادهم عبد
الـحرث وعبد شمس. ذكر من قال ذلك:



16982ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي عيسى بن يونس، عن عمران بن سلـيـمان، عن أبـي صالـح عن ابن عبـاس وَشارِكْهُم
فِـي الأمْوَالِ والأولادِ قال: مشاركته إياهم فـي الأولاد، سموا عبد الـحرث وعبد
شمس وعبد فلان.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: كلّ
ولد ولدته أنثى عصى الله بتسميته ما يكرهه الله، أو بإدخاله فـي غير الدين الذي
ارتضاه الله، أو بـالزنا بأمه، أو قتله ووأده، أو غير ذلك من الأمور التـي يعصى
الله بها بفعله به أو فـيه، فقد دخـل فـي مشاركة إبلـيس فـيه من ولد ذلك الـمولود
له أو منه، لأن الله لـم يخصص بقوله وَشارِكْهُم فـي الأمْوَالِ والأولادِ معنى
الشركة فـيه بـمعنى دون معنى، فكلّ ما عصى الله فـيه أو به، وأطيع به الشيطان أو
فـيه، فهو مشاركة من عصى الله فـيه أو به إبلـيس فـيه.



وقوله: وَعِدْهُم وَما يَعِدُهُمُ الشّيْطانُ
إلاّ غُرُورا يقول تعالـى ذكره لإبلـيس: وعد أتبـاعك من ذرّية آدم، النصرة علـى من
أرادهم بسوء. يقول الله: وَما يَعِدُهُمْ الشّيْطانُ إلاّ غُرُورا لأنه لا يغنـي
عنهم من عقاب الله إذا نزل بهم شيئا، فهم من عداته فـي بـاطل وخديعة، كما قال لهم
عدوّ الله حين حصحص الـحقّ إنّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعَدَ الـحَقّ وَوَعَدتُكُمْ
فَأخْـلَفْتُكُمْ وَما كَانَ لِـي عَلَـيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إلاّ أنْ
دَعَوْتُكْمْ فـاسْتَـجَبَتُـمْ لـي فَلا تَلُومُونِـي وَلُومُوا أنْفُسَكُمْ ما
أنا بِـمُصْرِخِكُمْ وَما أنْتُـمْ بِـمُصْرِخِيّ إنّـي كَفَرْتُ بِـمَا
أشْرَكْتُـمُونِ مِنْ قَبْلُ.



الآية : 65


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره لإبلـيس: إن عبـادي الذين
أطاعونـي. فـاتبعوا أمري وعصوك يا إبلـيس. لـيس لك علـيهم حجة.



وقوله: وكَفَـى بَرَبّكَ وَكِيلاً يقول جلّ
ثناؤه لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وكفـاك يا مـحمد ربك حفـيظا، وقـيـما
بأمرك. فـانقَدْ لأمره. وبلغ رسالاته هؤلاء الـمشركين. ولا تـخف أحدا، فإنه قد
توكل بحفظك ونصرتك، كما:



16983ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: إنّ عِبـادِي لَـيْسَ لَكَ عَلَـيْهِمْ سُلْطانٌ وكَفَـى
بَرَبّكَ وَكِيلاً وعبـاده الـمؤمنون. وقال الله فـي آية أخرى إنّـما سُلْطانُهُ
عَلـى الّذِينَ يَتَوَلّوْنَهُ والّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ.



الآية : 66


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {رّبّكُمُ الّذِي يُزْجِي
لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنّهُ كَانَ بِكُمْ
رَحِيماً }.



يقول تعالـى ذكره للـمشركين به: ربكم أيها
القوم هو الذي يسير لكم السفن فـي البحر. فـيحملكم فـيها لَتْبتَغُوا مِنْ
فَضْلِهِ لتوصلوا بـالركوب فـيها إلـى أماكن تـجاراتكم ومطالبكم ومعايشكم،
وتلتـمسون من رزقه إنّه كانَ بِكُمْ رَحِيـما يقول: إن الله كان بكم رحيـما حين
أجرى لكم الفلك فـي البحر، تسهيلاً منه بذلك علـيكم التصرّف فـي طلب فضله فـي
البلاد النائية التـي لولا تسهيـله ذلك لكم لصعب علـيكم الوصول إلـيها. وبنـحو ما
قلنا فـي قوله: يُزْجِي لَكُمْ قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



16984ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد
الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ. عن ابن عبـاس. قوله: رَبّكُمُ الّذِي يُزْجِي
لَكُمُ الفُلْكَ فـي البَحْرِ يقول: يجري الفلك.



16985ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال:
حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة رَبّكُمُ الّذِين يُزْجي لَكُمُ الفُلْكَ
فِـي البَحْرِ قال: يسيرها فـي البحر.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس رَبّكُمُ الّذِي يُزْجي لَكُمُ الفُلكَ
فِـي البَحْرِ قال: يجري.



16986ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله: رَبّكُمْ الّذِي يُزْجي لَكُمْ الفُلْكَ فِـي البَحْرِ
قال: يجريها.



الآية : 67


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَإِذَا مَسّكُمُ الْضّرّ
فِي الْبَحْرِ ضَلّ مَن تَدْعُونَ إِلاّ إِيّاهُ فَلَمّا نَجّاكُمْ إِلَى الْبَرّ
أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً }.



يقول تعالـى ذكره: وإذا نالتكم الشدّة والـجهد
فـي البحر ضلّ من تدعون: يقول: فقد تـمّ من تدعون من دون الله من الأنداد
والاَلهة، وجار عن طريقكم فلـم يغثكم، ولـم تـجدوا غير الله مغيثا يغيثكم
دعوتـموه، فلـما دعوتـموه وأغاثكم، وأجاب دعاءكم ونـجاكم من هول ما كنتـم فـيه فـي
البحر، أعرضتـم عما دعاكم إلـيه ربكم من خـلع الأنداد، والبراءة من الاَلهة،
وإفراده بـالألوهة كفرا منكم بنعمته وكانَ الإنْسانُ كَفُورا يقول: وكان الإنسان
إذا جحد لنعم ربه.






الآية : 68


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَفَأَمِنْتُمْ أَن
يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمّ لاَ
تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره: أَفَأمنْتِـم أيها الناس من
ربكم، وقد كفرتـم نعمته بتنـجيته إياكم من هول ما كنتـم فـيه فـي البحر، وعظيـم ما
كنتـم قد أشرفتـم علـيه من الهلاك، فلـما نـجاكم وصرتـم إلـى البرّ كفرتـم،
وأشركتـم فـي عبـادته غيره أنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ البَرّ يعنـي ناحية البرّ
أوْ يُرْسِلَ عَلَـيْكُمْ حاصِبـا يقول: أو يـمطركم حجارة من السماء تقتلكم، كما
فعل بقوم لوط ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ وَكيلاً يقول: ثم لا تـجدوا لكم ما يقوم
بـالـمدافعة عنكم من عذابه وما يـمنعكم منه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل
التأويـل. ذكر من قال ذلك:



16987ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: أفأمِنْتُـمْ أن يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ البَرّ أوْ
يُرْسِلَ عَلَـيْكُمْ حاصِبـا يقول: حجارة من السماء ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ
وَكِيلاً: أي منعة ولا ناصرا.



16988ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، فـي قوله: أفأمِنْتُـمْ أنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ
البَرّ أوْ يُرْسلَ عَلَـيْكُمْ حاصِبـا قال: مطر الـحجارة إذا خرجتـم من البحر.



وكان بعض أهل العربـية يوجه تأويـل قوله أوْ
يُرْسلَ عَلَـيْكُمْ حاصِبـا إلـى: أو يرسل علـيكم ريحا عاصفـا تـحصب، ويستشهد
لقوله ذلك بقول الشاعر:



مُسْتَقْبِلـينَ شَمالَ الشّامِ
تَضْرِبُنابِحاصِبٍ كَنَدِيفِ القُطْنِ مَنْثُورِ



وأصل الـحاصب: الريح تـحصب بـالـحصبـاء الأرض
فـيها الرمل والـحصى الصغار. يقال فـي الكلام: حصب فلان فلانا: إذا رماه
بـالـحصبـاء. وإنـما وُصفت الريح بأنها تـحصب لرميها الناس بذلك، كما قال الأخطل:



ولَقَدْ عَلـمْتُ إذَا العِشارُ
تَرَوّحَتْهُدْجَ الرّئالِ تَكبّهُنّ شَمالاً



تَرْمي العضاَهُ بِحاصِبٍ مِنْ ثَلْـجهاحتـى
يَبِـيتَ عَلـى العِضَاهِ جِفـالا






الآية : 69


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَن
يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىَ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مّنَ الرّيحِ
فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ
تَبِيعاً }.



يقول تعالـى ذكره: أم أمنتـم أيها القوم من
ربكم، وقد كفرتـم به بعد إنعامه علـيكم، النعمة التـي قد علـمتـم أن يعيدكم فـي
البحر تارة أخرى: يقول: مرّة أخرى، والهاء التـي فـي قوله «فـيه» من ذكر البحر.
كما:



16989ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة أنْ يُعيدَكُمْ فِـيهِ تارَةً أُخْرَى: أي فـي البحر مرّة أخرى
فَـيُرْسلَ عَلَـيْكُمْ قاصِفـا مِنَ الرّيحِ وهي التـي تقصف ما مرّت به فتـحطمه
وتدقه، من قولهم: قصف فلان ظهر فلان: إذا كسره فَـيُغْرِقَكُمْ بِـمَا كَفَرتُـمْ
يقول: فـيغرقكم الله بهذه الريح القاصف بـما كفرتـم، يقول: بكفركم به ثُمّ لا
تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعا يقول: ثم لا تـجدوا لكم علـينا تابعا
يتبعنا بـما فعلنا بكم، ولا ثائرا يثأرنا بإهلاكنا إياكم. وقـيـل: تبـيعا فـي موضع
التابع، كما قـيـل: علـيـم فـيـموضع عالـم. والعرب تقول لكل طالب بدم أو دين أو
غيره: تبـيع. ومنه قول الشاعر:



عَدَوْا وَعَدَتْ غِزْلانُهُمْ
فَكأنّهَاضَوَامنُ غُرْمٍ لَزّهُنّ تَبِـيعُ



وبنـحو الذي قلنا فـي القاصف والتبـيع، قال أهل
التأويـل. ذكر من قال ذلك:



16990ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد
الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: فَـيُرْسِلَ عَلَـيْكُمْ
قَاصِفـا مِنَ الرّيحِ يقول: عاصفـا.



16991ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: قاصفـا التـي تُغْرق.



16992ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ
عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعا يقول نصيرا.



16993ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قال مـحمد: ثائرا، وقال الـحرث: نصيرا ثائرا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعا
قال: ثائرا.



16994ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعا أي لا نـخاف أن
نتبع بشيء من ذلك.



حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن
ثور، عن معمر، عن قتادة ثُمّ لا تَـجِدُوا لَكُمْ عَلَـيْنا بِهِ تَبِـيعا يقول:
لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك. والتارة: جمعه تارات وتـير، وأفعلت منه: أترت.






الآية : 70


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي
آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ
وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره: وَلَقَدْ كَرّمْنا بَنِـي
آدَمَ بتسلـيطنا إياهم علـى غيرهم من الـخـلق، وتسخيرنا سائر الـخـلق لهم
وَحَملْناهُمْ فِـي البَرّ علـى ظهور الدوابّ والـمراكب و فـي البَحْرِ فـي الفلك
التـي سخرناها لهم وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطّيّبـاتِ يقول: من طيبـات الـمطاعم
والـمشارب، وهي حلالها ولذيذاتها وَفَضّلْناهم عَلـى كَثِـيرٍ مِـمّنْ خَـلَقْنا
تَفْضِيلاً ذكر لنا أن ذلك تـمكنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها
ورفعها بها إلـى أفواههم، وذلك غير متـيسر لغيرهم من الـخـلق، كما:



16995ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله وَلَقَدْ كَرّمْنا بَنِـي آدم... الاَية، قال:
وَفَضّلْناهُمْ فـي الـيدين يأكل بهما، ويعمل بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك.



16996ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن زيد بن أسلـم، فـي قوله: وَلَقَدْ كَرّمْنا بَنِـي
آدَمَ قال: قالت الـملائكة: يا ربنا إنك أعطيت بنـي آدم الدنـيا يأكلون منها،
ويتنعّمون، ولـم تعطنا ذلك، فأعطناه فـي الاَخرة فقال: وعزّتـي لا أجعل ذرّية من
خـلقت بـيدي، كمن قلت له كن فكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 10:57 pm

الآية : 71


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {يَوْمَ نَدْعُواْ كُلّ
أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـَئِكَ
يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }.



اختلفت أهل التأويـل فـي معنى الإمام الذي ذكر
الله جلّ ثناؤه أنه يدعو كلّ أناس به، فقال بعضهم: هو نبـيه، ومن كان يقتدي به فـي
الدنـيا ويأتـمّ به. ذكر من قال ذلك:



16997ـ حدثنـي يحيى بن طلـحة الـيربوعي، قال:
حدثنا فضيـل، عن لـيث، عن مـجاهد يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ قال:
نبـيهم.



حدثنا ابن حميد،قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن
مـحمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبـي بزّة، عن مـجاهد يَوْمَ نَدْعُوا كُلّ
أُناسٍ بِإمامِهِمْ قال: نبـيهم.



حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم،
قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: بِإمامِهِمْ قال: نبـيهم.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد مثله.



16998ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن ثور،
عن معمر، عن قتادة كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ قال: نبـيهم.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة، مثله.



وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه يدعوهم بكتب
أعمالهم التـي عملوها فـي الدنـيا. ذكر من قال ذلك:



16999ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، فـي قوله: يَوْمَ نَدْعُو
كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ قال: الإمام: ما عمل وأملـى، فكتب علـيه، فمن بعث متقـيا
لله جعل كتابه بـيـمينه، فقرأه واستبشر، ولـم يظلـم فتـيلاً، وهو مثل قوله:
وإنّهُما لَبِإمامٍ مُبِـينٍ والإمام: ما أملـى وعمل.



17000ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن الـحسن يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسِ بإمامِهِمْ قال: بأعمالهم.



حدثنا مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن
معمر، عن قتادة، قال: قال الـحسن: بكتابهم الذي فـيه أعمالهم.



17001ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ
يقول: بكتابهم.



17002ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن أبـي جعفر، عن الربـيع، عن أبـي العالـية، قال: بأعمالهم.



وقال آخرون: بل معناه: يوم ندعو كلّ أناس
بكتابهم الذي أنزلت علـيهم فـيه أمري ونهيـي. ذكر من قال ذلك:



17003ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
سمعت يحيى بن زيد فـي قول الله عزّ وجلّ يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بإمامهِمْ
قال: بكتابهم الذي أنزل علـيهم فـيه أمر الله ونهيه وفرائضه، والذي علـيه يحاسبون،
وقرأ: لِكُلَ جَعَلنا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجا قال: الشرعة: الدين،
والـمنهاج: السنة، وقرأ: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحا قال:
فنوح أوّلهم، وأنت آخرهم.



17004ـ حدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال:
حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بإمامِهِمْ
بكتابهم.



وأولـى هذه الأقوال عندنا بـالصواب، قول من
قال: معنى ذلك: يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به، ويأتـمّون به فـي
الدنـيا، لأن الأغلب من استعمال العرب الإمام فـيـما ائتـمّ واقتدي به، وتوجيه
معانـي كلام الله إلـى الأَشهر أَوْلـى ما لـم تثبت حجة بخلافه يجب التسلـيـم لها.



وقوله: فَمَنْ أُوتِـيَ كِتابَهُ بِـيَـمِينَهِ
يقول: فمن أعطي كتاب عمله بـيـمينه فَأُولَئِكَ يَقَرَءُونَ كِتابَهُمْ ذلك حتـى
يعرفوا جميع ما فـيه وَلا يُظلَـمُونَ فَتِـيلاً يقول تعالـى ذكره: ولا يظلـمهم
الله من جزاء أعمالهم فتـيلاً، وهو الـمنفتل الذي فـي شقّ بطن النواة. وقد مضى
البـيان عن الفَتـيـل بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع.



17005ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله وَلا يُظلَـمُونَ فَتِـيلاً قال: الذي
فـي شقّ النواة.



الآية : 72


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَمَن كَانَ فِي هَـَذِهِ
أَعْمَىَ فَهُوَ فِي الاَخِرَةِ أَعْمَىَ وَأَضَلّ سَبِيلاً }.



اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي أشير
إلـيه بقوله «هذه»، فقال بعضهم: أشير بذلك إلـى النعم التـي عدّدها تعالـى ذكره
بقوله: وَلَقَدْ كَرّمنا بَنِـي آدَمَ وَحَملناهُمْ فِـي البَرّ والبَحرِ
وَرَزَقناهُمْ مِنَ الطّيّبـاتِ وَفَضّلناهُمْ علـى كَثِـيرٍ مِـمّنْ خَـلَقْنا
تَفَضِيلاً فقال: وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ أعمَى فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ أعْمَى
وأضَلّ سَبِـيلاً. ذكر من قال ذلك: 17006ـ
حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا عبد الأعلـى، قال: حدثنا داود، عن مـحمد بن
أبـي موسى، قال: سئل عن هذه الاَية وَمَنْ كانَ فِـي هذِهِ أعمَى فَهُوَ فِـي
الاَخِرَةِ أعمَى وأضَلّ سَبِـيلاً فقال: قال وَلَقد كَرّمنا بَنِـي آدَمَ
وَحَمَلناهُمْ فِـي البَرّ والبَحرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطّيّبـاتِ
وَفَضّلْناهُمْ علـى كَثِـيرٍ مِـمّنْ خَـلَقْنا تَفْضِيلاً قال: من عمي عن شكر
هذه النعم فـي الدنـيا، فهو فـي الاَخرة أعمى وأضلّ سبـيلاً.



وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن كان فـي هذه
الدنـيا أعمى عن قدرة الله فـيها وحججه، فهو فـي الاَخرة أعمى. ذكر من قال ذلك:



17007ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد
الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ
أعْمَى يقول: من عمي عن قُدرة الله فـي الدنـيا فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ أعْمَى.



17008ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا
عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي هَذِهِ أعْمَى قال: الدنـيا.



17009ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ أعْمَى فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ
أعْمَى يقول: من كان فـي هذه الدنـيا أعمى عما عاين فـيها من نعم الله وخـلقه
وعجائبه فَهُوَ فِـي الاَخَرَةِ أعْمَى وأضَلّ سَبِـيلاً فـيـما يغيب عنه من أمر
الاَخرة وأعمى.



حدثنا مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن
معمر، عن قتادة وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ أعْمَى فـي الدنـيا فـيـما أراه الله من
آياته من خـلق السموات والأرض والـجبـال والنـجوم فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ الغائبة
التـي لـم يرها أعْمى وأضَلّ سَبِـيلاً.



17010ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، وسئل عن قول الله تعالـى وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ أعْمَى فَهُوَ فِـي
الاَخِرَةِ أعْمَى وأضَلّ سَبِـيلاً فقرأ: إنّ فِـي السّمَوَاتِ والأرْضِ لاَياتٍ
للْـمُؤْمِنِـينَ وفِـي أنْفُسِكُمْ أفَلا تُبْصِرُونَ. وقرأ: وَمِنْ آياتِهِ أنْ
خَـلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمّ إذَا أنْتُـمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، وقرأ حتـى
بلغ: وَلَهُ مَنْ فِـي السّمَوَاتِ والأرْضِ كُلّ لَهُ قانِتُونَ قال: كلّ له
مطيعون، إلا ابن آدم. قال: فمن كانت فـي هذه الاَيات التـي يعرف أنها منا، ويشهد
علـيها وهو يرى قدرتنا ونعمتنا أعمى، فهو فـي الاَخرة التـي لـم يرها أعمى وأضلّ سبـيلاً.



وأولـى الأقوال فـي ذلك عندي بـالصواب، قول من
قال: معنى ذلك: ومن كان فـي هذه الدنـيا أعمى عن حجج الله علـى أنه الـمنفرد
بخـلقها وتدبـيرها، وتصريف ما فـيها، فهو فـي أمر الاَخرة التـي لـم يرها ولـم
يعاينها، وفـيـما هو كائن فـيها أعمى وأضلّ سبـيلاً: يقول: وأضلّ طريقا منه فـي
أمر الدنـيا التـي قد عاينها ورآها.



وإنـما قلنا: ذلك أولـى تأويلاته بـالصواب، لأن
الله تعالـى ذكره لـم يخصص فـي قوله وَمَنْ كانَ فِـي هَذِهِ الدنـيا أعْمَى عمى
الكافر به عن بعض حججه علـيه فـيها دون بعض، فـيوجه ذلك إلـى عماه عن نعمه بـما
أنعم به علـيه من تكريـمه بنـي آدم، وحمله إياهم فـي البرّ والبحر، وما عدّد فـي
الاَية التـي ذكر فـيها نعمه علـيهم، بل عمّ بـالـخبر عن عماه فـي الدنـيا، فهم
كما عمّ تعالـى ذكره.



واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله فَهُوَ فِـي
الاَخِرَةِ أعْمَى فكسرت القَرأَةُ جميعا أعنـي الـحرف الأوّل قوله وَمَنْ كانَ
فِـي هَذِهِ أعْمَى. وأما قوله فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ أعْمَى فإن عامة قرّاء
الكوفـيـين أمالت أيضا قوله: فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ أعْمَى. وأما بعض قرّاء
البصرة فإنه فتـحه، وتأوّله بـمعنى: فهو فـي الاَخرة أشدّ عمى. واستشهد لصحة
قراءته بقوله: وأضَلّ سَبِـيلاً.



وهذه القراءة هي أَوْلـى القراءتـين فـي ذلك
بـالصواب للشاهد الذي ذكرنا عن قارئه كذلك، وإنـما كره من كره قراءته كذلك ظنا منه
أن ذلك مقصود به قصد عمى العينـين الذي لا يوصف أحد بأنه أعمى من آخر أعمى، إذ كان
عمى البصر لا يتفـاوت، فـيكون أحدهما أزيد عمى من الاَخر، إلا بإدخال أشدّ أو
أبـين، فلـيس الأمر فـي ذلك كذلك.



وإنـما قلنا: ذلك من عمى القلب الذي يقع فـيه
التفـاوت، فإنـما عُنِـي به عمى قلوب الكفـار، عن حجج الله التـي قد عاينتها
أبصارهم، فلذلك جاز ذلك وحسُن. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:



17011ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا سفـيان، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ
أعْمَى قال: أعمى عن حجته فـي الاَخرة.






الآية : 73


القول فـي تأويـل قوله
تعالـى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ
عَنِ الّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً
لاّتّخَذُوكَ خَلِيلاً }.



اختلف أهل التأويـل فـي الفتنة التـي كاد
الـمشركون أن يفتنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها عن الذي أوحى الله إلـيه
إلـى غيره فقال بعضهم: ذلك الإلـمام بـالاَلهة، لأن الـمشركين دعوه إلـى ذلك، فهمّ
به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:



17012ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب
القُمّي، من جعفر، عن سعيد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلـم الـحجر
الأسود، فمنعته قريش، وقالوا: لا نَدَعُه حتـى يـلـم بآلهتنا، فحدّث نفسه، وقال:
«ما عَلَـيّ أنْ أُلـمّ بِها بَعْدَ أنْ يَدَعُونِـي أسْتَلِـمُ الـحَجَرَ،
وَاللّهُ يَعْلَـمُ أنّـي لَهَا كارِهٌ»، فَأَبَى الله، فَأنْزَلَ اللّهُ: وإنْ
كادُوا لَـيَفْتِنُونَكَ عَنِ الّذِي أَوْحَيْنا إلَـيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَـيْنا
غيرَهُ الاَية.



17013ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وَلَوْلا أنْ ثَبّتْناكَ لَقَدْ كدْتَ تَرْكَن إلَـيْهِمْ شَيْئا
قَلِـيلاً ذكر لنا أن قريشا خـلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات لـيـلة إلـى
الصبح يكلـمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه، وكان فـي قولهم أن قالوا: إنك تأتـي
بشيء لا يأتـي به أحد من الناس، وأنت سيدنا وابن سيدنا، فما زالوا يكلّـمونه حتـى
كاد أن يقارفهم ثم منعه الله وعصمه من ذلك، فقال: وَلَوْلا أنْ ثَبّتْناكَ لَقَدْ
كِدْتَ تَرْكَنُ إلَـيْهِمْ شَيْئا قَلِـيلاً.



حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد
بن ثور، عن معمر، عن قتادة لِتَفْتَرِيَ عَلَـيْنا غيرَهُ قال: أطافوا به لـيـلة،
فقالوا: أنت سيدنا وابن سيدنا، فأرادوه علـى بعض ما يريدون فهمّ أن يقارفَهُمْ فـي
بعض ما يريدون، ثم عصمه الله، فذلك قوله: لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَـيْهِمْ
شَيْئا قَلِـيلاً الذي أرادوا فهمّ أن يقارفهم فـيه.



17014ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قال: قالوا له: ائت آلهتنا فـامْسَسْها، فذلك
قوله: شَيْئا قلـيلاً.



وقال آخرون: إنـما كان ذلك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم همّ أن يُنِظر قوما بإسلامهم إلـى مدة سألوه الإنظار إلـيها. ذكر
من قال ذلك:



17015ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: وَإنْ كادُوا
لَـيَفْتِنُونَكَ عَن الّذي أوْحَيْنا إلَـيْكَ لِتَفْتَري عَلَـيْنا غيرَهُ وإذا
لاتّـخَذوكَ خَـلِـيلاً وذلك أن ثقـيفـا كانوا قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم:
يا رسول لله أَجّلنا سنة حتـى يُهْدَى لاَلهتنا، فإذا قبضنا الذي يُهْدى لاَلهتنا
أخذناه، ثم أسلـمنا وكسرنا الاَلهة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم،
وأن يؤجّلهم، فقال الله: وَلَوْلا أنْ ثَبّتْناكَ لَقَدْ كَدْتَ تَرْكَنُ
إلَـيْهِمْ شَيْئا قَلِـيلاً.



والصواب من


القول فـي ذلك أن
يقال: إن الله تعالـى ذكره أخبر عن نبـيه صلى الله عليه وسلم، أن الـمشركين كادوا
أن يفتنوه عما أوحاه الله إلـيه لـيعمل بغيره، وذلك هو الافتراء علـى الله وجائز
أن يكون ذلك كان ما ذكر عنهم من ذكر أنهم دعوه أن يـمسّ آلهتهم، ويـلـمّ بها،
وجائز أن يكون كان ذلك ما ذُكر عن ابن عبـاس من أمر ثقـيف، ومسألتهم إياه ما سألواه
مـما ذكرنا وجائز أن يكون غير ذلك، ولا بـيان فـي الكتاب ولا فـي خبر يقطع العذر
أيّ ذلك كان، والاختلاف فـيه موجود علـى ما ذكرنا، فلا شيء فـيه أصوب من الإيـمان
بظاهره، حتـى يأتـي خبر يجب التسلـيـم له ببـيان ما عُنِـي بذلك منه.



وقوله: وَإذا لاتّـخَذُوكَ خَـلِـيلاً يقول
تعالـى ذكره: ولو فعلت ما دَعَوْك إلـيه من الفتنة عن الذي أوحينا إلـيك لاتـخذوك
إذا لأنفسهم خـلـيلاً، وكنت لهم وكانوا لك أولـياء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 10:59 pm

الآية : 74


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {وَلَوْلاَ أَن ثَبّتْنَاكَ
لَقَدْ كِدتّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره: ولولا أن ثبّتناك يا مـحمد
بعصمتنا إياك عما دعاك إلـيه هؤلاء الـمشركون من الفتنة لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ
إلَـيْهِمْ شَيْئا قَلِـيلاً يقول: لقد كدت تـميـل إلـيهم وتطمئنّ شيئا قلـيلاً،
وذلك ما كان صلى الله عليه وسلم همّ به من أن يفعل بعض الذي كانوا سألوه فعله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما ذكر حين نزلت هذه الاَية، ما:



17016ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا
سلـيـمان، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، فـي قوله وَلَوْلا أنْ ثَبّتْناكَ
لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنْ إلَـيْهِمْ شَيْئا قَلِـيلاً فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لا تَكِلْنِـي إلـى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ».



الآية : 75


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ
الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً }.



يقول تعالـى ذكره: لو ركنت إلـى هؤلاء
الـمشركين يا مـحمد شيئا قلـيلاً فـيـما سألوك إذن لأذقناك ضعف عذاب الـحياة، وضعف
عذاب الـمـمات. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17017ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: إذا لأَذَقْناكَ
ضِعْفَ الـحَياةِ وَضِعْفَ الـمَـماتِ يعنـي: ضعف عذاب الدنـيا والاَخرة.



17018ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول الله: ضِعْفَ
الـحَياةِ قال: عذابها وَضِعْفَ الـمَـماتِ قال: عذاب الاَخرة.



حدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال:
حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17019ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة إذا لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الـحَياة وَضِعْفَ الـمَـماتِ: أي عذاب
الدنـيا والاَخرة.



حدثنا مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن
معمر، عن قتادة: ضِعْفَ الـحَياةِ وضِعْفَ الـمَـمَاتِ قال: عذاب الدنـيا وعذاب
الاَخرة.



17020ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله ضِعْفَ الـحَياةِ وَضِعْفَ
الـمَـماتِ يعنـي عذاب الدنـيا وعذاب الاَخرة.



وكان بعض أهل العربـية من أهل البصرة يقول فـي
قوله: إذا لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الـحَياةِ مختصر، كقولك: ضعف عذاب الـحياة وَضِعْفَ
الـمَـماتِ فهما عذابـان، عذاب الـمـمات به ضوعف عذاب الـحياة. وقوله ثُمّ لا
تَـجِدُ لَكَ عَلَـيْنا نَصِيرا يقول: ثم لا تـجد لك يا مـحمد إن نـحن أذقناك
لركونك إلـى هؤلاء الـمشركين لو ركنت إلـيهم، عذاب الـحياة وعذاب الـمـمات علـينا
نصيرا ينصرك علـينا، ويـمنعك من عذابك، وينقذك مـما نالك منا من عقوبة.



الآية : 76


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {وَإِن كَادُواْ
لَيَسْتَفِزّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاّ يَلْبَثُونَ
خِلافَكَ إِلاّ قَلِيلاً }.



يقول عزّ وجلّ: وإن كاد هؤلاء القوم لـيستفزونك
من الأرض: يقول: لـيستـخفونك من الأرض التـي أنت بها لـيخرجوك منها وَإذا لا
يَـلْبَثُونَ خِلافَكَ إلاّ قَلِـيلاً يقول: ولو أخرجوك منها لـم يـلبثوا بعدك
فـيها إلاّ قلـيلاً، حتـى أهلكهم بعذاب عاجل.



واختلف أهل التأويـل فـي الذين كادوا أن
يستفزّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لـيخرجوه من الأرض وفـي الأرض التـي أرادوا
أن يخرجوه منها فقال بعضهم: الذين كادوا أن يستفزّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ذلك الـيهود، والأرض التـي أرادوا أن يخرجوه منها الـمدينة. ذكر من قال ذلك:



17021ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
الـمعتـمر بن سلـيـمان، عن أبـيه، قال: زعم حضرميّ أنه بلغه أن بعض الـيهود قال
للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: إن أرض الأنبـياء أرض الشام، وإن هذه لـيست بأرض
الأنبـياء، فأنزل الله وَإنْ كادُوا لَـيَسْتَفِزّونَكَ مِنَ الأرْضِ
لِـيُخْرِجُوكَ مِنْها.



وقال
آخرون: بل كان القوم الذين فعلوا ذلك قريشا، والأرض مكة. ذكر من قال ذلك:



17022ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله وَإنْ كادُوا لَـيَسْتَفِزّونَكَ مِنَ الأرْضِ
لِـيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإذا لا يَـلْبَثُونَ خِلافَكَ إلاّ قَلِـيلاً وقد همّ أهل
مكة بإخراج النبـيّ صلى الله عليه وسلم من مكة، ولو فعلوا ذلك لـما توطنوا، ولكن
الله كفهم عن إخراجه حتـى أمره، ولقلـما مع ذلك لبثوا بعد خروج نبـيّ الله صلى
الله عليه وسلم من مكة حتـى بعث الله علـيهم القتل يوم بدر.



حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة لَـيَسْتَفِزّونَكَ مِنَ الأرْضِ قال: قد فعلوا
بعد ذلك، فأهلكهم الله يوم بدر، ولـم يـلبثوا بعده إلاّ قلـيلاً حتـى أهلكهم الله
يوم بدر. وكذلك كانت سنّة الله فـي الرسل إذا فعل بهم قومهم مثل ذلك.



17023ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد خِلافَكَ إلاّ قَلِـيلاً قال: لو أخرجت قريش
مـحمدا لعذّبوا بذلك.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



وأولـى القولـين فـي ذلك عندي بـالصواب، قول
قتادة ومـجاهد، وذلك أن قوله: وَإنْ كادُوا لَـيَسْتَفِزّونَكَ مِنَ الأرْضِ فـي
سياق خبر الله عزّ وجلّ عن قريش وذكره إياهم، ولـم يجر للـيهود قبل ذلك ذكر،
فـيوجه قوله وَإنْ كادُوا إلـى أنه خبر عنهم، فهو بأن يكون خبرا عمن جرى له ذكر
أولـى من غيره. وأما القلـيـل الذي استثناه الله جلّ ذكره فـي قوله وإذا لا
يَـلْبَثُونَ خَـلْفَكَ إلاّ قَلِـيلاً فإنه فـيـما قـيـل، ما بـين خروج رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكة إلـى أن قتل الله من قتل من مشركيهم ببدر. ذكر من قال
ذلك:



17024ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: وإذا لا
يَـلْبَثُونَ خَـلْفَكَ إلاّ قَلِـيلاً يعنـي بـالقلـيـل يوم أخذهم ببدر، فكان ذلك
هو القلـيـل الذي لبثوا بعد.



17025ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: وَإذا لا يَـلْبَثُونَ
خَـلْفَكَ إلاّ قَلِـيلاً كان القلـيـل الذي لبثوا بعد خروج النبـيّ صلى الله عليه
وسلم من بـين أظهرهم إلـى بدر، فأخذهم بـالعذاب يوم بدر، وعُنِـي بقوله خلافك
بعدك، كما قال الشاعر:



عَقَبَ الرّذَاذُ خِلافَها فكأنّـمَابسَط
الشّواطِبُ بَـيْنَهُنّ حَصِيرا



يعنـي بقوله: خلافها: بعدها. وقد حُكي عن بعضهم
أنه كان يقرؤها: خـلفك. ومعنى ذلك، ومعنى الـخلاف فـي هذا الـموضع واحد.



الآية : 77


القول فـي تأويـل قوله
تعالـى {سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا
قَبْلَكَ مِن رّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْوِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره: لو أخرجوك لـم يـلبثوا
خلافك إلاّ قلـيلاً، ولأهلكناهم بعذاب من عندنا، سنتنا فـيـمن قد أرسلنا قبلك من
رسلنا، فإنا كذلك كنا نفعل بـالأمـم إذا أخرجت رسلها من بـين أظهرهم ونصبت السنة
علـى الـخروج من معنى قوله لا يَـلْبَثُونَ خِلافَكَ إلاّ قَلِـيلاً لأن معنى ذلك:
لعذّبناهم بعد قلـيـل كسنتنا فـي أمـم من أرسلنا قبلك من رسلنا، ولا تـجد لسنتنا
تـحويلاً عما جرت به. كما:



17026ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: سُنّةَ مَنْ قَدْ أرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا
تَـجِدُ لِسُنّتِنا تَـحْوِيلاً: أي سنة الأمـم والرسل كانت قبلك كذلك إذا كذّبوا
رسلهم وأخرجوهم، لـم يناظروا أن الله أنزل علـيهم عذابه.



الآية : 78


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {أَقِمِ الصّلاَةَ لِدُلُوكِ
الشّمْسِ إِلَىَ غَسَقِ الْلّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُوداً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: أقِمِ الصّلاةَ يا مـحمد لِدُلُوكِ الشّمْسِ.



واختلف أهل التأويـل فـي الوقت الذي عناه الله
بدلوك الشمس، فقال بعضهم: هو وقت غروبها، والصلاة التـي أمر بإقامتها حينئذٍ: صلاة
الـمغرب. ذكر من قال ذلك:



17027ـ حدثنـي واصل بن عبد الأعلـى الأسدي،
قال: حدثنا ابن فضيـل، عن أبـي إسحاق، يعنـي الشيبـانـي، عن عبد الرحمن بن الأسود،
عن أبـيه، أنه كان مع عبد الله بن مسعود، علـى سطح حين غربت الشمس، فقرأ: أقِمِ
الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَق اللّـيـل، حتـى فرغ من الاَية، ثم قال:
والذي نفسي بـيده إن هذا لَـحِينَ دَلَكَتِ الشمس وأفطر الصائم ووقت الصلاة.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبـي عديّ، عن
سعيد، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، أن أبـا عُبـيدة بن عبد الله كتب إلـيه أن
عبد الله بن مسعود كان إذا غربت الشمس صلّـى الـمغرب، ويفطر عندها إن كان صائما،
ويقسم علـيها يـمينا ما يقسمه علـى شيء من الصلوات بـالله الذي لا إله إلاّ هو، إن
هذه الساعة لـميقات هذه الصلاة، ويقرأ فـيها تفسيرها من كتاب الله أقِمِ الصّلاةَ
لِدُلُوكَ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ.



حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا ابن أبـي
عديّ، عن شعبة، عن عاصم، عن أبـي وائل، عن عبد الله قال: هذا دلوك الشمس، وهذا غسق
اللـيـل، وأشار إلـى الـمشرق والـمغرب.



17028ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن،
قال: حدثنا سفـيان، عن منصور، عن مـجاهد، قال: قال ابن عبـاس: دلوك الشمس: غروبها،
يقول: دلكت براح.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبـي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، أنه قال: حين
غربت الشمس دلكت، يعنـي براح مكانا.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن مـجاهد، عن ابن عبـاس، قال: دلوكها:
غروبها.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة، قال: قد ذكر لنا أن ابن مسعود كان يصلـيها إذا وجبت وعندها يفطر إذا كان
صائما، ثم يقسم علـيها قسما لا يقسمه علـى شيء من الصلوات بـالله الذي لا إله إلاّ
هو، إن هذه الساعة لـميقات هذه الصلاة، ثم يقرأ ويصلـيها وتصديقها من كتاب الله:
أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ.



17029ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ
قال: كان أبـي يقول: دلوكها: حين تريد الشمس تغرب إلـى أن يغسق اللـيـل، قال: هي
الـمغرب حين يغسق اللـيـل، وتَدلُك الشمس للغروب.



حدثنـي سعيد بن الربـيع، قال: حدثنا سفـيان بن
عيـينة، سمع عمرو بن دينار أبـا عبـيدة بن عبد الله بن مسعود يقول: كان عبد الله
بن مسعود يصلـي الـمغرب حين يغرب حاجب الشمس، ويحلف أنه الوقت الذي قال الله أقِمِ
الصّلاةَ لدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة،
عن إبراهيـم، قال: قال عبد الله حين غربت الشمس: هذا والله الذي لا إله غيره وقت
هذه الصلاة. وقال: دلوكها: غروبها.



وقال آخرون: دلوك الشمس: ميـلها للزوال،
والصلاة التـي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامتها عند دلوكها: الظهر. ذكر
من قال ذلك:



17030ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن،
قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد
الله، قال: دلوكها: ميـلها، يعنـي الشمس.



17031ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا
هشيـم، عن مغيرة، عن الشعبـيّ، عن ابن عبـاس، قال، فـي قوله أقِمِ الصّلاةَ
لِدُلُوكِ الشّمْس قال: دلوكها: زوالها.



17032ـ حدثنـي موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا
أبو أسامة، عن عبد الـحميد بن جعفر، عن نافع، عن ابن عمر، فـي قوله أقِمِ الصّلاةَ
لِدُلُوكِ الشّمْسِ قال: دلوكها: ميـلها.



17033ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن
واضح، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، عن سيار بن سلامة، عن أبـي برزة الأسلـميّ،
قوله أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ قال: إذا زالت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:01 pm

حدثنا ابن حميد مرة
أخرى، قال: حدثنا أبو تـميـلة، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، قال: حدثنا سيار بن
سلامة الرياحي، قال: أتـيت أبـا برزة فسأله والدي عن مواقـيت صلاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلـي الظهر إذا زالت
الشمس، ثم تلا: أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ.



17034ـ حدثنـي الـحسين بن علـيّ الصدائي، قال:
حدثنا أبـي، قال: حدثنا مبـارك، عن الـحسن، قال: قال الله عزّ وجلّ لنبـيه مـحمد
صلى الله عليه وسلم أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ
قال: الظهر دلوكها، إذا زالت عن بطن السماء، وكان لها فـي الأرض فَـيْء.



حدثنا يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا
يونس، عن الـحسن، فـي قوله أقِمِ الصّلاةَ لدُلُوكِ الشّمْسِ قال: دلوكها: زوالها.



17035ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، عن
جويبر، عن الضحاك، مثل ذلك.



17036ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يـمان،
عن أشعث، عن جعفر، عن أبـي جعفر فـي أقِمِ الصّلاةَ لِدِلُوكِ الشّمْسِ قال: لزوال
الشمس.



حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن
ثور، عن معمر، عن الزهري، عن ابن عبـاس، قال دلوك الشمس: زيغها بعد نصف النهار،
يعنـي الظلّ.



17037ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: دلوك الشمس، قال: حين تزيغ عن بطن السماء.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة، قوله أقِمِ الصّلاةَ لِدِلُوكِ الشّمْسِ أي إذا زالت الشمس عن بطن
السماء لصلاة الظهر.



17038ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد لِدُلُوكِ الشّمْسِ قال: حين تزيغ.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قال: دلوك الشمس: حين تزيغ.



وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول من قال:
عنى بقوله أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ: صلاة الظهر، وذلك أن الدلوك فـي
كلام العرب: الـميـل، يقال منه: دلك فلان إلـى كذا: إذا مال إلـيه. ومنه الـخبر
الذي روي عن الـحسن أن رجلاً قال له: أيُدالك الرجل امرأته؟ يعنـي بذلك: أيـميـل
بها إلـى الـمـماطلة بحقها. ومنه قول الراجز:



هَذَا مَقامُ قَدَميْ رَبـاحِغُدْوَةَ حتـى
دَلَكَتْ بِرَاحِ



ويروى: براح بفتـح البـاء، فمن روى ذلك: بِراح،
بكسر البـاء، فإنه يعنـي: أنه يضع الناظر كفه علـى حاجبه من شعاعها، لـينظر ما
لقـي من غيارها. وهذا تفسير أهل الغريب أبـي عبـيدة والأصمعي وأبـي عمرو
الشيبـانـيّ وغيرهم. وقد ذكرت فـي الـخبر الذي رويت عن عبد الله بن مسعود، أنه قال
حين غربت الشمس: دلكت براح، يعنـي: براح مكانا، ولست أدري هذا التفسير، أعنـي
قوله: براح مكانا مِنْ كلام من هو مـمن فـي الإسناد، أو من كلام عبد الله، فإن يكن
من كلام عبد الله، فلا شكّ أنه كان أعلـم بذلك من أهل الغريب الذين ذكرت قولهم،
وأن الصواب فـي ذلك قوله، دون قولهم، وإن لـم يكن من كلام عبد الله، فإن أهل
العربـية كانوا أعلـم بذلك منه، ولـما قال أهل الغريب فـي ذلك شاهد من قول العجاج،
وهو قوله:



والشّمْسُ قد كادَتْ تَكُونُ دَنَفـاأدْفَعُها
بـالرّاحِ كَيْ تَزَحْلَفـا



فأخبر أنه يدفع شعاعها لـينظر إلـى مغيبها
براحه. ومن روى ذلك بفتـح البـاء، فإنه جعله اسما للشمس وكسر الـحاء لإخراجه إياه
علـى تقدير قَطامِ وحَذامِ ورَقاشِ، فإذا كان معنى الدلوك فـي كلام العرب هو
الـميـل، فلا شكَ أن الشمس إذا زالت عن كبد السماء، فقد مالت للغروب، وذلك وقت
صلاة الظهر، وبذلك ورد الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان فـي إسناد
بعضه بعض النظر.



17039ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خالد بن
مخـلد، قال: ثنـي مـحمد بن جعفر، قال: ثنـي يحيى بن سعيد، قال: ثنـي أبو بكر بن
عمرو بن حزم الأنصاري، عن أبـي مسعود عقبة بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «أتانِـي جَبْرَائِيـلُ عَلَـيْهِ السّلامُ لِدُولُوكِ الشّمْسِ حِينَ
زَالَتْ فَصَلّـى بِـيَ الظّهْرَ».



17040ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا أبو
تـميـلة، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، قال: ثنـي سيار بن سلامة الرياحي، قال: قال
أبو بَرزة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلـي الظهر إذا زالت الشمس، ثم تلا
أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ.



17041ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الـحكم بن
بشير، قال: حدثنا عمرو بن قـيس، عن ابن أبـي لـيـلـى، عن رجل، عن جابر بن عبد
الله، قال: دعوت نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء من أصحابه، فطعموا عندي،
ثم خرجوا حين زالت الشمس، فخرج النبـيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «اخْرُجْ يا أبـا
بَكْرٍ قَدْ دَلَكَتِ الشّمْسُ».



حدثنـي مـحمد بن عثمان الرازي، قال: حدثنا سهل
بن بكار، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قـيس، عن نُبَـيح العَنَزِيّ، عن
جابر بن عبد الله، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، نـحو حديث ابن حميد.



فإذا كان صحيحا ما قلنا بـالذي به استشهدنا،
فبـين إذن أن معنى قوله جلّ ثناؤه: أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ
اللّـيْـلِ أن صلاة الظهر والعصر بحدودهما مـما أوجب الله علـيك فـيهما لأنهما
الصلاتان اللتان فرضهما الله علـى نبـيه من وقت دلوك الشمس إلـى غسق اللـيـل وغسق
اللـيـل: هو إقبـاله ودنوّه بظلامه، كما قال الشاعر:



(آبَ هَذَا
اللّـيْـلُ إذْ غَسَقَا )



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل
علـى اختلاف منهم فـي الصلاة التـي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامتها
عنده، فقال بعضهم: الصلاة التـي أمر بإقامتها عنده صلاة الـمغرب. ذكر من قال ذلك:



17042ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله أقِمِ الصّلاةَ
لِدِلُوكِ الشّمْسِ إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ قال: غسق اللـيـل: بدوّ اللـيـل.



17043ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا ابن علـية، عن
أبـي رجاء، قال: سمعت عكرمة سئل عن هذه الاَية: أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ
إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ قال: بدوّ اللـيـل.



17044ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قال: غسق اللـيـل: غروب الشمس.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17045ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة غَسَقِ اللّـيْـلِ: صلاة الـمغرب.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ بدوّ اللـيـل لصلاة الـمغرب.



وقد ذُكر لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول: «لا تَزَالُ طائِفَةٌ مِنْ أُمّتِـي عَلـى الفِطْرَةِ ما صَلّوْا صَلاةَ
الـمَغْرِبِ قَبْلَ أنْ تَبْدُوَ النّـجومُ».



17046ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله إلـى غَسَقٍ اللّـيْـلِ يعنـي
ظلام اللـيـل.



17047ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد: كان أبـي يقول: غَسَقِ اللّـيْـلِ: ظلـمة اللـيـل.



وقال آخرون: هي صلاة العصر. ذكر من قال ذلك:


17048ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يـمان،
عن أشعث، عن جعفر، عن أبـي جعفر إلـى غَسَقِ اللّـيْـلِ قال: صلاة العصر.



وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب، قول من قال:
الصلاة التـي أمر النبـيّ صلى الله عليه وسلم بإقامتها عند غسق اللـيـل، هي صلاة
الـمغرب دون غيرها، لأن غسق اللـيـل هو ما وصفنا من إقبـال اللـيـل وظلامه، وذلك
لا يكون إلا بعد مغيب الشمس. فأما صلاة العصر، فإنها مـما تقام بـين ابتداء دلوك
الشمس إلـى غسق اللـيـل، لا عند غسق اللـيـل. وأما قوله: وقُرآنَ الفَجْرِ فإن
معناه وأقم قرآن الفجر: أي ما تقرأ به صلاة الفجر من القرآن، والقرآن معطوف علـى
الصلاة فـي قوله: أقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمْسِ.



وكان بعض نـحويـي البصرة يقول: نصب قوله
وَقُرآنَ الفَجْرِ علـى الإغراء، كأنه قال: وعلـيك قرآن الفجر إنّ قُرآنَ الفَجْرِ
كانَ مَشْهُودا يقول: إن ما تقرأ به فـي صلاة الفجر من القرآن كان مشهودا، يشهده
فـيـما ذكر ملائكة اللـيـل وملائكة النهار. وبـالذي قلنا فـي ذلك، قال أهل
التأويـل: وجاءت الاَثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:



17049ـ حدثنـي عبـيد بن أسبـاط بن مـحمد
القرشي، قال: ثنـي أبـي، عن الأعمش، عن إبراهيـم، عن ابن مسعود عن أبـي صالـح، عن
أبـي هريرة، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي هذه الاَية وقُرآنَ الفَجْرِ إن
قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا قال: «تَشْهَدُهُ مَلائِكَةُ اللّـيْـلِ
وَمَلائِكَةُ النّهارِ».



17050ـ حدثنا مـحمد بن سهل، قال: حدثنا آدم،
قال: حدثنا لـيث بن سعد وحدثنا مـحمد بن سهل بن عسكر، قال حدثنا ابن أبـي مريـم،
قال: حدثنا اللـيث بن سعد، عن زيادة بن مـحمد، عن مـحمد بن كعب القرظي، عن فضالة
بن عبـيد، عن أبـي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ اللّهَ
يَفْتَـحُ الذّكْرَ فِـي ثَلاثِ ساعاتٍ يَبْقَـينَ مِنَ اللّـيْـلِ: فِـي
السّاعَةِ الأُولـى مِنْهُنّ يَنْظُرُ فِـي الكِتابِ الّذِي لا يَنْظُرُ فِـيهِ
أحدٌ غيرُه فَـيَـمْـحُوا ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ، ثُمّ يَنْزِلُ فِـي السّاعَةِ
الثّانِـيَةِ إلـى جَنّةِ عَدْنٍ، وَهِيَ دَارُهُ الّتِـي لَـمْ تَرَها عَيْنٌ،
وَلا تَـخْطُرُ عَلـى قَلْبِ بَشَرٍ، وَهِيَ مَسْكَنُهُ، وَلا يَسْكُنُ مَعَهُ
مِنْ بَنِـي آدَمَ غيرُ ثَلاثَةٍ: النّبِـيّـينَ والصّدّيقِـينَ والشّهَدَاءِ،
ثُمّ يَقولُ: طُوبَى لِـمَنْ دَخَـلَكِ، ثُمّ يَنْزِلُ فِـي السّاعَةِ الثّالِثَةِ
إلـى السمّاءِ الدّنـيْا بِرُوحِهِ وَمَلائِكَتِهِ فَتَنْتَفِضُ، فَـيَقُولُ:
قُومي بَعوْنِـي، ثُمّ يَطّلعُ إلـى عِبـادِهِ، فَـيَقُولُ: مَنْ يَسْتَغْفِرُنِـي
أغْفِرْ لَهُ، مَنْ يَسْألْنِـي أُعْطِهِ، مَنْ يَدْعُونِـي فَأسْتَـجِيبَ لَهُ
حتـى يَطْلُعَ الفَجْرُ، فذلك حين يقول وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ
كانَ مَشْهُودا» قال موسى فـي حديثه: شهده الله وملائكة اللـيـل وملائكة النهار.
وقال ابن عسكر فـي حديثه: فـيشهده الله وملائكة اللـيـل وملائكة النهار.



17051ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبـي
عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، قال: قال أبو عبـيدة بن عبد
الله: كان عبد الله يحدّث أن صلاة الفجر عندها يجتـمع الـحرسان من ملائكة الله،
ويقرأ هذه الاَية: وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا.



17052ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا وقرآن الفجر:
صلاة الصبح، كنا نـحدّث أن عندها يجتـمع الـحَرَسان من ملائكة الله حَرَس: اللـيـل
وحَرَس النهار.



حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد
بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَقُرآنَ الفَجْرِ صلاة الفجر. وأما قوله: كانَ
مَشْهُودا فإنه يقول: ملائكة اللـيـل وملائكة النهار يشهدون تلك الصلاة.



17053ـ حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن
جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبـي عبـيدة، عن عبد الله أنه قال فـي
هذه الاَية: وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا قال: تنزل
ملائكة النهار وتصعد ملائكة اللـيـل.



حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا ابن فضيـل، عن ضرار
بن عبد الله بن أبـي الهُذيـل، عن أبـي عبـيدة، فـي قوله: وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ
قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا قال: يشهده حرس اللـيـل وحرس النهار من الـملائكة
فـي صلاة الفجر.



17054ـ حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا أبو
معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيـم، فـي قوله: وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ
كانَ مَشْهُودا قال: كانوا يقولون تـجتـمع ملائكة اللـيـل وملائكة النهار فـي صلاة
الفجر فتشهد فـيها جميعا، ثم يصعد هؤلاء ويقـيـم هؤلاء.






17055ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ
قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا يعنـي صلاة الصبح.



17056ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا
عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد وَقرآنَ الفَجْرِ قال: صلاة الصبح.



17057ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد وَقُرآنَ الفَجْرِ صلاة الصبح إنّ قُرآنَ
الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا قال: تـجتـمع فـي صلاة الفجر ملائكة اللـيـل وملائكة
النهار.



17058ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله وَقُرآنَ الفَجْرِ يعنـي صلاة
الغداة.



17059ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد: وَقُرآنَ الفَجْرِ قال: صلاة الفجر إنّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ
مَشْهُودا قال: مشهودا من الـملائكة فـيـما يذكرون. قال: وكان علـيّ بن أبـي طالب،
وأُبـيّ بن كعب يقولان: الصلاة الوسطى التـي حضّ الله علـيها: صلاة الصبح. قال:
وذلك أن صلاة الظهر وصلاة العصر: صلاتا النهار، والـمغرب والعشاء: صلاتا اللـيـل،
وهي بـينها، وهي صلاة نوم، ما نعمل صلاة يُغفل عنها مثلها.



17060ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا ابن علـية، عن
الـجريري، عن أبـي الورد بن ثمامة، عن أبـي مـحمد الـحضرمي، قال: حدثنا كعب فـي
هذا الـمسجد، قال: والذي نفس كعب بـيده، إن هذه الاَية وَقُرآنَ الفَجْر إنّ
قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا إنها لصلاة الفجر إنها لـمشهودة.



حدثنـي الـحسن بن علـيّ بن عبـاس، قال: حدثنا
بشر بن شعيب، قال: أخبرنـي أبـي، عن الزهري، قال: ثنـي سعيد بن الـمسيب، وأبو
سلـمة بن عبد الرحمن، أن أبـا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«تَـجْتَـمِعُ مَلائِكَةُ اللّـيْـلِ وَمَلائِكَةُ النّهارِ فِـي صَلاةِ
الفَجْرِ»، ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتـم وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآن
الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور،
عن مـجاهد، فـي قوله وَقُرآنَ الفَجْرِ إنّ قُرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودا قال: صلاة
الفجر تـجتـمع فـيها ملائكة اللـيـل وملائكة النهار.



الآية : 79


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَمِنَ الْلّيْلِ
فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لّكَ عَسَىَ أَن يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقَاماً مّحْمُوداً
}.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم ومن اللـيـل فـاسهر بعد نومة يا مـحمد بـالقرآن، نافلة لك خالصة دون أمتك.
والتهجد: التـيقظ والسهر بعد نومة من اللـيـل. وأما الهجود نفسه: فـالنوم، كما قال
الشاعر:



ألا طَرَقْتَنا والرّفـاقُ هُجُودُفَبـاتَتْ
بِعُلاّتِ النّوَالِ تَـجُودُ



وقال الـحُطَيئة:


ألا طَرَقَتْ هِنْدُ الهُنُودِ
وُصحْبَتِـيبِحَوْرَانَ حَوَرَانِ الـجُنُودِ هُجُودُ



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:



17061ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الله بن عبد
الـحكم، قال: حدثنا أبـي وشعيب بن اللـيث، عن اللـيث، عن مـجاهد بن يزيد، عن أبـي
هلال، عن الأعرج أنه قال: أخبرنـي حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن رجل من الأنصار،
أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي سفر، فقال: لأنظرنّ كيف يصلـي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استـيقظ،
فرفع رأسه إلـى السماء، فتلا أربع آيات من آخر سورة آل عمران إنّ فِـي خَـلْقٍ
السّمَوَاتِ والأرْضِ وَاخْتِلافِ اللّـيْـلِ والنّهارِ حتـى مرّ بـالأربع، ثم
أهوى إلـى القربة، فأخذ سواكا فـاستنّ به، ثم توضأ، ثم صلـى، ثم نام، ثم استـيقظ
فصنع كصنعه أوّل مرّة، ويزعمون أنه التهجد الذي أمره الله.



17062ـ حدثنـي مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا
مـحمد بن جعفر وعبد الرحمن، قالا: حدثنا سعيد، عن أبـي إسحاق، عن مـحمد بن عبد
الرحمن، عن علقمة والأسود أنهما قالا: التهجد بعد نومة.



17063ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر،
قال: حدثنا سفـيان، عن أبـي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: التهجد: بعد
نومة.



حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد،
عن شعبة، قال: ثنـي أبو إسحاق، عن مـحمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة والأسود،
بـمثله.



حدثنـي الـحارث، قال: حدثنا القاسم، قال:
حدثنا هشيـم، عن الأعمش، عن إبراهيـم، عن علقمة، قال: التهجد: بعد النوم.



17064ـ حدثنـي الـحارث، قال: حدثنا القاسم،
قال: حدثنا يزيد، عن هشام، عن الـحسن، قال: التهجد: ما كان بعد العشاء الاَخرة.



17065ـ حُدثت عن عبد الله بن صالـح، عن اللـيث،
عن جعفر بن ربـيعة، عن الأعرج، عن كثـير بن العبـاس، عن الـحجاج بن عمرو، قال:
إنـما التهجد بعد رقدة.



وأما قوله نافِلَةً لَكَ فإنه يقول: نفلاً لك
عن فرائضك التـي فرضتها علـيك.



واختُلف فـي الـمعنى الذي من أجله خصّ بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع كون صلاة كلّ مصلّ بعد هجوده، إذا كان قبل هجوده
قد كان أدّى فرائضه نافلة نفلاً، إذ كانت غير واجبة علـيه، فقال بعضهم: معنى خصوصه
بذلك: هو أنها كانت فريضة علـيه، وهي لغيره تطوّع، وقـيـل له: أقمها نافلة لك: أي
فضلاً لك من الفرائض التـي فرضتها علـيك عما فرضت علـى غيرك. ذكر من قال ذلك:



17066ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: وَمِنَ اللّـيْـلِ
فَتَهَجّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ يعنـي بـالنافلة أنها للنبـيّ صلى الله عليه وسلم
خاصة، أُمر بقـيام اللـيـل وكُتب علـيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:02 pm

وقال آخرون: بل قـيـل ذلك
له علـيه الصلاة والسلام لأنه لـم يكن فعله ذلك يكفّر عنه شيئا من الذنوب، لأن
الله تعالـى كان قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فكان له نافلة فضل، فأما
غيره فهو له كفـارة، ولـيس هو له نافلة. ذكر من قال ذلك:



17067ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثـير، عن مـجاهد، قال: النافلة للنبـيّ
صلى الله عليه وسلم خاصة من أجل أنه قد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فما
عمل من عمل سوى الـمكتوبة، فهو نافلة من أجل أنه لا يعمل ذلك فـي كفـارة الذنوب،
فهي نوافل وزيادة، والناس يعملون ما سوى الـمكتوبة لذنوبهم فـي كفـارتها، فلـيست
للناس نوافل.



وأولـى القولـين بـالصواب فـي ذلك، القول الذي
ذكرنا عن ابن عبـاس، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الله تعالـى قد خصه
بـما فرض علـيه من قـيام اللـيـل، دون سائر أمته. فأما ما ذكر عن مـجاهد فـي ذلك،
فقول لا معنى له، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما ذُكِر عنه أكثر ما كان
استغفـارا لذنوبه بعد نزول قول الله عزّ وجلّ علـيه لِـيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما
تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأخّرَ وذلك أن هذه السورة أنزلت علـيه بعد مُنْصَرِفَه
من الـحديبـية، وأنزل علـيه إذَا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالفَتْـحُ عام قبض. وقـيـل
له فـيها فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنّهُ كانَ تَوّابـا فكان
يُعدّ له صلى الله عليه وسلم فـي الـمـجلس الواحد استغفـار مئة مرّة، ومعلوم أن
الله لـم يأمره أن يستغفر إلا لـما يغفر له بـاستغفـاره ذلك، فبـين إذن وجه فساد
ما قاله مـجاهد.



17068ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبـي، عن
الأعمش، عن شمر، عن عطية، عن شهر، عن أبـي أُمامة، قال: إنـما كانت النافلة
للنبـيّ صلى الله عليه وسلم خاصة.



17069ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة نافِلَةً لَكَ قال: تطوّعا وفضيـلة لك.



وقوله: عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما
مَـحْمودا وعسى من الله واجبة، وإنـما وجه قول أهل العلـم: عسى من الله واجبة،
لعلـم الـمؤمنـين أن الله لا يدع أن يفعل بعبـاده ما أطمعهم فـيه من الـجزاء علـى
أعمالهم والعوض علـى طاعتهم إياه لـيس من صفته الغرور، ولا شكّ أنه قد أطمع من قال
ذلك له فـي نفعه، إذا هو تعاهده ولزمه، فإن لزم الـمقول له ذلك وتعاهده ثم لـم
ينفعه، ولا سبب يحول بـينه وبـين نفعه إياه مع الأطماع الذي تقدم منه لصاحبه علـى
تعاهده إياه ولزومه، فإنه لصاحبه غارّ بـما كان من إخلافه إياه فـيـما كان أطمعه
فـيه بقوله الذي قال له. وإذ كان ذلك كذلك، وكان غير جائز أن يكون جلّ ثناؤه من
صفته الغرور لعبـاده صحّ ووجب أن كلّ ما أطمعهم فـيه من طمع علـى طاعته، أو علـى
فعل من الأفعال، أو أمر أو نهى أمرهم به، أو نهاهم عنه، فإنه موف لهم به، وإنهم
منه كالعدة التـي لا يخـلف الوفـاء بها، قالوا: عسى ولعلّ من الله واجبة.



وتأويـل الكلام: أقم الصلاة الـمفروضة يا مـحمد
فـي هذه الأوقات التـي أمرتك بإقامتها فـيها، ومن اللـيـل فتهجد فرضا فرضته علـيك،
لعلّ ربك يبعثك يوم القـيامة مقاما تقوم فـيه مـحمودا تـحمده، وتغبط فـيه.



ثم اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك الـمقام
الـمـحمود، فقال أكثر أهل العلـم: ذلك هو الـمقام الذي هو يقومه صلى الله عليه
وسلم يوم القـيامة للشفـاعة للناس لـيريحهم ربهم من عظيـم ما هم فـيه من شدّة ذلك
الـيوم. ذكر من قال ذلك:



17070ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا عبد
الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن أبـي إسحاق، عن صلة بن زُفَر، عن حُذيفة، قال: يجمع
الناس فـي صعيد واحد، فـيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حُفـاة عراة كما خُـلقوا،
قـياما لا تكلّـم نفس إلا بإذنه، ينادَى: يا مـحمد، فـيقول: «لبـيك وسعديك والـخير
فـي يديك، والشرّ لـيس إلـيك، والـمهديّ من هَدَيت، عبدك بـين يديك، وبك وإلـيك،
لا ملـجأ ولا منـجا منك إلا إلـيك، تبـارك وتعالـيت، سبحانك ربّ هذا البـيت» فهذا
الـمقام الـمـحمود الذي ذكره الله تعالـى.



حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن
جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبـي إسحاق، عن صلة بن زُفر، عن حُذيفة، قال: يُجْمع
الناس فـي صعيد واحد. فلا تَكَلّـم نفس، فأوّل ما يدعو مـحمد النبـيّ صلى الله
عليه وسلم، فـيقوم مـحمد النبـيّ صلى الله عليه وسلم، فـيقول: «لبـيك»، ثم ذكر
مثله.



17071ـ حدثنا سلـيـمان بن عمرو بن خالد الرقـي،
قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن رشدين بن كريب، عن أبـيه عن ابن عبـاس، قوله: عَسَى
أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَـحْمودا قال: الـمقام الـمـحمود: مقام الشفـاعة.



17072ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن،
قال: حدثنا سفـيان، عن سلـمة بن كهيـل، قال: حدثنا أبو الزعراء، عن عبد الله فـي
قصة ذكرها، قال: ثم يؤمر بـالصراط فـيضرب علـى جسر جهنـم، فـيـمرّ الناس بقدر
أعمالهم يـمرّ أوّلهم كالبرق، وكمرّ الريح، وكمرّ الطير، وكأسرع البهائم، ثم كذلك
حتـى يـمرّ الرجل سعيا، ثم مشيا، حتـى يجيء آخرهم يتلبّط علـى بطنه، فـيقول: ربّ
لـما أبطأت بـي، فـيقول: إنـي لـم أبطأ بك، إنـما أبطأ بك عملك، قال: ثم يأذن الله
فـي الشفـاعة، فـيكون أوّل شافع يوم القـيامة جبرئيـل علـيه السلام، روح القُدس،
ثم إبراهيـم خـلـيـل الرحمن، ثم موسى، أو عيسى، قال أبو الزعراء: لا أدري أيهما
قال قال: ثم يقوم نبـيكم علـيه الصلاة والسلام رابعا، فلا يشفع أحد بعده فـيـما
يشفع فـيه، وهو الـمقام الـمـحمود الذي ذكر الله عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ
مَقاما مَـحْمودا.



17073ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا ابن
أبـي عديّ، عن عوف، عن الـحسن فـي قول الله تعالـى وَمِنَ اللّـيْـلِ فَتَهَجّدْ
بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسَى أنْ يَبْعَثَك رَبّكَ مَقاما مَـحْمُودا قال: الـمقام
الـمـحمود: مقام الشفـاعة يوم القـيامة.



17074ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى: وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول الله تعالـى: مَقاما مَـحْمُودا قال:
شفـاعة مـحمد يوم القـيامة.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17075ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبـي عثمان، عن سلـيـمان، قال: هو الشفـاعة،
يشفعه الله فـي أمته، فهو الـمقام الـمـحمود.



17076ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَـحْمُودا، وقد ذُكر
لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم خُيّر بـين أن يكون نبـيا عبدا، أو ملكا
نبـيا، فأومأ إلـيه جبرئيـل علـيه السلام: أن تَوَاضَعْ، فـاختار نبـيّ الله أن
يكون عبدا نبـيا، فأُعْطِي به نبـيّ الله ثنتـين: إنه أوّل من تنشقّ عنه الأرض،
وأوّل شافع. وكان أهل العلـم يَرَوْن أنه الـمقام الـمـحمود الذي قال الله تبـارك
وتعالـى عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَـحْمُودا شفـاعة يوم القـيامة.



حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد
بن ثور، عن معمر، عن قتادة مَقاما مَـحْمُودا قال: هي الشفـاعة، يشفّعه الله فـي
أمته.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر والثوريّ، عن أبـي إسحاق، عن صلة بن زُفَر، قال: سمعت
حُذيفة يقول فـي قوله: عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَـحْمُودا قال: يجمع
الله الناس فـي صعيد واحد حيث يُسمعهم الداعي، فَـيْنَفُذُهم البصرُ حُفـاة عُراة،
كما خُـلِقوا سكوتا لا تكلّـم نفس إلا بإذنه، قال: فـينادَى مـحمد، فـيقول:
لَبّـيك وسَعْديك، والـخيرُ فـي يديك، والشرّ لـيس إلـيك، والـمهديّ من هَدَيْت،
وعبدُك بـين يديك، ولك وإلـيك، لا مْلـجَأَ ولا منـجَى منك إلا إلـيك، تبـاركت
وتعالـيت، سبحانك ربّ البـيت، قال: فذلك الـمقامُ الـمـحمودُ الذي ذكر الله عَسَى
أنْ يْبَعَثَكَ رَبّكَ مَقامَا مَـحْمُودا.



حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد
بن ثور، عن معمر، عن أبـي إسحاق، عن صلة بن زُفَر، قال حُذيفة: يجمع الله الناس
فـي صعيد واحد، حيث يَنْفُذُهم البصر، ويُسْمعهم الداعي، حُفـاة عُراة كما خُـلقوا
أوّل مرّة، ثم يقوم النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـيقول: «لبـيك وسعديك»، ثم ذكر
نـحوه، إلا أنه قال: هو الـمقام الـمـحمود.



وقال آخرون: بل ذلك الـمقام الـمـحمود الذي وعد
الله نبـيه صلى الله عليه وسلم أن يبعثه إياه، هو أن يقاعده معه علـى عرشه. ذكر من
قال ذلك:



17077ـ حدثنا عبـاد بن يعقوب الأسدي، قال:
حدثنا ابن فضيـل، عن لـيث، عن مـجاهد، فـي قوله: عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ
مَقاما مَـحْمُودا قال: يُجْلسه معه علـى عرشه.



وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب ما صحّ به
الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك ما:



17078ـ حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن
داود بن يزيد، عن أبـيه، عن أبـي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَـحْمودا سُئل عنها، قال: «هِيَ
الشّفـاعَةُ».



17079ـ حدثنا علـيّ بن حرب، قال: حدثنا مَكّيّ
بن إبراهيـم، قال: حدثنا داود بن يزيد الأَوْدِيّ، عن أبـيه، عن أبـي هريرة، عن
النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي قوله: عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما
مَـحْمُودا قال: «هو الـمقام الذي أشفع فـيه لأمتـي».



17080ـ حدثنا أبو عُتبة الـحِمْصِيّ أحمد بن
الفَرَج، قال: حدثنا بقـية بن الولـيد، عن الزّبـيديّ، عن الزهريّ، عن عبد الرحمن
بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يُحشَرُ
النّاسُ يَوْمَ القِـيامَةِ، فَأكُونُ أنا وأُمّتِـي علـى تَلَ، فَـيَكْسُونِـي
رَبّـي حُلّةً خَضْراءَ، ثُمّ يُؤْذَنَ لِـي، فأقُولُ ما شاءَ اللّهُ أنْ أقُولَ،
فَذَلِكَ الـمَقامُ الـمَـحْمُودُ».



17081ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الله بن عبد
الـحكم، قال: حدثنا شعيب بن اللـيث، قال: ثنـي اللـيث، عن عبـيد الله بن أبـي
جعفر، أنه قال: سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الشّمْسَ لَتَدْنُو حتـى يَبْلُغَ
العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فَبَـيْنَـما هُمْ كَذلِكَ اسْتَغاثُوا بآدَمَ
عَلَـيْهِ السّلامُ، فَـيَقُولُ: لَسْتُ صَاحِبَ ذلكَ، ثُمّ بِـمُوسَى عَلَـيْهِ
السّلامُ، فَـيَقُولُ كَذلكَ ثُمّ بِـمُـحَمّدٍ فَـيَشْفَعُ بـينَ الـخَـلْقِ
فَـيَـمْشِي حتـى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الـجَنّةِ، فَـيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللّهُ
مَقاما مَـحْمُودا».



17082ـ حدثنـي أبو زيد عمر بن شَبّة، قال:
حدثنا موسى بن إسماعيـل، قال: حدثنا سعيد بن زيد، عن علـيّ بن الـحكم، قال: ثنـي
عثمان، عن إبراهيـم، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «إنّـي لأَقُومُ الـمَقامَ الـمَـحْمُودَ» فقال رجل: يا رسول الله، وما
ذلك الـمقام الـمـحمود؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذَاكَ إذَا جِيءَ
بِكُمْ حُفـاةً عُرَاةً غُرْلاً فَـيَكُونُ أوّلَ مَنْ يُكْسَى إبْراهِيـمُ
عَلَـيْهِ السّلامُ، فَـيُؤْتَـى برِيطَتْـينِ بَـيْضَاوَيْنِ، فَـيَـلْبَسُهُما،
ثُمّ يَقْعُدُ مُسْتَقْبِلَ العَرْشِ، ثُمّ أوَتـى بكِسْوتَـي فألْبَسُها،
فَأقُومُ عَنْ يَـمِينِهِ مَقاما لا يَقُومُهُ غَيرِي يَغْبِطُنِـي فِـيهِ
الأوّلُونَ والاَخِرُونَ، ثُمّ يُفْتَـحُ نَهْرٌ مِنَ الكَوْثَرِ إلـى الـحَوْضِ».



17083ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن الزهريّ، عن علـيّ بن الـحسين، أن النبـيّ صلى الله
عليه وسلم قال: «إذَا كانَ يَوْمَ القِـيامَةِ مَدّ اللّهُ الأرْضُ مَدّ الأدِيـمِ
حتـى لا يَكُونَ لِبَشِرٍ مِنَ النّاسِ إلاّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ»، قال النبـيّ
صلى الله عليه وسلم: «فَأكُونُ أوّلَ مَنْ يُدْعَى وَجَبْرَئِيـلُ عَنْ يَـمِينِ
الرّحْمَنِ، واللّهِ ما رآهُ قَبْلَها، فَأقُولُ: أيّ ربّ إنّ هَذَا أخْبَرَنِـي
أنّكَ أرْسَلْتَهُ إلـيّ، فَـيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: صَدَقَ، ثُمّ أشْفَعُ،
قال: فَهُوَ الـمَقامُ الـمَـحْمُودُ».



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهريّ، عن علـيّ بن الـحسين، قال: قال النبـيّ صلى
الله عليه وسلم: «إذَا كانَ يَوْمُ القِـيامَةِ»، فذكر نـحوه، وزاد فـيه: «ثُمّ
أشْفَعُ فَأقُولُ: يا ربّ عِبـادُكَ عَبَدُوكَ فـي أطْرافِ الأرْضِ، وَهُوَ
الـمَقامُ الـمَـحْمُودُ».



17084ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر،
قال: حدثنا إبراهيـم بن طهمان، عن آدم، عن علـيّ، قال: سمعت ابن عمر يقول: إن
الناس يحشرون يوم القـيامة، فـيجيء مع كلّ نبـيّ أمته، ثم يجيء رسول الله صلى الله
عليه وسلم فـي آخر الأمـم هو وأمته، فـيرقـى هو وأمته علـى كَوم فوق الناس،
فـيقول: يا فلان اشفع، ويا فلان اشفع، ويا فلان اشفع، فما زال يردّها بعضهم علـى
بعض يرجع ذلك إلـيه، وهو الـمقام الـمـحمود الذي وعده الله إياه.



حدثنا مـحمد بن عوف، قال: حدثنا حَيْوة
وربـيع، قالا: حدثنا مـحمد بن حرب، عن الزبـيديّ، عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب
بن مالك، عن كعب بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُحْشَرُ النّاسُ
يَوْمَ القِـيامَةِ فَأكُونُ أنا وأمّتِـي علـى تَلّ، فَـيَكْسُونِـي رَبّـي عَزّ
وَجَلّ حُلّةً خَضْرَاءَ، ثُمّ يُؤْذَنُ لـيَ فأقُولُ ما شاءَ اللّهُ أنْ أقُولَ،
فذلكَ الـمَقامُ الـمَـحْمُودُ».



وهذا وإن كان هو الصحيح من

القول فـي تأويـل قوله عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ
رَبّكَ مَقاما مَـحْمُودا لـما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مـجاهد من أن الله يُقعد مـحمدا صلى الله عليه
وسلم علـى عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:03 pm

نظر، وذلك لأنه لا
خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين
بإحالة ذلك. فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتـحل الإسلام إنـما اختلفوا فـي
معنى ذلك علـى أوجه ثلاثة: فقالت فرقة منهم: الله عزّ وجلّ بـائن من خـلقه كان قبل
خـلقه الأشياء، ثم خـلق الأشياء فلـم يـماسّها، وهو كما لـم يزل، غير أن الأشياء
التـي خـلقها، إذ لـم يكن هو لها مـماسا، وجب أن يكون لها مبـاينا، إذ لا فعال
للأشياء إلا وهو مـماسّ للأجسام أو مبـاين لها. قالوا: فإذا كان ذلك كذلك، وكان
الله عزّ وجلّ فـاعل الأشياء، ولـم يجز فـي قولهم: إنه يوصف بأنه مـماسّ للأشياء،
وجب بزعمهم أنه لها مبـاين، فعلـى مذهب هؤلاء سواء أقعد مـحمدا صلى الله عليه وسلم
علـى عرشه، أو علـى الأرض إذ كان من قولهم إن بـينونته من عرشه، وبـينونته من أرضه
بـمعنى واحد فـي أنه بـائن منهما كلـيهما، غير مـماسّ لواحد منهما.



وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالـى ذكره قبل
خـلقه الأشياء، لا شيء يـماسه، ولا شيء يبـاينه، ثم خـلق الأشياء فأقامها بقدرته،
وهو كما لـم يزل قبل الأشياء خـلقه لا شيء يـماسه ولا شيء يبـاينه، فعلـى قول
هؤلاء أيضا سواء أقعد مـحمدا صلى الله عليه وسلم علـى عرشه، أو علـى أرضه، إذ كان
سواء علـى قولهم عرشه وأرضه فـي أنه لا مـماس ولا مبـاين لهذا، كما أنه لا مـماس
ولا مبـاين لهذه.



وقالت فرقة أخرى: كان الله عزّ ذكره قبل خـلقه
الأشياء لا شيء يـماسه، ولا شيء يبـاينه، ثم أحدث الأشياء وخـلقها، فخـلق لنفسه
عرشا استوى علـيه جالسا، وصار له مـماسا، كما أنه قد كان قبل خـلقه الأشياء لا شيء
يرزقه رزقا، ولا شيء يحرمه ذلك، ثم خـلق الأشياء فرزق هذا وحرم هذا، وأعطى هذا،
ومنع هذا، قالوا: فكذلك كان قبل خـلقه الأشياء يـماسه ولا يبـاينه، وخـلق الأشياء
فماس العرش بجلوسه علـيه دون سائر خـلقه، فهو مـماس ما شاء من خـلقه، ومبـاين ما
شاء منه، فعلـى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد مـحمدا علـى عرشه، أو أقعده علـى منبر
من نور، إذ كان من قولهم: إن جلوس الربّ علـى عرشه، لـيس بجلوس يشغل جميع العرش،
ولا فـي إقعاد مـحمد صلى الله عليه وسلم موجبـا له صفة الربوبـية، ولا مخرجه من
صفة العبودية لربه، كما أن مبـاينة مـحمد صلى الله عليه وسلم ما كان مبـاينا له من
الأشياء غير موجبة له صفة الربوبـية، ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه
موصوف بأنه له مبـاين، كما أن الله عزّ وجلّ موصوف علـى قول قائل هذه الـمقالة
بأنه مبـاين لها، هو مبـاين له. قالوا: فإذا كان معنى مبـاين ومبـاين لا يوجب
لـمـحمد صلى الله عليه وسلم الـخروج من صفة العبودة والدخول فـي معنى الربوبـية،
فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده علـى عرش الرحمن، فقد تبـين إذا بـما قُلنا أنه غير
مـحال فـي قول أحد مـمن ينتـحل الإسلام ما قاله مـجاهد من أن الله تبـارك وتعالـى
يُقْعِد مـحمدا علـى عرشه.



فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعادا الله مـحمدا
علـى عرشه، وإنـما ننكر إقعاده.



17085ـ حدثنـي عبـاس بن عبد العظيـم، قال:
حدثنا يحيى بن كثـير، عن الـجَريريّ، عن سيف السّدُوسيّ، عن عبد الله بن سلام،
قال: إن مـحمدا صلى الله عليه وسلم يوم القـيامة علـى كرسيّ الربّ بـين يدي الربّ
تبـارك وتعالـى، وإنـما ينكر إقعاده إياه معه. قـيـل: أفجائز عندك أن يقعده علـيه
لا معه. فإن أجاز ذلك صار إلـى الإقرار بأنه إما معه، أو إلـى أنه يقعده، والله
للعرش مبـاين، أو لا مـماسّ ولا مبـاين، وبأيّ ذلك قال كان منه دخولاً فـي بعض ما
كان ينكره وإن قال ذلك غير جائز كان منه خروجا من قول جميع الفرق التـي حكينا
قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتـحل الإسلام، إذ كان لا قول فـي ذلك إلا الأقوال
الثلاثة التـي حكيناها، وغير مـحال فـي قول منها ما قال مـجاهد فـي ذلك.



الآية : 80


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَقُل رّبّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لّي مِن لّدُنْكَ
سُلْطَاناً نّصِيراً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه: وقل يا مـحمد يا ربّ
أدخـلنـي مدخـل صدق.



واختلف أهل التأويـل فـي معنى مُدْخـل الصدق
الذي أمره الله نبـيه صلى الله عليه وسلم أن يرغب إلـيه فـي أن يدخـله إياه، وفـي
مخرج الصدق الذي أمره أن يرغب إلـيه فـي أن يخرجه إياه، فقال بعضهم: عَنَى
بـمُدْخـل الصّدق: مُدْخـل رسول الله صلى الله عليه وسلم الـمدينة، حين هاجر
إلـيها، ومُخْرج الصدق: مُخْرجه من مكة، حين خرج منها مهاجرا إلـى الـمدينة.ذكر من
قال ذلك:



17086ـ حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: حدثنا
جرير، عن قابوس بن أبـي ظَبْـيان، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قال: كان النبـيّ صلى
الله عليه وسلم بـمكة، ثم أمر بـالهجرة، فأنزل الله تبـارك وتعالـى اسمه وَقُلْ
رَبّ أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لـي
مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا نَصِيرا.



17087ـ حدثنا مـحمد بن عبد الله بن بزيع، قال:
حدثنا بشر بن الـمفضل، عن عوف عن الـحسن، فـي قول الله: أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ
صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ صِدْقٍ قال: كفـار أهل مكة لـما ائتـمروا برسول الله
صلى الله عليه وسلم لـيقتلوه، أو يطردوه، أو يُوثِقوه، وأراد الله قتال أهل مكة،
فأمره أن يخرج إلـى الـمدينة، فهو الذي قال الله أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقِ.



17088ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن مَعْمر، عن قتادة مُدْخَـلَ صِدْقٍ قال: الـمدينة وَمُخْرَجَ
صِدْقٍ قال: مكة.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة وَقُلْ رَبّ أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ صِدْقٍ
أخرجه الله من مكة إلـى الهجرة بـالـمدينة.



17089ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله: وَقُلْ رَبّ أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي
مُخْرَجَ صِدْقٍ قال: الـمدينة حين هاجر إلـيها، ومخرج صدق: مكة حين خرج منها مخرج
صدق، قال ذلك حين خرج مهاجرا.



وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقل ربّ أمتنـي إماتة
صِدْق، وأخرجنـي بعد الـمـمات من قبري يوم القـيامة مُخْرَج صدق. ذكر من قال ذلك:



17090ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس وَقُلْ رَبّ أدْخِـلْنِـي
مُدْخَـلَ صِدْقٍ... الاَية، قال: يعنـي بـالإدخال: الـموت، والإخراج: الـحياة بعد
الـمـمات.



وقال آخرون: بل عَنَى بذلك: أدخـلنـي فـي أمرك
الذي أرسلتنـي من النبوّة مُدْخَـل صدق، وأخرجنـي منه مُخْرَج صدق. ذكر من قال
ذلك:



17091ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن
ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقٍ قال: فـيـما أرسلتنـي به
من أمرك وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ صِدْقٍ قال كذلك أيضا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، بنـحوه.



وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخـلنـي مدخـل صدق:
الـجنة، وأخرجنـي مخرج صدق: من مكة إلـى الـمدينة. ذكر من قال ذلك:



17092ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: قال الـحسن: أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ
صِدْقٍ الـجنة ومُخْرَجَ صِدْقٍ من مكة إلـى الـمدينة.



وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخـلنـي فـي الإسلام
مُدْخـل صدق. ذكر من قال ذلك:



17093ـ حدثنا سهل بن موسى الرازي، قال: حدثنا
ابن نـمير، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي صالـح فـي قوله: رَبّ أدْخِـلْنِـي
مُدْخَـلَ صِدْقٍ قال: أدخـلنـي فـي الإسلام مدخـل صدق وأخْرِجْنِـي منه مُخْرَجَ
صِدْقٍ.



وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخـلنـي مكة آمنا،
وأخرجنـي منها آمنا. ذكر من قال ذلك:



17094ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك قال فـي قوله: رَبّ أدْخِـلْنِـي
مُدْخَـلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ صِدْقٍ يعنـي مكة، دخـل فـيها آمنا، وخرج
منها آمنا.



وأشبه هذه الأقوال بـالصواب فـي تأويـل ذلك،
قول من قال: معنى ذلك: وأدخـلنـي الـمدينة مُدْخـل صدق، وأخرجنـي من مكة مُخْرج
صدق.



وإنـما قلنا ذلك أولـى بتأويـل الاَية، لأن ذلك
عقـيب قوله: وَإنْ كادُوا لَـيَسْتَفِزّونَكَ مِن الأرْضِ لِـيُخْرِجُوكَ مِنْها
وإذا لا يَـلْبَثُونَ خِلاَفَكَ إلاّ قَلِـيلاً. وقد دللنا فـيـما مضى، علـى أنه
عنى بذلك أهل مكة فإذ كان ذلك عقـيب خبر الله عما كان الـمشركون أرادوا من استفزازهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لـيخرجوه عن مكة، كان بـيّنا، إذ كان الله قد أخرجه
منها، أن قوله: وَقُلْ رَبّ أدْخِـلْنِـي مُدْخَـلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنِـي مُخْرَجَ
صِدْقٍ أمر منه له بـالرغبة إلـيه فـي أن يخرجه من البلدة التـي هم الـمشركون
بإخراجه منها مخرج صدق، وأن يدخـله البلدة التـي نقله الله إلـيها مدخـل صدق.



وقوله: وَاجْعَلْ لِـي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا
نَصِيرا اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: واجعل لـي ملكا
ناصرا ينصرنـي علـى من ناوأنـي، وعِزّا أقـيـم به دينك، وأدفع به عنه من أراده
بسوء. ذكر من قال ذلك:



17095ـ حدثنا مـحمد بن عبد الله بن بزيع، قال:
حدثنا بشر بن الـمفضل، عن عوف، عن الـحسن، فـي قول الله عزّ وجلّ: وَاجْعَلْ لِـي
مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا نَصِيرا يُوعِده لَـيَنْزِعَنّ مُلك فـارس، وعزّ فـارس،
ولـيجعلنه له، وعزّ الرّوم، ومُلك الروم، ولـيجعلنه له.



17096ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، فـي قوله: وَاجْعَلْ لِـي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا نَصِيرا وإن
نبـيّ الله علـم أن لا طاقةَ له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب
الله عزّ وجلّ، ولـحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، وإن السلطان رحمة
من الله جعلها بـين أظهر عبـاده، لولا ذلك لأغار بعضهم علـى بعض، فأكل شديدهم
ضعيفهم.



وقال آخرون: بل عُنِـي بذلك حجة بـينة. ذكر من
قال ذلك:



17097ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول الله عزّ وجلّ سُلْطانا نَصِيرا قال:
حجة بـينة.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال:
ذلك أمر من الله تعالـى نبـيه بـالرغبة إلـيه فـي أن يؤتـيه سلطانا نصيرا له علـى
من بغاه وكاده، وحاول منعه من إقامته فرائض الله فـي نفسه وعبـاده.



وإنـما قلت ذلك أولـى بـالصواب، لأن ذلك عقـيب
خبر الله عما كان الـمشركون هموا به من إخراجه من مكة، فأعلـمه عزّ وجلّ أنهم لو
فعلوا ذلك عوجلوا بـالعذاب عن قريب، ثم أمره بـالرغبة إلـيه فـي إخراجه من بـين
أظهرهم إخراج صدق يحاوله علـيهم، ويدخـله بلدة غيرها، بـمدخـل صدق يحاوله علـيهم
ولأهلها فـي دخولها إلـيها، وأن يجعل له سلطانا نصيرا علـى أهل البلدة التـي أخرجه
أهلها منها، وعلـى كلّ من كان لهم شبـيها، وإذا أوتـي ذلك، فقد أوتـي لا شكّ حجة
بـينة.



وأما قوله: نَصِيرا فإن ابن زيد كان يقول فـيه،
نـحو قولنا الذي قلنا فـيه.



17098ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله: وَاجْعَلَ لِـي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا نَصِيرا قال:
ينصرنـي، وقد قال الله لـموسى سَنَشُدّ عَضُدَكَ بأخِيكَ وَنـجْعَلُ لَكُما
سُلْطانا فَلا يَصِلُونَ إلَـيكُما بآياتنا هذا مقدّم ومؤخّر، إنـما هو سلطان
بآياتنا فلا يصلون إلـيكما.



الآية : 81
و 82



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَقُلْ جَآءَ الْحَقّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً * وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ
وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً }.



يقول تعالـى ذكره: وقل يا مـحمد لهؤلاء
الـمشركين الذين كادوا أن يستفزّونك من الأرض لـيخرجوك منها: جاءَ الـحَقّ
وَزَهَقَ البـاطِلُ.



واختلف أهل التأويـل فـي معنى الـحقّ الذي أمر
الله نبـيه صلى الله عليه وسلم أن يُعْلـم الـمشركين أنه قد جاء، والبـاطل الذي
أمره أن يعلـمهم أنه قد زَهَق، فقال بعضهم: الـحقّ: هو القرآن فـي هذا الـموضع،
والبـاطل: هو الشيطان. ذكر من قال ذلك:



17099ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: وَقُلْ جاءَ الـحَقّ قال: الـحقّ: القرآن وَزَهَقَ
البـاطِلُ إنّ البـاطِلَ كانَ زَهُوقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:04 pm

حدثنا مـحمد بن عبد
الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَقُلْ جاءَ الـحَقّ قال:
القرآن: وَزَهَقَ البـاطِلُ قال: هلك البـاطل وهو الشيطان.



وقال آخرون: بل عُنِـي بـالـحقّ جهاد الـمشركين
وبـالبـاطل الشرك. ذكر من قال ذلك:



17100ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: وَقُلْ جاءَ الـحَقّ قال: دنا القتال وَزَهَقَ
البـاطِلُ قال: الشرك وما هم فـيه.



17101ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، عن أبـي معمر، عن ابن
مسعود، قال: دخـل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البـيت ثلاثُ مئة وستون
صنـما، فجعل يطعنها ويقول: جاءَ الـحَقّ وَزَهَقَ البـاطِلُ إنّ البـاطِلَ كانَ
زَهُوقا.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: أمر
الله تبـارك وتعالـى نبـيه علـيه الصلاة والسلام أن يخبر الـمشركين أن الـحقّ قد
جاء، وهو كلّ ما كان لله فـيه رضا وطاعة، وأن البـاطل قد زهق: يقول: وذهب كلّ ما
كان لا رضا لله فـيه ولا طاعة مـما هو له معصية وللشيطان طاعة، وذلك أن الـحقّ هو
كلّ ما خالف طاعة إبلـيس، وأن البـاطل: هو كلّ ما وافق طاعته، ولـم يخصص الله عزّ
ذكره بـالـخبر عن بعض طاعاته، ولا ذهاب بعض معاصيه، بل عمّ الـخبر عن مـجيء جميع
الـحقّ، وذهاب جميع البـاطل، وبذلك جاء القرآن والتنزيـل، وعلـى ذلك قاتل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أهل الشرك بـالله، أعنـي علـى إقامة جميع الـحقّ، وإبطال
جميع البـاطل.



وأما قوله عزّ وجلّ: وَزَهَقَ البـاطِلُ فإن
معناه: ذهب البـاطل، من قولهم: زَهَقت نفسه: إذا خرجت وأزهقتها أنا ومن قولهم:
أزهق السهم: إذا جاوز الغرض فـاستـمرّ علـى جهته، يقال منه: زهق البـاطل، يزهَق
زُهوقا، وأزهقه الله: أي أذهبه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:



17102ـ حدثنا علـيّ، قال: حدثنا عبد الله، قال:
ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس إنّ البـاطِلَ كانَ زَهُوقا يقول: ذاهبـا.



وقوله عزّ وجلّ: ونُنَزّلُ مِنَ القُرآنِ ما
هُوَ شِفـاءٌ وَرَحْمَةٌ للْـمُؤْمِنِـينَ يقول تعالـى ذكره: وننزّل علـيك يا مـحمد
من القرآن ما هو شفـاء يستشفـى به من الـجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى
للـمؤمنـين ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن الـمؤمنـين يعملون بـما فـيه من فرائض
الله، ويحلون حلاله، ويحرّمون حرامه فـيدخـلهم بذلك الـجنة، ويُنـجيهم من عذابه،
فهو لهم رحمة ونعمة من الله، أنعم بها علـيهم وَلا يَزِيدُ الظّالِـمِينَ إلاّ
خَسارا يقول: ولا يزيد هذا الذي ننزل علـيك من القرآن الكافرين به إلا خسارا:
يقول: إهلاكا، لأنهم كلـما نزل فـيه أمر من الله بشيء أو نهى عن شيء كفروا به،
فلـم يأتـمروا لأمره، ولـم ينتهوا عما نهاهم عنه، فزادهم ذلك خسارا إلـى ما كانوا
فـيه قبل ذلك من الـخسار، ورجسا إلـى رجسهم قبلُ، كما:



17103ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: وَنُنّزّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفـاءٌ وَرَحْمَةٌ
للْـمُؤْمِنِـينَ إذا سمعه الـمؤمن انتفع به وحفظه ووعاه وَلا يَزِيدُ
الظّالِـمِينَ به إلاّ خَسارا أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، وإن الله جعل
هذا القرآن شفـاء ورحمة للـمؤمنـين.



الآية : 83


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى
الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسّهُ الشّرّ كَانَ يَئُوساً }.



يقول تبـارك وتعالـى: وإذا أنعمنا علـى
الإنسان، فنـجّيناه من رب ما هو فـيه فـي البحر، وهو ما قد أشرف فـيه علـيه من
الهلاك بعصوف الريح علـيه إلـى البرّ، وغير ذلك من نعمنا، أعرض عن ذكرنا، وقد كان
بنا مستغيثا دون كلّ أحد سوانا فـي حال الشدّة التـي كان فـيها وَنأَي بِجانِبِهِ
يقول: وبعد منا بجانبه، يعنـي بنفسه، كَأَنْ لَـمْ يَدْعُنَا إِلَـيَ ضُرَ مَسّهُ
قبل ذلك، كما:



17104ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن قال: حدثنا ورقاء، جميعا
عن مـجاهد، فـي قوله: وَنأَي بِجانِبِهِ قال: تبـاعد منا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



والقراءة علـى تصيـير الهمزة فـي نَأَى قبل
الألف، وهي اللغة الفصيحة، وبها نقرأ. وكان بعض أهل الـمدينة يقرأ ذلك «وَناء»
فـيصير الهمزة بعد الألف، وذلك وإن كان لغة جائزة قد جاءت عن العرب بتقديـمهم فـي
نظائر ذلك الهمز فـي موضع هو فـيه مؤخرّ، وتأخيرهموه فـي موضع، هو مقدّم، كما قال
الشاعر:



أعلامٌ يِقَلّلُ رَاءَ رُؤْيافَهْوَ يَهْذِي
بِـما رأى فِـي الـمَنامِ



وكما قال آبـار وهي أبآر، فقدموا الهمزة، فلـيس
ذلك هو اللغة الـجُودَي، بل الأخرى هي الفصيحة.



وقوله عزّ وجل: وَإذَا مَسّهُ الشّرّ كانَ
يَئُوسا يقول: وإذا مسه الشرّ والشدّة كان قنوطا من الفرج والرّوْح.



وبنـحو الذي قلنا فـي الـيئوس، قال أهل
التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17105ـ
حدثنا علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن
عبـاس، قوله: وَإذَا مَسّهُ الشّرُ كانَ يَئُوسا يقول: قَنُوطا.



17106ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وَإذَا مَسّهُ الشّرّ كانَ يَئُوسا يقول: إذا مسه الشرّ أَيِس
وقَنِط.



الآية : 84


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُلْ كُلّ يَعْمَلُ عَلَىَ
شَاكِلَتِهِ فَرَبّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىَ سَبِيلاً }.



يقول عزّ وجلّ لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: قل يا مـحمد للناس: كلكم يعمل علـى شاكلته: علـى ناحيته وطريقته فَرَبّكُمْ
أعْلَـمُ بِـمَنْ هو منكم أهْدَى سَبِـيلاً يقول: ربكم أعلـم بـمن هو منكم أهدى
طريقا إلـى الـحقّ من غيره. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من
قال ذلك:



17107ـ حدثنا علـيّ، قال: حدثنا عبد الله، قال:
ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: كُلّ يَعْمَلُ عَلـى شاكِلَتِهِ يقول:
علـى ناحيته.



17108ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: عَلـى شاكِلَتِهِ قال: علـى ناحيته.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قُلْ كُلّ يَعْمَلُ علـى شاكِلَتِهِ قال: علـى
طبـيعته علـى حِدَته.



17109ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة قُلْ كُل يَعْمَلُ عَلـى شاكِلَتِهِيقول: علـى ناحيته وعلـى ما
ينوي.



وقال آخرون: الشاكلة: الدّين. ذكر من قال ذلك:


17110ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله: كُلّ يَعْمَلُ علـى شاكِلَتِهِ قال: علـى دينه، الشاكلة:
الدين.






الآية : 85


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّي وَمَآ أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاّ
قَلِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: ويسألك الكفـار بـالله من أهل الكتاب عن الروح ما هي؟ قل لهم: الروح من أمر
ربـي، وما أوتـيتـم أنتـم وجميع الناس من العلـم إلا قلـيلاً. وذُكِر أن الذين
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح، فنزلت هذه الاَية بـمسألتهم إياه
عنها، كانوا قوما من الـيهود. ذكر الرواية بذلك:



17111ـ حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا وكيع، قال:
حدثنا الأعمش، عن إبراهيـم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت مع النبـيّ صلى الله
عليه وسلم فـي حرث بـالـمدينة، ومعه عَسِيب يتوكأ علـيه، فمر بقوم من الـيهود،
فقال بعضهم: اسألوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه، فقام متوكئا علـى عسيبه،
فقمت خـلفه، فظننت أنه يوحَى إلـيه، فقال: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ
الرُوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً فقال
بعضهم لبعض: ألـم نقل لكم لا تسألوه.



حدثنا يحيى بن إبراهيـم الـمسعوديّ، قال:
حدثنا أبـي، عن أبـيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن إبراهيـم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
بـينا أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي حَرّة بـالـمدينة، إذ مررنا
علـى يهود، فقال بعضهم: سَلُوه عن الروح، فقالوا: ما أربكم إلـى أن تسمعوا ما
تكرهون، فقاموا إلـيه، فسألوه، فقام فعرفت أنه يوحَى إلـيه، فقمت مكانـي، ثم قرأ:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيُتـمْ
مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً فقالوا: ألـم ننهكم أن تسألوه.



17112ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا ابن
عبد الأعلـى، قال: حدثنا داود، عن عكرمة، قال: سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الروح، فأنزل الله تعالـى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ
الرّوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيُتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً
فقالوا: أتزعم أنا لـم نؤتَ من العلـم إلا قلـيلا، وقد أوتـينا التوراة، وهي
الـحكمة، وَمَنْ يُؤْتَ الـحِكْمَةَ فَقَدْ أُوِتَـيَ خَيْرا كَثِـيرا. قال:
فنزلت: وَلَوْ أنّ ما فِـي الأرْضِ من شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَـمُدّهُ مِنْ
بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِـماتُ اللّهِ قال: ما أوتـيتـم علـى
علـم، فنـجاكم الله به من النار، فهو كثـير طيب، وهو فـي علـم الله قلـيـل.



حدثنـي إسماعيـل بن أبـي الـمتوكل، قال: حدثنا
الأشجعيّ أبو عاصم الـحِمْصيّ، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى أبو يعقوب، قال: حدثنا
القاسم بن معن، عن الأعمش، عن إبراهيـم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: إنـي لـمع
النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي حرث بـالـمدينة، إذ أتاه يهوديّ، قال: يا أبـا
القاسم، ما الروح؟ فسكت النبـيّ صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عزّ وجلّ:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أمْرِ ربّـي.



17113ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ لقـيت الـيهود نبـيّ الله صلى
الله عليه وسلم، فتغَشّوه وسألوه وقالوا: إن كان نبـيا علـم، فسيعلـم ذلك، فسألوه
عن الروح، وعن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنـين فأنزل الله فـي كتابه ذلك كله
وَيَسْئَلُونَكَ عَن الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيُتـمْ
مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً يعنـي الـيهود.



17114ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قال:
يهود تسأل عنه.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قال: يهود تسأله.



17115ـ حدثنا مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: وَيَسْئَلُونَكَ
عَنِ الرّوحِ... الاَية: وذلك أن الـيهود قالوا للنبـيّ صلى الله عليه وسلم:
أخبرنا ما الروح، وكيف تعذّب الروح التـي فـي الـجسد وإنـما الروح من الله عزّ
وجلّ، ولـم يكن نزل علـيه فـيه شيء، فلـم يُحِر إلـيهم شيئا، فأتاه جَبرئيـل علـيه
السلام، فقال له: قُلِ الرّوحُ مِنْ أمْرِ رَبّـي وَما أُوتِـيُتـمْ مِنَ
العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً فأخبرهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، قالوا له: من
جاءك بهذا؟ فقال لهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «جاءنِـي بِهِ جِبْرِيـلُ مِنْ
عِنْدِ اللّهِ»، فقالوا: والله ما قاله لك إلا عدوّ لنا، فأنزل الله تبـارك اسمه:
قُلْ مَنْ كانَ عَدُوّا لِـجْبرِيـلَ فإنّهُ نَزّلَهُ عَلـى قَلْبِكَ... الاَية.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة،
عن إبراهيـم، عن عبد الله، قال: كنت أمشي مع النبـيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم،
فمررنا بأناس من الـيهود، فقالوا: يا أبـا القاسم ما الرّوح؟ فأُسْكِت، فرأيت أنه
يوحَى إلـيه، قال: فتنـحيت عنه إلـى سُبـاطة، فنزلت علـيه: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الرّوحِ... الاَية، فقالت الـيهود: هكذا نـجده عندنا.



واختلف أهل التأويـل فـي الروح الذي ذُكِر فـي
هذا الـموضع ما هي؟ فقال بعضهم: هي جبرئيـل علـيه السلام. ذكر من قال ذلك:



17116ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا
مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قال: هو جبرائيـل،
قال قتادة: وكان ابن عبـاس يكتـمه.



وقال آخرون: هي مَلك من الـملائكة. ذكر من قال
ذلك:



17117ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروحِ
قال: الروح: مَلك.


17118ـ
حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي أبو مروان يزيد بن سمرة
صاحب قـيسارية، عمن حدثه عن علـيّ بن أبـي طالب، أنه قال فـي قوله:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قال: هو ملَك من الـملائكة له سبعون ألف وجه، لكل
وجه منها سبعون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:05 pm

ألف لسان، لكل لسان
منها سبعون ألف لغة يسبح الله عزّ وجلّ بتلك اللغات كلها، يخـلق الله من كلّ
تسبـيحة ملَكا يطير مع الـملائكة إلـى يوم القـيامة.



وقد بـيّنا معنى الرّوح فـي غير هذا الـموضع من
كتابنا، بـما أغنى عن إعادته.



وأما قوله: منْ أمْرِ رَبّـي فإنه يعنـي: أنه
من الأمر الذي يعلـمه الله عزّ وجلّ دونكم، فلا تعلـمونه ويعلـم ما هو.



وأما قوله: وَما أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ
إلاّ قَلِـيلاً فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي الـمعنـيّ بقوله وَما أُوتِـيتُـمْ
منَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً فقال بعضهم: عنى بذلك: الذين سألوا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الروح وجميع الناس غيرهم، ولكن لـما ضمّ غير الـمخاطب إلـى
الـمخاطب، خرج الكلام علـى الـمخاطبة، لأن العرب كذلك تفعل إذا اجتـمع فـي الكلام
مخبر عنه غائب ومخاطب، أخرجو الكلام خطابـا للـجمع. ذكر من قال ذلك:



17119ـ حدثنـي ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة،
قال: حدثنا مـحمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار، قال: نزلت بـمكة وَما
أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً فلـما هاجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلـى الـمدينة أتاه أحبـار يهود، فقالوا: يا مـحمد ألـم يبلغنا أنك تقول وَما
أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً أفعنـيتنا أم قومك؟ قال: «كُلاّ قَدْ
عَنَـيْتُ»، قالوا: فإنك تتلو أنا أوتـينا التوراة وفـيها تبـيان كلّ شيء، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فـي عِلْـمِ اللّهِ قَلِـيـلٌ، وَقَدْ
آتاكُمْ ما إنْ عَمِلْتُـمْ بِهِ انْتَفَعْتُـمْ»، فَأنْزَل الله وَلَوْ أنّ ما
فِـي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أقْلامٌ... إلـى قوله إنّ اللّهَ سَميعٌ بَصِيرٌ.



17120ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله عزّ وجلّ وَما أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ
قَلِـيلاً قال: يا مـحمد والناس أجمعون.



وقال آخرون: بل عنى بذلك الذين سألوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الروح خاصة دون غيرهم. ذكر من قال ذلك:



17121ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وَما أُوتِـيتُـمْ مِنَ العِلْـمِ إلاّ قَلِـيلاً يعنـي: الـيهود.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: خرج
الكلام خطابـا لـمن خوطب به، والـمراد به جميع الـخـلق، لأن علـم كلّ أحد سوى
الله، وإن كثر فـي علـم الله قلـيـل. وإنـما معنى الكلام: وما أوتـيتـم أيها الناس
من العلـم إلاّ قلـيلاً من كثـير مـما يعلـم الله.






الآية : 86


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَلَئِن شِئْنَا
لَنَذْهَبَنّ بِالّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا
وَكِيلاً }.



يقول ذكره: ولئن شئنا لنذهبنّ بـالذي آتـيناك
من العلـم الذي أوحينا إلـيك من هذا القرآن لنذهبنّ به، فلا تعلـمه، ثم لا تـجد
لنفسك بـما نفعل بك من ذلك وكيلاً، يعنـي: قـيّـما يقوم لك، فـيـمنعنا من فعل ذلك
بك، ولا ناصرا ينصرك، فـيحول بـيننا وبـين ما نريد بك، قال: وكان عبد الله بن
مسعود يتأوّل معنى ذهاب الله عزّ وجلّ به رفعه من صدور قارئيه. ذكر الرواية بذلك:



17122ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر بن
عياش، عن عبد العزيز بن رفـيع، عن بُنْدار، عن معقل، قال: قلت لعبد الله، وذكر أنه
يُسرى علـى القرآن: كيف وقد أثبتناه فـي صدورنا ومصاحفنا؟ قال: يُسرى علـيه
لـيلاً، فلا يبقـى منه فـي مصحف ولا فـي صدر رجل، ثم قرأ عبد الله: وَلَئِنْ
شِئْنا لَنَذْهَبنّ بـالّذِي أوْحَيْنا إلَـيْكَ.



حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا
ابن إسحاق بن يحيى، عن الـمسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، قال: تطرق الناسَ
ريح حمراء من نـحو الشام، فلا يبقـى فـي مصحف رجل ولا قلبه آية. قال رجل: يا أبـا
عبد الرحمن، إنـي قد جمعت القرآن، قال: لا يبقـى فـي صدرك منه شيء. ثم قرأ ابن
مسعود: وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبنّ بـالّذِي أوْحَيْنا إلَـيْكَ».



الآية : 87


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {إِلاّ رَحْمَةً مّن رّبّكَ
إِنّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً }.



يقول عزّ وجلّ: ولئنْ شِئْنا لنذهبنّ يا مـحمد
بـالّذِي أوْحيْنَا إلـيْكَ ولكنه لا يشاء ذلك، رحمة من ربك وتفضلاً منه علـيك إنّ
فضْلهُ كانَ علـيكَ كبـيرا بـاصطفـائه إياك لرسالته، وإنزاله علـيك كتابه، وسائر
نعمه علـيك التـي لا تـحصى.






الآية : 88


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ
الإِنْسُ وَالْجِنّ عَلَىَ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـَذَا الْقُرْآنِ لاَ
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }.



يقول جل ثناؤه: قل يا مـحمد للذين قالوا لك:
أنا نأتـي بـمثل هذا القرآن: لئن اجتـمعت الإنس والـجنّ علـى أن يأتوا بـمثله، لا
يأتون أبدا بـمثله، ولو كان بعضهم لبعض عونا وظهرا. وذُكِر أن هذه الاَية نزلت
علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب قوم من الـيهود جادلوه فـي القرآن، وسألوه
أن يأتـيهم بآية غيره شاهدة له علـى نبّوته، لأن مثل هذا القرآن بهم قدرة علـى أن
يأتوا به. ذكر الرواية بذلك:



17123ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن
بكير، قال: حدثنا مـحمد بن إسحاق، قال: حدثنا مـحمد بن أبـي مـحمد مولـى زيد بن
ثابت، قال: ثنـي سعيد بن جبـير أو عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: أتـى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مـحمود بن سيحان وعمر بن أصان وبحري بن عمرو، وعزيز بن أبـي عزيز،
وسلام بن مِشْكم، فقالوا: أخبرنا يا مـحمد بهذا الذي جئنا به حقّ من عند الله عزّ
وجلّ، فإنا لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «أما وَاللّهِ أنّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أنّهُ مِنْ عِنْدَ اللّهِ تَـجِدُونَهُ
مَكْتُوبـا عِنْدَكُمْ، وَلَوِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنّ عَلـى أنْ يَأْتُوا
بِـمِثْلِهِ ما جاءُوا بِهِ» فقال عند ذلك، وهم جميعا: فِنْـحاص، وعبد الله بن
صُورِيا، وكِنانة بن أبـي الـحُقـيق، وأَشِيع، وكعب بن أسد، وسموءَل بن زيد، وجبل
بن عمرو: يا مـحمد ما يعلّـمك هذا إنس ولا جان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «أما وَاللّهِ إنّكُمْ لَتَعْلَـمُونَ أنّهُ مِنْ عِنْدَ اللّهِ
تَـجِدُونَهُ مَكْتُوبـا عِنْدَكمْ فِـي التّوْرَاةِ والإنـجِيـلِ»، فقالوا: يا
مـحمد، إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء، ويقدر منه علـى ما أراد، فأنزل
علـينا كتابـا نقرؤه ونعرفه، وإلاّ جئناك بـمثل ما يأتـي به، فأنزل الله عزّ وجلّ
فـيهم وفـيـما قالوا: قُلْ لَئِنِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنّ عَلـى أنْ
يَأْتُوا بِـمِثْلِ هَذَا القُرآنِ لا يَأْتُونَ بِـمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا.



17124ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله لَئِنِ اجْتَـمَعَتِ الإنْسُ والـجِنّ... إلـى قوله
وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا قال: معينا، قال: يقول: لو برزت الـجنّ
وأعانهم الإنس، فتظاهروا لـم يأتوا بـمثل هذا القرآن. وقوله عزّ وجلّ لا يَأْتُونَ
بِـمِثْلهِ رفع، وهو جواب لقوله «لئن»، لأن العرب إذا أجابت لئن بلا رفعوا ما
بعدها، لأن «لئن» كالـيـمين وجواب الـيـمين بلا مرفوع، وربـما جزم لأن التـي يجاب
بها زيدت علـيه لام، كما قال الأعشى:



لَئِنْ مُنِـيتَ بِنا عَنْ غِبّ مَعْرَكةٍ لا تُلْفنا عَنْ دِماءِ القَوْمِ
نَنْتَفِلُ






الآية : 89


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَلَقَدْ صَرّفْنَا
لِلنّاسِ فِي هَـَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ فَأَبَىَ أَكْثَرُ النّاسِ إِلاّ
كُفُوراً }.



يقول ذكره: ولقد بـيّنا للناس فـي هذا القرآن
من كلّ مثل، احتـجاجا بذلك كله علـيهم، وتذكيرا لهم، وتنبـيها علـى الـحقّ
لـيتبعوه ويعملوا به فَأبى أكْثَرُ النّاسِ إلاّ كُفُورا يقول: فأبى أكثر الناس
إلاّ جحودا للـحقّ، وإنكارا لـحجج الله وأدلته.






الآية : 90


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَقَالُواْ لَن نّؤْمِنَ
لَكَ حَتّىَ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً }.



يقول ذكره: وقال يا مـحمد، الـمشركون بـالله
من قومك لك: لن نصدّقك، حتـى تفجّر لنا من أرضنا هذه عينا تنبع لنا بـالـماء.



وقوله يَنْبُوعا يفعول من قول القائل: نبع
الـماء: إذا ظهر وفـار، ينْبُع ويَنْبَع، وهو ما نبع. كما:



17125ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله حتـى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعا: أي حتـى تفْجُر
لنا من الأرض عيونا: أي ببلدنا هذا.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله حتـى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأرْضِ
يَنْبُوعا قال: عيونا.



حدثنا مـحمد، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن
معمر، عن قتادة، مثله.



17126ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد يَنْبُوعا قال: عيونا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله تَفْجُرَ فروي
عن إبراهيـم النـخعيّ أنه قرأ حتـى تَفْجُرَ لَنا خفـيفة وقوله فَتُفَجّرَ
الأنهَارَ خِلاَلَها تَفْجِيرا بـالتشديد، وكذلك كانت قراء الكوفـيـين يقرءونها،
فكأنهم ذهبوا بتـخفـيفهم الأولـى إلـى معنى: حتـى تفجر لنا من الأرض ماء مرّة
واحدة. وبتشديدهم الثانـية إلـى أنها تفجر فـي أماكن شتـى، مرّة بعد أخرى، إذا كان
ذلك تفجر أنهار لا نهر واحد والتـخفـيف فـي الأولـى والتشديد فـي الثانـية علـى ما
ذكرت من قراءة الكوفـيـين أعجب إلـيّ لـما ذكرت من افتراق معنـيـيهما، وإن لـم تكن
الأولـى مدفوعة صحتها.



الآية : 91


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ
مّن نّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً }.



يقول ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم:
وقال لك يا مـحمد مشركو قومك: لن نصدّقك حتـى تستنبط لنا عينا من أرضنا، تَدفّق
بـالـماء أو تفور، أو يكون لك بستان، وهو الـجنة، من نـخيـل وعنب، فتفجّر الأنهار
خلالها تفجيرا بأرضنا هذه التـي نـحن بها خلالها، يعنـي: خلال النـخيـل والكروم
ويعنـي بقوله: خِلالها تَفجِيرا بـينها فـي أصولها تفجيرا بسبب أبنـيتها.






الآية : 92


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَوْ تُسْقِطَ السّمَآءَ
كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ
قَبِيلاً }.



اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: كِسَفـا
فقرأته عامّة قرّاء الكوفة والبصرة بسكون السين، بـمعنى: أو تسقط السماء كما زعمت
علـينا كِسفـا، وذلك أن الكِسْف فـي كلام العرب: جمع كِسْفة، وهو جمع الكثـير من
العدد للـجنس، كما تـجمع السّدْرة بسِدْر، والتـمرة بتـمر، فحُكي عن العرب سماعا:
أعطنـي كِسْفة من هذا الثوب: أي قطعة منه، يقال منه: جاءنا بثريد كِسْف: أي قطع
خبز. وقد يحتـمل إذا قرىء كذلك «كِسْفـا» بسكون السين أن يكون مرادا به الـمصدر من
كسف. فأما الكِسَفُ بفتـح السين، فإنه جمع ما بـين الثلاث إلـى العشر، يقال: كِسَفة
واحدة، وثلاث كِسَف، وكذلك إلـى العشر. وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الـمدينة وبعض
الكوفـيـين كِسَفـا بفتـح السين بـمعنى: جمع الكِسْفة الواحدة من الثلاث إلـى
العشر، يعنـي بذلك قِطَعا: ما بـين الثلاث إلـى العشر.



وأولـى القراءتـين فـي ذلك بـالصواب عندي قراءة
من قرأه بسكون السين، لأن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، لـم
يقصدوا فـي مسألتهم إياه ذلك أن يكون بحدّ معلوم من القطع، إنـما سألوا أن يُسقط
علـيهم من السماء قِطَعا، وبذلك جاء التأويـل أيضا عن أهل التأويـل. ذكر من قال
ذلك:



17127ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله كِسْفـا قال: السماء جميعا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:06 pm

17128ـ قال ابن جريج: قال
عبد الله بن كثـير، عن مـجاهد، قوله كمَا زَعَمْتَ عَلَـيْنا كِسَفـا قال: مرّة
واحدة، والتـي فـي الروم ويَجْعَلُهُ كِسَفـا قال: قطعا، قال ابن جريج: كسفـا لقول
الله: إنْ نَشَأْ نَـخْسِفْ بِهِمُ الأرْضَ أوْ نُسْقِطْ عَلَـيْهِمْ كِسَفـا مِنَ
السّماءِ.



17129ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة أوْ تُسْقِطَ السّماءَ كمَا زَعَمْتَ عَلَـيْنا كِسَفـا قال: أي
قطعا.



17130ـ حدثنا علـيّ، قال: حدثنا عبد الله بن
صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: كِسَفـا يقول: قطعا.



حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد
بن ثور، عن معمر، عن قتادة كِسَفـا قال: قطعا.



حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال:
ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله أوْ تُسْقِطَ السّماءَ
كمَا زَعَمْتَ عَلَـيْنا كِسَفـا يعنـي قِطَعا.



القول فـي تأويـل
قوله: أوْ تَأْتِـيَ بـاللّهِ وَالـمَلائِكَةِ قَبِـيلاً: يقول تعالـى ذكره عن قـيـل الـمشركين لنبـيّ
الله صلى الله عليه وسلم: أو يأتـي بـالله يا مـحمد والـملائكة قبـيلاً.



واختلف أهل التأويـل فـي معنى القبـيـل فـي هذا
الـموضع، فقال بعضهم: معناه: حتـى يأتـي الله والـملائكة كلّ قبـيـلة منا قبـيـلة
قبـيـلة، فـيعاينونهم. ذكر من قال ذلك:



17131ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: وَالـمَلائِكَةِ قَبِـيلاً قال: علـى
حدتنا، كلّ قبـيـلة.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، قوله أوْ تَأْتِـي بـاللّهِ وَالـمَلائِكَةِ
قَبِـيلاً قال: قبـائل علـى حدتها كلّ قبـيـلة.



وقال آخرون: معنى ذلك: أوْ تأتـي بـالله
والـملائكة عيانا نقابلهم مقابلة، فنعاينهم معاينة. ذكر من قال ذلك:



17132ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة أوْ تَأْتـيَ بـاللّهِ وَالـمَلائِكَةِ قَبِـيلاً نعاينهم معاينة.



17133ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج أوْ تَأْتـيَ بـاللّهِ وَالـمَلائِكَةِ قَبِـيلاً
فنعاينهم.



ووجّهه بعض أهل العربـية إلـى أنه بـمعنى
الكفـيـل من قولهم: هو قَبـيـلُ فلان بـما لفلان علـيه وزعيـمه.



وأشبه الأقوال فـي ذلك بـالصواب، القول الذي
قاله قتادة من أنه بـمعنى الـمعاينة، من قولهم: قابلت فلانا مقابلة، وفلان قبـيـل
فلان، بـمعنى قبـالته، كما قال الشاعر:



نُصَالِـحُكُمْ حتـى تَبُوءُوا
بِـمِثْلِهاكصَرْخَةِ حُبْلَـى يَسّرَتْها قَبِـيـلُها



يعنـي قابِلَتها. وكان بعض أهل العلـم بكلام
العرب من أهل البصرة يقول: إذا وصفوا بتقدير فعيـل من قولهم قابلت ونـحوها، جعلوا
لفظ صفة الاثنـين والـجميع من الـمؤنث والـمذكر علـى لفظ واحد، نـحو قولهم: هذه
قبـيـلـي، وهما قبـيـلـي، وهم قبـيـلـي، وهن قبـيـلـي.



الآية : 93


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ
مّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىَ فِي السّمَآءِ وَلَن نّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّى
تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبّي هَلْ كُنتُ إَلاّ
بَشَراً رّسُولاً }.



يقول تعالـى ذكره مخبرا عن الـمشركين الذين
ذكرنا أمرهم فـي هذه الاَيات: أو يكون لك يا مـحمد بـيت من ذهب وهو الزخرف. كما:



17134ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس أوْ يَكُونَ لَكَ بَـيْتٌ
مِنْ زُخْرُفٍ يقول: بـيت من ذهب.



17135ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله مِنْ زُخْرُفٍ قال: من ذهب.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17136ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة أوْ يَكُونَ لَكَ بَـيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ والزخرف هنا: الذهب.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله أوْ يَكُونَ لَكَ بَـيْتٌ مِنْ
زُخْرُفٍ قال: من ذهب.



17137ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن رجل، عن الـحكم قال: قال مـجاهد: كنا لا ندري ما
الزخرف حتـى رأيناه فـي قراءة ابن مسعود: «أوْ يَكُونَ لَكَ بَـيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ».



حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن
جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد، قال: لـم أدر ما الزخرف، حتـى سمعنا
فـي قراءة عبد الله بن مسعود: «بَـيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ».



وقوله أوْ تَرْقـى فِـي السّماءِ يعنـي: أو
تصعد فـي درج إلـى السماء وإنـما قـيـل فـي السماء، وإنـما يرقـى إلـيها لا فـيها،
لأن القوم قالوا: أو ترقـى فـي سلـم إلـى السماء، فأدخـلت «فـي» فـي الكلام لـيدلّ
علـى معنى الكلام، يقال: رَقِـيت فـي السلـم، فأنا أرقَـى رَقـيا ورِقِـيا
ورُقـيا، كما قال الشاعر:



أنتَ الّذِي كَلّفتَنِـي رَقْـيَ الدّرْجعَلـى
الكلالِ والـمَشِيبِ والعَرْجِ



وقوله: وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِـيّكَ يقول: ولن نصدّقك
من أجل رُقِـيك إلـى السماء حتـى تُنَزّلَ عَلَـيْنا كِتابـا منشورا نَقْرَؤُهُ
فـيه أمرنا بـاتبـاعك والإيـمان بك، كما:



17138ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله كِتابـا نَقْرَؤُهُ قال: من ربّ
العالـمين إلـى فلان، عند كلّ رجل صحيفة تصبح عند رأسه يقرؤها.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد بنـحوه، إلاّ أنه قال: كتابـا نقرؤه من ربّ
العالـمين، وقال أيضا: تصبح عند رأسه موضوعة يقرؤها.



17139ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله حتـى تُنَزّلَ عَلَـيْنا كِتابـا نَقْرَؤُهُ: أي كتابـا خاصا
نؤمر فـيه بـاتبـاعك.



وقوله: قُلْ سُبْحانَ رَبّـي يقول تعالـى ذكره
لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لهؤلاء الـمشركين من قومك،
القائلـين لك هذه الأقوال، تنزيها لله عما يصفونه به، وتعظيـما له من أن يؤتـى به
وملائكته، أو يكون لـي سبـيـل إلـى شيء مـما تسألونـيه: هَلْ كُنْتُ إلاّ بَشَرا
رَسُولاً يقول: هل أنا إلاّ عبد من عبـيده من بنـي آدم، فكيف أقدر أن أفعل ما
سألتـمونـي من هذه الأمور، وإنـما يقدر علـيها خالقـي وخالقكم، وإنـما أنا رسول
أبلغكم ما أرسلت به إلـيكم، والذي سألتـمونـي أن أفعله بـيد الله الذي أنا وأنتـم
عبـيد له، لا يقدر علـى ذلك غيره.



وهذا الكلام الذي أخبر الله أنه كلّـم به رسول
الله صلى الله عليه وسلم فـيـما ذكر كان من ملإ من قريش اجتـمعوا لـمناظرة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومُـحاجّته، فكلّـموه بـما أخبر الله عنهم فـي هذه
الاَيات.



ذكر تسمية الذين
ناظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك منهم



والسبب الذي من أجله
ناظروه به



17140ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن
بكير، قال: حدثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي شيخ من أهل مصر، قدم منذ بضع وأربعين
سنة، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، أن عتبة وشيبة ابنـي ربـيعة وأبـا سفـيان بن حرب
ورجلاً من بنـي عبد الدار وأبـا البختري أخا بنـي أسد، والأسود بن الـمطلب، وزمعة
بن الأسود، والولـيد بن الـمغيرة، وأبـا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبـي أمية،
وأميّة بن خـلف، والعاص بن وائل، ونُبَـيها ومُنَبها ابنـي الـحجاج السّهميـين
اجتـمعوا، أو من اجتـمع منهم، بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض:
ابعثوا إلـى مـحمد فكلّـموه وخاصموه حتـى تُعْذِروا فـيه، فبعثوا إلـيه: إن أشراف
قومك قد اجتـمعوا إلـيك لـيكلـموك، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا،
وهو يظنّ أنه بدا لهم فـي أمره بَدَاء، وكان علـيهم حريصا، يحبّ رشدهم ويعزّ علـيه
عَنَتهم، حتـى جلس إلـيهم، فقالوا: يا مـحمد إنا قد بعثنا إلـيك لنُعْذِر فـيك،
وإنا والله ما نعلـم رجلاً من العرب أدخـل علـى قومه ما أدخـلت علـى قومك لقد
شتـمت الاَبـاء، وعِبْت الدين، وسفّهت الأحلام، وشتـمت الاَلهة، وفرّقت الـجماعة،
فما بقـي أمر قبـيح إلاّ وقد جئته فـيـما بـيننا وبـينك، فإن كنت إنـما جئت بهذا
الـحديث تطلب مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتـى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنـما
تطلب الشرف فـينا سوّدناك علـينا، وإن كنت تريد به مُلكا ملكناك علـينا، وإن كان
هذا الذي يأتـيك بـما يأتـيك به رَئِيا تراه قد غلب علـيك وكانوا يسمون التابع من
الـجنّ: الرئيّ فربـما كان ذلك، بذلنا أموالنا فـي طلب الطبّ لك حتـى نبرئك منه،
أو نُعذِرَ فـيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بِـي ما تَقُولُونَ، ما
جِئتُكُمْ بِـمَا جِئْتُكُمْ بِهِ أطلُبُ أمْوَالَكُمْ، وَلا الشّرَفَ فِـيكُمْ
وَلا الـمُلْكَ عَلَـيْكُمْ، وَلَكِنّ اللّهَ بَعَثَنِـي إلَـيْكُمْ رَسُولاً،
وأنْزَلَ عَلـيّ كِتابـا، وأمَرَنِـي أنْ أكُونَ لَكُمْ بَشِيرا وَنَذِيرا،
فَبَلّغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبّـي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فإنْ تَقْبَلُوا مِنّـي ما
جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظّكُمْ فِـي الدّنْـيا والاَخِرَةِ، وإنْ تَرُدّوهُ
عَلـيّ أصْبِرْ لأَمْرِ اللّهِ حتـى يَحْكُمَ اللّهُ بَـيْنـيِ وَبَـيْنَكُمْ» أو
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا مـحمد، فإن كنت غير قابل منا ما
عرضنا علـيك، فقد علـمت أنه لـيس أحد من الناس أضيق بلادا، ولا أقلّ مالاً، ولا
أشدّ عيشا منا، فسل ربك الذي بعثك بـما بعثك به، فلـيسيّرْ عنا هذه الـجبـال التـي
قد ضيقت علـينا، ويبسط لنا بلادنا، ولـيفجّر لنا فـيها أنهارا كأنهار الشام
والعراق، ولـيبعث لنا من مضى من آبـائنا، ولـيكن فـيـمن يبعث لنا منهم قُصَيّ بن
كلاب، فإنه كان شيخا صدوقا، فنسألهم عما تقول، حقّ هو أم بـاطل؟ فإن صنعت ما
سألناك، وصدقوك صدقناك، وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك بـالـحقّ رسولاً،
كما تقول. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بِهذَا بُعِثْتُ، إنّـمَا
جِئْتُكُمْ مِنَ اللّهِ بِـمَا بَعَثَنِـي بِهِ، فَقَدْ بَلّغْتُكُمْ ما
أُرْسِلْتُ بِهِ إلـيكم، فإنْ تَقْبَلُوهُ فَهُوَ حَظّكُمْ فِـي الدّنْـيا
والاَخِرَةِ، وإنْ تَرُدّوهُ عَلـيّ أصْبِرْ لأمْرِ اللّهِ حتـى يَحْكُمَ اللّهُ
بَـيْنِـي وَبَـيْنَكُمْ» قالوا: فإن لـم تفعل لنا هذا، فخذ لنفسك، فسل ربك أن
يبعث ملكا يصدّقك بـما تقول، ويراجعنا عنك، واسأله فلـيجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا
من ذهب وفضة، ويغنـيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بـالأسواق، وتلتـمس الـمعاش
كما نلتـمسه، حتـى نعرف فضل منزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم، فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنا بِفـاعِلٍ، ما أنا بـالّذِي يَسألُ رَبّهُ هذَا،
وَما بُعِثْتُ إلَـيْكُمْ بِهذَا، وَلَكِنّ اللّهَ بَعَثَنِـي بَشِيرا وَنَذِيرا،
فإنْ تَقْبَلُوا ما جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظّكُمْ فِـي الدّنْـيا والاَخِرَةِ،
وَإنْ تَرُدّوهُ عَلـيّ أصْبِرْ لأَمْرِ اللّهِ حتـى يَحْكُمَ اللّهُ بَـيْنِـي
وبَـيْنَكُمْ» قالوا: فأسقط السماء علـينا كِسَفـا، كما زعمت أن ربك إن شاء فعل،
فإنا لا نؤمن لك إلاّ أن تفعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلكَ إلـى
الله إنْ شاءَ فَعَلَ بِكُمْ ذلكَ»، فقالوا: يا مـحمد، فما علـم ربك أنا سنـجلس
معك، ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فـيتقدّم إلـيك، ويعلـمك ما
تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانع فـي ذلك بنا إذ لـم نقبل منك ما جئتنا به، فقد
بلغنا أنه إنـما يعلّـمك هذا رجل بـالـيـمامة يقال له الرحمن، وإنا والله ما نؤمن
بـالرحمن أبدا، أعذرنا إلـيك يا مـحمد، أما والله لا نتركك وما بلغت منا حتـى
نهلكك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نـحن نعبد الـملائكة، وهنّ بنات الله، وقال قائلهم:
لن نؤمن لك حتـى تأتـينا بـالله والـملائكة قبـيلاً. فلـما قالوا ذلك، قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وقام معه عبد الله بن أبـي أميّة بن الـمُغيرة بن
عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو ابن عمته هو لعاتكة بنت عبد الـمطلب، فقال له: يا
مـحمد عرض علـيك قومك ما عرضوا فلـم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورا، لـيعرفوا
منزلتك من الله فَلـم تفعل ذلك، ثم سألوك أن تعجل ما تـخوّفهم به من العذاب،
فوالله لا أومن لك أبدا، حتـى تتـخذ إلـى السماء سلـما ترقـى فـيه، وأنا أنظر حتـى
تأتـيها، وتأتـي معك بنسخة منشورة معك أربعة من الـملائكة يشهدون لك أنك كما تقول،
وايـم الله لو فعلت ذلك لظننتُ ألاّ أصدّقك، ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى أهله حزينا أسيفـا لـما فـاته
مـما كان يطمع فـيه من قومه حين دعوه، ولِـمَا رأى من مبـاعدتهم إياه فلـما قام
عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو جهل: يا معشر قريش، إن مـحمدا قد أبى
إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتـم آبـائنا، وتسفـيه أحلامنا، وسبّ آلهتنا، وإنـي
أعاهد الله لأجلسنّ له غدا بحجر قدر ما أطيق حَمْله، فإذا سجد فـي صلاته فضخت رأسه
به.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، قال: حدثنا
ابن إسحاق، قال: ثنـي مـحمد بن أبـي مـحمد مولـى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبـير أو
عكرمة مولـى ابن عبـاس، عن ابن عبـاس، بنـحوه، إلاّ أنه قال: وأبـا سفـيان بن حرب،
والنضر بن الـحرث أبناء بنـي عبد الدار، وأبـا البختريّ بن هشام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty24/7/2011, 11:07 pm

17141ـ حدثنـي يعقوب بن
إبراهيـم، قال: حدثنا هشيـم، عن أبـي بشر، عن سعيد، قال: قلت له فـي قوله تعالـى
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتـى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعا قال: قلت له: نزلت
فـي عبد الله بن أبـي أمية، قال: قد زعموا ذلك.



الآية : 94


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن
يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَبَعَثَ اللّهُ
بَشَراً رّسُولاً }.



يقول تعالـى ذكره: وما منع يا مـحمد مشركي
قومك الإيـمان بـالله، وبـما جئتهم به من الـحقّ إذْ جاءَهُمُ الهُدَى يقول: إذ
جاءهم البـيان من عند الله بحقـيقة ما تدعوهم وصحة ما جئتهم به، إلاّ قولهم جهلاً
منهم أبَعَثَ اللّهُ بَشَرا رَسُولاً فأن الأولـى فـي موضع نصب بوقوع منع علـيها،
والثانـية فـي موضع رفع، لأن الفعل لها.






الآية : 95


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {قُل لَوْ كَانَ فِي الأرْضِ
مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنّينَ لَنَزّلْنَا عَلَيْهِم مّنَ السّمَآءِ مَلَكاً
رّسُولاً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه: قل يا مـحمد لهؤلاء
الذين أبوا الإيـمان بك وتصديقك فـيـما جئتهم به من عندي، استنكارا لأن يبعث الله
رسولاً من البشر: لو كان أيها الناس فـي الأرض ملائكة يـمشون مطمئنـين،
لَنَزّلْنَا علـيهم من السماء ملَكا رسولاً، لأن الـملائكة إنـما تراهم أمثالهم من
الـملائكة، ومن خصّه الله من بنـي آدم برؤيتها، فأما غيرهم فلا يقدرون علـى رؤيتها
فكيف يبعث إلـيهم من الـملائكة الرسل، وهم لا يقدرون علـى رؤيتهم وهم بهيئاتهم
التـي خـلقهم الله بها، وإنـما يرسل إلـى البشر الرسول منهم، كما لو كان فـي الأرض
ملائكة يـمشون مطمئنـين، ثم أرسلنا إلـيهم رسولاً أرسلناه منهم ملَكا مثلهم.






الآية : 96


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {قُلْ كَفَىَ بِاللّهِ
شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه: قل يا مـحمد
للقائلـين لك: أبَعَثَ اللّهُ بَشَرا رَسُولا كَفَـى بـاللّهِ شَهِيدا بَـيْنِـي
وَبَـيْنِكُمْ فإنه نعم الكافـي والـحاكم إنّهُ كانَ بِعِبـادِهِ خَبِـيرا يقول:
إن الله بعبـاده ذو خبرة وعلـم بأمورهم وأفعالهم، والـمـحقّ منهم والـمُبطل،
والـمهْديّ والضالّ بَصِيرا بتدبـيرهم وسياستهم وتصريفهم فـيـما شاء، وكيف شاء
وأحبّ، لا يخفـى علـيه شيء من أمورهم، وهو مـجازٍ جميعَهم بـما قدّم عند ورودهم
علـيه.






الآية : 97


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ
الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىَ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً
وَصُمّاً مّأْوَاهُمْ جَهَنّمُ كُلّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً }.



يقول تعالـى ذكره: ومن يهد الله يا مـحمد
للإيـمان به، ولتصديقك وتصديق ما جئت به من عند ربك، فوفّقه لذلك، فهو الـمهتد
الرشيد الـمصيب الـحقّ، لا من هداه غيره، فإن الهداية بـيده. ومن يضلل يقول: ومن
يضلله الله عن الـحقّ، فـيخذله عن إصابته، ولـم يوفّقه للإيـمان بـالله وتصديق
رسوله، فلن تـجد لهم يا مـحمد أولـياء ينصرونهم من دون الله، إذا أراد الله
عقوبتهم والاستنقاذ منهم. ونَـحْشُرُهُمْ يَوْمَ القِـيامَةِ عَلـى وُجُوهِهِمْ
يقول: ونـجمعهم بـموقـف القـيامة من بعد تفرّقهم فـي القبور عند قـيام الساعة علـى
وجوههم عُمْيا وَبُكْما وهو جمع أبكم، ويعنـي بـالبُكْم: الـخُرْس، كما:



17142ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: وَبُكْما قال: الـخرس وَصُمّا وهو
جمع أصمّ.



فإن قال قائل: وكيف وصف الله هؤلاء بأنهم
يحشرون عميا وبكما وصما، وقد قال ورأى الـمُـجْرِمون النّارَ فَظَنّوا أنّهُمْ
مُوَاقِعُوها فأخبر أنهم يرون، وقال: إذَا رأتْهُمْ مِنْ مكانٍ بَعيدٍ سَمِعُوا
لَهَا تَغَيّظا وزَفِـيرا وإذَا أُلْقُوا مِنْها مَكانا ضَيّقا مُقَرّنِـينَ
دَعَوْا هُنالكَ ثُبُورا فأخبر أنهم يسمعون وينطقون؟ قـيـل: جائز أن يكون ما وصفهم
الله به من العَمي والبكم والصمـم يكون صفتهم فـي حال حشرهم إلـى موقـف القـيامة،
ثم يجعل لهم أسماع وأبصار ومنطق فـي أحوال أُخر غير حال الـحشر، ويجوز أن يكون
ذلك، كما روي عن ابن عبـاس فـي الـخبر الذي:



17143ـ حدثنـيه علـيّ بن داود، قال: حدثنا أبو
صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله ونَـحْشُرُهُمْ يَوْمَ
القِـيامَةِ عَلـى وُجُوهِهِمْ عمْيا وَبْكْما وصُمّا ثم قال: ورأى
الـمُـجْرِمُونَ النّارَ فَظَنّوا وقال: سَمِعُوا لَهَا تَغَيّظا وَزَفِـيرا وقال
دَعَوْا هُنالكَ ثُبُورا. أما قوله: عُمْيا فلا يرون شيئا يسرّهم. وقوله: بُكْما
لا ينطقون بحجة. وقوله: صُمّا لا يسمعون شيئا يسرّهم. وقوله: مَأْوَاهُمْ
جَهَنّـمُ يقول جلّ ثناؤه: ومصيرهم إلـى جهنـم، وفـيها مساكنهم، وهم وَقُودها،
كما:



17144ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: مَأءْوَاهُمْ
جَهَنّـمُ يعنـي إنهم وقودها.



وقوله: كُلّـما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيرا
يعنـي بقوله خبت: لانت وسكنت، كما قال عديّ بن زيد العبـادي فـي وصف مزنة:



وَسْطُهُ كالْـيَرَاعِ أوْ سُرُجِ
الـمِـجْدَلِحِينا يَخْبُو وحِينا يُنِـيرُ



يعنـي بقوله: يخبو السرج: أنها تلـين وتضعف
أحيانا، وتقوى وتنـير أخرى، ومنه قول القطامي:



فَـيَخْبو ساعَةً
ويَهُبّ ساعا



وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل
علـى اختلاف منهم فـي العبـارة عن تأويـله. ذكر من قال ذلك:



17145ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد
الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، فـي قوله: كُلّـما خَبَتْ قال:
سكنت.



17146ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، كُلّـما خَبَتْ
زِدْناهُمْ سَعِيرا يقول: كلـما أحرقتهم تسعر بهم حطبـا، فإذا أحرقتهم فلـم تبق
منهم شيئا صارت جمرا تتوهّج، فذلك خُبُوّها، فإذا بدّلوا خـلقا جديدا عاودتهم.



17147ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن مـجاهد حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج،
عن مـجاهد مثله.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس كُلّـما خَبَتْ قال: خبوّها أنها تَسَعّر
بهم حطبـا، فإذا أحرقتهم، فلـم يبق منهم شيء صارت جمرا تتوهج، فإذا بُدّلوا خـلقا
جديدا عاودتهم.



17148ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة قوله: كُلّـما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيرا يقول: كلـما احترقت
جلودهم بُدّلوا جلودا غيرها، لـيذوقوا العذاب.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: كُلّـما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيرا
قال: كلـما لان منها شيء.



17149ـ حُدثت عن مروان، عن جويبر، عن الضحاك
كُلّـما خَبَتْ قال: سكنت. وقوله: زِدْناهُمْ سَعيرا يقول: زدنا هؤلاء الكفـار
سعيرا، وذلك إسعار النار علـيهم والتهابها فـيهم وتأججها بعد خبوّها، فـي أجسامهم.



الآية : 98


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم
بِأَنّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَإِذَا كُنّا عِظَاماً وَرُفَاتاً
أَإِنّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً }.



يقول تعالـى ذكره: هذا الذي وصفنا من فعلنا
يوم القـيامة بهؤلاء الـمشركين، ما ذكرت أن نفعل بهم من حشرهم علـى وجوههم عميا
وبكما وصما، وإصلائنا إياهم النار علـى ما بـيّنا من حالتهم فـيها ثوابَهم بكفرهم
فـي الدنـيا بآياتنا، يعنـي بأدلته وحججه، وهم رسله الذين دعوهم إلـى عبـادته،
وإفرادهم إياه بـالألوهة دون الأوثان والأصنام، وبقولهم إذا أُمروا بـالإيـمان بـالـميعاد،
وبثواب الله وعقابه فـي الاَخرة أئِذَا كُنّا عِظاما بـالـية وَرُفـاتا قد صرنا
ترابـا أئِنّا لَـمَبْعُوثُونَ خَـلْقا جَدِيدا يقولون: نُبعث بعد ذلك خـلقا جديدا
كما ابتدأناه أوّل مرّة فـي الدنـيا استنكارا منهم لذلك، واستعظاما وتعجبـا من أن
يكون ذلك.



الآية : 99


القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّ
اللّهَ الّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ قَادِرٌ عَلَىَ أَن يَخْلُقَ
مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىَ الظّالِمُونَ إَلاّ
كُفُوراً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: أو لـم ينظر هؤلاء القائلون من الـمشركين أئِذَا كُنّا عِظاما وَرُفـاتا
أئِنّا لَـمَبْعُوثُونَ خَـلْقا جَدِيدا بعيون قلوبهم، فـيعلـمون أن الله الذي
خـلق السموات والأرض، فـابتدعها من غير شيء، وأقامها بقُدرته، قادر بتلك القُدرة علـى
أن يخـلق مثلهم أشكالهم، وأمثالهم من الـخـلق بعد فنائهم، وقبل ذلك، وأن من قدر
علـى ذلك فلا يـمتنع علـيه إعادتهم خـلقا جديدا، بعد أن يصيروا عظاما ورُفـاتا.
وقوله وَجَعَلَ لَهُمْ أجَلاً لا رَيْبَ فِـيهِ يقول تعالـى ذكره: وجعل الله
لهؤلاء الـمشركين أجلاً لهلاكهم، ووقتا لعذابهم لا ريب فـيه. يقول: لا شك فـيه أنه
آتـيهم ذلك الأجل. فَأَبَى الظّالِـمُونَ إلاّ كُفُورا يقول: فأبى الكافرون إلا
جحودا بحقـيقة وعيده الذي أوعدهم وتكذيبـا به.






الآية :
100



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُل لّوْ أَنْتُمْ
تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ
وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُوراً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه: قل يا مـحمد لهؤلاء
الـمشركين: لو أنتـم أيها الناس تـملكون خزائن أملاك ربـي من الأموال، وعنى
بـالرحمة فـي هذا الـموضع: الـمال إذًا لأَمْسَكْتُـمْ خَشْيَةَ الإنْفـاقِ يقول:
إذن لبَخِـلْتُـمْ بِهِ، فَلـم تـجودوا بها علـى غيركم، خشية من الإنفـاق
والإقتار، كما:



17150ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس: إذًا لأَمْسَكْتُـمْ خَشْيَةَ
الإنْفـاقِ قال: الفقر.



17151ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة خَشْيَةَ الإنْفـاقِ أي خشية الفـاقة.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله.



وقوله: وكانَ الإنْسانُ قَتُورا يقول: وكان
الإنسان بخيلاً مـمسكا، كما:



17152ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، فـي قوله: وكاَن الإنْسانُ قَتُورا
يقول: بخيلاً.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس، فـي قوله: وكانَ الإنْسانُ قَتُورا قال:
بخيلاً.



17153ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وكانَ الإنْسانُ قَتُورا قال: بخيلاً مـمكسا.



وفـي القتور فـي كلام العرب لغات أربع، يقال:
قَتَر فلان يَقْتُرُ ويَقْتِر، وقتّر يُقَتّر، وأقتر يُقْتِر، ما قال أبو دُواد:



لا أعُدّ الإقْتارَ عُدْما وَلَكِن ْفَقْدُ مَنْ قد رُزِيْتُهُ
الإعْدَامُ






الآية :
101



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىَ
تِسْعَ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ
لَهُ فِرْعَونُ إِنّي لأظُنّكَ يَمُوسَىَ مَسْحُوراً }.



يقول تعالـى ذكره: ولقد آتـينا موسى بن عمران
تسع آيات بـيّنات تُبـين لـمن رآها أنها حجج لـموسى شاهدة علـى صدقه وحقـيقة
نبوّته.



وقد اختلف أهل التأويـل فـيهنّ وما هنّ. فقال
بعضهم فـي ذلك ما:



17154ـ حدثنـي به مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: وَلَقَدْ آتَـيْنا
مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ قال: التسع الاَيات البـينات: يده، وعصاه، ولسانه،
والبحر، والطوفـان، والـجراد، والقمل، والضفـادع، والدم آيات مفصلات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty25/7/2011, 12:00 am

17155ـ حُدثت عن الـحسين،
قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله:
وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ إلقاء العصا مرّتـين عند فرعون،
ونزع يده، والعقدة التـي كانت بلسانه، وخمس آيات فـي الأعراف: الطوفـان، والـجراد،
والقمل، والضفـادع، والدم.



وقال
آخرون: نـحوا من هذا القول، غير أنهم جعلوا آيتـين منهنّ: إحداهما الطمسة، والأخرى
الـحجر. ذكر من قال ذلك:



17156ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن
ابن إسحاق، عن برياة بن سفـيان، عن مـحمد بن كعب القرظي، قال: سألنـي عمر بن عبد
العزيز، عن قوله: وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ فقلت له: هي
الطوفـان والـجراد، والقمل، والضفـادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والـحجر،
فقال: وما الطمسة؟ فقلت: دعا موسى وأمّن هارون، فقال: قد أجيبت دعوتكما، وقال عمر:
كيف يكون الفقه إلا هكذا. فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن
مروان أصيبت بـمصر، فإذا فـيها الـجوزة والبـيضة والعدسة ما تنكر، مسخت حجارة كانت
من أموال فرعون أصيبت بـمصر.



وقال آخرون: نـحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا
اثنتـين منهنّ: إحداهما السنـين، والأخرى النقص من الثمرات. ذكر من قال ذلك:



17157ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن
واضح، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، عن يزيد النـحوي، عن عكرمة ومطر الورّاق، فـي
قوله: تِسْعَ آياتٍ قالا: الطوفـان، والـجراد، والقمل، والضفـادع، والدم، والعصا،
والـيد، والسنون، ونقص من الثمرات.



17158ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، عن
مغيرة، عن الشعبـي، فـي قوله: تِسْع آياتٍ بَـيّناتٍ قال: الطوفـان، والـجراد،
والقمل، والضفـادع، والدم، والسنـين، ونقص من الثمرات، وعصاه، ويده.



17159ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: سُئل عطاء بن أبـي ربـاح عن قوله: وَلَقَدْ آتَـيْنا
مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتً ما هي؟ قال: الطوفـان، والـجراد، والقمل،
والضفـادع، والدم، وعصى موسى، ويده.



17160ـ قال: ابن جريج: وقال مـجاهد مثل قول
عطاء، وزاد: أخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بـالسّنِـينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثّمَرَاتِ قال:
هما التاسعتان، ويقولون: التاسعتان: السنـين، وذهاب عجمة لسان موسى.



17161ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن ابن عبـاس، فـي قوله: تِسْعَ آياتٍ
بَـيّناتٍ وهي متتابعات، وهي فـي سورة الأعراف وَلَقَدْ أخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ
بـالسّنِـينَ وَنِقْصٍ مِنَ الثّمَرَاتِ قال: السنـين فـي أهل البوادي، ونقص من
الثمرات لأهل القُرى، فهاتان آيتان، والطوافـان، والـجراد، والقمل، والضفـادع،
والدم، هذه خمس، ويد موسى إذ أخرجها بـيضاء للناظرين من غير سوء: البرص، وعصاه إذ
ألقاها، فإذا هي ثعبـان مبـين.



حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد،
عن قتادة، عن ابن عبـاس، قوله: وَلَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ
قال: يد موسى، وعصاه، والطوفـان، والـجراد، والقمل، والضفـادع، والدم والسنـين،
ونقص من الثمرات.



وقال آخرون نـحوا من ذلك إلا أنهم جعلوا
السنـين، والنقص من الثمرات آية واحدة، وجعلوا التاسعة: تلقـف العصا ما يأفكون.
ذكر من قال ذلك:



17162ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال الـحسن، فـي قوله: تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ،
وَلَقَدْ أخْذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بـالسّنِـينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثّمَرَاتِ قال: هذه
آية واحدة، والطوفـان، والـجراد، والقمل، والضفـادع، والدم، ويد موسى، وعصاه إذ
ألقاها فإذا هي ثعبـان مبـين، وإذ ألقاها فإذا هي تلقـف ما يأفكون. وقال آخرون فـي
ذلك ما:



17163ـ حدثنـي مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنـي
مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد الله بن سلـمة
يحدّث عن صفوان بن عسال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلـى النبـيّ حتـى
نسأله عن هذه الاَية. ولَقَدْ آتَـيْنا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ بَـيّناتٍ قال: لا تقل
له نبـيّ، فإنه إن سمعك صارت له أربعة أعين، قال: فسألا، فقال النبـيّ صلى الله
عليه وسلم: «لا تُشْركُوا بـالله شَيْئا، وَلا تَسْرقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا
تَقْتُلُوا النّفْسَ التـي حَرّمَ اللّهُ إلاّ بـالـحَقّ، وَلا تَسْحَرُوا، وَلا
تَأْكُلُوا الرّبـا، وَلا تَـمْشُوا بَبريءٍ إلـى ذي سُلْطانٍ لِـيَقْتُلَهُ، وَلا
تَقْذِفُوا مُـحْصَنَةً، أو قال: لا تَفرّوا مِنَ الزّحْف» شعبة الشاكّ «وأنْتُـمْ
يا يَهُودُ عَلَـيْكُمْ خاصّةً لا تَعْدُوا فـي السّبْت» فقبّلا يده ورجله، وقالا:
نشهد أنك نبـيّ، قال: «فما يـمنعكما أن تسلـما؟» قالا: إن داود دعا أن لا يزال من
ذرّيته نبـيّ، وإنا نـخشى أن تقتلنا يهود.



حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا سهل بن يوسف
وأبو داود وعبد الرحمن بن مهدي، عن سعيد، عن عمرو، قال: سمعت عبد الله بن سلـمة
يحدّث عن صفوان بن عسال الـمرادي، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحوه، إلا أن
ابن مهديّ قال: «لا تَـمْشُوا إلـى ذي سُلْطانٍ» وقال ابن مهدي: أراه قال:
«ببريء».



حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس
وأبو أسامة بنـحوه، عن شعبة بن الـحجاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلـمة،
عن صفوان بن عسال، قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلـى هذا النبـيّ، فقال صاحبه:
لا تقل نبـيّ، إنه لو سمعك كان له أربع أعين، قال: فأتـيا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، يسألانه عن تسع آيات بـينات، فقال: «هنّ: وَلا تُشْرِكُوا بـاللّهِ شَيْئا،
وَلا تَسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا النّفْسَ التـي حَرّمَ اللّهُ
إلاّ بـالـحَقّ، وَلا تَـمْشُوا بِبَرِيءٍ إلـى ذِي سُلْطانٍ لِـيَقْتُلَهُ، وَلا
تَسْحَرُوا، وَلا تَأْكُلُوا الرّبـا، وَلا تَقْذِفُوا الـمُـحْصَنَةَ، وَلا
تَوَلّوْا يَوْمَ الزّحْفِ وَعَلَـيْكُمْ خاصَةً يَهُودُ: أنْ لا تَعْدُوا فـي
السّبْتِ» قال: فقبّلوا يديه ورجلـيه، وقالوا: نشهد أنك نبـيّ، قال: «فَمَا
يَـمْنَعُكُمْ أنْ تَتّبِعُونِـي؟» قالوا: إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته
نبـيّ، وإنا نـخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود.



حدثنا مـجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد، قال:
حدثنا شعبة بن الـحجاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلـمة، عن صفوان بن
عسّال، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحوه.



وأما قوله: فـاسأَلْ بَنِـي إسْرَائيـلَ إذْ
جاءَهُمْ فإن عامّة قرّاء الإسلام علـى قراءته علـى وجه الأمر بـمعنى: فـاسأل يا
مـحمد بنـي إسرائيـل إذ جاءهم موسى ورُوي عن الـحسن البصري فـي تأويـله ما:



17164ـ حدثنـي به الـحارث، قال: حدثنا القاسم،
قال: حدثنا حجاج، عن هارون، عن إسماعيـل، عن الـحسن فأسأَلْ بَنِـي إسْرَائِيـلَ
قال: سؤالك إياهم: نظرك فـي القرآن.



ورُوي عن ابن عبـاس أنه كان يقرأ ذلك:
«فَسَأَلَ» بـمعنى: فسأل موسى فرعون بنـي إسرائيـل أن يرسلهم معه علـى وجه الـخبر.
ذكر من قال ذلك:



17165ـ حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم،
قال: حدثنا حجاج، عن هارون، عن حنظلة السّدوسيّ، عن شهر بن حوشب، عن ابن عبـاس،
أنه قرأ: «فَسأَلَ بَنِـي إسْرَائِيـلَ إذْ جاءَهُمْ» يعنـي أن موسى سأل فرعونَ
بنـي إسرائيـل أن يرسلهم معه.



والقراءة التـي لا أستـجيز أن يُقرأ بغيرها، هي
القراءة التـي علـيها قرّاء الأمصار، لإجماع الـحجة من القرّاء علـى تصويبها،
ورغبتهم عما خالفهم.



وقوله: فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنَ إنّـي لأَطُنّكَ
يا مُوسَى مَسْحُورا يقول: فقال لـموسى فرعونُ: إنـي لأظنك يا موسى تتعاطى علـم
السحر، فهذه العجائب التـي تفعلها من سحرك وقد يجوز أن يكون مرادا به إنـي لأظنك
يا موسى ساحرا، فوُضِع مفعول موضع فـاعل، كما قـيـل: إنك مشؤوم علـينا وميـمون،
وإنـما هو شائم ويامن. وقد تأوّل بعضهم حجابـا مستورا، بـمعنى: حجابـا ساترا،
والعرب قد تـخرج فـاعلاً بلفظ مفعول كثـيرا.



الآية :
102



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ
أَنزَلَ هَـَؤُلآءِ إِلاّ رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنّي لأظُنّكَ
يَفِرْعَونُ مَثْبُوراً }.



اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله لَقَدْ
عَلِـمْتَ فقرأ عامة قرّاء الأمصار ذلك لَقَدْ عَلِـمْتَ بفتـح التاء، علـى وجه
الـخطاب من موسى لفرعون. ورُوي عن علـيّ بن أبـي طالب رضوان الله علـيه فـي ذلك،
أنه قرأ: «لَقَدْ عَلِـمْتُ» بضمّ التاء، علـى وجه الـخبر من موسى عن نفسه. ومن
قرأ ذلك علـى هذه القراءة، فإنه ينبغي أن يكون علـى مذهبه تأويـل قوله إنّـي
لأَظُنّكَ يا مُوسَى مَسْحُورا إنـي لأظنك قد سُحِرت، فترى أنك تتكلـم بصواب ولـيس
بصواب. وهذا وجه من التأويـل. غير أن القراءة التـي علـيها قرّاء الأمصار خلافها،
وغير جائز عندنا خلاف الـحجة فـيـما جاءت به من القراءة مـجمعة علـيه.



وبعد، فإن الله تعالـى ذكره قد أخبر عن فرعون
وقومه أنهم جحدوا ما جاءهم به موسى من الاَيات التسع، مع علـمهم بأنها من عند الله
بقوله وأدُخِـلْ يَدَكَ فِـي جَيْبِكَ تَـخْرُجْ بَـيْضَاءَ مِنْ غيرِ سُوءٍ فِـي
تِسْعِ آياتٍ إلـى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، إنّهُمْ كانُوا قَوْما فـاسِقِـينَ
فَلَـمّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِـينٌ وَجَحَدُوا
بِها وَاسْتَـيْقَنَتْها أنْفُسُهُمْ ظُلْـما وَعُلُوّا فأخبر جلّ ثناؤه أنهم
قالوا: هي سحر، مع علـمهم واستـيقان أنفسهم بأنها من عند الله، فكذلك قوله: لَقَدْ
عَلِـمْتَ إنـما هو خبر من موسى لفرعون بأنه عالـم بأنها آيات من عند الله. وقد
ذُكر عن ابن عبـاس أنه احتـجّ فـي ذلك بـمثل الذي ذكرنا من الـحجة. قال:



17166ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، أنه كان يقرأ:
لَقَدْ عَلِـمْتَ يا فرعون بـالنصب ما أنْزَلَ هَؤُلاءِ إلاّ رَبّ السّمَواتِ
والأرْضِ، ثم تلا وَجَحَدُوا بِها واسْتَـيْقَنَتْها أنْفُسُهُمْ ظُلْـما
وعُلُوّا. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويـل الكلام: قال موسى لفرعون: لقد علـمت يا
فرعون ما أنزل هؤلاء الاَيات التسع البـينات التـي أريتكها حجة لـي علـى حقـيقة ما
أدعوك إلـيه، وشاهدة لـي علـى صدق وصحة قولـي، إنـي لله رسول، ما بعثنـي إلـيك إلا
ربّ السموات والأرض، لأن ذلك لا يقدر علـيه، ولا علـى أمثاله أحد سواه. بصائر
يعنـي بـالبصائر: الاَيات، أنهنّ بصائر لـمن استبصر بهنّ، وهدى لـمن اهتدى بهنّ،
يعرف بهنّ من رآهنْ أن من جاء بهنّ فمـحقّ، وأنهنّ من عند الله لا من عند غيره، إذ
كنّ معجزات لا يقدر علـيهنّ، ولا علـى شيء منهنّ سوى ربّ السموات والأرض وهو جمع
بصيرة.



وقوله: وإنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنُ
مَثْبُورا يقول: إنـي لأظنك يا فرعون ملعونا مـمنوعا من الـخير. والعرب تقول: ما
ثبرك عن هذا الأمر: أي ما منعك منه، وما صدّك عنه؟ وثبره الله فهو يُثْبره
ويُثَبَره لغتان، ورجل مثبور: مـحبوس عن الـخيرات هالك ومنه قول الشاعر:



إذْ أُجارِي الشّيْطانَ فـي سَننِ الغَيّوَمنْ
مالَ مَيْـلَهُ مَثْبُورُهُ



وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك، قال أهل
التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17167ـ حدثنا عبد الله بن عبد الله الكلابـي،
قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، قال: حدثنا عمر بن عبد الله، عن الـمنهال بن عمرو، عن
سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، فـي قوله: إنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورا
قال ملعونا.



حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مروان بن معاوية،
قال: أخبرنا عمر بن عبد الله الثقـفـي، عن الـمنهال، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس،
مثله.



حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله، قال:
حدثنا معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: إنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنَ
مَثْبُورا يقول: ملعونا.



وقال آخرون: بل معناه: إنـي لأظنك يا فرعون
مغلوبـا. ذكر من قال ذلك:



17168ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي،
قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: إنّـي لأَظُنّكَ يا
فِرْعَوْنَ مَثْبُورا يعنـي: مغلوبـا.



17169ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله إنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنَ
مَثْبُورا يقول: مغلوبـا.



وقال بعضهم: معنى ذلك: إنى لأظنك يا فرعون
هالكا. ذكر من قال ذلك:



17170ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: مثبورا: أي هالكا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17171ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وإنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورا: أي هالكا.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال:
أخبرنا معمر، عن قتادة، بنـحوه.



وقال آخرون: معناه: إنـي لأظنك مبدّلاً مغيرا.
ذكر من قال ذلك:



17172ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله بن
موسى، عن عيسى بن موسى، عن عطية إنّـي لأَظُنّكَ يا فِرْعَوْنَ مَثْبُورا قال:
مبدّلاً.



وقال آخرون: معناه: مخبولاً لا عقل له. ذكر من
قال ذلك:


17173ـ
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَإنّـي لأَظُنّكَ
يا فِرْعَوْنَ مَثْبُورا قال: الإنسان إذا لـم يكن له عقل فما ينفعه؟ يعنـي: إذا
لـم يكن له عقل ينتفع به فـي دينه ومعاشه دعته العرب مثبورا. قال: أظنك لـيس لك
عقل يا فرعون،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty25/7/2011, 12:01 am

17198ـ حدثنـي يونس، قال:
أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: قُلْ آمِنوا بِهِ أوْ لا تُؤْمِنُوا
إنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلْـمَ مِنْ قَبْلِهِ من قبل النبـيّ صلى الله عليه وسلم
إذَا يُتْلَـى عَلَـيهِمْ ما أنزل إلـيهم من عند الله يَخِرّونَ للأَذْقانِ سُجّدا
وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبّنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبّنا لَـمَفْعولاً.



وقال آخرون: عُنِـي بقوله: الّذِينَ أُوتُوا
العِلْـمَ مِنْ قَبْلِهِ (القرآن الذي أُنزل علـى) مـحمد صلى الله عليه وسلم. ذكر
من قال ذلك:



17199ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي حجاج، عن ابن جريج، فـي قوله: إذَا يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ كتابهم.



17200ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، فـي قوله إذا يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ ما أنزل الله إلـيهم من عند الله.



وإنـما قلنا: عُنِـي بقوله: إذَا يُتْلَـى
عَلَـيْهِمْ القرآن، لأنه فـي سياق ذكر القرآن لـم يجر لغيره من الكتب ذكر، فـيصرف
الكلام إلـيه، ولذلك جعلت الهاء التـي فـي قوله: مِنْ قَبْلِهِ من ذكر القرآن، لأن
الكلام بذكره جرى قبله، وذلك قوله: وَقُرآنا فَرَقْناهُ وما بعده فـي سياق الـخبر
عنه، فذلك وجبت صحة ما قلنا إذا لـم يأت بخلاف ما قلنا فـيه حجة يجب التسلـيـم
لها.






الآية :
109



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَيَخِرّونَ لِلأذْقَانِ
يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }.



يقول تعالـى ذكره: ويخرّ هؤلاء الذين أوتوا
العلـم من مؤمنـي أهل الكتابـين من قبل نزول الفرقان، إذا يُتْلَـى علـيهم القرآن
لأذقانهم يبكون، ويزيدهم ما فـي القرآن من الـمواعظ والعبر خشوعا، يعنـي خضوعا
لأمر الله وطاعته، واستكانة له. 17201ـ
حدثنا أحمد بن منـيع، قال: حدثنا عبد الله بن الـمبـارك، قال: أخبرنا مِسْعر، عن
عبد الأعلـى التـيـميّ، أن من أوتـي من العلـم ما لـم يبكه لـخـلـيق أن لا يكون
أوتـي علـما ينفعه، لأن الله نعت العلـماء فقال إنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلْـمَ
مِنْ قَبْلِهِ إذَا يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ يَخِرّونَ للأَذْقانِ... الاَيتـين.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، قال: حدثنا عبد الله بن الـمبـارك، عن مسعر بن كدام، عن عبد الأعلـى
التـيـمي بنـحوه، إلاّ أنه قال: إذَا يُتْلَـى عَلَـيْهِمْ يَخِرّونَ للأَذْقانِ
ثم قال: ويَخِرّونَ للأَذْقانِ يَبْكُونَ... الاَية.



17202ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد ويَخُرّونَ للأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعا. قال: هذا
جواب وتفسير للاَية التـي فـي كهيعص إذَا تُتْلَـى عَلَـيْهِمْ آياتُ الرّحْمَنَ
خَرّوا سُجّدا وَبُكِيّا.






الآية :
110



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ
ادْعُواْ الرّحْمَـَنَ أَيّاً مّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأسْمَآءَ الْحُسْنَىَ وَلاَ
تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه: قل يا مـحمد لـمشركي
قومك الـمنكرين دعاء الرحمن: ادْعُوا اللّهَ أيها القوم أوِ ادْعُوا الرّحْمَنَ
أيّا مّا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماءُ الـحُسْنَى بأيّ أسمائه جلّ جلاله تدعون ربكم،
فإنـما تدعون واحدا، وله الأسماء الـحُسنى. وإنـما قـيـل ذلك له صلى الله عليه
وسلم، لأن الـمشركين فـيـما ذكر سمعوا النبـيّ صلى الله عليه وسلم يدعو ربه: يا
ربنا الله، ويا ربنا الرحمن، فظنوا أنه يدعو إلهين، فأنزل الله علـى نبـيه علـيه
الصلاة والسلام هذه الاَية احتـجاجا لنبـيه علـيهم. ذكر الرواية بـما ذكرنا:



17203ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي مـحمد بن كثـير، عن عبد الله بن واقد، عن أبـي الـجوزاء عن ابن عبـاس. قال:
كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم ساجدا يدعو: «يا رَحْمَنُ يا رَحيـمُ»، فقال
الـمشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدا، وهو يدعو مثنى مثنى، فأنزل الله تعالـى: قُلِ
ادْعُوا اللّهَ أوِ ادْعُوا الرّحْمَنَ أيّا مّا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماءُ
الـحُسْنَى... الاَية.



17204ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي عيسى، عن الأوزاعي، عن مكحول، أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم كان يتهجّد
بـمكة ذات لـيـلة، يقول فـي سجوده: «يا رَحْمَنُ يا رَحيـمُ»، فسمعه رجل من
الـمشركين، فلـما أصبح قال لأصحابه: انظروا ما قال ابن أبـي كبشة، يدعو اللـيـلة
الرحمن الذي بـالـيـمامة، وكان بـالـيـمامة رجل يقال له الرحمن: فنزلت: قُلِ
ادْعُوا اللّهَ أوِ ادْعُوا الرّحْمَنَ أيّا مّا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماءُ
الـحُسْنَى».



17205ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، قوله: قُلِ ادْعُوا اللّهَ أوِ ادْعُوا الرّحْمَن أيّا مّا
تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماءُ الـحُسْنَى.



17206ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: أيّا مّا تَدْعُوا بشيء من أسمائه.



17207ـ حدثنـي موسى بن سهل، قال: حدثنا مـحمد
بن بكار البصري، قال: ثنـي حماد بن عيسى، عن عبـيد بن الطفـيـل الـجهنـي، قال:
حدثنا ابن جريج، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن مكحول، عن عَرّاك بن
مالك، عن أبـي هريرة، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ لِلّهِ تسْعَةً
وَتسْعينَ اسْما كُلّهُنّ فـي القُرآنِ، مَنْ أحْصَاهنّ دَخَـلَ الـجَنّةَ».



قال أبو جعفر: ولدخول «ما» فـي قوله أيّا مّا
تَدْعُوا وجهان: أحدهما أن تكون صلة، كما قـيـل: عَمّا قَلِـيـلٍ لَـيُصْبِحُنّ
نَادِمِينَ. والاَخر أن تكون فـي معنى إن: كررت لـما اختلف لفظاهما، كما قـيـل: ما
إن رأيت كاللـيـلة لـيـلة.



وقوله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً اختلف أهل التأويـل فـي الصلاة،
فقال بعضهم: عنى بذلك: ولا تـجهر بدعائك، ولا تـخافت به، ولكن بـين ذلك. وقالوا:
عنى بـالصلاة فـي هذا الـموضع: الدعاء. ذكر من قال ذلك:



17208ـ حدثنـي يحيى بن عيسى الدامغانـي، قال:
حدثنا ابن الـمبـارك، عن هشام بن عروة، عن أبـيه، عن عائشة، فـي قوله: وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قالت: فـي الدعاء.



حدثنا بشار، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن
أبـيه، عن عائشة، قالت: نزلت فـي الدعاء.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا سفـيان، عن هشام بن عروة، عن أبـيه، عن عائشة مثله.



17209ـ حدثنا الـحسن بن عرفة، قال: حدثنا عبـاد
بن العوّام، عن أشعث بن سوار، عن عكرمة، عن ابن عبـاس فـي قول الله تعالـى: وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: كانوا يجهرون بـالدعاء، فلـما نزلت
هذه الاَية أُمروا أن لا يجهروا، ولا يخافتوا.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا حماد، عن عمرو بن مالك البكري، عن أبـي الـجوزاء عن عائشة، قالت: نزلت فـي
الدعاء.



17210ـ حدثنـي مطر بن مـحمد الضبـي، قال: حدثنا
عبد الله بن داود، قال: حدثنا شريك، عن زياد بن فـياض، عن أبـي عياض، فـي قوله:
وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: الدعاء.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا سفـيان، عن إبراهيـم الهَجري، عن أبـي عياض وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها قال: نزلت فـي الدعاء.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا شريك، عن زياد بن فـياض، عن أبـي عياض مثله.



17211ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن،
قال: حدثنا سفـيان عمن ذكره عن عطاء وَلا تَـجْهَرْ بصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها
قال: نزلت فـي الدعاء.



17212ـ حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن
جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد فـي الاَية: وَلا تَـجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بها قال: فـي الدعاء.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد، قال: نزلت فـي الدعاء.



حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم،
قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن
ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها
فـي الدعاء والـمسألة.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن لـيث، عن
مـجاهد، قال: نزلت فـي الدعاء والـمسألة.



17213ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال:
ثنـي سفـيان، قال: ثنـي قـيس بن مسلـم، عن سعيد بن جبـير فـي قوله وَلا تَـجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: فـي الدعاء.



17214ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد
الزبـيري، قال: حدثنا سفـيان، عن ابن عياش العامري، عن عبد الله بن شدّاد قال: كان
أعراب إذا سلـم النبـيّ صلى الله عليه وسلم قالوا: اللهمّ ارزقنا إبلاً وولدا،
قال: فنزلت هذه الاَية: وَلا تَـجْهَرْ بصَلاتكَ وَلا تُـخافتْ بها.



17215ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبـيه، فـي قوله وَلا تَـجْهَرْ
بصَلاتكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: فـي الدعاء.



حدثنـي ابن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي
عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ...
الاَية، قال: فـي الدعاء والـمسألة.



17216ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال:
ثنـي عيسى، عن الأوزاعي، عن مكحول وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتكَ وَلا تُـخافِتْ بِها
قال: ذلك فـي الدعاء.



وقال آخرون: عنى بذلك الصلاة. واختلف قائلو هذه
الـمقالة فـي الـمعنى الذي عنى بـالنهي عن الـجهر به، فقال بعضهم: الذي نهى عن
الـجهر به منها القراءة. ذكر من قال ذلك:



17217ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا هشيـم، قال:
أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: نزلت هذه الاَية ورسول الله
صلى الله عليه وسلم متوار وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: كان
إذا صلـى بأصحابه رفع صوته بـالقرآن، فإذا سمع ذلك الـمشركون سبّوا القرآن ومن
أنزله، ومن جاء به، قال: فقال الله لنبـيه صلى الله عليه وسلم وَلا تَـجْهَرْ
بِصَلاتِكَ فـيسمع الـمشركون وَلا تُـخافِتْ بِها عن أصحابك، فلا تُسْمِعهم القرآن
حتـى يأخذوا عنك.



حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد،
قال: حدثنا بشر بن عمار، عن أبـي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، فـي قوله: وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
إذا جهر بـالصلاة بـالـمسلـمين بـالقرآن، شقّ ذلك علـى الـمشركين إذا سمعوه،
فـيُؤْذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بـالشتـم والعيب به، وذلك بـمكة، فأنزل
الله: يا مـحمد لا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ يقول: لا تُعلِنْ بـالقراءة بـالقرآن إعلانا
شديدا يسمعه الـمشركون فـيؤذونك، ولا تـخافت بـالقراءة القرآن: يقول: لا تـخفض
صوتَك حتـى لا تُسْمِع أذنـيك وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً يقول: اطلب بـين
الإعلان والـجهر وبـين التـخافت والـخفض طريقا، لا جهرا شديدا، ولا خفضا لا تُسْمع
أذنـيك، فذلك القدر فلـما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى الـمدينة سقط
هذا كله، يفعل الاَن أيّ ذلك شاء.



17218ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ
يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ
وَلا تُـخافِتْ بِها... الاَية، هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بـمكة كان إذا
صلـى بأصحابه، فرفع صوته بـالقراءة أسمع الـمشركين، فآذوه، فأمره الله أو لا يرفع
صوته، فـيسمع عدوّه، ولا يخافت فلا يُسْمِع مَن خـلفه من الـمسلـمين، فأمره الله
أن يبتغي بـين ذلك سبـيلاً.



حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش،
عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: كان النبـيّ صلى الله عليه
وسلم يرفع صوته بـالقرآن، فكان الـمشركون إذا سمعوا صوته سبّوا القرآن، ومن جاء به
فكان النبـيّ صلى الله عليه وسلم يخفـي القرآن فما يسمعه أصحابه، فأنزل الله وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـينَ ذلك سَبِـيلاً.



حدثنا مـحمد بن علـيّ بن الـحسن بن شقـيق،
قال: سمعت أبـي، يقول: أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن
جبـير، عن ابن عبـاس وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع صوته وسَمع الـمشركون، سبّوا القرآن، ومن جاء به،
وإذا خفض لـم يسمع أصحابه، قال الله: وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty25/7/2011, 12:02 am

حدثنا أبو كريب، قال:
حدثنا يونس: حدثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي داود بن الـحُصَين، من عكرمة، عن ابن
عبـاس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بـالقرآن وهو يصلـي
تفرّقوا، وأَبَوا أن يستـمعوا منه، فكان الرجل إذا أراد أن يستـمع من رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو، وهو يصلـي، استرق السمع دونهم فرقا منهم، فإن رأى
أنهم قد عرفوا أنه يستـمع، ذهب خشية أذاهم، فلـم يستـمع، فإن خفض رسول الله صلى
الله عليه وسلم صوته، لـم يستـمع الذين يستـمعون من قراءته شيئا، فأنزل الله
علـيه: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ فـيتفرّقوا عنك وَلا تُـخافِتْ بِها فلا تُسْمِع
من أراد أن يسمعها، مـمن يسترق ذلك دونهم، لعله يرعَوِي إلـى بعض ما يسمع، فـينتفع
به، وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً.



17219ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب، عن
جعفر، عن سعيد، قال: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم يجهر بقراءة القرآن فـي
الـمسجد الـحرام، فقالت قريش: لا تـجهر بـالقراءة فتؤذي آلهتنا، فنهجو ربك، فأنزل
الله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها... الاَية.



حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا
أبو بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبّـاس، فـي قوله وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ
وَلا تُـخافِتْ بِها قال: نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مختف بـمكة،
فكان إذا صلـى بأصحابه رفع الصوت بـالقرآن، فإذا سمعه الـمشركون سبوا القرآن ومن
أنزله، ومن جاء به، فقال الله لنبـيه: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ: أي بقراءتك،
فـيسمع الـمشركون، فـيسبّوا القرآن وَلا تُـخافِتْ بِها عن أصحابك، فلا تسمعهم
وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال:
حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبـير، فـي قوله وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: فـي القراءة.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال:
حدثنا سعيد، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، فـي هذه الاَية وَلا تَـجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم إذا رفع صوته
أعجب ذلك أصحابه، وإذا سمع ذلك الـمشركون سبّوه، فنزلت هذه الاَية.



17220ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا ابن علـية، عن
سلـمة، عن علقمة، عن مـحمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبـا بكر كان إذا صلـى فقرأ خفض
صوته، وأن عمر كان يرفع صوته قال: فقـيـل لأبـي بكر: لـم تصنع هذا؟ فقال: أناجي
ربـي، وقد علـم حاجتـي، قـيـل: أحسنت وقـيـل لعمر: لـم تصنع هذا؟ قال: أطرد
الشيطان، وأوقظ الوسنان، قـيـل: أحسنت فلـما نزلت وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً قـيـل لأبـي بكر: ارفع شيئا،
وقـيـل لعمر: اخفض شيئا.



17221ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن
واضح، قال: حدثنا حسان بن إبراهيـم، عن إبراهيـم الصائغ، عن عطاء، فـي قوله: وَلا
تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها قال: يقول ناس إنها فـي الصلاة، ويقول
آخرون إنها فـي الدعاء.



17222ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـينَ
ذلكَ سَبِـيلاً وكان نبـيّ الله وهو بـمكة، إذا سمع الـمشركون صوته رموه بكلّ خبث،
فأمره الله أن يغضّ من صوته، وأن يجعل صلاته بـينه وبـين ربه، وكان يقال: ما سمعته
أذنك فلـيس بـمخافتة.



حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد
الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها قال: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بـالصلاة، فـيُرمَى
بـالـخبث، فقال: لا ترْفعْ صَوْتكَ فتُؤْذَى وَلا تُـخافِتْ بِها، وَابْتَغِ بـينَ
ذلكَ سَبِـيلاً.



وقال آخرون: إنـما عُنِـي بذلك: ولا تـجهر
بـالتشهد فـي صلاتك، ولا تـخافت بها. ذكر من قال ذلك:



17223ـ حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا حفص بن
غِياث، عن هشام بن عُروة، عن أبـيه، عن عائشة، قالت: نزلت هذه الاَية فـي التشهد
وَلا تَـجْهَرْ بصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها.



17224ـ حدثنـي أبو السائب، قال: حدثنا حفص، عن
أشعث، عن ابن سيرين مثله. وزاد فـيه: وكان الأعرابـيّ يجهر فـيقول: التـحيات لله،
والصلوات لله، يرفع فـيها صوته، فنزلت وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ.



وقال آخرون: بل كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلـي بـمكة جِهارا، فأمر بإخفـائها. ذكر من قال ذلك:



17225ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن
واضح، قال: حدثنا الـحسين، عن يزيد، عن عكرمة والـحسن البصري قالا: قال فـي بنـي
إسرائيـل وَلا تَـجْهرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـيَن ذلكَ
سَبِـيلاً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلـى يجهر بصلاته، فآذى ذلك
الـمشركين بـمكة، حتـى أخفـى صلاته هو وأصحابه، فلذلك قال وَلا تَـجَهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها وَابْتَغِ بـيْنَ ذلكَ سَبِـيلاً وقال فـي
الأعراف: وَاذْكُرْ رَبّكَ فِـي نَفْسِكَ تَضَرّعا وَخِيفَةً وَدُونَ الـجَهْرِ
مِنَ القَوْلِ بـالغُدُوّ والاَصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الغافِلِـينَ.



وقال آخرون: معنى ذلك: ولا تـجهر بصلاتك
تـحسنها من إتـيانها فـي العلانـية، ولا تـخافت بها: تسيئها فـي السريرة. ذكر من
قال ذلك:



17226ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن الـحسن أنه كان يقول: ولاَ تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها: أي لا تراء بها عَلاَنـية، ولا تـخفها سرّا وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ
سَبِـيلاً.



حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال:
أخبرنا معمر، قال: كان الـحسن يقول فـي قوله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها قال: لا تـحسن علانـيتها، وتسيء سريرتها.



حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، عن عوف، عن
الـحسن، فـي قوله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولاَ تُـخافِتْ بِها قال: لا تراء
بها فـي العلانـية، ولا تـخفها فـي السريرة.



حدثنـي علـيّ بن الـحسن الأزرقـي، قال: حدثنا
الأشجعي، عن سفـيان، عن منصور، عن الـحسن وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا
تُـخافِتْ بِها قال: تـحسن علانـيتها، وتسيء سريرتها.



17227ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد الله،
قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولاَ
تُـخافِتْ بِها قال: لا تصلّ مراءاة الناس ولا تدعها مخافة. وقال آخرون فـي ذلك
ما:



17228ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد فـي قوله: وَلا تَـجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها وَابْتِغِ
بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً قال: السبـيـل بـين ذلك الذي سنّ له جبرائيـل من الصلاة
التـي علـيها الـمسلـمون. قال: وكان أهل الكتاب يُخافتون، ثم يجهر أحدهم بـالـحرف،
فـيصيح به، ويصيحون هم به وراءه، فنهى أن يصيح كما يصيح هؤلاء، وأن يُخافت كما
يُخافت القوم، ثم كان السبـيـل الذي بـين ذلك، الذي سنّ له جبرائيـل من الصلاة.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصحة، ما ذكرنا عن
ابن عبـاس فـي الـخبر الذي رواه أبو جعفر، عن سعيد، عن ابن عبـاس، لأن ذلك أصحّ
الأسانـيد التـي رُوِي عن صحابـيّ فـيه قولٌ مخرّجا، وأشبه الأقوال بـما دلّ علـيه
ظاهر التنزيـل، وذلك أن قوله: وَلا تَـجْهِرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها
عقـيب قوله قُلِ ادْعِوا اللّهَ أوِ ادْعُوا الرّحْمنَ أيّا مّا تَدْعُوا فَلَهُ
الأسْماءُ الـحُسْنَى وعقـيب تقريع الكفـار بكفرهم بـالقرآن، وذلك بعدهم منه ومن
الإيـمان. فإذا كان ذلك كذلك، فـالذي هو أولـى وأشبه بقوله وَلاَ تَـجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُـخافِتْ بِها أن يكون من سبب ما هو فـي سياقه من الكلام، ما لـم
يأت بـمعنى يوجب صرفه عنه، أو يكون علـى انصرافه عنه دلـيـل يعلـم به الانصراف عما
هو فـي سياقه.



فإذا كان ذلك كذلك، فتأويـل الكلام: قل ادعوا
الله، أو ادعوا الرحمن، أيا ما تدعوا فله الأسماء الـحسنى، ولا تـجهر يا مـحمد
بقراءتك فـي صلاتك ودعائك فـيها ربك ومسألتك إياه، وذكرك فـيها، فـيؤذيك بجهرك
بذلك الـمشركون، ولا تـخافت بها فلا يسمعها أصحابك وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سبِـيلاً
ولكن التـمس بـين الـجهر والـمخافتة طريقا إلـى أن تسمع أصحابك، ولا يسمعه
الـمشركون فـيؤذوك. ولولا أن أقوال أهل التأويـل مضت بـما ذكرت عنهم من التأويـل،
وأنا لا نستـجير خلافهم فـيـما جاء عنهم، لكان وجها يحتـمله التأويـل أن يقال: ولا
تـجهر بصلاتك التـي أمرناك بـالـمخافتة بها، وهي صلاة النهار لأنها عجماء، لا يجهر
بها، ولا تـخافت بصلاتك التـي أمرناك بـالـجهر بها، وهي صلاة اللـيـل، فإنها يجهر
بها وَابْتَغِ بـينَ ذلكَ سَبِـيلاً بأن تـجهر بـالتـي أمرناك بـالـجهر بها،
وتـخافت بـالتـي أمرناك بـالـمخافتة بها، لا تـجهر بجميعها، ولا تـخافت بكلها،
فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الـحجة من أهل
التأويـل علـى خلافه. فإن قال قائل: فأية قراءة هذه التـي بـين الـجهر والـمخافتة؟
قـيـل:



17229ـ حدثنـي مطر بن مـحمد، قال: حدثنا
قتـيبة، ووهب بن جرير، قالا: حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سلـيـم، عن الأسود بن هلال،
قال: قال عبد الله: لـم يخافت من أسمع أذنـيه.



حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:
حدثنا شعبة، عن الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن عبد الله، مثله.






الآية :
111



القول فـي تأويـل
قوله تعالـى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ
الّذِي لَمْ يَتّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ
يَكُنْ لّهُ وَلِيّ مّنَ الذّلّ وَكَبّرْهُ تَكْبِيراً }.



يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه
وسلم: وَقُلْ يا مـحمد الـحَمْدُ لِلّهِ الّذِي لَـمْ يَتّـخذْ وَلَدا فـيكون
مربوبـا لاربـا، لأن ربّ الأربـاب لا ينبغي أن يكون له ولد ولَـمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ فـيكون عاجزا ذا حاجة إلـى معونة غيره ضعيفـا، ولا يكون
إلها من يكون مـحتاجا إلـى معين علـى ما حاول، ولـم يكن منفردا بـالـمُلك والسلطان
وَلـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذُلّ يقول: ولـم يكن له حلـيف حالفه من الذلّ
الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلـى نصرة غيره، فذلـيـل مهين، ولا يكون من كان
ذلـيلاً مهينا يحتاج إلـى ناصر إلها يطاع وكّبرْهُ تَكْبـيرا يقول: وعظم ربك يا
مـحمد بـما أمرناك أن تعظمه به من قول وفعل، وأطعه فـيـما أمرك ونهاك.



وبنـحو الذي قلنا فـي قوله: وَلـمْ يَكُنْ لَهُ
وَلِـيّ مِنَ الذّلّ قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:



17230ـ حدثنا مـحمد بن عمرو،قال: حدثنا أبو
عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء،
جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ولَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذّلَ قال:
لـم يحالف أحدا، ولا يبتغي نصر أحد.



حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي
حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.



17231ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا
سعيد، عن قتادة: ذُكر لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يعلّـم أهله هذه
الاَية الـحَمْدُ لِلّهِ الّذِي لَـمْ يَتّـخِذْ وَلَدا وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذّلّ وكّبرْهُ
تَكْبِـيرا الصغير من أهله والكبـير.



17232ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، قال:
حدثنا أبو الـجنـيد، عن جعفر، عن سعيد، عن ابن عبـاس، قال: إن التوراة كلها فـي
خمس عشرة آية من بنـي إسرائيـل، ثم تلا لا تَـجْعَلْ مَعَ اللّهِ إلها آخَرَ.



17233ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
أخبرنـي أبو صخر، عن القُرَظي، أنه كان يقول فـي هذه الاَية: الـحَمْدُ لِلّهِ
الّذِي لَـمْ يَتّـخِذْ وَلَدا... الاَية. قال: إن الـيهود والنصارى قالوا: اتـخذ
الله ولدا. وقالت العرب: لبـيك، لبـيك، لا شريك لك، إلا شريكا هو لك. وقال
الصابئون والـمـجوس: لولا أولـياء الله لذلّ الله، فأنزل الله: وَقُلِ الـحَمْدُ
لِلّهِ الّذِي لَـمْ يَتّـخِذْ وَلَدا وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ
وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذّلّ وكبّرْهُ أنت يا مـحمد علـى ما يقولون
تَكْبِـيرا.



آخر تفسير سورة بنـي
إسرائيـل، والـحمد لله ربّ العالـمين.


<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">

نهاية تفسير الإمام الطبري لسورة الإسراء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
fareed tauson
مؤسس الموقع

مؤسس الموقع
fareed tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3039
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
الموقع : منتدي شباب ستار
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty27/7/2011, 1:39 am

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 12887426313
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty29/7/2011, 1:03 am

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 246414360
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
fareed tauson
مؤسس الموقع

مؤسس الموقع
fareed tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3039
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
الموقع : منتدي شباب ستار
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty29/7/2011, 2:42 am

لا شكر علي واجب دا اقل حاجه ممكن اقولها وجزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty30/7/2011, 4:22 am

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 392623تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 395799
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
fareed tauson
مؤسس الموقع

مؤسس الموقع
fareed tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3039
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
الموقع : منتدي شباب ستار
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty30/7/2011, 5:36 pm

مرسي علي الرد الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty30/7/2011, 6:18 pm

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 68
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
Sheikh_Alarab

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Default4
Sheikh_Alarab


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 121
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 34

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty13/8/2011, 3:35 pm

جعله الله فى ميزان حسناتك و متعك بالصحة و العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاسراء   تفسير سورة الاسراء - صفحة 2 Empty21/8/2011, 2:49 am

أسعدتني طلتكـ البهيهـ
ومروركـ الرائعـ والجميلـ
كلـ الشكر على تواجدكـ الذي
أنار صفحتي برحيقكـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
 
تفسير سورة الاسراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة طه
» تفسير سورة نوح
» تفسير سورة ص
» تفسير سورة هود
» تفسير سورة يس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب ستار :: عالــــــــ الدين الاسلامي ـــــــم :: القرأن الكريم-
انتقل الى: