شباب ستار
تفسير سورة يوسف 749093772
شباب ستار
تفسير سورة يوسف 749093772
شباب ستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب ستار

شباب ستار| اغاني | العاب | مسلسلات | مهرجنات| لوبات| برامج دجي | فلاتر| بروجكتات|افلام عربي-افلام اجنبي-افلام هندي-اغاني عربي-اغاني-اجنبي-برامج كاملة-العاب-نغمات-سيمزات-خلفيات-شات-رسائل-مطبخ حواء-gemes-movies-photo-flash-اكوادcss-اكوادthml-تقنيات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في 1/1/1970
آخر عضو مسجل Mo فمرحبا به


هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا


 

 تفسير سورة يوسف

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:25 pm



سورة
يوسف



[center]مكية


وآياتها
إحدى عشرة ومائة


القول فـي تفسير
السورة التـي يذكر فـيها يوسف:



بسم الله الرحمَن
الرحيـم



الآية :
1


{الَر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ
الْمُبِينِ }.




قال أبو جعفر مـحمد بن جرير: قد ذكرنا اختلاف أهل التأويـل فـي تأويـل
قوله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ, والقول الذي نـختاره فـي تأويـل ذلك
فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته ههنا.




وأما قوله: تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ فإن أهل التأويـل اختلفوا
فـي تأويـله, فقال بعضهم: معناه: تلك آيات الكتاب الـمبـين: بـين حلاله وحرامه,
ورشده وهداه. ذكر من قال ذلك:




14496ـ حدثنـي سعيد بن عمرو السكونـي, قال: حدثنا الولـيد بن سلـمة
الفلسطينـي, قال: أخبرنـي عبد الوهاب بن مـجاهد, عن أبـيه, فـي قول الله تعالـى:
الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ قال: بـين حلاله وحرامه.




14497ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: الر
تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ أي والله لـمبـين تركيبه هداه ورشده.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن
قتادة, فـي قوله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ قال: بـين الله رشده
وهداه.




وقال آخرون فـي ذلك بـما:




14498ـ حدثنـي سعيد بن عمرو السكونـي, قال: حدثنا الولـيد بن سلـمة, قال:
حدثنا ثور بن يزيد, عن خالد بن معدان, عن معاذ أنه قال فـي قول الله عزّ وجلّ:
الكِتابِ الـمُبِـينِ قال بـين الـحروف التـي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف.




والصواب من القول فـي ذلك عندي أن يقال: معناه: هذه آيات الكتاب الـمبـين,
لـمن تلاه وتدبر ما فـيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانـيه لأن
الله جلّ ثناؤه أخبر أنه مبـين, ولـم يخصّ إبـانته عن بعض ما فـيه دون جميعه, فذلك
علـى جميعه, إذ كان جميعه مبـينا عما فـيه.



الآية :
2


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً
لّعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: إنا أنزلنا هذا الكتاب الـمبـين قرآنا عربـيّا علـى
العرب, لأن لسانهم وكلامهم عربـي, فأنزلنا هذا الكتاب بلسانهم لـيعقلوه ويفقهوا
منه, وذلك قوله عزّ وجلّ: لَعَلّكُمْ تَعْقلُونَ.



الآية :
3


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ
بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ
الْغَافِلِينَ }.




يقول جلّ ثناؤه لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: نـحن نقصّ علـيك يا مـحمد
أحسن القصص بوحينا إلـيك هذا القرآن, فنـخبرك فـيه عن الأخبـار الـماضية وأنبـاء
الأمـم السالفة والكتب التـي أنزلناها فـي العصور الـخالـية. وَإنْ كُنْتَ مِنْ
قَبْلِهِ لَـمِنَ الغَافِلـينَ يقول تعالـى ذكره: وإن كنت يا مـحمد من قبل أن
نوحيه إلـيك لـمن الغافلـين عن ذلك, لا تعلـمه ولا شيئا منه. كما:




14499ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: نَـحْنُ
نَقُصّ عَلَـيْكَ أحْسَنَ القَصَصِ من الكتب الـماضية وأمور الله السالفة فـي
الأمـم, وَإنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَـمِنَ الغافِلـينَ.




وذكر أن هذه الآية نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمسألة أصحابه
إياه أن يقصّ علـيهم. ذكر الرواية بذلك:




14500ـ حدثنـي نصر بن عبد الرحمن الأودي, قال: حدثنا حكام الرازي, عن أيوب,
عن عمرو الـملائي, عن ابن عبـاس, قال: قالوا: يا رسول الله, لو قصصت علـينا قال:
فنزلت: نَـحْنُ نَقُصّ عَلَـيْكَ أحْسَنَ القَصَصِ.




14501ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن أيوب بن سيار أبـي عبد الرحمن,
عن عمرو بن قـيس, قال: قالوا: يا نبـيّ الله, فذكر مثله.




14502ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن الـمسعودي, عن عون بن عبد
الله, قال: ملّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلّةً, فقالوا: يا رسول الله
حدّثنا فأنزل الله عزّ وجل: أللّهُ نَزّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ. ثم ملوا ملة أخرى
فقالوا: يا رسول الله حدّثنا فوق الـحديث ودون القرآن يعنون القصص. فأنزل الله:
الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ إنّا أنْزَلْناهُ قُرآنا عَرَبِـيّا
لَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ نَـحْنُ نَقُصّ عَلَـيْكَ أحْسَنَ القَصَصِ بِـمَا
أوْحَيْنا إلَـيْكَ هَذَا القُرآنَ وَإنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَـمِنَ
الغافِلِـينَ. فأرادوا الـحديث فدلهم علـى أحسن الـحديث, وأرادوا القصص فدلهم علـى
أحسن القصص.




14503ـ حدثنا مـحمد بن سعيد العطار, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: أخبرنا
خلاد الصفـار, عن عمرو بن قـيس, عن عمرو بن مرة, عن مصعب بن سعد, عن سعد, قال: أنزل
علـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم القرآن, قال: فتلاه علـيهم زمانا, فقالوا: يا
رسول الله, لو قصصت علـينا فأنزل الله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ...
إلـى قوله: لَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ... الآية. قال: ثم تلاه علـيهم زمانا, فقالوا:
يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالـى: اللّهُ نَزّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ
كِتابـا مُتَشابِها قال خلاد: وزادوا فـيه رجلاً آخر, قالوا: يا رسول الله, أو قال
أبو يحيى: ذهبت من كتابـي كلـمة, فأنزل الله: أَلـمْ يَأنِ للّذِينَ آمَنُوا أنْ
تَـخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ.



الآية :
4


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَأَبتِ إِنّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ }.




يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وإن كنت يا مـحمد لـمن
الغافلـين عن نبإ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيـم, إذ قال لأبـيه يعقوب بن
إسحاق: يا أبت إنـي رأيت أحد عشر كوكبـا يقول: إنـي رأيت فـي منامي أحد عشر
كوكبـا. وقـيـل: إن رؤيا الأنبـياء كانت وحيا.




14504ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: حدثنا سفـيان, عن سماك
بن حرب, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, فـي قوله: إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ
كَوْكَبـا والشّمْسَ والقَمَرَ رأيْتُهُمْ لـي ساجِدِينَ قال: كانت رؤيا الأنبـياء
وحيا.




14505ـ وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو أسامة, عن سفـيان, عن سماك, عن
سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس: إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا قال: كانت
الرؤيا فـيهم وحيا.




وذكر أن الأحد العشر الكواكب التـي رآها فـي منامه ساجدة مع الشمس والقمر,
ما:




14506ـ حدثنـي علـيّ بن سعيد الكندي, قال: حدثنا الـحكم بن ظهير, عن
السديّ, عن عبد الرحمن بن سابط, عن جابر, قال: أتـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم
رجل من يهود يقال له بستانة الـيهودي, فقال له: يا مـحمد أخبرنـي عن الكواكب التـي
رآها يوسف ساجدة له, ما أسماؤها؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلـم
يجبه بشيء, ونزل علـيه جبرئيـل وأخبره بأسمائها. قال: فبعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلـيه, فقال: «هَلْ أنْتَ مُؤْمِنٌ إنْ أخْبَرْتُكَ بأسْمائها؟» قال:
نعم, فقال: «جَرْبـانُ والطّارِقُ, والذّيّالُ, وذُو الكَتِفَـينِ, وقابسٌ,
وَوَثّابٌ وَعمودَانِ, والفَلِـيقُ, والـمُصْبَحُ, والضّرُوحُ, وَدُو الفَرْغِ,
والضّياءُ, والنورُ». فقال الـيهوديّ: والله إنها لأسماؤها.




وقوله: والشّمْسَ والقَمَرَ رأيْتُهُمْ لـي ساجِدِينَ يقول: والشمس والقمر
رأيتهم فـي منامي سجودا. وقال ساجِدِين والكواكب والشمس والقمر إنـما يخبر عنها
بفـاعلة وفـاعلات, لا بـالواو والنون, إنـما هي علامة جمع أسماء ذكور بنـي آدم أو
الـجنّ أو الـملائكة. وإنـما قـيـل ذلك كذلك, لأن السجود من أفعال من يجمع أسماء
ذكورهم بـالـياء والنون, أو الواو والنون, فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من
يفعل ذلك, كما قـيـل: يا أيّها النّـمْلُ ادْخُـلُوا مَساكِنَكُمْ. وقال: «رأيتهم»
وقد قـيـل: إنـي رأيت أحد عشر كوكبـا, فكرّر الفعل, وذلك علـى لغة من قال: كلـمت
أخاك كلـمته, توكيدا للفعل بـالتكرير.




وقد قـيـل: إن الكواكب الأحد عشر كانت إخوته, والشمس والقمر أبويه. ذكر من
قال ذلك:




14507ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إذْ
قالَ يُوسُفُ لاَءَبِـيهِ يا أبَتِ إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا إخوته أحد
عشر كوكبـا, والشمس والقمر, يعنـي بذلك: أبويه.




14508ـ حدثنـي الـحرث, قال: ثنـي عبد العزيز, قال: حدثنا شريك, عن السديّ,
فـي قوله: إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا والشّمْسَ والقَمَرَ... الآية,
قال: رأى أبويه وإخوته سجودا له. فإذا قـيـل له عمن قال إن كان حقّا, فإن ابن
عبـاس فسره.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن
قتادة, فـي قوله: أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا والشّمْسَ والقَمَرَ رأيْتُهُمْ لـي
ساجدِينَ قال: الكواكب: إخوته, والشمس والقمر: أبواه.




14509ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قوله: إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا إخوته والشّمْسَ أمه والقَمَرَ أبوه.




14510ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: قال سفـيان: كان أبويه
وإخوته.




14511ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: حدثنا عبـيد
بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك, قوله: إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا هم
إخوة يوسف والشّمْسَ والقَمَر هما أبواه.




14512ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: يا
أبَتِ إنّـي رأيْتُ أحَدَ عَشَرَ كَوْكَبـا.... الآية, قال: أبواه وإخوته. قال:
فنعاه إخوته وكانوا أنبـياء, فقالوا: ما رضي أن يسجد له إخوته حتـى سجد له أبواه
حين بلغهم.




ورُوى عن ابن عبـاس أنه قال: الكواكب إخوته, والشمس والقمر: أبوه وخالته,
من وجه غير مـحمود, فكرهت ذكره.



الآية :
5


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ يَبُنَيّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ
عَلَىَ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنّ الشّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ
عَدُوّ مّبِينٌ }.




يقول جلّ ذكره قالَ يعقوب لابنه يوسف: يا بُنَـيّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ هذه
عَلـى إخْوَتِكَ فـيحسدوك فَـيَكِيدُوا لَكَ كَيْدا يقول: فـيبغوك الغوائل,
ويناصبوك العداوة, ويطيعوا فـيك الشيطان. إنّ الشّيْطانَ للإِنْسانِ عَدُوّ
مُبِـينٌ يقول: إن الشيطان لاَدم وبنـيه عدوّ, وقد أبـان لهم عداوته وأظهرها.
يقول: فـاحذر الشيطان أن يغري إخوتك بك بـالـحسد منهم لك إن أنت قصصت علـيهم
رؤياك. وإنـما قال يعقوب ذلك, لأنه قد كان تبـين له من أخوته قبل ذلك حسده. كما:




14513ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد العنقزي, عن أسبـاط, عن
السديّ, قال: نزل يعقوب الشام, فكان همه يوسف وأخاه, فحسده إخوته لـما رأوا حبّ
أبـيه له, ورأى يوسف فـي الـمنام كأن أحد عشر كوكبـا والشمس والقمر رآهم له
ساجدين, فحدّث بها أبـاه فقال: يا بُنـيّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ علـى إخْوَتِكَ
فَـيَكِيدُوا لَكَ كَيْدا.... الآية.




واختلف أهل العربـية فـي وجه دخول اللام فـي قوله: فَـيَكِيدُوا لَكَ
كَيْدا فقال بعض نـحويـي البصرة: معناه: فـيتـخذوا لك كيدا, ولـيست مثل: إنْ
كُنْتُـمْ للرّؤْيا تَعْبُرُونَ تلك أرادوا أن يوصل الفعل إلـيها بـاللام كما يوصل
بـالبـاء, كما تقول: قدمت له طعاما, تريد قدّمت إلـيه. وقال: يَأْكُلْنَ ما
قَدّمْتُـمْ لَهُنّ, ومثله قوله: قُلِ اللّهُ يَهْدِي للـحَقّ قال: وإن شئت كان:
فـيكيدوا لك كيدا, فـي معنى: فـيكيدوك, وتـجعل اللام مثل: لِرَبّهمْ يَرْهَبُونَ
وقد قال «لربهم يرهبون» إنـما هو بـمكان: «ربهم يرهبون». وقال بعضهم: أدخـلت اللام
فـي ذلك, كما تدخـل فـي قولهم: حمدت لك وشكرت لك, وحمدتك وشكرتك, وقال: هذه لام
علـيها الفعل, فكذلك قوله: فـيَكيدُوا لَكَ كَيْدا تقول: فـيكيدوك, ويكيدوا لك
فـيقصدوك, ويقصدوا لك, قال: «وكيدا»: توكيد.



الآية :
6


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبّكَ وَيُعَلّمُكَ
مِن تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ وَيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىَ آلِ يَعْقُوبَ
كَمَآ أَتَمّهَآ عَلَىَ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنّ
رَبّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.



[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:26 pm

: «يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل يعقوب
لابنه يوسف لـما قصّ علـيه رؤياه: وكذلكَ يَجْتَبِـيكَ رَبّكَ وهكذا يجتبـيك ربك.
يقول: كما أراك ربك الكواكب والشمس والقمر لك سجودا, فكذلك يصطفـيك ربك. كما:




14514ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو العنقزي, عن أبـي بكر الهذلـيّ, عن
عكرمة: وكذلكَ يَجْتَبـيكَ رَبّكَ قال: يصطفـيك.




14515ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وكذلكَ يَجْتَبِـيكَ رَبّكَ وَيُعَلّـمُكَ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ فـاجتبـاه
واصطفـاه وعلـمه من عَبر الأحاديث, وهو تأويـل الأحاديث.




وقوله: وَيُعَلّـمُكَ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ يقول: ويعلـمك ربك من
علـم ما يؤول إلـيه أحاديث الناس عما يرونه فـي منامهم, وذلك تعبـير الرؤيا.




14516ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: وَيُعَلّـمُكَ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ قال: عبـارة الرؤيا.




14517ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَيُعَلّـمُكَ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ قال: تأويـل الكلام: العلـم والـحلـم,
وكان يوسف أعبر الناس. وقرأ: ولَـمّا بَلَغَ أشُدّهُ آتَـيْناهُ حُكْما وَعِلْـما.




وقوله: ويُتِـمّ نِعْمَتَهُ عَلَـيْكَ بـاجتبـائه إياك واخيتاره وتعلـيـمه
إياك تأويـل الأحاديث. وَعلـى آلِ يَعْقُوبَ يقول: وعلـى أهل دين يعقوب وملته من
ذرّيته وغيرهم. كمَا أتَـمّها علـى أبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إبْرَاهِيـمَ وإسْحاقَ
بـاتـخاذه هذا خـلـيلاً وتنـجيته من النار, وفدية هذا بذبح عظيـم. كالذي:




14518ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: أخبرنا أبو
إسحاق, عن عكرمة, فـي قوله: وَيُتـمّ نِعْمَتَهُ عَلَـيْكَ وَعلـى آلِ يَعْقُوبَ
كمَا أتَـمّها علـى أبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إبْرَاهِيـمَ وَإسْحاقَ قال: فنعمته
علـى إبراهيـم أن نـجاه من النار, وعلـى إسحاق أن نـجاه من الذبح.




وقوله: إنّ رَبّكَ عَلِـيـمٌ حَكِيـمٌ يقول: إن ربك علـيـم بـمواضع الفضل,
ومن هو أهل للاجتبـاء والنعمة, حكيـم فـي تدبـيره خـلقه.



الآية :
7


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ
آيَاتٌ لّلسّائِلِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: لَقَدْ كانَ فِـي يُوسُفَ وإخُوَتِهِ الأحد عشر آياتٌ
يعنـي عبرَ وذكر للسّائِلِـينَ يعنـي السائلـين عن أخبـارهم وقصصهم. وإنـما أراد
جلّ ثناؤه بذلك نبـيه مـحمدا صلى الله عليه وسلم, وذلك أنه يقال: إن الله تبـارك
وتعالـى إنـما أنزل هذه السورة علـى نبـيه يعلـمه فـيها ما لقـي يوسف من إخوته
وإذايته من الـحسد, مع تكرمة الله إياه, تسلـية له بذلك مـما يـلقـى من إذايته
وأقاربه من مشركي قريش. كذلك كان ابن إسحاق يقول.




14519ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: إنـما قصّ
الله تبـارك وتعالـى علـى مـحمد خبر يوسف وبغي إخوته علـيه وحسدهم إياه حين ذكر
رؤياه لـما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغي قومه وحسده حين أكرمه الله
عزّ وجلّ بنبوّته لـيتأسى به.




واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: آياتٌ للسّائِلِـينَ فقرأته عامّة قرّاء
الأمصار «آياتٌ» علـى الـجماع. ورُوى عن مـجاهد وابن كثـير أنهما قرءا ذلك علـى
التوحيد.




والذي هو أولـى القراءتـين بـالصواب قراءة من قرأ ذلك علـى الـجماع, لإجماع
الـحجة من القرّاء علـيه.



الآية :
8


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبّ
إِلَىَ أَبِينَا مِنّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ }.




يقول تعالـى ذكره: لقد كان فـي يوسف وإخوته آيات لـمن سأل عن شأنهم حين
قالوا إخوة يوسف لَـيُوسُفُ وأخُوهُ مِنْ أمه أحَبّ إلـى أبِـينا مِنّا ونَـحْنُ
عُصْبَةٌ يقولون: ونـحن جماعة ذوو عدد أحد عشر رجلاً. والعصبة من الناس هم عشرة
فصاعدا, قـيـل إلـى خمسة عشر فصاعدا عشر, لـيس لها واحد من لفظها, كالنفر والرهط.
إنّ أبـانا لَفِـي ضَلالٍ مُبِـينٍ يعنون: إن أبـانا يعقوب لفـي خطأ من فعله فـي
إيثاره يوسف وأخاه من أمه علـينا بـالـمـحبة, ويعنـي بـالـمبـين أنه خطأ, يبـين عن
نفسه أنه خطأ لـمن تأمله ونظر إلـيه.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14520ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد العنقزي, عن أسبـاط, عن
السديّ: إذْ قالُوا لَـيُوسُفُ وأخُوهُ أحَبّ إلـي أبِـينا مِنا قال: يعنون
بنـيامين. قال: وكانوا عشرة.




14521ـ قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ: إنّ أبـانا لَفِـي
ضَلالٍ مُبِـينٍ قال: فـي ضلال من أمرنا.




14522ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
ونَـحْنُ عُصْبَةٌ قال: العصبة: الـجماعة.



الآية :
9


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً
يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ }.




يقول جلّ ثناؤه: قال إخوة يوسف بعضهم لبعض: اقتلوا يوسف أو اطرحوه فـي أرض
من الأرض, يعنون مكانا من الأرض. يَخْـلُ لَكُمْ وَجْهُ أبِـيكُمْ يعنون: يخـل لكم
وجه أبـيكم من شغله بـيوسف, فإنه قد شغله عنا وصرف وجهه عنا إلـيه. وتَكُونُوا
مِنْ بَعْدِهِ قَوْما صَالِـحِينَ يعنون أنهم يتوبون من قتلهم يوسف وذنبهم الذي
يركبونه فـيه, فـيكونون بتوبتهم من قتله من بعد هلاك يوسف قوما صالـحين.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14523ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
اقْتُلُوا يُوسُفَ أوِ اطْرَحُوهُ أرْضا يَخْـلُ لَكُمْ وَجْهُ أبِـيكُمْ
وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْما صَالِـحِينَ قال: تتوبون مـما صنعتـم, أو من
صنـيعكم.



الآية :
10


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ قَآئِلٌ مّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ
يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيّارَةِ إِن
كُنتُمْ فَاعِلِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال قائل من إخوة يوسف: لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ, وقـيـل
إن قائل ذلك روبـيـل كان ابن خالة يوسف. ذكر من قال ذلك:




14524ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: لا
تَقْتُلُوا يُوسُفَ ذكر لنا أنه روبـيـل كان أكبر القوم, وهو ابن خالة يوسف,
فنهاهم عن قتله.




14525ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: اقْتُلُوا
يُوسُفَ... إلـى قوله: إنْ كُنْتُـمْ فـاعِلِـينَ قال: ذكر لـي والله أعلـم أن
الذي قال ذلك منهم روبـيـل الأكبر من بنـي يعقوب, وكان أقصدهم فـيه رأيا.




حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, قوله:
لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ قال: كان أكبر إخوته, وكان ابن خالة يوسف, فنهاهم عن قتله.




وقـيـل: كان قائل ذلك منهم شمعون. ذكر من قال ذلك:




14526ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن الزبـير,
عن سفـيان, عن ابن جريج, عن مـجاهد, فـي قوله: قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا
يُوسُفَ قال: هو شمعون.




وقوله: وألْقُوهُ فِـي غَيابَتِ الـجُبّ يقول: وألقوه فـي قعر الـجبّ حيث
يغيب خبره.




واختلفت القراء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامّة قرّاء أهل الـمدينة:
«غَيابـاتِ الـجُبّ» علـى الـجماع. وقرأ ذلك عامة قرّاء سائر الأمصار: غَيابَةِ
الـجُبّ بتوحيد الغيابة. وقراءة ذلك بـالتوحيد أحبّ إلـيّ.




والـجبّ: بئر. وقـيـل: إنه اسم بئر ببـيت الـمقدس. ذكر من قال ذلك:




14527ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: فِـي غَيابَةِ الُـجْبّ قال: بئر ببـيت الـمقدس.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن
قتادة, فـي قوله: غَيابَةِ الـجُبّ قال: بئر ببـيت الـمقدس.




والغيابة: كل شيء غيب شيئا فهو غيابة, والـجبّ: البئر غير الـمطوية.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14528ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر,
عن قتادة: فِـي غَيابَةِ الـجُبّ فـي بعض نواحيها: فـي أسفلها.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وألْقُوهُ
فِـي غَيابَةِ الـجُبّ يقول: فـي بعض نواحيها.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, عن سعيد, عن قتادة, مثله.




14529ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: وألْقُوهُ فِـي غَيابَةِ الـجُبّ قال: قالها كبـيرهم الذي
تـخـلف. قال: والـجبّ: بئر بـالشأم.




14530ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: ألْقُوهُ فِـي غَيابَةِ الـجُبّ يعنـي: الركية.




14531ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: حدثنا عبـيد
بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول: الـجبّ: البئر.




وقوله: يَـلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيّارَةِ يقول: يأخذه بعض مارّة الطريق من
الـمسافرين. إنْ كُنْتُـمْ فـاعِلِـينَ يقول: إن كنتـم فـاعلـين ما أقول لكم. فذكر
أنه التقطه بعض الأعراب.




14532ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: يَـلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيّارَةِ قال: التقطه ناس من
الأعراب.




وذُكر عن الـحسن البصري أنه قرأ: «تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيّارَةِ»
بـالتاء.




14533ـ حدثنـي بذلك أحمد بن يوسف, قال: حدثنا القاسم, قال: ثنـي حجاج, عن
هارون, عن مطر الورّاق, عن الـحسن.




وكأن الـحسن ذهب فـي تأنـيثه بعض السيارة إلـى أن فعل بعضها فعلها, والعرب
تفعل ذلك فـي خبر كان عن الـمضاف إلـى مؤنث يكون الـخبر عن بعضه خبرا عن جميعه,
وذلك كقول الشاعر:



أرَى مَرّ السّنِـينَ أخَذْنَ مِنّـيكمَا أخَذَ
السّرَارُ مِنَ الهِلالِ




فقال: «أخذن منـي», وقد ابتدأ الـخبر عن الـمراد, إذ كان الـخبر عن الـمرّ
خبرا عن السنـين, وكما قال الاَخر:



إذا ماتَ مِنْهُمْ سَيّدٌ قامَ سَيّدٌفَدَانَتْ
لهُ أهْلُ القُرَى والكَنائِسِ




فقال: «دانت له», والـخبر عن أهل القرى, لأن الـخبر عنهم كالـخبر عن القرى.
ومن قال ذلك, لـم يقل: فدانت له غلام هند, لأن الغلام لو ألقـى من الكلام لـم تدلّ
هند علـيه, كما يدل الـخبر عن القرية علـى أهلها. وذلك أنه لو قـيـل: فدانت له
القرى, كان معلوما أنه خبر عن أهلها, وكذلك بعض السيارة, لو ألقـى البعض, فقـيـل:
تلتقطه السيارة, علـم أنه خبر عن البعض أو الكلّ, ودلّ علـيه الـخبر عن السيارة.



الآية :
11


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ يَـأَبَانَا مَا لَكَ لاَ
تَأْمَنّا عَلَىَ يُوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال إخوة يوسف إذ تآمروا بـينهم, وأجمعوا علـى الفرقة
بـينه وبـين والده يعقوب لوالدهم يعقوب: يا أبـانا ما لَكَ لاَ تأْمَنّا علـى
يوسُفَ فتتركه معنا إذا نـحن خرجنا خارج الـمدينة إلـى الصحراء, ونَـحْنَ لَهُ
ناصحُونَ نـحوطه ونكلؤه.



الآية :
12


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ
وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.




واختلفت القراء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة: «يَرْتَعِ
ويَـلْعَبْ» بكسر العين من يرتع وبـالـياء فـي يرتع ويـلعب, علـى معنى «يفتعل» من
الرعي: ارتعيت فأنا أرتعي. كأنهم وجهوا معنى الكلام إلـى: أرسله معنا غدا يرتع
الإبل, ويـلعب. وَإنّا لَهُ لـحَافِظُونَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:31 pm

وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الكوفة: أرْسِلْهُ
مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ بـالـياء فـي الـحرفـين جميعا وتسكين العين, من
قولهم: رتع فلان فـي ماله: إذا لهى فـيه ونعم وأنفقه فـي شهواته, ومن ذلك قولهم
فـي مثل من الأمثال: «القَـيْدُ والرّتَعَة» ومنه قول القطامي:



أكُفْرا بَعْدَ رَدّ الـمَوْتِ عَنّـيوبعدَ
عَطائِكَ الـمِئَةَ الرّتاعَا




وقرأ بعض أهل البصرة: «نَرْتَعْ» بـالنون «وَنَلْعَب» بـالنون فـيهما
جميعا, وسكون العين من «نرتع».




14534ـ حدثنـي أحمد بن يوسف, قال: حدثنا القاسم, قال: حدثنا حجاج, عن
هارون, قال: كان أبو عمرو يقرأ: «نَرْتَع وَنَلْعَبْ» بـالنون, قال: فقلت لأبـي
عمرو: كيف يقولون نلعب وهم أنبـياء؟ قال: لـم يكونوا يومئذ أنبـياء.




وأولـى القراءة فـي ذلك عندي بـالصواب, قراءة من قرأه فـي الـحرفـين
كلـيهما بـالـياء وبجزم العين فـي «يرتعْ». لأن القوم إنـما سألوا إياهم إرسال
يوسف معهم, وخدعوه بـالـخبر عن مسألتهم إياه ذلك عما لـيوسف فـي إرساله معهم من
الفرح والسرور والنشاط بخروجه إلـى الصحراء وفسحتها ولعبه هنالك, لا بـالـخبر عن
أنفسهم. وبذلك أيضا جاء تأويـل أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14535ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ
يقول: يسع وينشط.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال
ابن عبـاس: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يـلهو, وينشط, ويسعى.




14536ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط, ويـلهو.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, عن سعيد, عن قتادة, بنـحوه.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يسعى, ويـلهو.




14537ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي هشيـم, عن جويبر, عن
الضحاك, قوله: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يتلهى ويـلعب.




حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان,
قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يتلهى ويـلعب.




14538ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط ويـلعب.




قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ
وَيَـلْعَبْ: يـلهو.




قال: حدثنا حسين بن علـيّ, عن شيبـان, عن قتادة: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا
يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط, ويـلعب.




حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا نعيـم بن ضمضم العامري,
قال: سمعت الضحاك بن مزاحم, فـي قوله: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ
قال: يسعى, وينشط.




وكأن الذين يقرءون ذلك: «يَرْتَعِ وَيَـلْعَبْ» بكسر العين من يرتعِ,
يتأوّلونه علـى الوجه الذي:




14539ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
«أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ» قال: يرعي غنـمه, وينظر ويعقل,
فـيعرف ما يعرف الرجل.




وكان مـجاهد يقول فـي ذلك بـما:




14540ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: «نَرْتَعِ»: يحفظ بعضنا بعضا, نتكالأ, نتـحارس.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: «نَرْتَعِ» قال: يحفظ بعضنا بعضا, نتكالأ.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد. وحدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر,
عن وَرْقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, بنـحوه.




14541ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
بنـحوه.




فتأويـل الكلام: أرسله معنا غدا نلهو ونلعب وننعم, وننشط فـي الصحراء,
ونـحن حافظوه من أن يناله شيء يكرهه أو يؤذيه.



الآية :
13


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ إِنّي لَيَحْزُنُنِيَ أَن
تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
}.



يقول تعالـى ذكره: قال يعقوب لهم: إنـي
لـيحزننـي أن تذهبوا به معكم إلـى الصحراء, مخافة علـيه من الذئب أن يأكله وأنتـم
عنه غافلون لا تشعرون.



الآية : 14


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذّئْبُ
وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنّآ إِذَاً لّخَاسِرُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب: لئن أكل يوسف الذئب فـي
الصحراء, ونـحن أحد عشر رجلاً معه نـحفظه, وهم العصبة إنّا إذا لـخَاسِرُونَ يقول:
إنا إذا لعجزة هالكون.



الآية : 15


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوَاْ أَن
يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ
بِأَمْرِهِمْ هَـَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }.




وفـي الكلام متروك حذف ذكره اكتفـاء بـما ظهر عما ترك, وهو: فأرسله معهم,
فلـما ذهبوا به, وأجمَعُوا يقول: وأجمع رأيهم وعزموا علـى أنْ يَجْعَلُوهُ فِـي
غَيابَتِ الـجُبّ. كما:




14542ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
قوله: إنّـي لَـيَحْزُنُنـي أنْ تَذْهَبُوا بِهِ... الآية, قال: قال: لن أرسله
معكم, إنـي أخاف أن يأكله الذئب وأنتـم عنه غافلون. قالُوا لَئِنْ أكَلَهُ
الذّئْبُ وَنـحْنُ عُصْبَةٌ إنّا أذا لـخَاسِرُونَ فأرسله معهم, فأخرجوه وبه
علـيهم كرامة. فلـما برزوا به إلـى البرية أظهروا له العداوة, وجعل أخوه يضربه,
فـيستغيث بـالاَخر فـيضربه, فجعل لا يرى منهم رحيـما, فضربوه حتـى كادوا يقتلونه,
فجعل يصيح ويقول: يا أبتاه يا يعقوب, لو تعلـم ما صنع بـابنك بنو الإماء فلـما
كادوا يقتلونه قال يهوذا: ألـيس قد أعطيتـمونـي موثقا أن لا تقتلوه؟ فـانطلقوا به
إلـى الـجبّ لـيطرحوه, فجعلوا يدلونه فـي البئر, فـيتعلق بشفـير البئر, فربطوا
يديه ونزعوا قميصه, فقال: يا إخوتاه ردُوا علـيّ قميصي أتوارى به فـي الـجبّ
فقالوا: ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبـا تؤنسك قال: إنـي لـم أر شيئا. فدلوه
فـي البئر. حتـى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يـموت, وكان فـي البئر ماء, فسقط
فـيه, ثم أوى إلـى صخرة فـيها, فقام علـيها. قال: فلـما ألقوه فـي البئر جعل يبكي,
فنادوه, فظنّ أنها رحمة أدركتهم, فلبّـاهم, فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فـيقتلوه,
فقام يهوذا فمنعهم, وقال: قد أعطيتـمونـي موثقا أن لا تقتلوه وكان يهوذا يأتـيه
بـالطعام.




وقوله: فَلَـمّا ذَهَبُوا بِهِ وأجمَعُوا فأدخـلت الواو فـي الـجواب, كما
قال امرؤ القـيس:



فَلَـمّا أجَزْنا ساحَةَ الـحَيّ
وَانْتَـحَىبِنَا بطْن خَبْتٍ ذي قِـفَـافٍ عَقَنْقَلِ




فأدخـل الواو فـي جواب «لـما», وإنـما الكلام: فلـما أجزنا ساحة الـحيّ
انتـحى بنا, وكذلك: فَلَـمّا ذَهَبُوا بِهِ وأجمَعُوا لأن قوله «أجمعوا» هو
الـجواب.




وقوله: وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ يقول: وأوحينا
إلـى يوسف لتـخبرنّ إخوتك بأمرهم هذا يقول: بفعلهم هذا الذي فعلوه بك. وَهُمْ لا
يَشْعُرُونَ يقول: وهم لا يعلـمون ولا يدرون.




ثم اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي عناه الله عزّ وجلّ بقوله: وَهُمْ
لا يَشْعُرُونَ فقال بعضهم: عُنـي بذلك: أن الله أوحى إلـى يوسف أن يوسف سينبىء
إخوته بفعلهم به ما فعلوه من إلقائه فـي الـجبّ, وبـيعهم إياه, وسائر ما صنعوا به
من صنـيعهم, وإخوته لا يشعرون بوحي الله إلـيه بذلك. ذكر من قال ذلك:




14543ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وأوْحَيْنا إلَـيْهِ إلـى يوسف.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ هذَا قال: أوحينا
إلـى يوسف: لتنبئنّ إخوتك.




قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, فـي قوله: وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ
لا يَشْعُرُونَ قال: أوحى إلـى يوسف وهو فـي الـجبّ أن سينبئهم بـما صنعوا, وهم لا
يشعرون بذلك الوحي.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال
مـجاهد: وأوْحَيْنا إلَـيْهِ قال: إلـى يوسف.




وقال آخرون: معنى ذلك: وأوحينا إلـى يوسف بـما إخوته صانعون به, وإخوته لا
يشعرون بإعلام الله إياه بذلك. ذكر من قال ذلك:




14544ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
بـما أطلع الله علـيه ويوسف من أمرهم وهو فـي البئر.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
قال: أوحى الله إلـى يوسف وهو فـي الـجبّ أن ينبئهم بـما صنعوا به, وهم لا يشعرون
بذلك الوحي.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا سويد, قال: أخبرنا ابن الـمبـارك, عن معمر, عن
قتادة بنـحوه, إلا أنه قال: أن سينبئهم.




وقال اخرون: بل معنى ذلك: أن يوسف سينبئهم بصنـيعهم به وهم لا يشعرون أنه
يوسف. ذكر من قال ذلك:




14545ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا
الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ يقول: وهم لا
يشعرون أنه يوسف.




14546ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا
عبد العزيز, قال: حدثنا صدقة بن عبـادة الأسدي, عن أبـيه, قال: سمعت ابن عبـاس
يقول: لـما دخـل إخوة يوسف فعرفهم وهم له منكرون, قال: جيء بـالصواع فوضعه علـى
يده, ثم نقره فطنّ فقال: إنه لـيخبرنـي فـي هذا الـجام أنه كان لكم أخ من أبـيكم
يقال له يوسف يدنـيه هونكم, وإنكم انطلقتـم به فألقـيتـموه فـي غيابة الـجبّ قال:
ثم نقره فطنّ فأتـيتـم أبـاكم فقلتـم: إن الذئب أكله, وجئتـم علـى قميصه بدم كذب.
قال: فقال بعضهم لبعض: إن هذا الـجام لـيخبره بخبركم. قال ابن عبـاس: فلا نرى هذه
ا ية نزلت إلا فـيهم: لَتُنَبّئَنّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.



الآية : 16-17


القول فـي تأويـل قوله تعالـى:



{وَجَآءُوَا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ * قَالُواْ يَأَبَانَا إِنّا ذَهَبْنَا
نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذّئْبُ وَمَآ أَنتَ
بِمُؤْمِنٍ لّنَا وَلَوْ كُنّا صَادِقِينَ }.




يقول جلّ ثناؤه: وجاء إخوة يوسف أبـاهم بعد ما ألقوا يوسف فـي غيابة الـجبّ
عِشاءً يَبْكُونَ. وقـيـل: إن معنى قوله: نَسْتَبِقُ ننتضل من السبـاق. كما:




14547ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, قال: أقبلوا علـى أبـيهم عشاء
يبكون. فلـما سمع أصواتهم فزع وقال: ما لكم يا بنـيّ؟ هل أصابكم فـي غنـمكم شيء؟
قالوا: لا قال: فما فعل يوسف؟ قالوا: يا أبـانا إنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ
وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فأكَلَهُ الذَئْبُ فبكى الشيخ وصاح بأعلـى صوته
وقال: أين القميص؟ فجاءوه بـالقميص علـيه دم كذب, فأخذ القميص فطرحه علـى وجهه, ثم
بكى حتـي تـخضب وجهه من دم القميص.




وقوله: وَما أنْتَ بِـمُؤْمِنٍ لَنا يقولون: وما أنت بـمصدّقنا علـى
قـيـلنا إن يوسف أكله الذئب وَلَوْ كُنّا صَادِقِـينَ. كما:




14548ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ: وَما أنْتَ بِـمُؤْمِنٍ لَنا قال: بـمصدّق
لنا... وَلَوْ كُنّا صَادِقِـينَ إما خبر عنهم أنهم غير صادقـين, فذلك تكذيب منهم
أنفسهم, أو خبر منهم عن أبـيهم أنه لا يصدقهم لو صدَقوه, فقد علـمت أنهم لو صَدقوا
أبـاهم الـخبر صَدّقهم؟ قـيـل: لـيس معنى ذلك بواحد منهما, وإنـما معنى ذلك: وما
أنت بـمصدّق لنا ولو كنا من أهل الصدق الذين لا يتهمون لسوء ظنك بنا وتهمتك لنا.



الآية : 18


القول فـي تأويـل قوله تعالـى:



{وَجَآءُوا عَلَىَ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ
أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىَ مَا
تَصِفُونَ } .




يقول تعالـى ذكره: وَجاءُوا علـى قَمِيصَهِ بِدَمٍ كَذِبٍ وسماه الله كذبـا
لأن الذين جاءوا بـالقميص وهو فـيه كذبوا, فقالوا لـيعقوب: هو دم يوسف, ولـم يكن
دمه, وإنـما كان دم سخـلة فـيـما قـيـل. ذكر من قال ذلك:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:32 pm

14549ـ حدثنـي أحمد بن عبد الصمد الأنصاري, قال: حدثنا
أبو أسامة, عن شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: وَجاءُوا علـى
قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قال: دم سخـلة.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: وَجاءُوا علـى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قال: دم سخـلة
شاة.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله: بِدَمٍ كَذِبٍ قال: دم سخـلة, يعنـي: شاة.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, فـي قول الله: بِدَمٍ كَذِبٍ قال: دم سخـلة شاة.




14550ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا
إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله:
بِدَمٍ كَذِبٍ قال: كان ذلك الدم كذبـا, لـم يكن دم يوسف.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: بِدَمٍ كَذِبٍ قال: دم سخـلة شاة.




14551ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال:
أخبرنا عبد الرزاق, عن إسرائيـل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عبـاس, فـي قوله:
بِدَمٍ كَذِبٍ قال: بدم سخـلة.




14552ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: ذبحوا جديا من الغنـم, ثم لطخوا القميص
بدمه, ثم أقبلوا إلـى أبـيهم, فقال يعقوب: إن كان هذا الذئب لرحيـما كيف أكل لـحمه
ولـم يخرق قميصه يا بنـيّ يا يوسف ما فعل بك بنو ا ماء.؟




14553ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا
عبد العزيز, قال: حدثنا سفـيان الثوري, عن سماك بن حرب, عن سعيد بن جبـير, عن ابن
عبـاس: وَجاءُوا علـى قَميصِهِ بدَمٍ كَذِبٍ قال: لو أكله السبع لـخرق القميص.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا أبو خالد, قال: حدثنا سفـيان بإسناده عن
ابن عبـاس مثله, إلا أنه قال: لو أكله الذئب لـخرق القميص.




حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: حدثنا سفـيان, عن سماك, عن
سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, فـي قوله: وَجاءُوا علـى قَميصِهِ بدَمٍ كَذِبٍ قال:
لو كان الذئب أكله لـخرقه.




14554ـ حدثنـي عبـيد الله بن أبـي
زياد, قال: حدثنا عثمان بن عمرو, قال: حدثنا قرة, عن الـحسن, قال: جيء بقميص يوسف
إلـى يعقوب, فجعل ينظر إلـيه فـيرى أثر الدم ولا يرى فـيه خرقا, قال: يا بنـيّ ما
كنت أعهد الذئب حلـيـما




حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري, قال: حدثنا أبو عاصم العقدي, عن قرة,
قال: سمعت الـحسن يقول: لـما جاءوا بقميص يوسف, فلـم ير يعقوب شَقّا, قال: يا
بنـيّ, والله ما عهدت الذئب حلـيـما




حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا حماد بن مسعدة, عن عمران بن مسلـم, عن
الـحسن, قال: لـما جاء إخوة يوسف بقميصه إلـى أبـيهم, قال: جعل يقلبه, فـيقول: ما
عهدت الذئب حلـيـما, أكل ابنـي وأبقـى علـى قميصه




14555ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا
يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَجاءُوا علـى قَميصِهِ بدَمٍ كَذِبٍ قال:
لـما أتوا نبـيّ الله يعقوب بقميصه, قال: ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا خرق.




14556ـ حدثنا مـحمد بن عبد
الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: بِدَمٍ كَذِبٍ الدم كذب,
لـم يكن دم يوسف.




14557ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا
الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا مـجالد, عن الشعبـيّ, قال: ذبحوا جديا
ولطخوه من دمه فلـما نظر يعقوب إلـى القميص صحيحا, عرف أن القوم كذبوه, فقال لهم:
إن كان هذا الذئب لـحلـيـما, حيث رحم القميص ولـم يرحم ابنـي فعرف أنهم قد كذبوه.




حدثنا ابن وكيع, حدثنا أبـا أسامة, عن سفـيان, عن سماك, عن سعيد بن جبـير,
عن ابن عبـاس: وَجاءُوا علـى قَميصِهِ بدَمٍ كَذِبٍ قال: لـما أتـي يعقوب بقميص
يوسف, فلـم ير فـيه خرقا, قال: كذبتـم, لو أكله السبع لـخرق قميصه




14558ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
إسحاق الأزرق, ويعلـى, عن زكريا, عن سماك, عن عامر, قال: كان فـي قميص يوسف ثلاث
ايات حين جاءوا علـى قميصه بدم كذب. قال: وقال يعقوب: لو أكله الذئب لـخرق قميصه.




14559ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد,
قال: حدثنا زكريا, عن سماك, عن عامر, قال: إنه كان يقول: فـي قميص يوسف ثلاث ايات,
حين ألقـي علـى وجه أبـيه فـارتدّ بصيرا, وحين قُدّ من دبر, وحين جاءوا علـى قميصه
بدم كذب.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن إسرائيـل, عن سماك, عن عامر, قال: كان
فـي قميص يوسف ثلاث ايات: الشقّ, والدم, وألقاه علـى وجه أبـيه فـارتدّ بصيرا.




حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا أبو عامر, قال: حدثنا قرة, عن الـحسن, قال:
لـما جيء بقميص يوسف إلـى يعقوب, فرأى الدم ولـم ير الشقّ, قال: ما عهدت الذئب
حلـيـما.




قال: حدثنا حماد بن مسعدة, قال: حدثنا قرة, عن الـحسن, بـمثله.




فإن قال قائل: كيف قـيـل: بِدَمٍ كَذِبٍ وقد علـمت أنه كان دما لا شكّ فـيه,
وإن لـم يكن كان دم يوسف؟ قـيـل: فـي ذلك من القول وجهان: أحدهما: أن يكون قـيـل
بِدَمٍ كَذِبٍ لأنه كُذبَ فـيه كما يقال: اللـيـلة الهلال, وكما قـيـل: فَمَا
رَبِحَتْ تِـجَارَتُهُمْ وذلك قول كان بعض نـحويـي البصرة يقوله.




والوجه ا خر: وهو أن يقال: هو مصدر بـمعنى مفعول, وتأويـله: وجاءوا علـى
قميصه بدم مكذوب, كما يقال: ما له عقل ولا معقول, ولا له جلد ولا له مـجلود.
والعرب تفعل ذلك كثـيرا, تضع مفعو فـي
موضع الـمصدر, والـمصدر فـي موضع مفعول, كما قال الراعي:




حتـى إذَا لَـمْ يَتْرُكُوا لِعِظامِهِلَـحْما وَلا لِفُؤَادِهِ
مَعْقُولا




وذلك كان يقوله بعض نـحويـي الكوفة.




وقوله: قالَ بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا يقول تعالـى ذكره: قال
يعقوب لبنـيه الذين أخبروه أن الذئب أكل يوسف مكذّبـا لهم فـي خبرهم ذلك: ما الأمر
كما تقولون بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمرا
فـي يوسف وحسنته ففعلتـموه. كما:




14560ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا
يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: قالَ بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا
قال: يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمرا.




وقوله: فَصَبْرٌ جَمِيـلٌ يقول: فصبري علـى ما فعلتـم بـي فـي أمر يوسف صبر
جميـل, أو فهو صبر جميـل. وَاللّهُ الـمسْتَعانُ علـى ما تَصِفُونَ يقول: واللّهَ
أستعين علـى كفـايتـي شرّ ما تصفون من الكذب. وقـيـل: إن الصبر الـجميـل: هو الصبر
الذي لا جزع فـيه ذكر من قال ذلك:




14561ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: فَصَبْرٌ جَمِيـلٌ قال: لـيس
فـيه جزع.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.



الآية : 19-20


تأويل قوله تعالى {وَجَاءَتْ سَيّارَةٌ
فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىَ دَلْوَهُ قَالَ يَبُشْرَىَ هَـَذَا غُلاَمٌ
وَأَسَرّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ
مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ }




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, عن جويبر, عن الضحاك,
مثله.




حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن
أبـيه, عن ابن عبـاس: فبـاعه إخوته بثمن بخس.




وقال آخرون: بل عنـي بقوله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ السيارة أنهم
بـاعوا يوسف بثمن بخس. ذكر من قال ذلك:




14562ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ وهم السيارة الذين بـاعوه.




وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول من قال: تأويـل ذلك: وشرى إخوة يوسف
يوسف بثمن بخس, وذلك أن الله عزّ وجلّ قد أخبر عن الذين اشتروه أنهم أسرّوا شراء
يوسف من أصحابهم خيفة أن يستشركوهم بـادعائهم أنه بضاعة, ولـم يقولوا ذلك إلا رغبة
فـيه أن يخـلص لهم دونهم واستر خاصا لثمنه الذي ابتاعه به, لأنهم ابتاعوه كما قال
جلّ ثناؤه بِثَمَنٍ بَخْسٍ. ولو كان مبتاعوه من إخوته فـيه من الزاهدين لـم يكن
لقـيـلهم لرفقائهم هو بضاعة معنى, ولا كان لشرائهم إياه وهم فـيه من الزاهدين وجه,
إلا أن يكونوا كانوا مغلوبـا علـى عقولهم لأنه مـحال أن يشترى صحيح العقل ما هو
فـيه زاهد من غير إكراه مكره له علـيه, ثم يكذب فـي أمره الناس بأن يقول: هو بضاعة
لـم أشتره مع زهده فـيه, بل هذا القول من قول من هو بسلعته ضنـين لنفـاستها عنده,
ولـما يرجو من نفـيس الثمن لها وفضل الربح.




وأما قوله: بَخْسٍ فإنه يعنـي: نقص, وهو مصدر من قول القائل: بَخِسْتُ
فلانا حقه: إذا ظلـمته, يعنـي: ظلـمه فنقصه عما يجب له من الوفـاء, أبْخَسُهُ بخسا
ومنه قوله: وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهُمْ. وإنـما أريد بثمن مبخوس: منقوص,
فوضع البخس وهو مصدر مكان مفعول, كما قـيـل: بِدَمٍ كَذِبٍ وإنـما هو بدم مكذوب
فـيه.




واختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك, فقال بعضهم: قـيـل بِثَمَنٍ بَخْسٍ لأنه
كان حراما علـيهم. ذكر من قال ذلك:




14563ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الـمـحاربـي, عن جويبر, عن الضحاك:
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قال: البخس: الـحرام.




14564ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا علـيّ بن عاصم, عن الـحسين بن
الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك
يقول: كان ثمنه بخسا حراما, لـم يحلّ لهم أن يأكلوه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: حدثنا هشيـم, عن جويبر, عن
الضحاك, فـي قوله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قال: بـاعوه بثمن بخس, قال: كان
بـيعه حراما وشراؤه حراما.




حدثنـي القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا جويبر,
عن الضحاك: بِثَمَنٍ بَخْسٍ قال: حرام.




14565ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: بِثَمَنٍ بَخْسٍ يقول: لـم يحلّ لهم أن يأكلوا
ثمنه.




وقال آخرون: معنى البخس هنا: الظلـم. ذكر من قال ذلك:




14566ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قال: البخس: هو الظلـم, وكان بـيع يوسف وثمنه حراما
علـيهم.




14567ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر,
قال: قال قتادة: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قال: ظلـم.




وقال آخرون: عُنـي بـالبخس فـي هذا الـموضع: القلـيـل. ذكر من قال ذلك:




14568ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن آدم, عن قـيس, عن جابر, عن
عامر, قال: البخس: القلـيـل.




14569ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا قـيس, عن جابر,
عن عكرمة, مثله.




وقد بـيّنا الصحيح من القول فـي ذلك. وأما قوله دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ فإنه
يعنـي عز وجلّ أنهم بـاعوه بدراهم غير موزونة ناقصة غير وافـية لزهدهم كان فـيه.
وقـيـل: إنـما قـيـل معدودة لـيعلـم بذلك أنها كانت أقلّ من الأربعين, لأنهم كانوا
فـي ذلك الزمان لا يزنون ما كان وزنه أقلّ من أربعين درهما, لأن أقلّ أوزانهم
وأصغرها كان الأوقـية, وكان وزن الأوقـية أربعين درهما. قالوا: وإنـما دلّ بقوله:
مَعْدُودَةٍ علـى قلة الدراهم التـي بـاعوه بها, فقال بعضهم: كان عشرين درهما. ذكر
من قال ذلك:




14570ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن, عن زهير, عن أبـي
إسحاق, عن أبـي عبـيدة, عن عبد الله, قال: إن ما اشتري به يوسف عشرون درهما.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحمانـي, قال: حدثنا شريك, عن أبـي إسحاق, عن
أبـي عبـيدة, عن عبد الله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قال:
عشرون درهما.




14571ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن أبـي
إسحاق, عن نوف البكالـي, فـي قوله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ
مَعْدُودَةٍ قال: عشرون درهما.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع: وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن أبـي إسحاق, عن نوف البكالـي: بَخْسٍ دَرَاهِمَ قال: كانت عشرين درهما.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحِمّانـيّ, قال: حدثنا شريك, عن أبـي إسحاق,
عن نوف, مثله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:33 pm

14572ـ حدثنا القاسم,
قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عبـاس, فـي قوله:
بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قال: عشرون درهما.




14573ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: دَرَاهِمَ
مَعْدُودَةٍ قال: كانت عشرين درهما.




14574ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: ذكر لنا
أنه بـيع بعشرين درهما, وكانوا فـيه من الزاهدين.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
مثله.




14575ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أبـي إدريس, عن عطية,
قال: كانت الدراهم عشرين درهما اقتسموها درهمين درهمين.




وقال آخرون: بل كان عددها اثنـين وعشرين درهما, أخذ كلّ واحد من إخوة يوسف
وهم أحد عشر رجلاً درهمين درهمين منها. ذكر من قال ذلك:




14576ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قال: اثنـين وعشرين درهما.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله: دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قال: اثنان وعشرون درهما
لإخوة يوسف أحد عشر رجلاً.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, فـي قول الله: دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ.




قال: وثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, بنـحوه.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, بنـحوه.




وقال آخرون: بل كانت أربعين درهما. ذكر من قال ذلك:




14577ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا قـيس, عن جابر,
عن عكرمة: دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ قال: أربعين درهما.




14578ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: بـاعوه ولـم
يبلغ ثمنه الذي بـاعوه به أوقـية, وذلك أن الناس كانوا يتبـايعون فـي ذلك الزمان
بـالأواقـي, فما قصر عن الأوقـية فهو عدد يقول الله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ أي لـم يبلغ الأوقـية.




والصواب من القول فـي ذلك أن يقال: إن الله تعالـى ذكره أخبر أنهم بـاعوه
بدراهم معدودة غير موزونة, ولـم يحَدّ مبلغ ذلك بوزن ولا عدد, ولا وضع علـيه دلالة
فـي كتاب ولا خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد يحتـمل أن يكون كان عشرين,
ويحتـمل أن يكون كان اثنـين وعشرين, وأن يكون كان أربعين, وأقلّ من ذلك وأكثر,
وأيّ ذلك كان فإنها كانت معدودة غير موزونة ولـيس فـي العلـم بـمبلغ وزن ذلك
فـائدة تقع فـي ديِن ولا فـي الـجهل به دخول ضرّ فـيه, والإيـمان بظاهر التنزيـل
فرض, وما عداه فموضوع عنا تكلّف علـمه.




وقوله: وكانُوا فِـيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ يقول تعالـى ذكره: وكان إخوة يوسف
فـي يوسف من الزاهدين, لا يعلـمون كرامته عند الله, ولا يعرفون منزلته عنده, فهم
مع ذلك يحبون أن يحولوا بـينه وبـين والده لـيخـلو لهم وجهه منه, ويقطعوه عن القرب
منه لتكون الـمنافع التـي كانت مصروفة إلـى يوسف دونهم مصروفة إلـيهم.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14579ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أبـي مرزوق, عن
جويبر, عن الضحاك: وكانُوا فِـيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ قال: لـم يعلـموا بنبوّته
ومنزلته من الله.




14580ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ, يقول: حدثنا عبـيد
بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك, فـي قوله: وَجاءَتْ سَيّارَةٌ فنزلت علـى الـجبّ,
فأرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فـاستقـى من الـماء فـاستـخرج يوسف, فـاستبشروا بأنهم
أصابوا غلاما لا يعلـمون علـمه ولا منزلته من ربه, فزهدوا فـيه فبـاعوه وكان بـيعه
حراما, وبـاعوه بدراهم معدودة.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي هشيـم, قال: أخبرنا جويبر, عن
الضحاك: وكانُوا فِـيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ قال إخوته زهدوا, فلـم يعلـموا منزلته
من الله ونبوّته ومكانه.




14581ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: إخوته زهدوا فـيه, لـم يعلـموا منزلته من الله عزّ وجلّ.



الآية : 21


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ الّذِي اشْتَرَاهُ مِن مّصْرَ
لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىَ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتّخِذَهُ وَلَداً
وَكَذَلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ وَلِنُعَلّمَهُ مِن تَأْوِيلِ
الأحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَىَ أَمْرِهِ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ
يَعْلَمُونَ }.




يقول جلّ ثناؤه: وقال الذي اشترى يوسف من بـائعه بـمصر, وذُكر أن اسمه
قطفـير.




14582ـ حدثنـي مـحمد بن سيعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قال: كان اسم الذي اشتراه قطفـير.




وقـيـل: إن اسمه إطفـير بن روحيب, وهو العزيز, وكان علـى خزائن مصر, وكان
الـملك يومئذ الريان بن الولـيد, رجل من العمالـيق. كذلك:




14583ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق.




وقـيـل: إن الذي بـاعه بـمصر كان مالك بن ذعر بن ثويب بن عنقاء بن مديان بن
إبراهيـم. كذلك:




14584ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, عن مـحمد بن
السائب, عن أبـي صالـح, عن ابن عبـاس.




وَقالَ الّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لاِمْرأتِهِ واسمها فـيـما ذَكر ابن
إسحاق: راعيـل بنت رعائيـل.




14585ـ حدثنا بذلك ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق.




أكْرِمي مَثْوَاهُ يقول: أكرمي موضع مُقامه وذلك حيث يثوِي ويقـيـم فـيه,
يقال: ثَوَى فلان بـمكان كذا: إذا أقام فـيه.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14586ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
أكْرِمي مَثْوَاهُ منزلته, وهي امرأة العزيز.




14587ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قوله: وَقالَ الّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لاِمْرأتِهِ أكْرِمي مَثْوَاهُ قال:
منزلته.




14588ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد. اشتراه الـملك, والـملك مسلـم.




وقوله: عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتّـخِذَهُ وَلَدا ذُكر أن مشتريَ يوسف
قال هذا القول لامرأته حين دفعه إلـيها, لأنه لـم يكن له ولد ولـم يأت النساء,
فقال لها: أكرميه عسى أن يَكْفَـينا بعض ما نعانـي من أمورنا إذا فهم الأمور التـي
نكلّفها وعرفها, أو نَتّـخِذَهُ وَلَدا يقول: أو نتبناه.




14589ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: كان إطفـير
فـيـما ذكر لـي رجلاً لا يأتـي النساء وكانت امرأته راعيـل امرأة حسناء ناعمة
طاعمة فـي ملك ودنـيا.




14590ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن سفـيان, عن أبـي إسحاق, عن
أبـي الأحوص, عن عبد الله, قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرّس فـي يوسف فقال
لأمرأته: أكْرِمي مَثْوَاهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتّـخِذَهُ وَلَدا. وأبو
بكر حين تفرّس فـي عمر. والتـي قالت: يا أبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنّ خَيْرَ مَنِ
اسْتَأْجَرْتَ القَوِيّ الأمِينُ.




14591ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ, قال: انطلق بـيوسف إلـى مصر, فـاشتراه العزيز ملك مصر, فـانطُلق به إلـى
بـيته فقال لامرأته: أكْرِمي مَثْوَاهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتّـخِذَهُ
وَلَدا.




حدثنا أحمد بن إسحاق, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: حدثنا إسرائيـل, عن أبـي
إسحاق, عن أبـي عبـيدة, عن عبد الله, قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين قال
لامرأته: أكْرِمي مَثْوَاهُ والقوم فـيه زاهدون. وأبو بكر حين تفرّس فـي عمر
فـاستـخـلفه. والـمرأة التـي قالت: يا أبَتِ اسْتَأْجِرْهُ.




وقوله: وكذلكَ مَكّنا لِـيُوسُفَ فِـي الأرْضِ يقول عزّ وجلّ: وكما أنقذنا
يوسف من أيدي إخوته وقد همّوا بقتله, وأخرجناه من الـجبّ بعد أن ألقـي فـيه,
فصيرناه إلـى الكرامة والـمنزلة الرفـيعة عند عزيز مصر, كذلك مكنا له فـي الأرض
فجعلناه علـى خزائنها.




وقوله: وَلِنُعَلّـمَهُ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ يقول تعالـى ذكره: وكي
نعلّـم يوسف من عبـارة الرؤيا مكنا له فـي الأرض. كما:




14592ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: مِنْ تَأْوِيـل الأحادِيثِ قال: عبـارة الرؤيا.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14593ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: وَلِنُعَلّـمَهُ مِنْ تَأْوِيـل الأحادِيثِ قال: تعبـير الرؤيا.




14594ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو أسامة, عن شبل, عن ابن أبـي نـجيح:
وَلِنُعَلّـمَهُ مِنْ تَأْوِيـلِ الأحادِيثِ قال: عبـارة الرّؤيا.




وقوله: وَاللّهُ غالِبٌ علـى أمْرِهِ يقول تعالـى ذكره: والله مستولٍ علـى
أمر يوسف يَسُوسُه ويدبره ويحوطه. والهاء فـي قوله: علـى أمْرِهِ عائدة علـى يوسف.




ورُوى عن سعيد بن جبـير فـي معنى «غالب», ما:




14595ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا إسرائيـل, عن
أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير: وَاللّهُ غالِبٌ علـى أمْرِهِ قال: فعال.




وقوله: وَلَكِنّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَـمُونَ يقول: ولكن أكثر الناس
الذين زهدوا فـي يوسف فبـاعوه بثمن خسيس, والذي صار بـين أظهرهم من أهل مصر حين
بـيع فـيهم, لا يعلـمون ما الله بـيوسف صانع وإلـيه يوسف من أمره صائر.



الآية : 22


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً
وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: لـما بلغ يوسف أشدّه, يقول: لـما بلغ منتهى شدّته وقوّته
فـي شبـابه وحده. وذلك فـيـما بـين ثمانـي عشرة إلـى ستـين سنة, وقـيـل إلـى
أربعين سنة, يقال منه: مضت أشدّ الرجل: أي شدته, وهو جمع مثل الأضرّ والأسُرّ لـم
يسمع له بواحد من لفظه, ويجب فـي القـياس أن يكون واحده شَدّ, كما واحد الأضر
ضَرّ, وواحد الأسرّ سَرّ, كما قال الشاعر:




هلْ غيرَ أنْ كَثُرَ الأشُدّ وأهْلَكَتْحَرْبُ الـمُلُوكِ أكاثِرَ
الأمْوَالِ




وقال حميد:




وَقد أتـى لَوْ تُعْتِبُ العَوَاذِلُبَعْدَ الأشُدّ أرْبَعٌ كَوَامِلُ




وقد اختلف أهل التأويـل فـي الذي عنى الله به فـي هذا الـموضع من مبلغ
الأشدّ, فقال بعضهم: عُنـي به ثلاث وثلاثون سنة. ذكر من قال ذلك:




14596ـ حدثنا ابن وكيع والـحسن بن مـحمد, قالا: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال:
حدثنا سفـيان, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: ولَـمّا بَلَغَ أشُدّهُ قال: ثلاثا
وثلاثـين سنة.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن لـيث, عن مـجاهد, مثله.




14597ـ حُدثت عن علـيّ بن الهيثم, عن بشر بن الـمفضل, عن عبد الله بن عثمان
بن خثـيـم, عن مـجاهد, قال: سمعت ابن عبـاس يقول فـي قوله: ولَـمّا بَلَغَ أشُدّهُ
قال: بضعا وثلاثـين سنة.




وقال آخرون: بل عُنـي به عشرون سنة. ذكر من قال ذلك:




14598ـ حُدثت عن علـيّ بن الـمسيب, عن أبـي روق, عن الضحاك, فـي قوله:
ولَـمّا بَلَغَ أشُدّهُ قال: عشرين سنة.



ورُوي عن ابن عبـاس من وجه غير مرضيّ أنه قال:
ما بـين ثمانـي عشرة سنة إلـى ثلاثـين. وقد بـيّنت معنى الأشدّ.



وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: إن
الله أخبر أنه آتـي يوسف لـما بلغ أشدّه حكما وعلـما. والأشُدّ: هو انتهاء قوّته
وشبـابه. وجائز أن يكون آتاه ذلك وهو ابن ثمانـي عشرة سنة, وجائز أن يكون آتاه وهو
ابن عشرين سنة, وجائز أن يكون آتاه وهو ابن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:34 pm

ثلاث وثلاثـين سنة, ولا دلالة فـي كتاب
الله ولا أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا فـي إجماع الأمة علـى أيّ ذلك كان.
وإذا لـم يكن ذلك موجودا من الوجه الذي ذكرت, فـالصواب أن يقال فـيه كما قال عزّ
وجلّ, حتـى تثبت حجة بصحة ما قـيـل فـي ذلك من الوجه الذي يجب التسلـيـم له
فـيسلـم لها حينئذ.




وقوله: آتَـيْناهُ حُكْما وَعِلْـما يقول تعالـى ذكره: أعطيناه حينئذ الفهم
والعلـم. كما:




14599ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: حُكْما وَعِلْـما قال: العقل والعلـم قبل النبوّة.




وقوله: وكذلكَ نَـجْزِي الـمُـحْسِنِـينَ يقول تعالـى ذكره: وكما جزيت يوسف
فآتـيته بطاعته إياي الـحكمَ والعلـم, ومكنته فـي الأرض, واستنقذته من أيدي إخوته
الذين أرادوا قتله, كذلك نـجزي من أحسن فـي عمله, فأطاعنـي فـي أمري وانتهى عما
نهيته عنه من معاصيّ. وهذا وإن كان مخرَج ظاهره علـى كلّ مـحسن, فإن الـمراد به
مـحمد نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم. يقول له عزّ وجلّ: كما فعلتُ هذا بـيوسف من
بعد ما لقـي من إخوته ما لقـي وقاسى من البلاء ما قاسى, فمكنته فـي الأرض ووطّأت
له فـي البلاد, فكذلك أفعل بك فأنـجيك من مشركي قومك الذين يقصدونك بـالعداوة,
وأمكن لك فـي الأرض وأوتـيك الـحكم والعلـم, لأن ذلك جزائي أهلَ الإحسان فـي أمري
ونهيـي.




14600ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية,
عن علـيّ, عن ابن عبـاس: وكذلكَ نَـجْزِي الـمُـحْسِنِـينَ يقول: الـمهتدين.



الآية : 23


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَرَاوَدَتْهُ الّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا
عَن نّفْسِهِ وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ
إِنّهُ رَبّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الظّالِمُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: وراودت امرأة العزيز وهي التـي كان يوسف فـي بـيتها
(يوسُفَ) عن نفسه أن يواقعها. كما:




14601ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: ولـما بلغ أشدّه
راودته التـي هو فـي بـيتها عن نفسه: امرأة العزيز.




14602ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ:
وَرَاوَدَتْهُ التـي هُوَ فِـي بَـيْتِها عَنْ نَفْسِهِ قال: أحبته.




14603ـ قال: ثنـي أبـي, عن إسرائيـل, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير, قال:
قالت تعاله.




وقوله: وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ يقول: وغلّقت الـمرأة أبواب البـيوت, علـيها
وعلـى يوسف لـما أرادت منه وراودته علـيه, بـابـا بعد بـاب.




وقوله: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة
قرّاء الكوفة والبصرة: هَيْتَ لَكَ بفتـح, الهاء والتاء, بـمعنى: هلـمّ لك وادن
وتقرّب, كما قال الشاعر لعلـيّ بن أبـي طالب رضي الله عنه:




أبْلِغْ أمِيرَ الـمُؤْمِنِـينَأخا العِراقِ إذَا أتَـيْتا




أنّ العِرَاقَ وأهْلَهُ عُنُقٌ إلـيكَ فهَيْتَ هَيْتا




يعنـي: تعال واقرب.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك تأولّه من قرأه كذلك:




14604ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الله الـمخرمي, قال: حدثنا أبو الـجوّاب, قال:
حدثنا عمار بن زريق, عن الأعمش, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس: هَيْتَ لَكَ قال:
هلـمّ لك.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن
علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك.




حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن
أبـيه, عن ابن عبـاس, قال: هَيْتَ لَكَ تقول: هلـمّ لك.




14605ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا حجاج, قال: حدثنا حماد, عن عاصم بن
بهدلة, عن زرّ بن حبـيش, أنه كان يقرأ هذا الـحرف: هَيْتَ لَكَ نصبـا: أي هلـمّ
لك.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج, قال
ابن عبـاس, قوله: هَيْتَ لَكَ قال: تقول: هلـمّ لك.




14606ـ حدثنـي أحمد بن سهيـل الواسطي, قال: حدثنا قرة بن عيسى, قال: حدثنا
النضر بن علـيّ الـجزري, عن عكرمة, مولـى ابن عبـاس, فـي قوله: هَيْتَ لَكَ قال:
هلـمّ لك. قال: هي بـالـحورانـية.




14607ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قال: كان الـحسن يقول: هلـمّ لك.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
عن الـحسن: هَيْتَ لَكَ يقول بعضهم: هلـمّ لك.




14608ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك. وهي بـالقبطية.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء, عن عمرو, عن
الـحسن: هَيْتَ لَكَ قال: كلـمة بـالسريانـية: أي علـيك.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, عن سعيد, عن قتادة, عن
الـحسن: هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا خـلف بن هشام, قال: حدثنا مـحبوب, عن
قتادة, عن الـحسن: هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك.




قال: حدثنا عفـان, قال: حدثنا حماد, عن عاصم, عن زر: هَيْتَ لَكَ: أي
هلـمّ.




14609ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا الثوري, قال:
بلغنـي فـي قوله: هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك.




14610ـ حدثنا أحمد بن يوسف, قال: حدثنا أبو عبـيد, قال: حدثنا علـيّ بن
عاصم, عن خالد الـحذاء, عن عكرمة عن ابن عبـاس أنه قرأ: هَيْتَ لَكَ وقال: تدعوه
إلـى نفسها.




14611ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله تعالـى: هَيْتَ لَكَ قال: لغة عربـية
تدعوه بها.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله, إلا أنه قال: لغة بـالعربـية تدعوه بها إلـى نفسها.




حدثنا الـحسن, قال: حدثنا شبـابة, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد,
مثل حديث مـحمد بن عمرو سواء.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا أحمد بن يوسف, قال: حدثنا القاسم, قال: حدثنا هشيـم, عن يونس, عن
الـحسن: هَيْتَ لَكَ بفتـح الهاء والتاء, وقال: تقول: هلـمّ لك.




14612ـ حدثنـي الـحرث, قال أبو عبـيدة: كان الكسائيّ يحكيها, يعنـي: هَيْتَ
لَكَ قال: وقال: وهي لغة لأهل حوران وقعت إلـى الـحجاز, معناها: «تعال». قال: وقال
أبو عبـيد: سألت شيخا عالـما من أهل حوران, فذكر أنها لغتهم يعرفها.




14613ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: هَيْتَ لَكَ قال:
تعال.




14614ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قال: هلـمّ لك إلـيّ.




وقرأ ذلك جماعة من الـمتقدمين: «وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ» بكسر الهاء وضمّ
التاء والهمز, بـمعنى: تهيأت لك, من قول القائل: هئت للأمر أهيء هيئة. ومـمن رُوي
ذلك عنه ابن عبـاس وأبو عبد الرحمن السُلـمِي وجماعة غيرهما.




14615ـ حدثنا أحمد بن يوسف, قال: حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحجاج, عن
هارون, عن أبـان العطار, عن قتادة: أن ابن عبـاس قرأها كذلك مكسورة الهاء مضمومة
التاء. قال أحمد: قال أبو عبـيد: لا أعلـمها إلا مهموزة.




14616ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, عن أبـان العطار, عن
عاصم, عن أبـي عبد الرحمن السلـمي: «هِئْتُ لَكَ» أي تهيأت لك.




14617ـ قال: حدثنا عبد الوهاب, عن سعيد, عن قتادة, عن عكرمة, مثله.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: كان عكرمة
يقول: تهيأت لك.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
قال: «هِئْتُ لَكَ» قال عكرمة: تهيأت لك.




14618ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحجاج, قال: حدثنا حماد, عن عاصم بن
بهدلة, قال: كان أبو وائل يقول: «هِئْتُ لَكَ»: أي تهيأت لك.




وكان أبو عمرو بن العلاء والكسائي ينكران هذه القراءة.




14619ـ حُدثت عن علـيّ بن الـمُغيرة, قال: قال أبو عبـيدة معمر بن الـمثنى,
شهدت أبـا عمرو وسأله أبو أحمد, أو أحمد, وكان عالـما بـالقرآن, عن قول من قال:
«هِئْتُ لَكَ» بكسر الهاء وهمز الـياء, فقال: أبو عمرو. ينسي أي بـاطل جعلها,
«فعِلت» من «تهيأت», فهذا الـخندق, فـاستعرض حتـى تنتهِي إلـى الـيـمن, هل تعرف
أحدا يقول هئت لك؟




14620ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا القاسم, قال: لـم يكن الكسائي يحكي
هِئْتُ لَكَ عن العرب.




وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الـمدينة: «هِيتَ لَكَ» بكسر الهاء وتسكين الـياء
وفتـح التاء.




وقرأه بعض الـمكيـين: «هَيْتُ لَكَ» بفتـح الهاء وتسكين الـياء وضمّ التاء.




وقرأه بعض البصريـين, وهو عبد الله بن إسحاق: «هَيْتِ لَكَ» بفتـح الهاء
وكسر التاء. وقد أنشد بعض الرواة بـيتا لطرفة بن العبد فـي «هَيْتُ» بفتـح الهاء
وضم التاء, وذلك:



لَـيْسَ قَوْمي بـالأَبْعَدِينَ إذَا ماقالَ
دَاعٍ مِنَ العَشِيرَةِ هَيْتُ




وأولـى القراءة فـي ذلك, قراءة من قرأه: هَيْتَ لَكَ بفتـح الهاء والتاء,
وتسكين الـياء, لأنها اللغة الـمعروفة فـي العرب دون غيرها, وأنها فـيـما ذكر
قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.




14621ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوري,
عن الأعمش, عن أبـي وائل, قال ابن مسعود: قد سمعتُ القرأة فسمعتهم متقاربـين,
فـاقرءوا كما علـمتـم, وإياكم والتنطع والاختلاف, فإنـما هو كقول أحدكم: هلـمّ
وتعال. ثم قرأ عبد الله: هَيْتَ لَكَ فقلت: يا أبـا عبد الرحمن إن ناسا يقرءونها:
«هِيتَ لَكَ» فقال عبد الله: إنـي أقرؤها كما علـمت أحبّ إلـيّ.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا جرير, عن الأعمش, عن أبـي وائل, قال: سمعت عبد
الله بن مسعود يقرأ هذه الآية: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قال: فقالوا له: ما كنا
نقرؤها إلا «هِيتَ لَكَ». فقال عبد الله إنـي أقرؤها كما علـمت أحبّ إلـيّ.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن عيـينة, عن منصور, عن أبـي وائل, قال: قال
عبد الله: هَيْتَ لَكَ فقال له مسروق: إن ناسا يقرءونها: «هِيتَ لَكَ» فقال:
دعونـي, فإنـي أقرأ كما أقرئت أحبّ إلـيّ.




14622ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا آدم العسقلانـي, قال: حدثنا شعبة, عن الأعمش,
عن شقـيق, عن ابن مسعود قال: هَيْتَ لَكَ بنصب الهاء والتاء وبلا همز.




وذكر أبو عبـيدة معمر بن الـمثنى, أن العرب لا تثنـي هَيتَ لَكَ ولا تـجمع
ولا تؤنث, وأنها تصوّره فـي كلّ حال, وإنـما يتبـين العدد بـما بعد, وكذلك
التأنـيث والتذكير, وقال: تقول للواحد: هيت لك, وللاثنـين: هيت لكما, وللـجمع: هيت
لكم, وللنساء: هيت لكن.




وقوله: قالَ مَعاذَ اللّهُ يقول جلّ ثناؤه: قال يوسف إذ دعته الـمرأة إلـى
نفسها وقالت له هلـمّ إلـيّ: أعتصم بـالله من الذي تدعونـي إلـيه وأستـجير به منه.




وقوله: إنّهُ رَبّـي أحْسَنَ مَثْوَايَ يقول: إن صاحبك وزوجك سيدي. كما:




14623ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
مَعاذَ اللّهِ إنّهُ رَبّـي قال: سيدي.




14624ـ قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح: إنّهُ رَبّـي
قال: سيدي.




14625ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, عن ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: قالَ مَعاذَ اللّهَ إنّهُ رَبّـي أحْسَنَ مَثْوَايَ قال: سيدي. يعنـي: زوج
الـمرأة.




14626ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: قالَ مَعاذَ
اللّهِ إنّهُ رَبـي يعنـي: إطفـير, يقول: إنه سيدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:35 pm

وقوله: أحْسَنَ
مَثْوَايَ يقول: أحسن منزلتـي وأكرمنـي وائتـمننـي, فلا أخونه. كما:




14627ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: أحْسَنَ
مَثْوَايَ أمننـي علـى بـيته وأهله.




14628ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ:
أحْسَنَ مَثْوَايَ فلا أخونه فـي أهله.




14629ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: أحْسَنَ مَثْوَايَ قال: يريد يوسف سيده زوج الـمرأة.




وقوله: إنّهُ لا يُفْلِـحُ الظّالُـمِونَ يقول: إنه لا يدرك البقاء, ولا
ينـجح مَن ظلـم ففعل ما لـيس له فعله, وهذا الذي تدعونـي إلـيه من الفجور ظلـم
وخيانة لسيدي الذي ائتـمننـي علـى منزله. كما:




14630ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: إنّهُ لا
يُفْلِـحُ الظّالُـمِونَ قال: هذا الذي تدعونـي إلـيه ظلـم, ولا يفلـح من عمل به.



الآية : 24


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ
أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ
إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }.




ذُكر أن امرأة العزيز لـما همّت بـيوسف وأرادت مراودته, جعلت تذكر له
مـحاسن نفسه, وتشوّقه إلـى نفسها. كما:




14631ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: وَلَقَدْ هَمّتْ بهِ وَهَمّ بِها قال: قالت له: يا يوسف ما أحسن شعرك قال:
هو أوّل ما ينتثر من جسدي. قالت: يا يوسف ما أحسن وجهك قال: هو للتراب يأكله. فلـم
تزل حتـى أطمعته, فهمت به وهمّ بها. فدخلا البـيت, وغلقت الأبواب, وذهب لـيحلّ
سراويـله, فإذا هو بصورة يعقوب قائما فـي البـيت قد عضّ علـى أصبعه يقول: يا يوسف
تواقعها فإنـما مَثَلُكَ ما لـم تواقعها مثل الطير فـي جوّ السماء لا يطاق, ومثلك
إذا واقعتها مثلَه إذا مات ووقع إلـى الأرض لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ومثلك ما
لـم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يُعمل علـيه, ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين
يـموت فـيدخـل النـمل فـي أصل قرنـيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه. فربط سراويـله,
وذهب لـيخرج يشتدّ, فأدركْته, فأخذت بـمؤخر قميصه من خـلفه, فخرقته حتـى أخرجته
منه, وسقط, وطرحه يوسف, واشتدّ نـحو البـاب.




14632ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: أكبت علـيه
يعنـي الـمرأة تطمعه مرّة وتـخيفه أخرى, وتدعوه إلـى لذّة من حاجة الرجال فـي
جمالها وحسنها ومُلكها, وهو شاب مستقبل يجد من شبق الرجال ما يجد الرجل حتـى رقّ
لها مـما يرى من كلفها به, ولـم يتـخوّف منها حتـى همّ بها وهمت به, حتـى خَـلَوَا
فـي بعض بـيوته.




ومعنى الهمّ بـالشيء فـي كلام العرب: حديث الـمرء نفسه بـمواقعته, ما لـم
يواقع.




فأما ما كان من همّ يوسف بـالـمرأة وهمها به, فإن أهل العلـم قالوا فـي ذلك
ما أنا ذاكره, وذلك ما:




14633ـ حدثنا أبو كريب وسفـيان بن وكيع, وسهل بن موسى الرازي, قالوا: حدثنا
ابن عيـينة, عن عثمان بن أبـي سلـيـمان, عن ابن أبـي ملـيكة, عن ابن عبـاس, سئل عن
همّ يوسف ما بلغ؟ قال: حلّ الهِمْيان, وجلس منها مـجلس الـخاتن. لفظ الـحديث لأبـي
كُريب.




حدثنا أبو كريب, وابن وكيع, قالا: حدثنا ابن عيـينة, قال: سمع عبـيد الله
بن أبـي يزيد ابن عبـاس فـي: وَلَقَدْ همّتْ بِه وَهَمّ بِهَا قال: جلس منها مـجلس
الـخاتن, وحلّ الهِمْيان.




حدثنا زياد بن عبد الله الـحسانـي, وعمرو بن علـيّ, والـحسن بن مـحمد,
قالوا: حدثنا سفـيان بن عيـينة, عن عبد الله بن أبـي يزيد, قال: سمعت ابن عبـاس
سئل: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: حلّ الهميان, وجلس منها مـجلس الـخاتن.




حدثنـي زياد بن عبد الله, قال: حدثنا مـحمد بن أبـي عديّ, عن ابن جريج, عن
ابن أبـي ملـيكة, قال: سألت ابن عبـاس: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: استلقت له, وجلس
بـين رجلـيها.




14634ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن يـمان, عن ابن جريج, عن ابن
أبـي ملـيكة: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: استلقت له, وحلّ ثـيابه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا قبـيصة بن عقبة, قال: حدثنا سفـيان, عن ابن
جريج, عن ابن أبـي ملـيكة, عن ابن عبـاس: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها ما
بلغ؟ قال: استلقت له وجلس بـين رجلـيها, وحلّ ثـيابه, أو ثـيابها.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, عن ابن جريج,
عن ابن أبـي ملـيكة, قال: سألت ابن عبـاس: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: استلقت علـى
قـفـاها, وقعد بـين رجلـيها لـينزع ثـيابه.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
نافع, عن ابن عمر, عن ابن أبـي ملـيكة, قال: سئل ابن عبـاس, عن قوله: وَلَقَدْ
هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: حلّ الهِيـمان, يعنـي
السراويـل.




14635ـ حدثنا أبو كريب وابن وكيع, قالا: حدثنا ابن إدريس, قال: سمعت الأعمش,
عن مـجاهد, فـي قوله: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: حلّ السراويـل حتـى
التّبـان, واستلقت له.




حدثنا زياد بن عبد الله الـحسانـي, قال: حدثنا مالك بن سعير, قال: حدثنا
الأعمش, عن مـجاهد, فـي قوله: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: حلّ سراويـله,
حتـى وقع علـى التّبـان.




14636ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: جلس منها مـجلس
الرجل من امرأته.




14637ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, قال: ثنـي
القاسم بن أبـي بزة: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: أما هَمّها به,
فـاستلقت له, وأما همه بها: فإنه قعد بـين رجلـيها ونزع ثـيابه.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: ثنـي حجاج بن مـحمد, عن ابن جريج, قال:
أخبرنـي عبد الله بن أبـي ملـيكة, قال: قلت لابن عبـاس: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال:
استلقت له, وجلس بـين رجلـيها ينزع ثـيابه.




14638ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحمانـي, قال: حدثنا يحيى بن
الـيـمان, عن سفـيان, عن علـيّ بن بذيـمة, عن سعيد بن جبـير وعكرمة, قالا: حلّ
السراويـل, وجلس منها مـجلس الـخاتن.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد العنقزي, عن شريك, عن جابر, عن
مـجاهد: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: استلقت, وحلّ ثـيابه حتـى بلغ
التبـان.




14639ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا قـيس, عن أبـي
حصين, عن سعيد بن جبـير: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: أطلق تكة
سراويـله.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن عيـينة, عن
عثمان بن أبـي سلـيـمان, عن ابن أبـي ملكية, قال: شهدت ابن عبـاس سئل عن همّ يوسف
ما بلغ؟ قال: حلّ الهميان, وجلس منها مـجلس الـخاتن.




فإن قال قائل: وكيف يجوز أن يوصف يوسف بـمثل هذا وهو لله نبـيّ؟ قـيـل: إن
أهل العلـم اختلفوا فـي ذلك, فقال بعضهم: كان مـمن ابتلـي من الأنبـياء بخطيئة,
فإنـما ابتلاه الله بها لـيكون من الله عزّ وجلّ علـى وَجَل إذا ذكرها, فـيجدّ فـي
طاعته إشفـاقا منها, ولا يتكل علـى سعة عفو الله ورحمته.




وقال آخرون: بل ابتلاهم الله بذلك لـيعرّفهم موضع نعمته علـيهم, بصفحة عنهم
وتركه عقوبته علـيه فـي الاَخرة.




وقال آخرون: بل ابتلاهم بذلك لـيجعلهم أئمة لأهل الذنوب فـي رجاء رحمة
الله, وترك الإياس من عفوه عنه إذا تابوا.




وأما آخرون مـمن خالف أقوال السلف وتأوّلوا القرآن بآرائهم, فأنهم قالوا
فـي ذلك أقوالاً مختلفة, فقال بعضهم: معناه: ولقد همت الـمرأة بـيوسف, وهمّ بها
يوسف أن يضربها أو ينالها بـمكروه لهمها به مـما أرادته من الـمكروه, لولا أن يوسف
رأى برهان ربه, وكفه ذلك عما همّ به من أذاها, لا أنها ارتدعت من قِبلَ نفسها.
قالوا: والشاهد علـى صحة ذلك قوله: كذلكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوءَ والفَحْشاءَ
قالوا: فـالسوء: هو ما كان همّ به من أذاها, وهو غير الفحشاء.




وقال آخرون منهم: معنى الكلام: ولقد همت به. فتناهى الـخبر عنها, ثم ابتدىء
الـخبر عن يوسف, فقـيـل: وهمّ بها يوسف, لولا أن أرى برهان ربه. كأنهم وجهوا معنى
الكلام إلـى أن يوسف لـم يهمّ بها, وأن الله إنـما أخبر أن يوسف لولا رؤيته برهان
ربه لهمّ بها, ولكنه رأى برهان ربه فلـم يهمّ بها, كما قـيـل: وَلَوْلا فَضْلُ
اللّهِ عَلَـيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتّبَعْتُـمُ الشّيْطانَ إلاّ قَلـيلاً. ويفسد
هذين القولـين أن العرب لا تقدم جواب «لولا» قبلها, لا تقول: لقد قمت لولا زيد,
وهي تريد: لولا زيد لقد قمت, هذا مع خلافهما جميع أهل العلـم بتأويـل القرآن الذين
عنهم يؤخذ تأويـله.




وقال آخرون منهم: بل قد همّت الـمرأة بـيوسف وهمّ يوسف بـالـمرأة, غير أن
همهما كان تـمثـيلاً منهما بـين الفعل والترك, لا عزما ولا إرادة قالوا: ولا حرج
فـي حديث النفس ولا فـي ذكر القلب إذا لـم يكن معهما عزم ولا فعل. وأما البرهان
الذي رآه يوسف فترك من أجله مواقعة الـخطيئة, فإن أهل العلـم مختلفون فـيه, فقال
بعضهم: نودي بـالنهي عن مواقعة الـخطيئة. ذكر من قال ذلك:




14640ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن عيـينة, عن عثمان بن أبـي سلـيـمان,
عن ابن أبـي ملكية, عن ابن عبـاس: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: نودي: يا
يوسف أتزنـي, فتكون كالطير وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له.




قال: حدثنا ابن عيـينة, عن عثمان بن أبـي سلـيـمان, عن ابن أبـي ملكية, عن
ابن عبـاس, قال: لـم يتعظ علـى النداء حتـى رأى برهان ربه, قال: تـمثال صورة وجه
أبـيه قال سفـيان: عاضّا علـى أصبعه فقال: يا يوسف تزنـي, فتكون كالطير ذهب ريشة؟.




حدثنـي زياد بن عبد الله الـحسانـي, قال: ثنـي مـحمد بن أبـي عديّ, عن ابن
جريج, عن ابن أبـي ملـيكة, قال: قال ابن عبـاس: نودي: يا ابن يعقوب لا تكن كالطائر
له ريش, فإذا زنى ذهب ريشه أو قعدَ لا ريش له قال: فلـم يتعظ علـى النداء, فلـم يزد
علـى هذا, قال ابن جريج: وحدثنـي غير واحد, أنه رأى أبـاه عاضّا علـى أصبعه.




حدثنـي أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن نافع عن ابن عمر,
عن ابن أبـي ملكية, قال: قال ابن عبـاس: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: نودي
فلـم يسمع, فقـيـل له: يا ابن يعقوب تريد أن تزنـي. فتكون كالطير نُتِف فلا ريش
له؟




14641ـ حدثنا ابن حميد. قال: حدثنا سلـمة, عن طلـحة, عن عمرو الـحضرميّ, عن
ابن أبـي ملـيكة, قال: بلغنـي أن يوسف لـما جلس بـين رجلـي الـمرأة فهو يحلّ
هميانه. نودي: يا يوسف بن يعقوب لا تزن, فإن الطير إذا زنى تناثر ريشه فأعرض. ثم
نودي فأعرض. فتـمثل له يعقوب عاضّا علـى أصبعه, فقام.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا قبـيصة بن عقبة, قال: حدثنا سفـيان, عن ابن
جريج, عن ابن أبـي ملـيكة, عن ابن عبـاس, قال: نودي: يا ابن يعقوب لا تكن كالطير
إذا زنى ذهب ريشه وبقـي لا ريش له فلـم يتعظ علـى النداء, ففزع.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا حجاج بن مـحمد, عن ابن جريج, قال:
أخبرنـي عبد الله بن أبـي ملكية, قال: قال ابن عبـاس: نودي: يا ابن يعقوب لا
تكوننّ كالطائر له ريش, فإذا زنى ذهب ريشه قال: أو قعد لا ريش له فلـم يتعظ علـى النداء
شيئا, حتـى رأى برهان ربه, ففَرِق ففرّ.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن عيـينة, عن
عثمان بن أبـي سلـمان, عن ابن أبـي ملـيكة, قال: قال ابن عبـاس: نودي: يا ابن
يعقوب أتزنـي فتكون كالطير وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له؟




14642ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا
ابن وهب, قال: أخبرنـي نافع بن يزيد, عن همام بن يحيى, عن قتادة قال: نودي يوسف
فقـيـل: أنت مكتوب فـي الأنبـياء تعمل عمل السفهاء




14643ـ حدثنا ابن وكيع, قال: يحيى بن يـمان. عن ابن جريج, عن ابن أبـي
ملكية, قال: نودي: يوسف بن يعقوب تزنـي, فتكون كالطير نتف فلا ريش له؟




وقال آخرون: البرهان الذي رأى يوسف فكفّ عن مواقعة الـخطيئة من أجله صورة
يعقوب علـيهما السلام يتوعدّه. ذكر من قال ذلك:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:35 pm

14644ـ حدثنا الـحسن بن
مـحمد, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد العَنْقزيّ, قال: أخبرنا إسرائيـل, عن أبـي حصين,
عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى
صورة أو تـمثال وجه يعقوب عاضّا علـى أصبعه, فخرجت شهوته من أنامله.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن العَنْقزي, عن إسرائيـل, عن أبـي حصين,
عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: مثل له
يعقوب,فضرب فـي صدره, فخرجت شهوته من أنامله.




14645ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن بشر, عن مسعر, عن أبـي حصين,
عن سعيد بن جبـير: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى تـمثال وجه أبـيه
قائلاً بكفه, هكذا وبسط كفه, فخرجت شهوته من أنامله.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال:
مُثّل له يعقوب عاضّا علـى أصابعه, فضرب صدره, فخرجت شهوته من أنامله.




حدثنا يونس بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا عبد الله بن وهب, قال: أخبرنـي ابن
جريج, عن ابن أبـي ملـيكة, عن ابن عبـاس, فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه
قال: رأى صورة يعقوب واضعا أنـملته علـى فـيه يتوعده, ففرّ.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا يحيى بن عبـاد, قال: حدثنا جرير بن
حازم, قال سمعت عبد الله بن أبـي ملـيكة يحدّث, عن ابن عبـاس, فـي قوله: وَلَقَدْ
هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِها قال: حين رأى يعقوب فـي سقـف البـيت, قال: فنزعت شهوته
التـي كان يجدها حتـى خرج يسعى إلـى بـاب البـيت, فتبعته الـمرأة.




14646ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع. وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا
أبـي, عن قرة بن خالد السدوسي, عن الـحسن, قال: زعموا والله أعلـم أن سقـف البـيت
انفرج, فرأى يعقوب عاضّا علـى أصابعه.




حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا ابن علـية, عن يونس, عن الـحسن, فـي قوله: لَوْلا
أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى تـمثال يعقوب عاضّا علـى أصبعه يقول: يوسف, يوسف




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن علـية, عن يونس, عن الـحسن, نـحوه.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو العنقزي, قال: أخبرنا سفـيان
الثوري, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى
تـمثال وجه يعقوب, فخرجت شهوته من أنامله.




14647ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن يـمان, عن سفـيان, عن علـيّ بن
بذيـمة, عن سعيد بن جبـير, قال: رأى صورة فـيها وجه يعقوب عاضّا علـى أصابعه, فدفع
فـي صدره, فخرجت شهوته من أنامله. فكلّ ولد يعقوب ولد له اثنا عشر رجلاً إلا يوسف,
فإنه نقص بتلك الشهوة ولـم يولد له غير أحد عشر.




14648ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي يونس بن زيد, عن
ابن شهاب, أن حميد بن عبد الرحمن أخبره: أن البرهان الذي رأى يوسف يعقوب.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عيسى بن الـمنذر, قال: حدثنا أيوب بن
سويد, قال: حدثنا يونس بن يزيد الإيـلـي, عن الزهري, عن حميد بن عبد الرحمن, مثله.




14649ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا جرير, عن منصور, عن مـجاهد: لَوْلا أنْ
رأى بُرْهانَ رَبّه قال: مثل له يعقوب.




حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن عمرو, عن منصور, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: يعقوب.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, وحدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا
عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوري, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قال: مثل له
يعقوب.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد أنه قال: جلس منها مـجلس الرجل من امرأته حتـى رأى صورة
يعقوب فـي الـجدار.




حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن منصور, عن مـجاهد, فـي قوله: لَوْلا
أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: مُثّل له يعقوب.




14650ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن القاسم
بن أبـي بزة, قال: نودي: يا ابن يعقوب, لا تكوننّ كالطير له ريش فإذا زنى قعد لـيس
له ريش فلـم يعرض للنداء وقعد, فرفع رأسه, فرأى وجه يعقوب عاضّا علـى أصبعه, فقام
مرعوبـا استـحياء من الله تعالـى ذكره. فذلك قول الله سبحانه وتعالـى: لَوْلا أنْ
رأى بُرْهانَ رَبّه وجه يعقوب.




14651ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن النضر بن عربـي, عن عكرمة,
قال: مثل له يعقوب عاضّا علـى أصابعه.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن نضر بن عربـيّ, عن عكرمة, مثله.




حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا قـيس, عن أبـي حصين, عن
سعيد بن جبـير, قال: مثل له يعقوب, فدفع فـي صدره, فخرجت شهوته من أنامله.




14652ـ قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا سفـيان, عن علـيّ بن بذيـمة,
قال: كان يولد لكلّ رجل منهم اثنا عشر ابنا إلا يوسف, ولد له أحد عشر من أجل ما
خرج من شهوته.




14653ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا: ابن وهب, قال: قال أبو شريح: سمعت عبـيد
الله بن أبـي جعفر يقول: بلغ من شهوة يوسف أن خرجت من بنانه.




14654ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يعلـي بن عبـيد, عن مـحمد الـخراسانـيّ,
قال: سألت مـحمد بن سيرين, عن قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: مثل له
يعقوب عاضّا علـى أصابعه يقول: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيـم خـلـيـل الله,
اسمك فـي الأنبـياء وتعمل عمل السفهاء؟




حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا يزيد بن زريع, عن يونس, عن
الـحسن, فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى يعقوب عاضّا علـى أصبعه
يقول: يوسف




14655ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر,
قال: قال قتادة: رأى صورة يعقوب, فقال: يا يوسف تعمل عمل الفجار, وأنت مكتوب فـي
الأنبـياء؟ فـاستـحيا منه.




14656ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: لَوْلا أنْ
رأى بُرْهانَ رَبّه رأى آية من آيات ربه, حجزه الله بها عن معصيته ذُكر لنا أنه
مُثّلَ له يعقوب حتـى كلـمه, فعصمه الله ونزع كلّ شهوة كانت فـي مفـاصله.




قال: حدثنا سعيد عن قتادة, عن الـحسن: أنه مثل له يعقوب وهو عاضّ علـى أصبع
من أصابعه.




14657ـ حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا إسماعيـل بن أبـي
سالـم, عن أبـي صالـح, قال: رأى صورة يعقوب فـي سقـف البـيت عاضّا علـى إصبعه
يقول: يا يوسف يعنـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن منصور
ويونس عن الـحسن, فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى صورة يعقوب
فـي سقـف البـيت عاضّا علـى أصبعه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن إسماعيـل
بن أبـي سالـم, عن أبـي صالـح مثله, وقال عاضّا علـى أصبعه يقول: يوسف, يوسف




14658ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب القمى, عن حفص بن حميد, عن شمر بن
عطية, قال: نظر يوسف إلـى صورة يعقوب عاضّا علـى أصبعه يقول: يا يوسف فذاك حيث
كفّ, وقام فـاندفع.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحمانـي, قال: حدثنا شريك, عن سالـم وأبـي
حصين, عن سعيد بن جبـير: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى صورة فـيها وجه
يعقوب عاضّا علـى أصابعه, فدفع فـي صدره فخرجت شهوته من بـين أنامله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو نعيـم, قال: حدثنا مسعر, عن أبـي حصين, عن
سعيد بن جبـير: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: رأى تـمثال وجه أبـيه, فخرجت
الشهوة من أنامله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا يحيى بن عبـاد, قال: حدثنا أبو عوانة,
عن إسماعيـل بن سالـم, عن أبـي صالـح: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: تـمثال
صورة يعقوب فـي سقـف البـيت.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا جعفر بن سلـيـمان, عن يونس بن عبـيد, عن
الـحسن, قال: رأى يعقوب عاضّا علـى يده.




قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوريّ, عن أبـي حصين, عن سعيد بن
جبـير, فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: يعقوب ضرب بـيده علـى صدره,
فخرجت شهوته من أنامله.




14659ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ قال: أخبرنا عبـيد
بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه آية
من ربه يزعمون أنه مثل له يعقوب, فـاستـحيا.




وقال آخرون: بل البرهان الذي رأى يوسف ما أوعد الله عزّ وجلّ علـى الزنا
أهله.



ذكر من قال ذلك:



14660ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن أبـي مودود, قال: سمعت مـحمد
بن كعب القرظي, قال: رفع يوسف رأسه إلـى سقـف البـيت, فإذا كتاب فـي حائط البـيت:
لا تَقْرَبُوا الزّنا إنّهُ كانَ فـاحِشَةً وَساءَ سَبِـيلاً.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن مودود, عن مـحمد بن كعب, قال: رفع
يوسف رأسه إلـى سقـف البـيت حين همّ, فرأى كتابـا فـي حائط البـيت: لا تَقْرَبُوا
الزّنا إنّهُ كانَ فَـاحِشَةً وَساءَ سَبِـيلاً.




14661ـ قال: حدثنا زيد بن الـحبـاب, عن أبـي معشر, عن مـحمد بن كعب: لَوْلا
أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه قال: لولا ما رأى فـي القرآن من تعظيـم الزنا.




14662ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي نافع بن يزيد, عن
أبـي صخر, قال: سمعت القرظي يقول فـي البرهان الذي رأى يوسف: ثلاث آيات من كتاب
الله: إنّ عَلَـيْكُمْ لـحَافِظينَ... الآية, وقوله: ومَا تَكُونُ فِـي شأنٍ... الآية,
وقوله: أفَمَنْ هُوَ قائمٌ علـى كُلّ نَفْسٍ بِـمَا كَسَبَتْ. قال نافع: سمعت أبـا
هلال يقول مثل قول القُرَظيْ, وزاد آية رابعة: وَلا تَقْرَبُوا الزّنا.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: أخبرنا أبو معشر,
عن مـحمد بن كعب القُرَظيّ لَوْلا أنْ رأى بُرْهانَ رَبّه فقال: ما حرّم الله
علـيه من الزنا.




وقال آخرون: بل رأى تـمثال الـملك. ذكر من قال ذلك:




14663ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بها لَوْلا أنْ رأى
بُرْهانَ رَبّهِ يقول: آيات ربه أرى تـمثال الـملك.




14664ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: كان بعض أهل
العلـم فـيـما بلغنـي يقول: البرهان الذي رأى يوسف فصرف عنه السوء والفحشاء: يعقوب
عاضّا علـى أصبعه, فلـما رآه انكشف هاربـا. ويقول بعضهم: إنـما هو خيال إطفـير
سيده حين دنا من البـاب, وذلك أنه لـما هرب منها واتبعه ألفـياه لدى البـاب.




وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أخبر عن همّ
يوسف وامرأة العزيز كلّ واحد منهما بصاحبه, لولا أن رأى يوسف برهان ربه, وذلك آية
من آيات الله, زجرته عن ركوب ما همّ به يوسف من الفـاحشة. وجائز أن تكون تلك الآية
صورة يعقوب, وجائز أن تكون صورة الـملك, وجائز أن يكون الوعيد فـي الاَيات التـي
ذكرها الله فـي القرآن علـى الزنا, ولا حجة للعذر قاطعة بأيّ ذلك من أيّ. والصواب
أن يقال فـي ذلك ما قاله الله تبـارك وتعالـى, والإيـمان به, وترك ما عدا ذلك إلـى
عالـمِه.




وقوله: كذلكَ لِنَصْرفَ عَنْهُ السّوءَ والفَحْشاءَ يقول تعالـى ذكره: كما
رأينا يوسف برهاننا علـى الزجر عما همّ به من الفـاحشة, كذلك نسبب له فـي كل ما
عرض له من همّ يهمّ به فـيـما لا يرضاه ما يزجره ويدفعه عنه كي نصرف عنه ركوب ما
حرّمنا علـيه وإتـيان الزنا, لنطهره من دنس ذلك.



وقوله: إنّهُ مِنْ عِبـادِنا الـمُخْـلَصِينَ
اختلف القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والكوفة: إنّهُ مِنْ
عِبـادِنا الـمُخْـلَصِينَ بفتـح اللام من «الـمخـلصين», بتأويـل: إن يوسف من
عبـادنا الذين أخـلصناهم لأنفسنا واخترناهم لنبوّتنا ورسالتنا. وقرأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:36 pm

ذلك بعض قرّاء البصرة: «إنّهُ مِنْ
عِبـادِنا الـمُخْـلَصِينَ» بكسر اللام, بـمعنى: أن يوسف من عبـادنا الذين أخـلصوا
توحيدنا وعبـادتنا, فلـم يشركوا بنا شيئا, ولـم يعبدوا شيئا غيرنا.




والصواب من القول فـي ذلك أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان قد قرأ بهما
جماعة كثـيرة من من القرّاء, وهما متفقتا الـمعنى وذلك أن من أخـلصه الله لنفسه
فـاختاره, فهو مخـلص لله التوحيد والعبـادة, ومن أخـلص توحيد الله وعبـادته فلـم
يشرك بـالله شيئا, فهو مـمن أخـلصه الله, فبأيتهما قرأ القارىء فهو الصواب مصيب.



الآية : 25


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدّتْ قَمِيصَهُ
مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ
أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.




يقول جلّ ثناؤه: واستبق يوسف وامرأة العزيز بـاب البـيت. أما يوسف ففرارا
من ركوب الفـاحشة لـما رأى برهان ربه فزجره عنها. وأما الـمرأة فطلبها يوسف لتقضي
حاجتها منه التـي راودته علـيها, فأدركته فتعلقت بقميصه, فجذبته إلـيها مانعة له
من الـخروج من البـاب, فقدّته من دبر, يعنـي: شقته من خـلف لا من قدّام, لأن يوسف
كان هو الهارب وكانت هي الطالبة. كما:




14665ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: وَاسْتَبَقَا البـابَ قال: استبق هو والـمرأة البـاب, وَقَدّتْ قَمِيصَهُ
مِنْ دُبُرِ.




14666ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما رأى
برهان ربه, انكشف عنها هاربـا, واتبعته, فأخذت قميصه من دبر فشقّته علـيه.




وقوله: وألْفَـيا سَيّدَها لَدَى البـابِ يقول جلّ ثناؤه: وصادفـا سيدها
وهو زوج الـمرأة لدى البـاب, يعنـي: عند البـاب. كالذي:




14667ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا الثوري, عن رجل,
عن مـجاهد: وألْفَـيا سَيّدَها قال: سيدها: زوجها, لَدَى البـابِ قال: عند البـاب.




14668ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, عن أشعث,
عن الـحسن, عن زيد بن ثابت, قال: السيد: الزوج.




14669ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وألْفَـيا سَيّدَها لَدَى البـابِ أي عند البـاب.




14670ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وألْفَـيا سَيّدَها لَدَى البـابِ قال: جالسا عند البـاب وابن عمها معه. فلـما
رأته قالَتْ ما جَزَاءُ مَنْ أرَادَ بأهْلكَ سُوءا إنه راودنـي عن نفسي, فدفعته عن
نفسي, فشققت قميصه قال يوسف: بل هي راودتنـي عن نفسي, وفررت منها فأدركتنـي, فشقّ
قميصي فقال ابن عمها: تبـيان هذا فـي القميص, فإن كان القميص قُدّ من قبل فصدقت
وهو من الكاذبـين, وإن كان قميصه قُدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقـين. فأتـي
بـالقميص, فوجده قدّ من دبر قالَ إنّهُ مِنْ كَيْدِكُنّ إنّ كَيْدَكُنّ عَظِيـمٌ
يِوسِفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لذَنْبِك أنّكِ كُنْتِ مِنَ
الـخاطِئِينَ.




14671ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وألْفَـيا
سَيّدَها لَدَى البـابِ إطفـير قائما علـى بـاب البـيت. فقالَتْ وهابته: ما
جَزَاءُ مَنْ أرَادَ بأهْلِكَ سُوءا إلاّ أنْ يُسْجَنَ أوْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ ولطخته
مكانها بـالسيئة فرقا ن أن يتهمها صاحبها علـى القبـيح. فقال هو, وصدقة الـحديث:
هِيَ رَاودَتْنـي عَنْ نَفْسِي.




وقوله: قالَتْ ما جَزَاءُ مَنْ أرَادَ بأهْلِكَ سُوءا يقول تعالـى ذكره:
قالت امرأة العزيز لزوجها لـما ألفـياه عند البـاب, فخافت أن يتهمها بـالفجور: ما
ثواب رجل أراد بـامرأتك الزنا إلا أن يسجن فـي السجن أو إلا عذاب ألـيـم؟ يقول:
موجع وإنـما قال: إلاّ أنْ يُسْجَنَ أوْ عَذَابٌ ألـيـمٌ لأن قوله: إلاّ أنْ
يُسْجَنَ بـمعنى إلا السجن, فعطف العذاب علـيه وذلك أنّ «أن» وما عملت فـيه
بـمنزلة الاسم.



الآية : 26-28


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نّفْسِي
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ
وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ
قَمِيصُهُ قُدّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصّادِقِينَ * فَلَمّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدّ مِن دُبُرٍ قَالَ
إِنّهُ مِن كَيْدِكُنّ إِنّ كَيْدَكُنّ عَظِيمٌ }.




يقول تعالـى ذكره: قال يوسف لـما قذفته امرأة العزيز بـما قذفته من إرداته
الفـاحشة منها مكذّبـا لها فـيـما قذفته به ودفعا لـما نُسِب إلـيه: ما أنا
راودتها عن نفسها, بل هي راودتنـي عن نفسي. وقد قـيـل: إن يوسف لـم يرد ذكر ذلك لو
لـم تقذفه عند سيدها بـما قذفته به. ذكر من قال ذلك:




14672ـ حدثنـي مـحمد بن عمارة, قال: حدثنا عبـيد الله بن موسى, قال: أخبرنا
شيبـان, عن أبـي إسحاق, عن نوف الشامي, قال: ما كان يوسف يريد أن يذكره حتـى قالَتْ
ما جَزَاءُ مَنْ أرَادَ بأهْلِكَ سُوءا... الآية, قال: فغضب فقال: هي راودتنـي عن
نفسي.




وأما قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها فإن أهل العلـم اختلفوا فـي صفة
الشاهد, فقال بعضهم: كان صبـيّا فـي الـمهد. ذكر من قال ذلك:




14673ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو العلاء بن عبد الـجبـار, عن حماد بن
سلـمة, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, قال: تكلـم أربعة فـي
الـمهد وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون, وشاهد يوسف, وصاحب جُريج, وعيسى ابن مريـم
علـيه السلام.




14674ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن أبـي بكر الهُذَلـيّ, عن شَهرْ
بن حَوْشب, عن أبـي هريرة, قال: عيسى, وصاحب يوسف, وصاحب جُريج. يعنـي تكلـموا فـي
الـمهد.




14675ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا
عبد الرحمن, قال: حدثنا زائدة, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير: وَشَهِدَ شاهِدٌ
مِنْ أهْلها قال: صبـيّ.




حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا إسرائيـل, عن أبـي
حصين, عن سعيد بن جبـير: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان فـي الـمهد صبـيّا.




حدثنـي مـحمد بن عبـيد الـمـحاربـيّ, قال: حدثنا أيوب بن جابر, عن أبـي
حصين, عن سعيد بن جبـير, فـي قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: صبـيّ.




حدثنـي يحيى بن طلـحة البربوعي, قال: حدثنا أبو بكر بن عياش, عن أبـي حصين,
عن سعيد بن جبـير, بـمثله.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
شريك, عن سالـم, عن سعيد بن جبـير, قال: كان صبـيّا فـي مهده.




14676ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا إدريس, عن حصين, عن هلال بن يساف:
وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: صبـيّ فـي الـمهد.




14677ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أبـي مزوق, عن جويبر,
عن الضحاك: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: صبـيّ أنطقه الله. ويقال: ذو رأي
برأيه.




14678ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: أخبرنا عفـان, قال: حدثنا حماد, قال:
أخبرنـي عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, عن النبـيّ صلى الله
عليه وسلم قال: «تَكَلّـمَ أرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ» فذكر فِـيهمْ شاهِدَ
يُوسُفَ.




14679ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج. قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد
بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها يزعمون
أنه كان صبـيّا فـي الدار.




14680ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: حدثنا عمي. قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان صبـياّ
فـي الـمهد.




وقال آخرون: كان رجلاً ذا لـحية. ذكر من قال ذلك:




14681ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن إسرائيـل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عبـاس, قال: كان ذا لـحية.




14682ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن سفـيان, عن جابر, عن ابن أبـي ملـيكة, عن ابن عبـاس: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ
أهْلها قال: كان من خاصة الـملك.




14683ـ وبه قال: حدثنا أبـي, عن عمران بن حدير, سمع عكرمة يقول: وَشَهِدَ
شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: ما كان يصبـيّ, ولكن رجلاً حكيـما.




حدثنا سَوّار بن عبد الله, قال: حدثنا عبد الـملك بن الصبـاح, قال: حدثنا
عمران بن حدير, عن عكرمة, وذكره عنده: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها فقالوا: كان
صبـيّا, فقال: إنه لـيس بصبـيّ ولكنه رجل حكيـم.




14684ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن سفـيان, عن منصور, عن مـجاهد: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان رجلاً.




حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن منصور, عن
مـجاهد: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: رجل.




حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن منصور, عن مـجاهد, فـي قوله: وَشَهِدَ
شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: رجل.




14685ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو بكر بن عياش, عن أبـي حصين, عن سعيد
بن جبـير: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: رجل.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: أخبرنا إسرائيـل,
عن سماك, عن عكرمة عن ابن عبـاس: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: ذو لـحية.




14686ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ, قال: ابن عمها كان الشاهد من أهلها.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا إسرائيـل, عن
سماك, عن عكرمة عن ابن عبـاس: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: ذو لـحية.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو غسان, قال: حدثنا إسرائيـل, عن سماك, عن عكرمة,
عن ابن عبـاس, قال: كان ذا لـحية.




14687ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا قـيس, عن جابر,
عن ابن أبـي ملـيكة: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان من خاصة الـملك.




14688ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَشَهِدَ
شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: رجل حكيـم كان من أهلها.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: رجل حكيـم من أهلها.




حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا أبو نعيـم, قال: حدثنا سفـيان, عن منصور, عن
مـجاهد: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان رجلاً.




14689ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن بعض
أصحابه, عن الـحسن, فـي قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال رجل له رأي أشار
برأيه.




14690ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وَشَهِدَ شاهِدٌ
مِنْ أهْلها قال: يقال: إنـما كان الشاهد مشيرا رجلاً من أهل إطفـير, وكان يستعين
برأيه. إلا أنه قال: أشهد إن كان قميصه قدّ من قبل لقد صدقت وهو من الكاذبـين.




وقـيـل: معنى قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ: حكم حاكم.




14691ـ حدثت بذلك عن الفراء, عن معلـي بن هلال, عن أبـي يحيى, عن مـجاهد.




وقال آخرون: إنـما عنـي بـالشاهد القميص الـمقدود. ذكر من قال ذلك:




14692ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: قميصه
مشقوق من دبر, فتلك الشهادة.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, قوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قميصه مشقوق من دُبُر, فتلك
الشهادة.




14693ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الـمـحاربـي, عن لـيث, عن مـجاهد:
وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها لـم يكن من الإنس.




قال: حدثنا حفص, عن لـيث, عن مـجاهد: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أهْلها قال: كان
من أمر الله, ولـم يكن إنسيا.




والصواب من القول فـي ذلك, قول من قال: كان صبـيّا فـي الـمهد للـخبر الذي
ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر من تكلـم فـي الـمهد, فذكر أن
أحدهم صاحب يوسف. فأما ما قاله مـجاهد من أنه القميص الـمقدود فما لا معنى له لأن
الله تعالـى ذكره أخبر عن الشاهد الذي شهد بذلك أنه من أهل الـمرأة فقال: وَشَهِدَ
شاهِدٌ مِنْ أهْلها ولا يقال للقميص هو من أهل الرجل ولا الـمرأة.




وقوله: إنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِنْ قُبُلً فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ
الكاذِبِـينَ لأن الـمطلوب إذا كان هاربـا فإنـما يؤتـى من قبل دبره, فكان معلوما
أن الشقّ لو كان من قُبُل لـم يكن هاربـا مطلوبـا, ولكن كان يكون طالبـا مدفوعا,
وكان ذلك شهادة علـى كذبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:39 pm

14694ـ حدثنا ابن حميد,
قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قال: أشهد إن كان قميصه قُدّ من قُبل لقد
صدقت وهو من الكاذبـين, وذلك أن الرجل إنـما يريد الـمرأة مقبلاً. إنْ كَانَ
قَمِيصُهُ قُدّ مِنْ دُبُرٍ وَهُوَ مِنَ الصّادِقِـينَ وذلك أن الرجل لا يأتـي
الـمرأة من دبر. وقال: إنه لا ينبغي أن يكون فـي الـحقّ إلا ذاك. فلـما رأى إطفـير
قميصه قُدّ من دبر عرف أنه من كيدها, فقال: إنّهُ مِنْ كَيْدِكُنّ إنّ كَيْدَكُنّ
عَظِيـمٌ.




14695ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا
يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: قال: يعنـي الشاهد من أهلها: القميص يقضي
بـينهما إنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِنْ قُبُلً فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ
الكاذِبِـينَ وإنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ
الصّادِقِـينَ فَلَـمّا رأى قَمِيصَهُ قُدّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إنّهُ مِنْ
كَيْدَكُنّ إنّ كَيْدَكُنّ عَظِيـمٌ.




وإنـما حذفت «أن» التـي تتلقـى بها الشهادة, لأنه ذهب بـالشهادة إلـى معنى
القول, كأنه قال: وقال قائل من أهلها: إن كان قميصه, كما قـيـل: يُوصِيكُمُ اللّهُ
فِـي أوْلادِكُمْ للذّكَرِ مِثلُ حَظّ الأُنْثَـيَـيْنِ لأنه ذهب بـالوصية إلـى
القول.




وقوله: فَلَـمّا رأى قَمِيصَهُ قُدّ مِنْ دُبُرٍ خبر عن زوج الـمرأة, وهو
القائل لها: إن هذا الفعل من كيدكنّ: أي صنـيعكنّ, يعنـي من صنـيع النساء, إن
كيدكنّ عظيـم. وقـيـل: إنه خبر عن الشاهد أنه القائل ذلك.



الآية : 29


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـَذَا
وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }.




وهذا فـيـما ذكر ابن عبـاس, خبر من الله تعالـى ذكره عن قـيـل الشاهد أنه
قال للـمرأة ولـيوسف, يعنـي بقوله: يُوسُفُ يا يوسف أعْرِضْ عَنْ هَذَا يقول: أعرض
عن ذكر ما كان منها إلـيك فـيـما راودتك علـيه فلا تذكره لأحد. كما:




14696ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله:
يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا قال: لا تذكره, واسْتَغْفِري أنت زوجك, يقول: سلـيه أن
لا يعاقبك علـى ذنبك الذي أذنبت, وأن يصفح عنه فـيستره علـيك.




إنّكِ كُنْتِ مِنَ الـخَاطِئينَ, يقول: إنك كنت من الـمذنبـين فـي مراودة
يوسف عن نفسه, يقال منه: خطىء فـي الـخطيئة يخْطَأُ خَطَأً وَخِطْأً, كما قال جلّ
ثناؤه: «إنّهُ كانَ خِطْأً كَبـيرا» والـخطأ فـي الأمر, وحكى فـي الصواب أيضا الصّوْب,
والصوب كما قال: الشاعر:



لَعَمْرُكِ إنّـمَا خَطَئِي وَصَوْبِـيعلـيّ
وإِنّ ما أهْلَكْتُ مالُ




وينشد بـيت أمية:



عبـادُكَ يُخْطِئُونَ وأنْتَ رَبٌبكَفّـيْكَ
الـمَنايا والـحُتُومُ




من خَطِىء الرجل. وقـيـل: إنّكِ كُنْتِ مِنَ الـخَاطِئينَ لـم يقل: من الـخاطئات,
لأنه لـم يقصد بذلك قصد الـخبر عن النساء, وإنـما قصد به الـخبر عمن يفعل ذلك
فـيخطىء.



الآية : 30


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً
إِنّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ }.




يقول تعالـى ذكره: وتـحدّث النساء بأمر يوسف وأمر امرأة العزيز فـي مدينة
مصر, وشاع من أمرهما فـيها ما كان, فلـم ينكتـم, وقلن: امرأة العزيز تراود فتاها,
عبدها, عن نفسه: كما:




14697ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: وشاع الـحديث
فـي القرية,. وتـحدّث النساء بأمره وأمرها, وقلن: امْرأةُ العَزِيزِ تُرَاوِدُ
فَتاها عَنْ نَفْسِهِ أي عبدها.




وأما العزيز فإنه الـملك فـي كلام العرب ومنه قول أبـي دؤاد:




دُرّةٌ غاصَ عَلَـيْها تاجِرٌجُلِـيَتْ عنْدَ عَزِيزٍ يَوْمَ طَلّ




يعنـي بـالعزيز: الـملك, وهو من العزّة.




وقوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا يقول قد وصل حثّ يوسف إلـى شغاف قلبها, فدخـل
تـحته حتـى غلب علـى قلبها. وشغاف القلب: حجابه وغلافه الذي هو فـيه, وإياه عَنى
النابغة الذبـيانـي بقوله:




وَقَدْ حالَ هَمّ دُونَ ذلكَ داخِـلٌدُخُولَ شُغافٍ تَبْتَغِيهِ الأصَابِعُ




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14698ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا حجاج بن مـحمد, عن ابن جريج,
قال: أخبرنـي عمرو بن دينار, أنه سمع عكرمة يقول فـي قوله: شَغَفَها حُبّـا قال:
دخـل حبه تـحت الشغاف.




14699ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد قوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: دخـل حبه فـي شغافها,




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: دخـل حبه فـي شغافها.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: كان حبه فـي شغافها.




قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, مثل حديث الـحسن بن مـحمد, عن شبـابة.




14700ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: حدثنا أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا يقول: علقها حبّـا.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن
علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: غلبها.




14701ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن أبـيه عن أيوب بن عائذ الطائي عن الشعبـي: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: الـمشغوف:
الـمـحبّ, والـمشعوف: الـمـجنون.




14702ـ وبه قال: حدثنا أبـي, عن أبـي الأشهب, عن أبـي رجاء والـحسن: قَدْ
شَغَفَها حُبّـا قال: أحدهما: قد بطنها حبـا, وقال الاَخر: قد صدقها حبـا.




حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا ابن علـية, عن أبـي رجاء, عن الـحسن, فـي قوله:
قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: قد بطنها حبّـا. قال يعقوب: قال أبو بشر: أهل الـمدينة
يقولون: قد بطنها حبّـا.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن علـية, عن أبـي رجاء, عن الـحسن, قال:
سمعته يقول فـي قوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: بطنها حبّـا. وأهل الـمدينة
يقولون ذلك.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, عن قرة, عن الـحسن: قَدْ
شَغَفَها حُبّـا قال: قد بطن بها حبّـا.




حدثنا الـحسن, قال: حدثنا أبو قطن, قال: حدثنا أبو الأشهب, عن الـحسن: قَدْ
شَغَفَها حُبّـا قال: بطنها حبه.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة. عن الـحسن: قَدْ
شَغَفَها حُبّـا قال: بطن بها.




14703ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: استبطنا حبها إياه.




14704ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: قَدْ
شَغَفَها حُبّـا أي قد علقها.




14705ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا إسرائيـل, عن
أبـي يحيى, عن مـجاهد: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: قد علقها حبّـا.




14706ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الـمـحاربـيّ, عن جويبر, عن الضحاك,
قال: هو الـحبّ اللازق بـالقلب.




14707ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد, قال:
سمعت الضحاك, فـي قوله: قَدْ شَغَفَها حُبّـا يقول: هلكت علـيه حبّـا, والشّغَاف:
شَغاف القلب.




14708ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: والشغاف: جلدة من علـى القلب يقال لها: لسان
القلب, يقول: دخـل الـحبّ الـجلد حتـى أصاب القلب.




وقد اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار بـالغين:
قَدْ شَغَفَها علـى معنى ما وصفت من التأويـل. وقرأ ذلك أبو رجاء: «قَدْ شَعَفَها»
بـالعين.




14709ـ حدثنا الـحسين بن مـحمد, قال: حدثنا أبو قطن, قال: حدثنا أبو
الأشهب, عن أبـي رجاء: «قَدْ شَعَفَها».




قال: حدثنا خـلف, قال: حدثنا هشيـم, عن أبـي الأشهب, أو عوف عن أبـي رجاء:
«قَدْ شَعَفَها حُبّـا» بـالعين.




14710ـ قال: حدثنا خـلف, قال: حدثنا مـحبوب, قال: قرأه عوف: «قَدْ
شَعَفَها».




14711ـ قال: حدثنا عبد الوهاب, عن هارون, عن أسيد, عن الأعرج: «قَدْ
شَعَفَها حُبّـا» وقال: شعفها إذا كان هو يحبها.




ووجّه هؤلاء معنى الكلام إلـى أن الـحبّ قد عمها.




وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب من الكوفـيـين يقول: هو من قول القائل: قد
شُعِفَ بها, كأنه ذهب بها كلّ مذهب من شغف الـجبـال, وهي رؤوسها.




ورُوي عن إبراهيـم النـخعي أنه قال: الشغف: شغف الـحبّ. والشّعفَ: شَعَف
الدابة حين تذعر.




14712ـ حدثنـي بذلك الـحارث, عن القاسم, أنه قال: يُروى ذلك عن أبـي عوانة,
عن مغيرة عنه.




قال الـحارث: قال القاسم, يذهب إبراهيـم إلـى أنّ أصل الشغف: هو الذعر.
قال: وكذلك هو كما قال إبراهيـم فـي الأصل, إلا أن العرب ربـما استعارت الكلـمة
فوضعتها فـي غير موضعها قال امرؤ القـيس:



أتَقْتُلِنـي وَقَدْ شَعَفْتُ فُؤَادَهاكمَا
شَعَفَ الـمَهْنُوءَةَ الرّجلُ الطّالـي




قال: وشعف الـمرأة. من الـحبّ, وشعف الـمهنوءة من الذّعر, فشبه لوعة الـحبّ
وجواه بذلك.




وقال ابن زيد فـي ذلك ما:




14713ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال: ابن زيد, فـي قوله:
قَدْ شَغَفَها حُبّـا قال: أن الشّغْف والشّعَف مختلفـان, والشعْف فـي البغض,
والشغْف فـي الـحبّ. وهذا الذي قاله ابن زيد لا معنى له, لأن الشعْف فـي كلام
العرب بـمعنى عموم الـحبّ أشهر من أن يجهله ذو علـم بكلامهم.




والصواب فـي ذلك عندنا من القراءة: قَدْ شَغَفَها بـالغين لإجماع الـحجة من
القرّاء علـيه.




وقوله: إنّا لَنَراها فِـي ضَلالٍ مُبِـينٍ قلن: إنا لنرى امرأة العزيز فـي
مراودتها فتاها عن نفسه وغلبة حبه علـيها لفـي خطأ من الفعل وجور عن قصد السبـيـل
مبـين لـمن تأمله وعلـمه أنه ضلال وخطأ غير صواب ولا سداد. وإنـما كان قـيـلهنّ ما
قلن من ذلك وتـحدّثهنّ بـما تـحدّثن به من شأنها وشأن يوسف مكرا منهنّ فـيـما ذكر
لتريهنّ يوسف.



الآية : 31


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنّ أَرْسَلَتْ
إِلَيْهِنّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَئاً وَآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مّنْهُنّ
سِكّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنّ فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ
وَقَطّعْنَ أَيْدِيَهُنّ وَقُلْنَ حَاشَ للّهِ مَا هَـَذَا بَشَراً إِنْ هَـَذَآ
إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }.




يقول تعالـى ذكره: فلـما سمعت امرأة العزيز بـمكر النسوة اللاتـي قلن فـي
الـمدينة ما ذكره الله عزّ وجلّ عنهنّ. وكان مكرهنّ ما:




14714ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: فَلَـمّا سَمِعَتْ بِـمَكْرِهِنّ يقول: بقولهنّ.




14715ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما أظهر
النساء ذلك من قولهنّ: تراود عبدها مكرا بها لتريهنّ يوسف, وكان يوصف لهنّ بحسنه
وجماله فَلَـمّا سَمِعَتْ بِـمَكْرِهِنّ أرْسَلَتْ إلَـيْهِنّ وأعْتَدَتْ لَهُنّ
مُتّكَئا.




14716ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
فَلَـمّا سَمِعَتْ بِـمَكْرِهِنّ: أي بحديثهنّ, أرْسَلَتْ إلَـيْهِنّ يقول: أرسلت
إلـى النسوة اللاتـي تـحدّثن بشأنها وشأن يوسف.




وأعْتَدَتْ أفعلت من العتاد, وهو العدّة, ومعناه: أعدّت لهنّ متكئا يعنـي
مـجلسا للطعام, وما يتكئن علـيه من النـمارق والوسائد, وهو مفتعل من قول القائل:
اتكأت, يقال: ألقِ له مُتّكَئا, يعنـي: ما يتكىء علـيه.




وبنـحو ما قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14717ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن الـيـمان, عن أشعث, عن جعفر, عن
سيعد: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَئا قال: طعاما وشرابـا ومتكئا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:40 pm

14718ـ قال: حدثنا عمرو
بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً قال: يتكئن علـيه.




14719ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية.
عن علـيّ, عن ابن عبـاس: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكأً قال: مـجلسا.




14720ـ قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن أبـي الأشهب, عن
الـحسن أنه كان يقرأ: مُتّكَأً ويقول: هو الـمـجلس والطعام.




14721ـ قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن يزيد: من قرأ: «مُتّكَأً»
خفـيفة, يعنـي طعاما, ومن قرأ مُتّكَأً يعنـي الـمتكأ.




فهذا الذي ذكرنا عمن ذكرنا عنه من تأويـل هذه الكلـمة, هو معنى الكلـمة
وتأويـل الـمتكأ, وأنها أعدّت للنسوة مـجلسا فـيه متكأً وطعام وشراب وأترجّ. ثم
فسّر بعضهم الـمتكأ بأنه الطعام علـى وجه الـخبر عن الذين أعدّ من أجله الـمتكأ,
وبعضهم عن الـخبر عن الأترجّ, إذ كان فـي الكلام: وآتت كلّ واحدة منهن سكينا, لأن
السكين إنـما تعدّ للأترجّ وما أشبهه مـما يقطع به. وبعضهم علـى البزماورد:




حدثنـي هارون بن حاتـم الـمقرىء, قال: حدثنا هشيـم بن الزبرقان, عن أبـي
روق عن الضحاك, فـي قوله: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَئا قال: البزماورد.




وقال أبو عبـيدة معمر بن الـمثنى: الـمتكأ: هو النّـمرق يتكأ علـيه. وقال:
زعم قوم أنه الأترجّ, قال: وهذا أبطل بـاطل فـي الأرض, لكن عسى أن يكون مع الـمتكإ
أترجّ يأكلونه. وحكى أبو عبـيد القاسم بن سلام قول أبـي عبـيدة, ثم قال: والفقهاء
أعلـم بـالتأويـل منه. ثم قال: ولعله بعض ما ذهب من كلام العرب, فإن الكسائي كان
يقول: قد ذهب من كلام العرب شيء كثـير انقرض أهله. والقول فـي أن الفقهاء أعلـم
بـالتأويـل من أبـي عبـيدة كما قال أبو عبـيدة لا شكّ فـيه, غير أن أبـا عبـيدة
لـم يبعد من الصواب فـي هذا القول, بل القول كما قال من أن من قال للـمتكإ هو
الأترجّ إنـما بـين الـمعدّ فـي الـمـجلس الذي فـيه الـمتكأ والذي من أجله أعطين
السكاكين, لأن السكاكين معلوم أنها لا تعدّ للـمتكإ إلا لتـخريقه, ولـم يُعْطَين
السكاكين لذلك. ومـما يبـين صحة ذلك القول الذي ذكرناه عن ابن عبـاس, من أن
الـمتكإ هو الـمـجلس.




ثم رُوى عن مـجاهد عنه, ما:




14722ـ حدثنـي به سلـيـمان بن عبد الـجبـار, قال: حدثنا مـحمد بن الصلت,
قال: حدثنا أبو كدينة, عن حصين, عن مـجاهد, عن ابن عبـاس: وأعْتَدَتْ لَهُنّ
مُتّكَئا وآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنّ سِكّينا قال: أعطتهنّ أترجّا, وأعطت كل
واحدة منهنّ سكينا.




فبـين ابن عبـاس فـي رواية مـجاهد هذه ما أعطت النسوة, وأعرض عن ذكر بـيان
معنى الـمتكإ, إذا كان معلوما معناه. ذكر من قال فـي تأويـل الـمتكإ ما ذكرنا:




14723ـ حدثنـي يحيى بن طلـحة الـيربوعي, قال: حدثنا فضيـل بن عياض, عن
حصين, عن مـجاهد, عن ابن عبـاس: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَئا قال: الترنـج.




14724ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: حدثنا هشيـم, عن عوف,
قال: حُدثت عن ابن عبـاس أنه كان يقرؤها: «مُتْكا» مخففة, ويقول: هو الأترجّ.




14725ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن إدريس, عن أبـيه, عن عطية:
«وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً» قال الطعام.




14726ـ حدثنـي يعقوب والـحسن بن مـحمد, قالا: حدثنا ابن علـية, عن أبـي
رجاء, عن الـحسن, فـي قوله: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً قال: طعاما.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن علـية, عن أبـي رجاء, عن الـحسن, مثله.




14727ـ حدثنا ابن بشار وابن وكيع, قالا: حدثنا غندر, قال: حدثنا شعبة, عن
أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير, فـي قوله: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً قال: طعاما.




حدثنا ابن الـمثنى, قال: حدثنا وهب بن جرير, قال: حدثنا شعبة, عن أبـي بشر,
عن سعيد بن جبـيرة نـحوه.




14728ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن
منصور, عن مـجاهد, قال: من قرأ مُتّكَأً فهو الطعام, ومن قرأها «مُتّكا» فخففها,
فهو الأترجّ.




14729ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: مُتّكَأً قال: طعاما.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد. وحدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14730ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا أبو خالد القرشي, قال: حدثنا
سفـيان, عن منصور, عن مـجاهد, قال: من قرأ: «مُتْكأً» خفـيفة, فهو الأترجّ.




حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا سفـيان, عن منصور, عن
مـجاهد, بنـحوه.




14731ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا جرير, عن لـيث, قال سمعت بعضهم يقول:
الأترجّ.




14732ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وأعْتَدَتْ
لَهُنّ مُتّكَأً: أي طعاما.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
مثله.




14733ـ قال: حدثنا يزيد, عن أبـي رجاء, عن عكرمة, فـي قوله: مُتّكَأً قال:
طعاما.




حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن
أبـيه, عن ابن عبـاس: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً يعنـي الأترجّ.




14734ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وأعْتَدَتْ لَهُنّ
مُتّكَأً والـمتكأ: الطعام.




قال: حدثنا جرير عن لـيث, عن مـجاهد: وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً قال:
الطعام.




14735ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وأعْتَدَتْ لَهُنّ مُتّكَأً قال: طعاما.




14736ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: حدثنا عبـيد بن
سلـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: مُتّكَأً فهو كلّ شيء يجزّ بـالسكين.




قال الله تعالـى ذكره مخبرا عن امرأة العزيز والنسوة اللاتـي تـحدّثن
بشأنها فـي الـمدينة: وآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنّ سِكّينا يعنـي بذلك جلّ
ثناؤه: وأعطت كل واحدة من النسوة اللاتـي حضرنها سكينا لتقطع به من الطعام ما تقطع
به, وذلك ما ذكرت أنها آتتهنّ إما من الأترجّ, وإما من البزماورد, أو غير ذلك مـما
يقطع بـالسكين. كما:




14737ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنّ سِكّينا وأترجّا يأكلنه.




14738ـ حدثنا سلـيـمان بن عبد الـجبـار, قال: حدثنا مـحمد بن الصلت, قال:
حدثنا أبو كدينة, عن حصين, عن مـجاهد, عن ابن عبـاس: وآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ
مِنْهُنّ سِكينا قال: أعطتهن أترجّا, وأعطت كل واحدة منهنّ سكينا.




14739ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وآتَتْ كُلّ
وَاحِدَةٍ مِنُهْنّ سِكّينا لـيحتززن به من طعامهنّ.




14740ـ حدثنـي يونس بن عبد الأعلـى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن
زيد, فـي قوله: وآتَتْ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنّ سِكّينا وأعطتهنّ ترنـجا وعسلاً,
فكنّ يحززن الترنـج بـالسكين, ويأكلن بـالعسل.




وفـي هذه الكلـمة بـيان صحة ما قلنا واخترنا فـي قوله: وأعْتَدَتْ لَهُنّ
مُتّكَأً وذلك أن الله تعالـى ذكره أخبر عن إيتاء امرأة العزيز النسوة السكاكين,
وترك ماله آتتهنّ السكاكين, إذا كان معلوما أن السكاكين لاتدفع إلـى من دعى إلـى
مـجلس إلا لقطع ما يؤكل إذا قطع بها, فـاستغنـي بفهم السامع بذكر إيتائها
صواحبـاتها السكاكين عن ذكر ماله آتتهنّ ذلك, فكذلك استغنـي بذكر اعتدادها لهنّ
الـمتكأ عن ذكر ما يعتدّ له الـمتكأ مـما يحضر الـمـجالس من الأطعمة والأشربة
والفواكه وصنوف الالتهاء لفهم السامعين بـالـمراد من ذلك, ودلالة قوله: وأعْتَدَتْ
لَهُنّ مُتّكَأً علـيه. فأما نفس الـمتكأ فهو ما وصفنا خاصة دون غيره.




وقوله: وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَـيْهِنّ فَلَـمّا رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ يقول
تعالـى ذكره: وقالت امرأة العزيز لـيوسف: اخْرُجْ عَلَـيْهِنّ فخرج علـيهنّ يوسف,
فَلَـمّا رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ يقول جلّ ثناؤه: فلـما رأين يوسف أعظمنه وأجللنه.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14741ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: أكْبَرْنَهُ أعظمنه.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح.
قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد,
مثله.




14742ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فَلَـمّا
رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ: أي أعظمنه.




14743ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَـيْهِنّ لـيوسف, فَلَـمّا رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ: عظمنه.




حدثنا إسماعيـل بن سيف العجلـي, قال: حدثنا علـيّ بن عابس, قال: سمعت
السديّ يقول فـي قوله: فَلَـمّا رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ قال: أعظمنه.




14744ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
اخْرُجْ عَلَـيْهِنّ فخرج فَلَـمّا رأيْنَهُ أعظمنه وبهتن.




14745ـ حدثنا إسماعيـل بن سيف, قال: حدثنا عبد الصمد بن علـيّ الهاشميّ, عن
أبـيه, عن جدّه, فـي قوله: فَلَـمّا رأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ قال: حضن.



14746ـ حدثنا علـيّ بن داود, قال: حدثنا عبد
الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, فـي قوله: فَلَـمّا رأيْنَهُ
أكْبَرْنَهُ يقول: أعظمنه.




حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا يحيى بن أبـي زائدة, عن
ابن جريج, عن مـجاهد مثله.




وهذا القول, أعنـي القول الذي رُوي عن عبد الصمد, عن أبـيه, عن جده, فـي
معنى أكْبَرْنَهُ أنه حِضْنَ, إن لـم يكن عنى به أنهنّ حضن من إجلالهنّ يوسف
وإعظامهنّ لـما كان الله قسم له من البهاء والـجمال, ولـما يجد من مثل ذلك النساء
عند معايَنتهنّ إياه, فقول لا معنى له لأن تأويـل ذلك: فلـما رأين يوسف أكبرنه,
فـالهاء التـي فـي أكبرنه من ذكر يوسف, ولا شكّ أن من الـمـحال أن يَحِضْن يوسف,
ولكن الـخبر إن كان صحيحا عن ابن عبـاس علـى ما رُوي, فخـلـيق أن يكون كان معناه
فـي ذلك أنهن حضن لـما أكبرن من حُسن يوسف وجماله فـي أنفسهن ووجدن ما يجدد النساء
من مثل ذلك. وقد زعم بعض الرواة أن بعض الناس أنشده فـي أكبرن بـمعنى حضن, بـيتا
لا أحسب أن له أصلاً, لأنه لـيس بـالـمعروف عند الرواة, وذلك:




نَأْتِـي النّسَاءَ علـى أطْهارِهِنّ وَلانَأْتِـي النّساءَ إذَا أكْبَرْنَ
إكْبـارا




وزعم أن معناه: إذا حضن.




وقوله: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك, فقال
بعضهم: معناه: أنهن حززن بـالسكين فـي أيديهن وهن يحسبن أنهنّ يقطعن الأترجّ. ذكر
من قال ذلك:




14747ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ حزّا حزّا بـالسكين.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ قال: حزّا حزّا بـالسكاكين.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد قال: وثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ قال: حزّا حزّا بـالسكين.




14748ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن
السديّ: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ قال: جعل النسوة يحززن أيديهنّ, يحسبن أنهن يقطعن
الأترجّ.




14749ـ حدثنا إسماعيـل بن سيف, قال: حدثنا علـيّ بن عابس, قال: سمعت السديّ
يقول: كانت فـي أيديهن سكاكين مع الأترجّ, فقطعن أيديهن, وسالت الدماء, فقلن: نـحن
نلومك علـى حبّ هذا الرجل, ونـحن قد قطّعنا أيدينا وسالت الدماء




14750ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: جعلن يَحِززن
أيديهن بـالسكين, ولا يحسبن إلا أنهن يحززن الترنـج, قد ذهبت عقولهنّ مـما رأين.




14751ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَقَطّعْنَ
أيْدِيَهُنّ وحززن أيديهن.




14752ـ حدثنـي سلـيـمان بن عبد الـجبـار, قال: حدثنا مـحمد بن الصلت, قال:
حدثنا ابن كدينة, عن حصين, عن مـجاهد, عن ابن عبـاس, قال: جعلن يقطعن أيديهن وهن
يحسبن أنهن يقطعن الأترجّ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:41 pm

14753ـ حدثنا مـحمد بن
عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ
قال: جعلن يحززن أيديهن, ولا يشعرن بذلك.




14754ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قالت لـيوسف:
اخرج علـيهنّ فخرج علـيهن, فلـما رأينه أكبرنه, وغلبت عقولهن عجبـا حين رأينه,
فجعلن يقطعن أيديهن بـالسكاكين التـي معهن ما يعقلن شيئا مـما يصنعن, وَقُلْنَ
حاشَ لِلّهِ ما هَذَا بَشَرا.







وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهن قطعن أيديهن حتـى أبنّها وهن لا يشعرن. ذكر
من قال ذلك:




14755ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قال: قطّعن أيديهن حتـى ألقـينها.




14756ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرزاق, قال:
أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: وَقَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ قال: قطعن أيديهن حتـى
ألقـينها.




والصواب من القول فـي ذلك أن يقال: إن الله أخبر عنهن أنهن قطعن أيديهن وهن
لا يشعرن لإعظام يوسف, وجائز أن يكون ذلك كان قطعا بإبـانة, وجائز أن يكون كان قطع
حزّ وخدش, ولا قول فـي ذلك أصوب من التسلـيـم لظاهر التنزيـل.




14757ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن
أبـي إسحاق, عن أبـي الأحوص, عن عبد الله, قال: أعطي يوسف وأمه ثلث الـحسن.




حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن
أبـي إسحاق, عن أبـي الأحوص عن عبد الله, مثله.




وبه عن أبـي الأحوص, عن عبد الله, قال: قسم لـيوسف وأمه ثلثُ الـحسن.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن أبـي إسحاق, عن أبـي الأحوص, عن عبد الله, قال: أعطي يوسف وأمه ثلثَ
حسن الـخـلق.




14758ـ حدثنـي أحمد بن ثابت, وعبد الله بن الرازيان, قالا: حدثنا عفـان,
قال: أخبرنا حماد بن سلـمة, قال: أخبرنا ثابت, عن أنس, عن النبـيّ صلى الله عليه
وسلم, قال: «أُعْطِيَ يُوسُفُ وأُمّهُ شَطْرَ الـحُسْنِ».




14759ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن أبـي معاذ, عن يونس, عن
الـحسن, أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيَ يُوسُفُ وأُمّهُ ثُلُثَ
حُسْنِ أهْلِ الدّنْـيا, وأُعْطِيَ النّاسُ الثّلُثَـيْنِ» أو قال: «أُعْطِيَ
يُوسُفُ وأُمّهُ الثّلُثَـيْنِ, وأُعْطِيَ النّاسُ الثّلُثَ».




14760ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن سفـيان, عن منصور, عن مـجاهد, عن ربـيعة الـجرشي, قال: قسم الـحسن نصفـين,
فأعطي يوسف وأمه سارّة نصف الـحسن, والنصف الاَخر بـين سائر الـخـلق.




14761ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري, قال: حدثنا سفـيان,
عن منصور, عن مـجاهد, عن ربـيعة الـجرشي, قال: قسم الـحسن نصفـين: فقسم لـيوسف
وأمه النصف, والنصف لسائر الناس.




حدثنا ابن وكيع وابن حميد, قالا: حدثنا جرير, عن منصور, عن مـجاهد, عن
ربـيعة الـجرشي, قال: قسم الـحسن نصفـين, فجعل لـيوسف وسارّة النصف, وجعل لسائر
الـخـلق نصف.




14762ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن عيسى بن يزيد, عن الـحسن: أعطي
يوسف وأمه ثلث حسن الدنـيا, وأعطي الناس الثلثـين.




وقوله: وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ اختلفت القراء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة
قرّاء الكوفـيـين: حاشَ لِلّهِ بفتـح الشين وحذف الـياء. وقرأه بعض البصريـين
بإثبـات الـياء «حاشى لله». وفـيه لغات لـم يقرأ بها: «حاشَى اللّهِ» كما قال
الشاعر:



حاشَى أبـي ثَوْبـانَ إنّ بهِضَنّا عَنِ
الـمَلْـحاةِ والشّتْـمِ




وذُكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ بهذه اللغة: «حاشْ اللّهَ» بتسكين السين
والألف يجمع بـين الساكنـين. وأما القراءة فإنـما هي بإحدى اللغتـين الأولـيـين,
فمن قرأ: حاشَ لِلّهِ بفتـح الشين وإسقاط الـياء فإنه أراد لغة من قال: «حاشى
لله», بإثبـات الـياء, ولكنه حذف الـياء لكثرتها علـى ألسن العرب, كما حذفت العرب
الألف من قولهم: لا أب لغيرك, ولا أب لشانـيك, وهم يعنون: لا أبـا لغيرك, ولا أبـا
لشانـيك.




وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب يزعم أن لقولهم: «حاشى لله», موضعين فـي
الكلام: أحدهما: التنزيه, والاَخر: الاستثناء, وهو فـي هذا الـموضع عندنا بـمعنى
التنزيه لله, كأنه قـيـل: معاذ الله.




وأما القول فـي قراءة ذلك, فإنه يقال للقارىء, فـي قراءته بأيّ القراءتـين
شاء, إن شاء بقراءة الكوفـيـين وإن شاء بقراءة البصريـين, وهو: حاشَ لِلّهِ
و«حاشَى لِلّهِ» لأنهما قراءتان مشهورتان ولغتان معروفتان بـمعنى واحد, وما عدا
ذلك فلغات لا تـجوز القراءة بها, لأنا لا نعلـم قارئا قرأ بها.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14763ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ قال: معاذ الله.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, فـي قوله: حاشَ لِلّهِ: معاذ الله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ: معاذ الله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, قوله: حاشَ لِلّهِ: معاذ الله.




14764ـ قال: حدثنا عبد الوهاب, عن عمرو, عن الـحسن: حَاشَ لِلّهِ: معاذ
الله.




حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا يحيى, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثله.




وقوله: ما هَذَا بَشَرا يقول: قلن ما هذا بشرا, لأنهنّ لـم يرين فـي حسن
صورته من البشر أحدا, فقلن: لو كان من البشر لكان كبعض ما رأينا من صورة البشر,
ولكنه من الـملائكة لا من البشر. كما:




14765ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَقُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما هَذَا بَشَرا: ما هكذا تكون البشر.




وبهذه القراءة قرأ عامة قرّاء الأمصار. وقد:




14766ـ حُدثت عن يحيى بن زياد الفراء, قال: ثنـي دعامة بن رجاء التـيـمي,
وكان غرّا, عن أبـي الـحويرث الـحنفـي أنه قرأ: «ما هَذَا بِشِرًى»: أي ما هذا
بـمشترًى, يريد بذلك أنهن أنكرن أن يكون مثله مستعبدا يشتري ويبـاع. وهذه القراءة
لا أستـجيز القراءة بها لإجماع قرّاء الأمصار علـى خلافها. وقد بـيّنا أن ما أجمعت
علـيه فغير جائز خلافها فـيه. وأما نصب البشر, فمن لغة أهل الـحجاز إذا أسقطوا
البـاء من الـخبر نصبوه, فقالوا: ما عمرو قائما. وأما أهل نـجد, فإن من لغتهم
رفعه, يقولون: ما عمرو قائم ومنه قول بعضهم حيث يقول:



لَشَتّانَ ما أنْوِي وَينْوِي بنُو أبـيجميعا,
فما هَذَانِ مُسْتَوِيانِ



تَـمّنْوا لِـيَ الـمْوتَ الذي يَشْعَبُ
الفَتـىوكُلّ فَتـى والـمَوْتُ يَـلْتَقِـيانِ




وأما القرآن, فجاء بـالنصب فـي كل ذلك, لأنه نزل بلغة أهل الـحجاز.




وقوله: إنْ هَذَا إلاّ مَلَكٌ كَرِيـمٌ يقول: قلن ما هذا إلا ملَك من
الـملائكة. كما:




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
إنْ هَذَا إلاّ مَلَكٌ كَرِيـمٌ قال: قلن: ملَك من الـملائكة.



الآية : 32


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَتْ فَذَلِكُنّ الّذِي لُمْتُنّنِي فِيهِ
وَلَقَدْ رَاوَدتّهُ عَن نّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لّمْ يَفْعَلْ مَآ
آمُرُهُ لَيُسْجَنَنّ وَلَيَكُوناً مّن الصّاغِرِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتـي قطعن أيديهن, فهذا
الذي أصابكن فـي رؤيتكن إياه وفـي نظرة منكن نظرتن إلـيه ما أصابكن من ذهاب العقل
وغروب الفهم ولها إلـيه حتـى قطعتنّ أيديكنّ, هو الذي لـمتننـي فـي حبـي إياه وشغف
فؤادي به, فقلتنّ: قد شغف امرأة العزيز فتاها حبّـا إنا لنراها فـي ضلال مبـين. ثم
أقرّت لهنّ بأنها قد راودته عن نفسه, وأن الذي تـحدثن به عنها فـي أمره حقّ,
فقالت: وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فـاسْتَعْصَمَ مـما راودته علـيه من
ذلك. كما:




14767ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
قالت: فَذَلِكُنّ الّذِي لُـمْتُنّنِـي فِـيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ
فـاسْتَعْصَمَ: تقول: بعد ما حلّ السراويـل استعصى, لا أدري ما بدا له.




14768ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
فـاسْتَعْصَمَ: أي فـاستعصى.




14769ـ حدثنـي علـيّ بن داود, قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي
معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: فـاسْتَعْصَمَ يقول: فـامتنع.




وقوله: لَئِنْ لَـمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَـيُسْجَننّ وَلَـيَكُونا مِنَ
الصّاغِرِينَ تقول: ولئن لـم يطاوعنـي علـى ما أدعوه إلـيه من حاجتـي إلـيه
لـيسجننّ, تقول: لـيحبسنّ فـي السجن, ولـيكونا من أهل الصغار والذلة بـالـحبس
والسجن, ولأهيننه. والوقـف علـى قوله: «لـيسجننّ» بـالنون لأنها مشددة, كما قـيـل:
لَـيُبَطّئَنّ.




وأما قوله: وَلَـيَكُونا فإن الوقـف علـيه بـالألف لأنها النون الـخفـيفة,
وهي شبـيهة نون الإعراب فـي الأسماء فـي قول القائل: رأيت رجلاً عندك, فإذا وقـف
علـى الرجل قـيـل: رأيت رجلاً, فصارت النون ألفـا, فكذلك ذلك فـي: ولـيكونا, ومثله
قوله: لَنَسْفَعا بـالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ الوقـف علـيه بـالألف لـما ذكرت ومنه قول
الأعشى:



وَصَلّ علـى حِينِ العَشِيّاتِ وَالضّحَىوَلا
تعْبُدِ الشّيْطانَ وَاللّهَ فـاعْبُدَا




وإنـما هو: «فـاعبدن», ولكن إذا وقـف علـيه كان الوقـف بـالألف.



الآية : 33


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبّ إِلَيّ مِمّا
يَدْعُونَنِيَ إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنّ أَصْبُ إِلَيْهِنّ
وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ }.




وهذا الـخبر من الله يدلّ علـى أن امرأة العزيز قد عاودت يوسف فـي
الـمراودة عن نفسه, وتوعدته بـالسجن والـحبس إن لـم يفعل ما دعته إلـيه, فـاختار
السجن علـى ما دعته إلـيه من ذلك لأنها لو لـم تكن عاودته وتوعدته بذلك, كان
مـحالاً أن يقول: رَبّ السّجْنُ أحَبّ إلـيّ مِـمّا يَدْعُونَنِـي إلَـيْهِ وهو لا
يدعى إلـى شيء ولا يخوّف بحبس. والسجن هو الـحبس نفسه, وهو بـيت الـحبس. وبكسر
السين قرأه قرّاء الأمصار كلها, والعرب تضع الأماكن الـمشتقة من الأفعال مواضع
الأفعال فتقول: طلعت الشمس مَطْلِعا, وغربت مَغْرِبـا, فـيجعلونها وهي أسماء خـلَفـا
من الـمصادر, فكذلك السجن, فإذا فتـحت السين من السجن كان مصدرا صحيحا. وقد ذُكر
عن بعض الـمتقدمين أنه يقرؤه: «السّجْنُ أحَبّ إلـيّ» بفتـح السين. ولا أستـجيز
القراءة بذلك لإجماع الـحجة من القرّاء علـى خلافها. وتأويـل الكلام: قال يوسف: يا
ربّ الـحبس فـي السجن أحبّ إلـيّ مـما يدعوننـي إلـيه من معصيتك ويراودننـي علـيه
من الفـاحشة. كما:




14770ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ:
قالَ رَبّ السّجْنُ أحَبّ إلـيّ مِـمّا يَدْعُونَنِـي إلَـيْهِ: من الزنا.




14771ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قال يوسف,
وأضاف إلـى ربه واستعانه علـى ما نزل به: رَبّ السّجْنُ أحَبّ إلـيّ مِـمّا
يَدْعُونَنِـي إلَـيْهِ: أي السجن أحبّ إلـيّ من أن آتـيَ ما تكره.




وقوله: وَإلاّ تَصْرِفْ عَنّـي كَيْدَهُنّ أصْبُ إلَـيْهِنّ يقول: وإن لـم تدفع
عنـي يا ربّ فعلهنّ الذي يفعلن بـي فـي مراودتهنّ إياي علـى أنفسهن أَصْبُ
إلـيهنّ, يقول: أميـل إلـيهنّ, وأتابعهنّ علـى ما يردن منـي, ويهوَين من قول
القائل: صبـا فلان إلـى كذا, ومنه قول الشاعر:



إلـى هِنْدٍ صَبـا قَلْبِـيوهِنْدٌ مثْلُها
يُصْبِـي




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14772ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: أصْبُ
إلَـيْهِنّ يقول: أتابعهنّ.




14773ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وَإلاّ تَصْرِفْ
عَنِـي كَيْدَهُنّ: أي ما أتـخوّف منهنّ أصْبُ إلَـيْهِنّ.




14774ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَإلاّ تَصْرِفْ عَنّـي كَيْدَهُنّ أصْبُ إلَـيْهِنّ وأكُنْ مِنَ الـجاهِلِـينَ
قال: إلا يكن منك أنت العون والـمنعة, لا يكن منـي ولا عندي.




وقوله: وأكُنْ مِنَ الـجاهِلِـينَ يقول: وأكن بصبوتـي إلـيهنّ من الذين
جهلوا حقك وخالفوا أمرك ونهيك. كما:




14775ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وأكُنْ مِنَ
الـجاهِلِـينَ: أي جاهلاً إذا ركبت معصيتك.



الآية : 34


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ
كَيْدَهُنّ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ }.




إن قال قائل: وما وجه قوله: فـاسْتَـجابَ لَه رَبّهُ ولا مسألة تقدمت من
يوسف لربه, ولا دعا بصرف كيدهنّ عنه, وإنـما أخبر ربه أن السجن أحبّ إلـيه من
معصيته؟ قـيـل: إن فـي إخبـاره بذلك شكاية منه إلـى ربه مـما لقـي منهنّ, وفـي
قوله: وَإلاّ تَصْرِفْ عَنّـي كَيْدَهُنّ أصْبُ إلَـيْهِنّ معنى دعاء ومسألة منه
ربه صرف كيدهنّ, ولذلك قال الله تعالـى ذكره: فـاسْتَـجابَ لَهُ رَبّهُ وذلك كقول
القائل لاَخر: إن لا تزرنـي أُهِنْكَ, فـيجيبه الاَخر: إذن أزورَك, لأن فـي قوله:
إن لا تزرنـي أهنك, معنـي الأمر بـالزيارة. وتأويـل الكلام: فـاستـجاب الله لـيوسف
دعاءه, فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحبـاتها من معصية الله. كما:




14776ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فـاسْتَـجابَ لَهُ
رَبّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ إنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِـيـمُ: أي نـجاه من
أن يركب الـمعصية فـيهنّ, وقد نزل به بعض ما حَذِر منهنّ.




وقوله: إنّهُ هُوَ السّمِيعُ دعاء يوسف حين دعاه بصرف كيد النسوة عنه ودعاء
كل داع من خـلقه. العَلِـيـمُ بـمطلبه وحاجته, وما يصلـحه, وبحاجة جميع خـلقه وما
يصلـحهم.



الآية : 35


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ثُمّ بَدَا لَهُمْ مّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ
الاَيَاتِ لَيَسْجُنُنّهُ حَتّىَ حِينٍ }.




يقول تعالـى ذكره: ثم بدا للعزيز زوج الـمرأة التـي راودت يوسف عن نفسه.
وقـيـل: «بدا لهم», وهو واحد, لأنه لـم يذكر بـاسمه ويقصد بعينه, وذلك نظير قوله:
الّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فـاخْشَوْهُمْ
وقـيـل: إنّ قائل ذلك كان واحدا. وقـيـل: معنى قوله: ثُمّ بَدَا لَهُمْ فـي الرأي
الذي كانوا رأوه من ترك يوسف مطلقا, ورأوا أن يسجُنوه مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا
الاَياتِ ببراءته مـما قدفته به امرأة العزيز. وتلك الاَيات كانت: قَدّ القميص من
دُبر, وخمشا فـي الوجه, وقطع أيديهن, كما:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:43 pm

14777ـ حدثنا أبو كريب,
قال: حدثنا وكيع, عن نصر بن عوف, عن عكرمة, عن ابن عبـاس: ثُمّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ
ما رَأَوُا الاَياتِ قال: كان من الاَيات قدّ فـي القميص وخمش فـي الوجه.




14778ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي وابن نـمير, عن نصر, عن عكرمة,
مثله.




14779ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, ثُمّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ
قال: قدّ القميص من دُبر.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ قال: قدّ القميص من دُبر.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد قال: وثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14780ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ قال: الاَيات: حزّهن أيديهن, وقدّ القميص.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, قال: قدّ القميص من دبر.




14781ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: ثُمّ بَدَا لَهُمْ
مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ لَـيَسْجُنُنّهُ ببراءته مـما اتهم به من شقّ
قميصه من دُبر, لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ.




14782ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: مِنْ
بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ قال: الاَيات: القميص, وقطع الأيدي.




وقوله: لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ يقول: لـيسجننه إلـى الوقت الذي يرون
فـيه رأيهم. وجعل الله ذلك الـحبس لـيوسف فـيـما ذكر عقوبة له من همه بـالـمرأة
وكفّـارة لـخطيئته.




14783ـ حُدثت عن يحيى بن أبـي زائدة, عن إسرائيـل, عن خصيف, عن عكرمة, عن
ابن عبـاس: لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ عثر يوسف علـيه السلام ثلاث عثرات: حين همّ
بها فسجن, وحين قال: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبكّ فَلَبِثَ فِـي السّجْن بضْعَ سنـينَ
وأنساه الشيطان ذكر ربه, وقال لهم: إنّكُمْ لَسارِقُونَ ف قالُوا إن يَسْرِقْ
فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ.




وذُكر أن سبب حبسه فـي السجن: كان شكوى امرأة العزيز إلـى زوجها أمره
وأمرها. كما:




14784ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
ثُمّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ
قال: قالت الـمرأة لزوجها: إن هذا العبد العبرانـيّ قد فضحنـي فـي الناس يعتذر
إلـيهم ويخبرهم أنـي راودته عن نفسه, ولست أطيق أن أعتذر بعذري, فإما أن تأذن لـي
فأخرج فأعتذر, وإما أن تـحبِسه كما حبستنـي, فذلك قول الله تعالـى: ثُمّ بَدَا
لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ.




وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه دخول هذه اللام فـي: لَـيَسْجُنُنّهُ فقال
بعض البصريـين: دخـلت هاهنا لأنه موضع يقع فـيه «أيّ», فلـما كان حرف الاستفهام
يدخـل فـيه دخـلته النون, لأن النون تكون فـي الاستفهام, تقول: بدا لهم أيّهم
يَأْخُذُنّ: أي استبـان لهم. وأنكر ذلك بعض أهل العربـية, فقال: هذا يـمين, ولـيس
قوله: هل تقومنّ بـيـمين, ولَتقومنّ, لا يكون إلا يـمينا.




وقال بعض نـحويـي الكوفة: بدا لهم, بـمعنى: القول, والقول يأتـي بكلَ:
الكلام بـالقسم وبـالاستفهام, فلذلك جاز: بدا لهم قام زيد, وبدا لهم لـيقومنّ.
وقـيـل: إن الـحين فـي هذا الـموضع معنـيّ به سبع سنـين. ذكر من قال ذلك:




14785ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الـمـحاربـي, عن داود, عن عكرمة:
لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ قال: سبع سنـين.



الآية : 36


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ
أَحَدُهُمَآ إِنّيَ أَرَانِيَ أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الاَخَرُ إِنّي أَرَانِيَ
أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطّيْرُ مِنْهُ نَبّئْنَا
بِتَأْوِيلِهِ إِنّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: ودخـل مع يوسف السجن فتـيان, فدلّ بذلك علـى متروك قد
ترك من الكلام وهو:ثُمّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الاَياتِ
لَـيَسْجُنُنّهُ حتـى حِينٍ فسجنوه وأدخـلوه السجن ودخـل معه فتـيان, فـاستغنى
بدلـيـل قوله: وَدَخَـلَ مَعَهُ السّجْنَ فَتَـيانِ علـى إدخالهم يوسف السجن من
ذكره. وكان الفتـيان فـيـما ذكر: غلامين من غلـمان ملك مصر الأكبر: أحدهما صاحب
شرابه, والاَخر صاحب طعامه. كما:




14786ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: فطرح فـي
السجن, يعنـي يوسف, ودخـل معه السجن فتـيان, غلامان كانا للـملك الأكبر: الريان بن
الولـيد, كان أحدهما علـى شرابه, والاَخر علـى بعض أمره, فـي سخطة سخطها علـيهما,
اسم أحدهما مـجلث والاَخر نبو, ونبو الذي كان علـى الشراب.




14787ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَدَخَـلَ
مَعَهُ السّجْنَ فَتَـيانِ قال: كان أحدهما خبـازا للـملك علـى طعامه, وكان الاَخر
ساقـيه علـى شرابه.




وكان سبب حبس الـملك الفتـيـين فـيـما ذكر, ما:




14788ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: إن
الـملك غضب علـى خبـازه, بلغه أنه يريد أن يسمّه, فحبسه وحبس صاحب شرابه, ظنّ أنه
مالأه علـى ذلك فحبسهما جميعا فذلك قول الله تعالـى ودخـل معه السجن فتـيان.




وقوله: قالَ أحَدُهُما إنّـي أرَانِـي أعْصِرُ خَمْرا ذكر أن يوسف صلوات
الله وسلامه علـيه لـما أدخـل السجن, قال لـمن فـيه من الـمـحبّسين, وسألوه عن
عمله: إنـي أعبر الرؤيا, فقال أحد الفتـيـين اللذين أدخلا معه السجن لصاحبه: تعال
فلنـجرّبه. كما:




14789ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
قال: لـما دخـل يوسف السجن قال: أنا أعبر الأحلام. فقال أحد الفتـيـين لصاحبه:
هلـمّ نـجرّب هذا العبد العبرانـيّ نتراءى له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا.
فقال الـخبـاز: إنـي أرانـي أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه, وقال الاَخر: إنـي
أرانـي أعصر خمرا.




14790ـ حدثنا ابن وكيع وابن حميد, قالا: حدثنا جرير, عن عمارة بن القعقاع,
عن إبراهيـم, عن عبد الله, قال: ما رأى صاحبـا يوسف شيئا, وإنـما كانا تـحالُـما
لـيجرّبـا علـمه.




وقال قوم: إنـما سأله الفتـيان عن رؤيا كانا رأياها علـى صحة وحقـيقة,
وعلـى تصديق منهما لـيوسف لعلـمه بتعبـيرها. ذكر من قال ذلك:




14791ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما رأى
الفتـيان يوسف, قالا: والله يا فتـى لقد أحببناك حين رأيناك.




14792ـ قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, عن عبد الله, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: أن يوسف قال لهم حين قالا له ذلك: أنشدكما الله أن لا تـحبـانـي فوالله
ما أحبنـي أحد قطّ إلا دخـل علـيّ من حبه بلاء, لقد أحبتنـي عمتـي فدخـل علـيّ من
حبها بلاء, ثم لقد أحبنـي أبـي فدخـل علـيّ بحبه بلاء, ثم لقد أحبتنـي زوجة صاحبـي
هذا فدخـل علـيّ بحبها إياي بلاء, فلا تـحبـانـي بـارك الله فـيكما قال: فأبـيا
إلا حبه وإلفه حيث كان, وجعلا يعجبهما ما يريان من فهمه وعقله, وقد كانا رأيا حين
أدخلا السجن رؤيا, فرأى «مـجلث» أنه يحمل فوق رأسه, خبزا تأكل الطير منه, ورأى
«نبو» أنه يعصر خمرا, فـاستفتـياه فـيها وقالا له: نَبّئْنا بتأْوِيـلِهِ إنّا
نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسِنِـينَ إن فعلت.




وعنـي بقوله: أعْصِرُ خَمْرا أي إنـي أرى فـي نومي أنـي أعصر عنبـا. وكذلك
ذلك فـي قراءة ابن مسعود فـيـما ذكر عنه.




14793ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن أبـي سلـمة الصائغ, عن
إبراهيـم بن بشير الأنصاريّ, عن مـحمد بن الـحنفـية قال فـي قراءة ابن مسعود:
«إنّـي أَرَانِـي أعْصِرُ عِنَبـا».




وذكر أن ذلك من لغة أهل عُمان, وأنهم يسمون العنب خمرا. ذكر من قال ذلك:




14794ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ, يقول: حدثنا عبـيد, قال:
سمعت الضحاك يقول فـي قوله: إنّـي أرَانـي أعْصِرُ خَمْرا يقول: أعصر عنبـا, وهو
بلغة أهل عُمان, يسمون العنب خمرا.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن سلـمة
بن نبـيط, عن الضحاك: إنّـي أرَانـي أعْصِرُ خَمْرا قال: عنبـا, أرض كذا وكذا
يدعون العنب خمرا.




14795ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: إنّـي أرَانـي أعْصِرُ خَمْرا قال: عنبـا.




14796ـ حُدثت عن الـمسيب بن شريك, عن أبـي حمزة, عن عكرمة, قال: أتاه فقال:
رأيت فـيـما يرى النائم أنـي غرست حَبَلَةً من عنب, فنبتت, فخرج فـيه عناقـيد
فعصرتهن, ثم سقـيتهنّ الـملك, فقال: تـمكث فـي السجن ثلاثة أيام, ثم تـخرج فتسقـيه
خمرا.




وقوله: وَقالَ الاَخَرُ إنْـي أرَانِـي أحْمِلُ فَوْقَ رأسِي خُبْزا
تَأْكُلُ الطّيْرُ مِنْهُ نَبّئْنا بتأْوِيـلهِ يقول تعالـى ذكره: وقال الاَخر من
الفتـيـين: إنـي أرانـي فـي منامي أحمل فوق رأسي خبزا يقول: أحمل علـى رأسي, فوضعت
«فوق» مكان «علـى» تَأْكُلُ الطّيْرُ مِنْهُ يعنـي من الـخبز.




وقوله: نَبّئْنا بتَأْوِيـلِهِ يقول: أخبرنا بـما يؤول إلـيه ما أخبرناك
أنا رأيناه فـي منامنا ويرجع إلـيه. كما:




14797ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا القاسم, قال: حدثنا يزيد, عن ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: نَبّئْنا بتَأْوِيـلِهِ قال: به. قال الـحارث, قال أبو
عبـيد: يعنـي مـجاهد: أن تأويـل الشيء: هو الشيء. قال: ومنه تأويـل الرؤيا, إنـما
هو الشيء الذي تئول إلـيه.




وقوله: إنّا نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسِنِـينَ اختلف أهل التأويـل فـي معنى
الإحسان الذي وصف به الفتـيان يوسف, فقال بعضهم: هو أنه كان يعود مريضهم, ويعزي
حزينهم, وإذا احتاج منهم إنسان جمَع له. ذكر من قال ذلك:




14798ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا سعيد بن منصور, قال: حدثنا خـلف
بن خـلـيفة, عن سلـمة بن نبـيط, عن الضحاك بن مزاحم, قال: كنت جالسا معه ببلـخ,
فسئل عن قوله: نَبّئْنا بَتأْوِيـلِهِ إنّا نَرَاكَ مِن الـمُـحْسِنِـينَ قال:
قـيـل له: ما كان إحسان يوسف؟ قال: كان إذا مرض إنسان قام علـيه, وإذا احتاج جمع
له, وإذا ضاق أوسع له.




حدثنا إسحاق, عن أبـي إسرائيـل, قال: حدثنا خـلف بن خـلـيفة, عن سلـمة بن
نبـيط, عن الضحاك, قال: سأل رجل الضحاك عن قوله: إنّا نَرَاكَ مِنَ
الـمُـحْسِنِـينَ ما كان إحسانه؟ قال: كان إذا مرض إنسان فـي السجن قام علـيه,
وإذا احتاج جمع له, وإذا ضاق علـيه الـمكان أوسع له.




14799ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن أبـي بكر بن
عبد الله, عن قتادة, قوله: إنّا نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسِنِـينَ قال: بلغنا أن
إحسانه أنه كان يداوي مريضهم, ويعزّي حزينهم, ويجتهد لربه. وقال: لـما انتهى يوسف
إلـى السجن وجد فـيه قوما قد انقطع رجاؤهم واشتدّ بلاؤهم, فطال حزنهم, فجعل يقول:
أبشروا واصبروا تؤجروا, إن لهذا أجرا, إن لهذا ثوابـا فقالوا: يا فتـى بـارك الله
فـيك ما أحسن وجهك وأحسن خـلقك, لقد بورك لنا فـي جوارك, ما نـحبّ أنا كنا فـي غير
هذا منذ حبسنا لـما تـخبرنا من الأجر والكفّـارة والطهارة, فمن أنت يا فتـى؟ قال:
أنا يوسف ابن صفـيّ الله يعقوب ابن ذبـيح الله إسحاق بن إبراهيـم خـلـيـل الله.
وكانت علـيه مـحبة, وقال له عامل السجن: يا فتـى والله لو استطعت لـخـلـيت
سبـيـلك, ولكن سأحسن جوارك وأحسن إسارك, فكن فـي أيّ بـيوت السجن شئت.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن خـلف الأشجعي, عن سلـمة بن نبـيط, عن
الضحاك فـي: إنّا نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسِنِـينَ قال: كان يوسع للرجل فـي مـجلسه,
ويتعاهد الـمرضى.




وقال آخرون: معناه: إنّا نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسِنِـينَ إذ نبأتنا بتأويـل
رؤيانا هذه. ذكر من قال ذلك:




14800ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: استفتـياه
فـي رؤياهما, وقالا له: نَبَئّنْا بتَأْوِيـلِهِ إنّا نَرَاكَ مِنَ
الـمُـحْسِنِـينَ إن فعلت.




وأولـى الأقوال فـي ذلك عندنا بـالصواب القول الذي ذكرناه عن الضحاك
وقتادة.




فإن قال قائل: وما وجه الكلام إن كان الأمر إذن كما قلت, وقد علـمت أن
مسألتهما يوسف أن ينبئهما بتأويـل رؤياهما لـيست من الـخبر عن صفته بأنه يعود
الـمريض ويقوم علـيه ويحسن إلـى من احتاج فـي شيء, وإنـما يقال للرجل: نبئنا
بتأويـل هذا فإنك عالـم, وهذا من الـمواضع التـي تـحسن بـالوصف بـالعلـم لا بغيره؟




قـيـل: إن وجه ذلك أنهما قالا له: نبئنا بتأويـل رؤيانا مـحسنا إلـينا فـي
إخبـارك إيانا بذلك, كما نراك تـحسن فـي سائر أفعالك, إنا نراك من الـمـحسنـين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:44 pm

الآية : 37


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ
تُرْزَقَانِهِ إِلاّ نَبّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا
ذَلِكُمَا مِمّا عَلّمَنِي رَبّيَ إِنّي تَرَكْتُ مِلّةَ قَوْمٍ لاّ يُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَهُمْ بِالاَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قالَ يوسف للفتـيـين اللذين استعبراه الرؤيا: لا
يَأْتِـيكُما أيها الفتـيان فـي منامكما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إلاّ نَبّأْتُكُما
بتأْوِيـلِهِ فـي يقظتكما قَبْلَ أنْ يَأْتِـيَكُما.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14801ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: قال
يوسف لهما: لاَ يأْتِـيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ فـي النوم إلاّ نَبّأْتُكُما
بتأويـله فـي الـيقظة.




14802ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قال يوسف
لهما: لاَ يأْتِـيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ يقول: فـي نومكما إلاّ نَبّأْتُكُما
بتَأْوِيـلِهِ.




ويعنـي بقوله بِتَأْوِيـلِهِ: ما يئول إلـيه ويصير ما رأيا فـيى منامهما من
الطعام الذي رأيا أنه أتاهما فـيه.




وقوله: ذَلِكُما مِـمّا عَلّـمَنِـي رَبّـي يقول: هذا الذي أذكر أنـي
أعلـمه من تعبـير الرؤيا مـما علـمنـي ربـي فعلّـمته. إنّـي تَرَكْتُ مِلّةَ
قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بـاللّهِ وجاء الـخبر مبتدأ: أي تركت ملة قوم, والـمعنى: ما
ملت. وإنـما ابتدأ بذلك لأن فـي الابتداء الدلـيـل علـى معناه.




وقوله: إنّـي تَرَكْتُ مِلّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بـاللّهِ يقول: إنـي
برئت من ملة من لا يصدّق بـالله, ويقرّ بوحدانـيته. وَهُمْ بـالاَخِرَةِ هُمْ
كافِرُونَ يقول: وهم مع تركهم الإيـمان بوحدانـية الله لا يقرّون بـالـمعاد والبعث
ولا بثواب ولا عقاب. وكرّرت «هم» مرّتـين, فقـيـل: وَهُمْ بـالاَخِرَةِ هُمْ
كافِرُونَ لـما دخـل بـينهما قوله: بـالاَخِرَةِ فصارت «هم» الأولـى كالـملغاة,
وصار الاعتـماد علـى الثانـية, كما قـيـل: وَهُمْ بـالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
وكما قـيـل: أيَعِدُكُمْ أنّكُمْ إذا مِتّـمُ وكُنْتُـمْ تُرَابـا وَعِظاما
أنّكُمْ مُخْرَجُونَ.




فإن قال قائل: ما وجه هذا الـخبر ومعناه من يوسف, وأين جوابه الفتـيـين عما
سألاه من تعبـير رؤياهما من هذا الكلام؟




قـيـل له: إن يوسف كره أن يجيبهما عن تأويـل رؤياهما لـما علـم من مكروه
ذلك علـى أحدهما, فأعرض عن ذكره وأخذ فـي غيره لـيعرضا عن مسألته الـجواب بـما
سألاه من ذلك.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14803ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُريج,
فـي قوله: إنّـي أرانِـي أعْصِرُ خَمْرا وَقالَ الاَخَرُ إنّـي أرَانِـي أحْمِلُ
فَوْقَ رأسِي خُبْزا تَأْكُلُ الطّيْرُ مِنْهُ نَبّئْنا بَتأْوِيـلِهِ. قال: فكره
العبـارة لهما, وأخبرهما بشيء لـم يسألاه عنه لـيريهما أن عنده علـما. وكان الـملك
إذا أراد قتل إنسان, صنع له طعاما معلوما, فأرسل به إلـيه, ف (قال) يوسف: لاَ
يأْتِـيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ.... إلـى قوله: تَشْكُرُونَ. فلـم يَدَعاه, فعدل
بهما, وكره العبـارة لهما, فلـم يدعاه حتـى يعبر لهما, فعدل بهما وقال: يا
صَاحِبَـيِ السّجْنِ أأرْبـابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أمِ اللّهُ الوَاحِدُ القَهّارُ...
إلـى قوله: يَعْلَـمُونَ فلـم يدعاه حتـى عَبّر لهما, فقال: يا صَاحِبَـيِ السّجْن
أمّا أحَدُكمَا فَـيَسْقِـي رَبّه خَمْرا وأمّا الاَخَرُ فَـيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ
الطّيْرُ مِنْ رأسِهِ. قالا: ما رأينا شيئا, إنـما كنا نلعب قال: قُضِيَ الأمْرُ
الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ.




وعلـى هذا التأويـل الذي تأوّله ابن جريج. فقوله: لاَ يأْتِـيكُما طَعامٌ
تُرْزَقانِهِ فـي الـيقظة لا فـي النوم. وإنـما أعلـمهما علـى هذا القول أن عنده
علـمَ ما يؤول إلـيه أمر الطعام الذي يأتـيهما من عند الـملك ومن عند غيره, لأنه
قد علـم النوع الذي إذا أتاهما كان علامة لقتل من أتاه ذلك منهما, والنوع الذي إذا
أتاه كان علامة لغير ذلك, فأخبرهما أنه عنده علـمُ ذلك.



الآية : 38


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاتّبَعْتُ مِلّةَ آبَآئِـيَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ
مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النّاسِ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ
يَشْكُرُونَ }.




يعنـي بقوله: واتّبَعْتُ مِلّةَ آبـائي إبْرَاهِيـمَ وإسْحاقَ وَيَعْقُوبَ
واتبعت دينهم لا دين أهل الشرك. ما كانَ لَنا أنْ نُشْرِكَ بـاللّهِ مِنْ شَيْءٍ
يقول: ما جاز لنا أن نـجعل لله شريكا فـي عبـادته وطاعته, بل الذي علـينا إفراده
بـالألوهة والعبـادة. ذلكَ مِنْ فَضْلِ اللّهِ عَلَـيْنا يقول: اتبـاعي ملة آبـائي
إبراهيـم وإسحاق ويعقوب علـى الإسلام, وتركي مِلّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ
بـاللّهِ وَهُمْ بـالاَخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ, من فضل الله الذي تفضل به علـينا,
فأنعم إذ أكرمنا به. وعَلـى النّاسِ يقول: وذلك أيضا من فضل الله علـى الناس, إذ
أرسلنا إلـيهم دعاة إلـى توحيده وطاعته. ولكِنّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ
يقول: ولكن من يكفر بـالله لا يشكر ذلك من فضله علـيه, لأنه لا يعلـم من أنعم به
علـيه ولا يعرف الـمتفضل به.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14804ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن
ابن عبـاس, قوله: ذلكَ مِنْ فَضْلِ اللّهِ عَلَـيْنا أن جعلنا أنبـياء. وَعلـى
النّاسِ يقول: أن بعثنا إلـيهم رسلاً.




14805ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ذلكَ
مِنْ فَضْلِ اللّهِ عَلَـيْنا وَعلـى النّاسِ ذُكِر لنا أن أبـا الدرداء كان يقول:
يا رُبّ شاكر نعمة غير منعمَ علـيه لا يدري, ورُبّ حامل فقه غير فقـيه.



الآية : 39


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَأَرْبَابٌ
مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ }.




ذُكر أن يوسف صلوات الله وسلامه علـيه قال هذا القول للفتـيـين اللذين دخلا
معه السجن, لأن أحدهما كان مشركا, فدعاه بهذا القول إلـى الإسلام وترك عبـادة
الاَلهة والأوثان, فقال: يا صَاحِبَـيِ السّجْنِ يعنـي: يا من هو فـي السجن.
وجعلهما صاحبـيه لكونهما فـيه, كما قال الله تعالـى لسكان الـجنة أولَئِكَ أصْحابُ
الـجَنّةِ هُمْ فِـيها خالِدُونَ وكذلك قال لأهل النار, وسمّاهم أصحابها لكونهم
فـيها.




وقوله: أأرْبـابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أم اللّهُ الوَاحِدُ القَهّارِ
يقول: أعبـادة أربـاب شتـى متفرّقـين وآلهة لا تنفع ولا تضرّ خير, أم عبـادة
الـمعبود الواحد الذي لا ثانـي له فـي قدرته وسلطانه, الذي قهر كلّ شيء فذلله
وسخره فأطاعه طوعا وكرها.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14806ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: يا
صَاحِبَـيِ السّجْنَ أأرْبـابٌ مُتَفَرّقُونَ... إلـى قوله: لا يَعْلَـمُونَ لـما
عرف نبـي الله يوسف أن أحدهما مقتول دعاهما إلـى حظهما من ربهما وإلـى نصيبهما من
آخرتهما.




14807ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: يا صَاحِبَـيِ السّجْنِ يوسف يقوله.




قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14808ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: ثم دعاهما
إلـى الله وإلـى الإسلام, فقال: يا صَاحِبَـيِ السّجْنِ أأرْبـابٌ مُتَفَرّقُونَ
خَيْرٌ أمِ اللّهُ الوَاحِدُ القَهّارُ: أي خير أن تعبدوا إلها واحدا, أو آلهة
متفرّقة لا تغنـي عنكم شيئا؟.



الآية : 40


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاّ
أَسْمَآءً سَمّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ مّآ أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن
سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ
ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }.




يعنـي بقوله: ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ: ما تعبدون من دون الله. وقال:
ما تَعْبُدُونَ وقد ابتدأ الـخطاب بخطاب اثنـين فقال: يا صَاحِبَـيِ السّجْنِ لأنه
قصد الـمخاطب به ومن هو علـى الشرك بـالله مقـيـم من أهل مصر, فقال للـمخاطب بذلك:
ما تعبد أنت ومن هو علـى مثل ما أنت علـيه من عبدة الأوثان إلاّ أسْماءً
سَمّيْتُـمُوها أنْتُـمْ وآبـاؤُكُمْ, وذلك تسميتهم أوثانهم آلهة أربـابـا, شركا
منهم وتشبـيها لها فـي أسمائها التـي سموها بها بـالله, تعالـى عن أن يكون له مثل
أو شبـيه. ما أنْزَلَ اللّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ يقول: سموها بأسماء لـم يأذن لهم
بتسميتها, ولا وَضَع لهم علـى أن تلك الأسماء أسماؤها دلالة ولا حجة, ولكنها
اختلاق منهم لها وافتراء.




وقوله: إنِ الـحُكْمُ إلاّ لِلّهِ أمَرَ ألاّ تَعْبُدُوا إلاّ إيّاهُ يقول:
وهو الذي أمر ألا تعبدوا أنتـم وجميع خـلقه إلا الله الذي له الألوهة والعبـادة
خالصة دون كلّ ما سواه من الأشياء. كما:




14809ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي
جعفر, عن أبـيه, عن الربـيع بن أنس عن أبـي العالـية, فـي قوله: إنِ الـحُكْمُ
إلاّ لِلّهِ أمَرَ ألاّ تَعْبُدُوا إلاّ أيّاهُ قال: أسس الدين علـى الإخلاص لله
وحده لا شريك له.




وقوله: ذلكَ الدّينُ القَـيّـمُ يقول: هذا الذي دعوتكما إلـيه من البراءة
من عبـادة ما سوى الله من الأوثان, وأن تـخـلصا العبـادة لله الواحد القهار, هو
الدين القويـم الذي لا أعوجاج فـيه, والـحقّ الذي لا شكّ فـيه. وَلكِنّ أكْثَرَ
النّاسِ لا يَعْلَـمُونَ يقول: ولكن أهل الشرك بـالله يجهلون ذلك, فلا يعلـمون
حقـيقته.



الآية : 41


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَمّآ أَحَدُكُمَا
فَيَسْقِي رَبّهُ خَمْراً وَأَمّا الاَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطّيْرُ مِن
رّأْسِهِ قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }.




يقول جلّ ثناؤه مخبرا عن قـيـل يوسف للّذِين دخلا معه السجن: يا صَاحِبَـيِ
السّجْنِ أمّا أحَدُكمَا فَـيَسْقِـي رَبّهُ خَمْرا هو الذي رأى أنه يعصر خمرا,
فـيسقـي ربه: يعنـي سيده وهو ملكهم, خمرا: يقول: يكون صاحب شرابه.




14810ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
فَـيَسْقِـي رَبّهُ خَمْرا قال: سيده.




وأما الاَخر, وهو الذي رأى أن علـى رأسه خبزا تأكل الطير منه فـيصلب فتأكل
الطير من رأسه فذكر أنه لـما عبرّ ما أخبراه به أنهما رأياه فـي منامهما, قالا له:
ما رأينا شيئا, فقال لهما: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ يقول:
فرغ من الأمر الذي فـيه استفتـيتـما, ووجب حكم الله علـيكما بـالذي أخبرتكما به.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14811ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن
عمارة, عن إبراهيـم, عن عبد الله قال: قال اللذان دخلا السجن علـى يوسف: ما رأينا
شيئا فقال: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن عمارة بن القعقاع, عن إبراهيـم, عن عبد الله: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي
فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ قال: لـما قالا ما قالا, أخبرهما, فقالا: ما رأينا شيئا
فقال: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن فضيـل, عن عمارة, عن إبراهيـم, عن
علقمة, عن عبد الله, فـي الفتـيـين اللذين أتـيا يوسف والرؤيا: إنـما كانا
تـحالـما لـيجرّبـاه. فلـما أوّل رؤياهما قالا: إنـما كنا نلعب قال: قُضِيَ
الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ.







حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا جرير, عن عمارة, عن إبراهيـم, عن عبد الله,
قال: ما رأى صاحبـا يوسف شيئا, إنـما كانا تـحالُـما لـيجرّبـا علـمه فقال أحدهما:
إنـي أرانـي أعصر عنبـا, وقال الاَخر: إنـي أرانـي أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير
منه, نبئنا بتأويـله إنا نراك من الـمـحسنـين قال: يا صاحبـي السجن أما أحدكما
فـيسقـي ربه خمرا, وأما الاَخر فـيصلب فتأكل الطير من رأسه. فلـما عبر, قالا: ما
رأينا شيئا, قال: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ علـى ما عَبّر
يوسف.




14812ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قال
لـمـجلّث: أما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأسك, وقال لنبّو: أما أنت فتردّ علـى
عملك, فـيرضى عنك صاحبك. قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ. أو كما
قال.




14813ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن
جريج: فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ.




14814ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قال: قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ
عند قولهما: ما رأينا رؤيا إنـما كنا نلعب قال: قد وقعت الرؤيا علـى ما أوّلت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:45 pm

حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة,
قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد قوله: الّذِي فِـيهِ
تَسْتَفْتِـيانِ فذكر مثله.



الآية : 42


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ لِلّذِي ظَنّ أَنّهُ نَاجٍ
مّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبّكَ فَأَنْسَاهُ الشّيْطَانُ ذِكْرَ رَبّهِ
فَلَبِثَ فِي السّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال يوسف للذي علـم أنه ناج من صاحبـيه اللذين استعبراه
الرؤيا اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ يقول: اذكرنـي عند سيدك, وأخبره بـمظلـمتـي
وأنـي مـحبوس بغير جرم. كما:




14815ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قال, يعنـي
لنبو: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ: أي اذكر للـملك الأعظم مظلـمتـي وحبسي فـي غير
شيء. قال: أفعل.




14816ـ حدثنا مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد فـي قول الله: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ قال للذي نـجا من
صاحبـي السجن, يوسف يقول: اذكرنـي عند الـملك.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد,
بنـحوه.




14817ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن يـمان, عن سفـيان, عن جابر, عن
أسبـاط: وَقالَ للّذِي ظَنّ أنّهُ ناجٍ مِنْهُما اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ قال:
عند ملك الأرض.




14818ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ يعنـي بذلك الـملك.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: وَقالَ للّذِي ظَنّ أنّهُ ناجٍ مِنْهُما اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ
الذي نـجا من صاحبـي السجن للـملك, يقول يوسف: اذكرنـي.




14819ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا
العوّام بن حوشب, عن إبراهيـم التّـيـمي: أنه لـما انتهى به إلـى بـاب السجن قال
له صاحب له. حاجَتَك أوصنـي بحاجتك قال: حاجتـي أن تذكرنـي عند ربك. ينوي الربّ
ملك يوسف.




وكان قتادة يوجه معنى الظنّ فـي هذا الـموضع إلـى الظنّ الذي هو خلاف
الـيقـين.




14820ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَقالَ
للّذِي ظَنّ أنّهُ ناجٍ مِنْهُما اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ وإنـما عبـارة الرؤيا
بـالظنّ, فـيُحقّ الله ما يشاء ويبطل ما يشاء.




وهذا الذي قاله قتادة من أن عِبـارة الرؤيا ظنّ, فإن ذلك كذلك من غير
الأنبـياء. فأما الأنبـياء فغير جائز منها أن تـخبر بخبر عن أمر أنه كائن ثم لا
يكون, أو أنه غير كائن ثم يكون مع شهادتها علـى حقـيقة ما أخبرت عنه أنه كائن أو
غير كائن لأن ذلك لو جاز علـيها فـي أخبـارها لـم يؤمن مثل ذلك فـي كلّ أخبـارها,
وإذا لـم يؤمن ذلك فـي أخبـارها سقطت حجتها علـى من أرسلت إلـيه. فإذا كان ذلك
كذلك كان غير جائز علـيها أن تـخبر بخبر إلا وهو حقّ وصدق. فمعلوم إذ كان الأمر
علـى ما وصفت أن يوسف لـم يقطع الشهادة علـى ما أخبر الفتـيـين اللذين استعبراه
أنه كائن, فـيقول لأحدهما: أمّا أحَدُكمَا فَـيَسْقِـي رَبّهُ خَمْرا وأمّا
الاَخَرُ فـيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطّيْرُ مِنْ رأسِهِ ثم يؤكد ذلك بقوله: قُضِيَ
الأمْرُ الّذِي فِـيهِ تَسْتَفْتِـيانِ عند قولهما: لـم نر شيئا, إلا وهو علـى
يقـين أن ما أخبرهما بحدوثه وكونه أنه كائن لا مـحالة لا شكّ فـيه, ولـيقـينه بكون
ذلك قال للناجي منهما: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ. فبّـينٌ إذن بذلك فساد القول
الذي قاله قتادة فـي معنى قوله: وَقالَ للّذِي ظَنّ أنّهُ ناجٍ مِنْهُما, وقوله:
فَأنْساهُ الشّيْطانُ ذِكْرَ رَبّهِ وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن غفلة عرضت
لـيوسف من قِبَل الشيطان نسي لها ذكر ربه الذي لو به استغاث لأسرع بـما هو فـيه
خلاصة, ولكنه زلّ بها, فأطال من أجلها فـي السجن حَبسه وأوجع لها عقوبته. كما:




14821ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا جعفر بن سلـيـمان
الضّبَعِيّ, عن بِسطام بن مسلـم, عن مالك بن دينار, قال: لـما قال يوسف للساقـي:
اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ قال: قـيـل: يا يوسف اتـخذتَ من دونـي وكيلاً؟ لأطيـلنّ
حبسك فبكى يوسف وقال: يا ربّ أَنْسَى قلبـي كثرةُ البلوى, فقلت كلـمةً, فويـلٌ
لإخوتـي.




14822ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن عيـينة, عن
عمرو بن دينار, عن عكرمة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا أنّهُ»
يعنـي يوسف «قالَ الكَلِـمَةَ التـي قالَ ما لَبِثَ فِـي السّجْنِ طُولَ ما
لَبِثَ».




14823ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم وابن وكيع, قالا: حدثنا ابن علـية, قال:
حدثنا يونس, عن الـحسن, قال: قال نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللّهُ
يُوسُفَ لَوْلا كَلِـمَتُهُ ما لَبِثَ فِـي السّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ», يعنـي
قوله: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ. قال: ثم يبكي الـحسن فـيقول: نـحن إذا نزل بنا
أمر فزعنا إلـى الناس.




حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا ابن عُلَـية, عن أبـي رجاء, عن الـحسن, فـي قوله:
وَقالَ للّذِي ظَنّ أنّهُ ناجٍ مِنْهُما اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ قال: ذُكر لنا
أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْلا كَلِـمَةُ يُوسُفَ ما لَبِثَ فِـي
السّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ».




14824ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن إبراهيـم بن يزيد, عن
عمرو بن دينار, عن عكرمة, عن ابن عبـاس, قال: قال النبـيّ صلى الله عليه وسلم:
«لَوْ لَـمْ يَقُلْ يُوسُفُ» يعنـي الكلـمة التـي قال «ما لَبِثَ فِـي السّجْنِ
طُولَ مَا لَبِثَ» يعنـي حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.




14825ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة, قال: بلغنـي أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ لَـمْ يَسْتَعِنْ
يُوسُفُ علـى رَبّهِ ما لَبِثَ فِـي السّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ».




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: ذُكر لنا أن
نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لَوْلا أنّ يُوسُفَ اسْتَشْفَعَ علـى
رَبّهِ ما لَبِثَ فـي السّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ, وَلكِنْ إنّـمَا عُوقِبَ
بـاسْتِشْفـاعِهِ علـى رَبّهِ».




14826ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قال: قال له: اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ قال: فلـم
يذكره حتـى رأى الـملك الرؤيا وذلك أن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه, وأمره بذكر
الـملك وابتغاء الفرج من عنده. فَلَبِثَ فِـي السّجْنِ بِضْعَ سِنـينَ بقوله:
اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, بنـحوه, غير أنه قال: فَلَبِثَ فِـي السّجْنِ بِضْعَ سِنـينَ عقوبة لقوله:
اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبّكَ.




قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, مثل حديث مـحمد بن عمرو سواء.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثل حديث الـمثنى, عن أبـي حذيفة.




وكان مـحمد بن إسحاق يقول: إنـما أنسى الشيطان الساقـي ذكر أمر يوسف
لـملكهم.




14827ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما خرج,
يعنـي الذي ظنّ أنه ناج منهما, ردّ علـى ما كان علـيه, ورضي عنه صاحبه. فأنساه
الشيطان ذكر ذلك للـملك الذي أمره يوسف أن يذكره, فلبث يوسف بعد ذلك فـي السجن بضع
سنـين. يقول جلّ ثناؤه: فلبث يوسف فـي السجن لقـيـله للناجي من صاحبـي السجن من
القـيـل: اذكرنـي عند سيدك بضع سنـين, عقوبة له من الله بذلك.




واختلف أهل التأويـل فـي قدر البِضْع الذي لبث يوسف فـي السجن, فقال بعضهم:
هو سبع سنـين. ذكر من قال ذلك:




14828ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا مـحمد أبو عَثْمة, قال: حدثنا
سعيد, عن قتادة, قال: لبث يوسف فـي السجن سبع سنـين.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فَلَبِثَ فِـي
السّجْنِ بِضْعَ سِنِـينَ قال: سبع سنـين.




14829ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا عمران أبو
الهذيـل الصّنْعانـي, قال: سمعت وهْبـا يقول: أصاب أيوب البلاء سبع سنـين, وترك
فـي السجن يوسف سبع سنـين, وعذب بختنصر يجول فـي السبـاع سبع سنـين.




14830ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: زعموا أنها, يعنـي البضع: سبع سنـين, كما لبث يوسف.




وقال آخرون: البضع: ما بـين الثلاث إلـى التسع. ذكر من قال ذلك:




14831ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا سلـيـمان, قال: حدثنا أبو هلال, قال:
سمعت قتادة يقول: البضع: ما بـين الثلاث إلـى التسع.




14832ـ حدثنا وكيع, قال: حدثنا يحيى بن آدم, عن إسرائيـل, عن منصور, عن
مـجاهد: بِضْعَ سِنِـينَ قال: ما بـين الثلاث إلـى التسع.




وقال آخرون: بل هو ما دون العشر. ذكر من قال ذلك:




14833ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن
جريج, قال ابن عبـاس: بِضْعَ سنـينَ دون العشرة.




وزعم الفرّاء أن البِضْع لا يذكر إلا مع عشر, ومع العشرين إلـى التسعين,
وهو نـيف ما بـين الثلاثة إلـى التسعة. وقال: كذلك رأيت العرب تفعل ولا يقولون بضع
ومئة, ولا بضع وألف, وإذا كانت للذكران قـيـل: بضع.




والصواب فـي البضع من الثلاث إلـى التسع إلـى العشر, ولا يكون دون الثلاث,
وكذلك ما زاد علـى العقد إلـى الـمئة, وما زاد علـى الـمئة فلا يكون فـيه بضع.



الآية : 43


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنّيَ أَرَىَ سَبْعَ
بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ
وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَأَيّهَا الْمَلاُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ
لِلرّؤْيَا تَعْبُرُونَ }.




يعنـي جلّ ذكره بقوله: وقال ملك مصر إنّـي أرَى فـي الـمنام سَبْعَ
بَقَرَاتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنّ سَبْعٌ من البقر عِجافٌ. وقال: «إنـي أرى», ولـم
يذكر أنه رأى فـي منامه ولا فـي غيره, لَتَعارُف العرب بـينها فـي كلامها إذا قال
القائل منهم: أرى أنـي أفعل كذا وكذا أنه خبر عن رؤيته ذلك فـي منامه وإن لـم يذكر
النوم. وأخرج الـخبر جلّ ثناؤه علـى ما قد جرى به استعمال العرب ذلك بـينهم.
وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ يقول: وأرى سبع سنبلات خضر فـي منامي. وأُخَرَ يقول:
وسبعا أخر من السنبل يابِساتٍ يَأيّها الـمَلأُ يقول: يا أيّها الأشراف من رجالـي
وأصحابـي أفْتُونِـي فِـي رُؤْيايَ فـاعْبرُوها إنْ كُنْتُـمْ للرّؤْيا عَبرَة.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14834ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
قال: إن الله أرى الـملك فـي منامه رؤيا هالته, فرأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع
عجاف, وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. فجمع السحرةَ والكهنةَ والـحُزاةَ والقافَة,
فقصها علـيهم. فقالُوا أضْغاثُ أحْلامٍ وَما نَـحْنُ بَتأْوِيـلِ الأحْلامِ
بِعالِـمِينَ.




14835ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: ثم إن الـملك
الرّيّان بن الولـيد رأى رؤياه التـي رأى, فهالته, وعرف أنها رؤيا واقعة, ولـم يدر
ما تأويـلها فقال للـملإ حوله من أهل مـملكته: إنّـي أرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سمِانٍ
يَأْكُلُهُنّ سَبْعٌ عِجافٌ... إلـى قوله: بِعالِـمِينَ.



الآية : 44


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُوَاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ
بِتَأْوِيلِ الأحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال الـملأ الذين سألهم ملك مصر عن تعبـير رؤياه: رؤياك
هذه أضغاث أحلام يعنون أنها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقـيقة لها. وهي جمع ضِغْث,
والضّغْث: أصله الـحُزْمة من الـحشيش, يُشَبّهُ بها الأحلام الـمختلطة التـي لا
تأويـل لها. والأحلام جمع حُلْـم, وهو ما لـم يصدقُ من الرؤيا, ومن الأضغاث قول
ابن مقبل:



خَوْدٌ كأنّ فِراشَها وُضِعَتْ بِهِأضْغاثُ
رَيْحانٍ غَدَاةَ شَمالِ




ومنه قول الاَخر:



يَحْمِي ذِمارَ جَنِـينٍ قَلّ مانِعُهُطاوٍ
كضِغْثِ الـخَلا فـي البَطْنِ مُكْتَـمِنُ




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14836ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ,
عن ابن عبـاس, قوله: أضْغاثُ أحْلامٍ يقول: مشتبهة.




14837ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: أضْغاثُ أحْلامٍ كاذبة.




14838ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: لـما
قصّ الـملك رؤياه التـي رأى علـى أصحابه, قالوا: أضغاث أحلام: أي فعل الأحلام.




14839ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: أضْغاثُ أحْلامٍ قال: أخلاط أحلام, وَما نَـحْنُ بتأوِيـل الأحْلامِ
بِعالِـمِينَ.




14840ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أبـي مرزوق, عن
جويبر, عن الضحاك, قال: أضغاث أحلام كاذبة.




قال: ثنـي الـمـحاربـيّ, عن جويبر, عن الضحاك, قالوا: أضغاث, قال: كذب.




حُدثت عن الـحسين بن الفَرَج, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: حدثنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: أضْغاثُ أحْلامٍ: هي الأحلام الكاذبة.




وقوله: وَما نَـحْنُ بتَأْوِيـلِ الأحْلامِ بِعالِـمِينَ يقول: وما نـحن
بـما تئول إلـيه الأحلام الكاذبة بعالـمِين. والبـاء الأولـى التـي فـي التأويـل
من صلة «العالـمِين», والتـي فـي «العالـمين» البـاء التـي تدخـل فـي الـخبر مع
«ما» التـي بـمعنى الـجحد. ورفع «أضغاث أحلام», لأن معنى الكلام: لـيس هذه الرؤيا
بشيء إنـما هي أضغاث أحلام.



الآية : 45-46


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ الّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادّكَرَ
بَعْدَ أُمّةٍ أَنَاْ أُنَبّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيّهَا الصّدّيقُ أَفْتِنَا فِي
سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ
وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لّعَلّيَ أَرْجِعُ إِلَى النّاسِ لَعَلّهُمْ يَعْلَمُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: وقال الذي نـجا من القتل من صاحبـي السجن اللذين استعبرا
يوسف الرؤيا وادّكَرَ يقول: وتذكر ما كان نسي من أمر يوسف, وذكر حاجته للـملِك
التـي كان سأله عند تعبـيره رؤياه أن يذكرها له بقوله: اذْكُرنِـي عِنْدَ رَبّكَ
بَعدَ أُمّةٍ يعنـي بعد حين. كالذي:




14841ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن
عاصم, عن أبـي رُزَين, عن ابن عبـاس: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ قال: بعد حين.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن عاصم, عن أبـي رُزَين, عن ابن عبـاس, مثله.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوريّ, عن
عاصم, عن أبـي رزين عن ابن عبـاس, مثله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:45 pm

14842ـ حدثنا أبو كريب,
قال: حدثنا أبو بكر بن عياش: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ: بعد حين.




14843ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال: أخبرنا
سفـيان, عن عاصم, عن أبـي رُزَين قال: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ قال: بعد حين.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو نعيـم, قال: حدثنا سفـيان, عن عاصم, عن
أبـي رزين, عن ابن عبـاس مثله.




قال: حدثنا عبد الله بن صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس,
قوله: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ يقول: بعد حين.




حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن
أبـيه, عن ابن عبـاس: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ قال: ذكر بعد حين.




14844ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, عن الـحسن:
وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ بعد حين.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
عن الـحسن, مثله.




حدثنـي الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عفـان, قال: حدثنا يزيد بن زريع, قال:
حدثنا سعيد بن أبـي عَروبة, عن قتادة, عن الـحسن, مثله.




14845ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ: بعد حين.




14846ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن
كثـير بَعْدَ أُمّةٍ: بعد حين. قال: قال ابن جريج, وقال ابن عبـاس: بَعْدَ أُمّةٍ
قال: بعد سنـين.




14847ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ قال: بعد حين.




14848ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحِمّانـي, قال: حدثنا شريك, وعن
سِماك, عن عكرمة: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ أي بعد حِقْبة من الدهر.




وهذا التأويـل علـى قراءة من قرأ: بَعْدَ أُمّةٍ بضمّ الألف وتشديد الـميـم,
وهي قراءة القرّاء فـي أمصار الإسلام.




وقد رُوى عن جماعة من الـمتقدّمين أنهم قرءوا ذلك: «بَعْدَ أُمّةٍ» بفتـح
الألف وتـخفـيف الـميـم وفتـحها بـمعنى بعد نسيان. وذكر بضهم أن العرب تقول من
ذلك: أَمِهَ الرّجلُ يأمَهُ أمَها: إذا نسي. وكذلك تأوّله من قرأ ذلك كذلك. ذكر من
قال ذلك:




14804حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عفـان, قال: حدثنا همام, عن قتادة,
عن عكرمة, عن ابن عبـاس, أنه كان يقرأ: «بَعْدَ أمَهٍ» ويفسرها: بعد نسيان.




حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا بَهزْ بن أسد, عن هَمّام, عن قتادة, عن عكرمة,
عن ابن عبـاس أنه قرأ: «بَعْدَ أمَهٍ» يقول: بعد نسيان.




14849ـ حدثنـي أبو غسان مالك بن الـخـلـيـل الـيحمَديّ, قال: حدثنا ابن
أبـي عديّ, عن أبـي هارون الغنويّ, عن عكرمة أنه قرأ: «بَعْدَ أمَهٍ» والأمَهُ:
النسيان.




حدثنـي يعقوب وابن وكيع, قالا: حدثنا ابن علـية, قال: حدثنا أبو هارون
الغنوي, عن عكرمة, مثله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عبد الوهاب, قال: قال هارون, وثنى أبو
هارون الغنوي, عن عكرمة: «بَعْدَ أمَهٍ»: بعد نسيان.




قال: حدثنا عبد الوهاب, عن سعيد, عن قتادة, عن عكرمة: «وَادّكَرَ بَعْدَ
أُمّةٍ»: بعد نسيان.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, عن ابن عبـاس: أي
بعد نسيان.




14850ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: «وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ» قال: من بعد نسيانه.




14851ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو النعمان عارم, قال: حدثنا حماد بن
زيد, عن عبد الكريـم أبـي أمية الـمعلـم, عن مـجاهد, أنه قرأ: «وَادّكَرَ بَعْدَ
أُمّةٍ».




14852ـ حدثنـي ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أبـي مرزوق, عن
جويبر, عن الضحاك: وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ قال: بعد نسيان.




حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: «وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ» يقول: بعد
نسيان.




وقد ذكر فـيها قراءة ثالثة, وهي ما:




14853ـ حدثنـي به الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال حدثنا عبد الله بن الزّبَـير,
عن سفـيان, عن حميد, قال: قرأ مـجاهد: «وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ» مـجزمة الـميـم
مخففة.




وكأن قارىء ذلك كذلك أراد به الـمصدر من قولهم: أمِهَ يأْمَهُ أمْها,
وتأويـل هذه القراءة, نظير تأويـل من فتـح الألف والـميـم.




وقوله: أناأُنَبّئُكُمْ بتَأْوِيـلِهِ يقول: أنا أخبركم بتأويـله.
فَأرْسِلُونَ يقول: فأطلقونـي أمضى لاَتـيكم بتأويـله من عند العالِـم به. وفـي
الكلام مـحذوف قد ترك ذكره استغناء بـما ظهر عما ترك وذلك: فأرسلوه فأتـى يوسف,
فقال له: يا يوسف يا أيها الصديق. كما:




حدثنا حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن
ابن إسحاق قال: قالَ الـمَلِكُ للـملإ حوله: إنّـي أرَى سَبْعَ بَقَرَاتِ
سِمانٍ... الآية, وقالوا له ما قال, وسمع «نبو» من ذلك ما سمع ومسألتَه عن
تأويـلها ذكر يوسف وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك علـى ما قال من قوله,
قال: أنا أُنَبَئُكُمْ بتَأْوِيـلِهِ فأرْسِلُونَ يقول الله تعالـى: وَادّكَرَ
بَعْدَ أُمّةٍ: أي حقبة من الدهر, فأتاه فقال: يا يوسف إن الـملك قد رأى كذا وكذا
فقصّ علـيه الرؤيا, فقال فـيها يوسف ما ذكر الله تعالـى لنا فـي الكتاب فجاءهم
مثْلَ فَلَق الصبح تأويـلها, فخرج نبو من عند يوسف بـما أفتاهم به من تأويـل رؤيا
الـملك, وأخبره بـما قال.




وقـيـل: إن الذي نـجا منهما إنـما قال: أرسلونـي لأن السجن لـم يكن فـي
الـمدينة. ذكر من قال ذلك:




14854ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وقَالَ الّذِي نَـجا مِنْهُما وَادّكَرَ بَعْدَ أُمّةٍ أنا أُنَبّئُكُمْ
بتَأْوِيـلِهِ فأرْسِلُونَقال ابن عبـاس: لـم يكن السجن فـي الـمدينة, فـانطلق
الساقـي إلـى يوسف, فقال: أفْتِنا فـي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمانٍ... الاَيات.




قوله: أفْتِنا فِـي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُن سَبُعٌ عِجافٌ
وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وأُخَرَ يابِساتٍ فإن معناه: أفتنا فـي سبع بقرات
سِمان رُئِينَ فـي الـمنام يأكلهن سبع منها عجاف, وفـي سبع سنبلات خضر رئين أيضا,
وسبع أخر منهنّ يابسات. فأما السمان من البقر: فإنها السنون الـمخصبة. كما:




14855ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: أفْتِنا فـي سَبْعٍ بَقَرَاتَ سِمانٍ يَأكُلُهُنّ سَبْعٌ عِجافٌ قال: أما
السمان: فسنون منها مخصبة. وأما السبع العِجاف: فسنون مـجدبة لا تنبت شيئا.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: أفْتنا فِـي
سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمانٍ فـالسمان الـمخاصيب, والبقرات العجاف: هي السنون
الـمُـحُول الـجُدُوب.




قوله: وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وأُخَرَ يابساتٍ أما الـخضر: فهنّ السنون
الـمخاصيب, وأما الـيابسات: فهنّ الـجُدُوب الـمـحول. والعجاف: جمع عجف, وهي
الـمهازيـل.




وقوله: لَعَلّـي أرْجِعُ إلـى النّاسِ لَعلّهُمْ يَعْلَـمُونَ يقول: كي
أرجع إلـى الناس فأخبرهم, لَعَلّهُمْ يَعْلَـمُونَ يقول: لـيعلـموا تأويـل ما
سألتك عنه من الرؤيا.



الآية : 47


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً
فَمَا حَصَدتّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاّ قَلِيلاً مّمّا تَأْكُلُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال يوسف لسائله عن رؤيا الـملك: تَزْرَعُونَ سَبُعَ
سِنِـينَ دَأَبـا يقول: تزرعون هذه السبع السنـين, كما كنتـم تزرعون سائر السنـين
قبلها علـى عادتكم فـيـما مضى. والدّأب: العادة ومن ذلك قول امرىء القـيس:



كدَأبِكَ مِنْ أُمّ الـحُوَيْرِثَ
قبلَهاوجارَتِها أُمّ الرّبـابِ بِـمَأْسَلِ




يعنـي كعادتك منها.




وقوله: فَمَا حَصَدْتُـمْ فَذَرُوهُ فِـي سُنْبُلِهِ إلاّ قَلـيلاً مِـمّا
تَأْكُلُونَ وهذا مشورة أشار بها نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم علـى القوم, ورأى
رآه لهم صلاحا يأمرهم بـاستبقاء طعامهم. كما:




14856ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: قال
لهم نبـيّ الله يوسف تَزْرَعُونَ سَبُعَ سِنِـينَ دَأَبـا... الآية, فإنـما أراد
نبـي الله صلى الله عليه وسلم البقاء.



الآية : 48


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ثُمّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ
شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدّمْتُمْ لَهُنّ إِلاّ قَلِيلاً مّمّا تُحْصِنُونَ }.




يقول: ثم يجيء من بعد السنـين السبع التـي تزرعون فـيها دأبـا, سنون سبع
شداد يقول: جُدوب قحْطه يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ لَهُنّ يقول: يؤكل فـيهنّ ما
قدمتـم فـي إعداد ما أعددتـم لهنّ فـي السنـين السبعة الـخصبة من الطعام والأقوات.
وقال جلّ ثناؤه: يَأْكُلْنَ فوصف السنـين بأنهنّ يأكلهن, وإنـما الـمعنى: أن أهل
تلك الناحية يأكلون فـيهنّ, كما قـيـل:



نَهارُكَ يا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ


ولَـيْـلُكَ نَوْمٌ والرّدَى لكَ لازِم



فوصف النهار بـالسهو والغفلة واللـيـل بـالنوم, وإنـما يسهى فـي هذا ويغفل
فـيه وينام فـي هذا, لـمعرفة الـمخاطبـين بـمعناه, والـمراد منه: إلا قلـيلاً مـما
تـحصنون, يقول: إلا يسيرا مـما تـحرزونه. والإحصان: التصيـير فـي الـحصن وإنـما
الـمراد منه: الإحراز.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14857ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة, قوله: يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ لَهُنّ يقول يأكلن ما كنتـم اتـخذتـم
فـيهنّ من القوت, إلاّ قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: ثُمّ يأْتـي مِنْ
بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدَادٌ وهنّ الـجدوب الـمـحول, يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ
لَهُنّ إلاّ قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: ثُمّ يأْتـي مِنْ
بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدَادٌ وهنّ الـجدوب, يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ لَهُنّ إلاّ
قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ: مـما تدّخرون.




14858ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ,
عن ابن عبـاس, فـي قوله: إلاّ قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ يقول: تَـخزُنون.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال
ابن عبـاس: تُـحْصِنُون: تـحرزون.




14859ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ:
يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ لَهُنّ إلاّ قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ قال: مـما
ترفعون.




وهذه الأقوال فـي قوله: تَـحْصِنُونَ وإن اختلفت ألفـاظ قائلـيها فـيه, فإن
معانـيها متقاربة, وأصل الكلـمة وتأويـلها علـى ما بـيّنت.



الآية : 49


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ثُمّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ
فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }.




وهذا خبر من يوسف علـيه السلام للقوم عما لـم يكن فـي رؤيا ملكهم, ولكنه من
علـم الغيب الذي آتاه الله دلالة علـى نبوّته وحجة علـى صدقة. كما:




14860ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة, قال: ثم زاده الله علـم سنة لـم يسألوه عنها, فقال: ثُمّ يَأْتِـي مِنْ
بَعْدِ ذلكَ عامٌ فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ.




ويعنـي بقوله: فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ بـالـمطر والغيث.




وبنـحو ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14861ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ثُمّ
يَأْتِـي مِنْ بَعْدِ ذلكَ عامٌ فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ قال: فـيه يغاثون بـالـمطر.




14862ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا مـحمد بن يزيد الواسطي, عن
جويبر, عن الضحاك: فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ قال: بـالـمطر.




14863ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: ثُمّ يَأْتِـي مِنْ بَعْدِ ذلكَ عامٌ قال: أخبرهم بشيء لـم
يسألوه عنه, وكان الله قد علّـمه إياه عام فـيه يغاث الناس بـالـمطر.




14864ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ بـالـمطر.




وأما قوله: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله,
فقال بعضهم: معناه: وفـيه يعصرون العنب والسمسم وما أشبه ذلك. ذكر من قال ذلك:




14865ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ,
عن ابن عبـاس: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ قال: الأعناب والدهن.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال
ابن عبـاس: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ السمسم دهنا, والعنب خمرا, والزيتون زيتا.




حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن
أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: عامٌ فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ يقول:
يصيبهم غيث, فـيعصرون فـيه العنب, ويعصرون فـيه الزيت, ويعصرون من كلّ الثمرات,




14866ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ قال: يعصرون أعنابهم.




14867ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ:
وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ قال: العنب.




14868ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا مـحمد بن يزيد الواسطي, عن
جويبر, عن الضحاك: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ قال: كانوا يعصرون الأعناب والثمرات.




14869ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَفِـيهِ
يَعْصِرُونَ قال: يعصرون الأعناب والزيتون والثمار من الـخصب, هذا علـم آتاه الله
يوسف لـم يسئل عنه.




وقال آخرون: معنى قوله: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ وفـيه يحلبون. ذكر من قال
ذلك:




14870ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي فضالة, عن علـيّ بن
أبـي طلـحة, عن ابن عبـاس: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ قال: فـيه يحلبون.




14871ـ حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبـي
حماد, قال: حدثنا الفرج بن فضالة, عن علـيّ بن أبـي طلـحة, قال: كان ابن عبـاس
يقرأ: «وَفِـيهِ تَعْصِرُونَ» بـالتاء, يعنـي تـحتلبون.




واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأه بعض أهل الـمدينة والبصرة والكوفة:
وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ بـالـياء, بـمعنى ما وصفت من قول من قال: عصر الأعناب
والأدهان. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفـيـين: «وَفِـيهِ تَعْصِرُونَ» بـالتاء. وقرأه
بعضهم: «وَفِـيهِ يَعْصَرُونَ» بـمعنى: يُـمطرون, وهذه قراءة لا أستـجيز القراءة
بها لـخلافها ما علـيه من قرّاء الأمصار.



والصواب من القراءة فـي ذلك أن لقارئه الـخيار
فـي قراءته بأيّ القراءتـين الأخريـين شاء, إن شاء بـالـياء ردّا علـى الـخبر به
عن الناس, علـى معنى: فِـيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ أعْنابهم
وأدهانهم. وإن شاء بـالتاء ردّا علـى قوله: إلاّ قَلِـيلاً مِـمّا تُـحْصِنُونَ
وخطابـا به لـمن خاطبه بقوله: يَأْكُلْنَ ما قَدّمْتُـمْ لَهُنّ إلاّ قَلِـيلاً
مِـمّا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:46 pm

تُـحْصِنُونَ لأنهما قراءتان مستفـيضتان
فـي قِرَاءَة الأمصار بـاتفـاق الـمعنى, وإن اختلفت الألفـاظ بهما. وذلك أن
الـمخاطبـين بذلك كان لا شكّ أنهم أغيثوا وعصروا: أغيث الناس الذين كانوا بناحيتهم
وعصروا, وكذلك كانوا إذا أغيث الناس بناحيتهم وعصروا, أغيث الـمخاطبون وعصروا,
فهما متفقتا الـمعنى, وإن اختلفت الألفـاظ بقراءة ذلك. وكان بعض من لا علـم له
بأقوال السلف من أهل التأويـل مـمن يفسر القرآن برأيه علـى مذهب كلام العرب يوجه
معنى قوله: وَفِـيهِ يَعْصِرُونَ إلـى: وفـيه يَنْـجون من الـجدب والقحط بـالغيث,
ويزعم أنه من العَصر والعصر التـي بـمعنى الـمنـجاة, من قول أبـي زبـيد الطائي:



صَادِيا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍوَلَقَدْ كانَ
عُصْرَةَ الـمَنْـجُودِ




أي الـمقهور, ومن قول لبـيد:



فبـاتَ وأسْرَى القَوْمُ آخِرَ
لَـيْـلهِمْ



وَما كانَ وَقّافـا بغَيْرِ مُعَصّرِ



وذلك تأويـل يكفـي من الشهادة علـى خطئه خلافه قول جميع أهل العلـم من
الصحابة والتابعين. وأما القول الذي روى الفَرج بن فضالة عن علـيّ بن أبـي طلـحة,
فقول لا معنى له, لأنه خلاف الـمعروف من كلام العرب وخلاف ما يعرف من قول ابن
عبـاس رضي الله عنهما.



الآية : 50


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمّا
جَآءَهُ الرّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىَ رَبّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النّسْوَةِ
اللاّتِي قَطّعْنَ أَيْدِيَهُنّ إِنّ رَبّي بِكَيْدِهِنّ عَلِيمٌ }.




يقول تعالـى ذكره: فلـما رجع الرسول الذي أرسلوه إلـى يوسف, الذي قال: أنا
أُنَبّئُكُمْ بِتَأْوِيـلِهِ فأرْسِلُونِ فأخبرهم بتأويـل رؤيا الـملك عن يوسف,
علـم الـملك حقـيقة ما أفتاه به من تأويـل رؤياه وصحة ذلك, وقال الـملك: ائتونـي
بـالذي عَبَر رؤياي هذه. كالذي:




14872ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: فخرج «نبو»
من عند يوسف بـما أفتاهم به من تأويـل رؤيا الـملك حتـى أتـى الـملك, فأخيره بـما
قال, فلـما أخبره بـما فـي نفسه كمثل النهار وعرف أن الذي قال كائن كما قال, قال:
ائتونـي به.




14873ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: لـما
أتـى الـملكَ رسولُه, قال: ائتونـي به.




وقوله: فَلَـمّا جاءَهُ الرّسُولُ يقول: فلـما جاءه رسول الـملك يدعوه إلـى
الـملك, قالَ ارْجِعْ إلـى رَبّكَ يقول: قال يوسف للرسول: ارجع إلـى سيدك
فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ اللاّتِـي قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ. وأبى أن يخرج مع
الرسول وإجابة الـملك حتـى يعرف صحة أمره عندهم مـما كانوا قذفوه به من شأن
النساء, فقال للرسول: سل الـملك ما شأن النسوة اللاتـي قطّعن أيدَيهن, والـمرأة
التـي سُجِنتُ بسببها كما:




14874ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فَلَـمّا جاءَهُ
الرّسُولُ قالَ ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ اللاّتِـي
قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ والـمرأة التـي سجنت بسبب أمرها عما كان من ذلك.




14875ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: لـما
أتـى الـملك رسوله فأخبره قالَ ائْتُونِـي بِهِ فلـما أتاه الرسول ودعاه إلـى
الـملك أبى يوسف الـخروج معه, وقال: ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما بـالُ
النّسْوَةِ اللاّتِـي قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ... الآية, قال السديّ, قال ابن عبـاس:
لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلـم الـملك بشأنه, ما زالت فـي نفس العزيز منه حاجة,
يقول: هذا الذي راود امرأته.




14876ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, عن رجل, عن أبـي
الزناد, عن أبـي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللّهُ
يُوسُفَ إنْ كانَ ذَا أناةٍ, لَوْ كُنْتُ أنا الـمَـحْبُوسَ ثُمّ أُرْسِلَ إلـيّ
لَـخَرَجْتُ سَرِيعا, إنْ كان لَـحَلِـيـما ذَا أناةٍ».




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن بشر, قال: حدثنا مـحمد بن عمرو, قال:
حدثنا أبو سلـمة, عن أبـي هريرة قال: قال النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
لَبِثْتُ فِـي السّجْنِ ما لَبِثَ يُوسُفُ ثُمّ جاءَنِـي الدّاعِي لأَجَبْتُهُ,
إذْ جاءَهُ الرّسُولُ فَقالَ ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ
اللاّتِـي قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ»... الآية.




حدثنـي يونس بن عبد الأعلـى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي سلـيـمان
بن بلاد, عن مـحمد بن عمرو, عن أبـي سلـمة, عن أبـي هريرة, عن النبـيّ صلى الله
عليه وسلم, بـمثله.




حدثنا زكريا بن أبـان الـمقريء, قال: حدثنا سعيد بن تلـيد, قال: حدثنا عبد
الرحمن بن القاسم, قال: ثنـي بكر بن مُضَر, عن عمرو بن الـحارث, عن يونس بن يزيد,
عن ابن شهاب, قال: أخبرنـي أبو سلـمة بن عبد الرحمن وسعيد بن الـمسيب, عن أبـي
هريرة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ لَبِثْتُ فِـي السّجْنِ ما
لَبِثَ يُوسُفُ لاَءَجَبْتُ الدّاعِيَ».




حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي يونس, عن ابن شهاب, عن
أبـي سلـمة بن عبد الرحمن, وسعيد بن الـمسيب, عن أبـي هريرة, عن النبـيّ صلى الله
عليه وسلم, بـمثله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عفـان بن مسلـم, قال: حدثنا حماد, عن
مـحمد بن عمرو, عن أبـي سلـمة, عن أبـي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم, وقرأ هذه الآية: ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ
اللاّتِـي قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ إنّ رَبّـي بكَيْدِهُنّ عَلـيـمٌ قال النبـيّ صلى
الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْت أنا لأَسْرَعْتُ الإجابَةَ, وَما ابْتَغَيْتُ
العُذْرَ».




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحجاج بن الـمنهال, قال: حدثنا حماد, عن
ثابت, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم. ومـحمد بن عمرو, عن أبـي سلـمة, عن أبـي
هريرة, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما
بـالُ النّسْوَةِ اللاّتِـي قَطّعْنَ أيْدِيَهُنّ.... الآية, فقال النبـيّ صلى
الله عليه وسلم: «لَوْ بُعِثَ إلـيّ لأَسْرَعْتُ فِـي الإجابَةِ وَما ابْتَغَيْتُ
العُذْرَ».




14877ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن
عيـينة, عن عمرو بن دينار, عن عكرمة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَقَدْ عَجبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وكَرَمِهِ, وَاللّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ
سُئِلَ عَن البَقَرَاتِ العِجافِ والسّمانِ, وَلَوْ كُنْتُ مَكانَهُ ما
أخْبَرْتُهُمْ بِشَيْءٍ حتـى أشْتَرِطَ أنْ يُخْرِجُونِـي وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ
يُوسفَ وَصَبْرِهِ وكرَمِهِ واللّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ أتاهُ الرّسُولُ, وَلَوْ
كُنْتُ مَكانَهُ لَبـادَرْتُهُمُ البـابَ, وَلكنّهُ أرَادَ أنْ يَكُونَ لَهُ
العُذْرُ».




14878ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
ارْجِعْ إلـى رَبكَ فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ أراد نبـيّ الله صلى الله عليه
وسلم أن لا يخرج حتـى يكون له العذر.




14879ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قوله: ارْجِعْ إلـى رَبّكَ فـاسألْهُ ما بـالُ النّسْوَةِ اللاّتِـي قَطّعْنَ
أيْدِيَهُنّ قال: أراد يوسف العذر قبل أن يخرج من السجن.




وقوله: إنّ رَبّـي بكَيْدِهِنّ عَلِـيـمٌ يقول: إن الله تعالـى ذكره ذو
علـم بصنـيعهنّ وأفعالهن التـي فعلن بـي ويفعلن بغيري من الناس, لا يخفـي علـيه
ذلك كله, وهو من وراء جزائهنّ علـى ذلك. وقـيـل: إن معنى ذلك: إن سيدي إطفـير
العزيز زوج الـمرأة التـي راودتنـي عن نفسي ذو علـم ببراءتـي مـما قذفتنـي به من
السوء.



الآية : 51


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنّ إِذْ رَاوَدتُنّ
يُوسُفَ عَن نّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ للّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوَءٍ
قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الاَنَ حَصْحَصَ الْحَقّ أَنَاْ رَاوَدْتّهُ عَن نّفْسِهِ
وَإِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ }.




وفـي هذا الكلام متروك قداستغنـي بدلالة ما ذكر علـيه عنه, وهو: فرجع
الرسول إلـى الـملك من عند يوسف برسالته, فدعا الـملك النسوة اللاتـي قطّعن أيديهن
وامرأة العزيز, فقال لهنّ: ما خَطْبُكُنّ إذْ رَاوَدْتُنّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ؟
كالذي:




14880ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فلـما جاء الرسول
الـملك من عند يوسف بـما أرسله إلـيه جميع النسوة وَقالَ ما خَطْبُكُنّ إذْ
رَاوَدْتُنّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ.




ويعنـي بقوله: ما خَطْبُكُنّ ما كان أمركنّ, وما كان شأنكنّ إذ راودتنّ
يوسف عن نفسه, فأجبنه: فَقُلْنَ حاشَ لِلّه مَا عَلِـمْنا علَـيْهِ مِنْ سُوءٍ,
قالَتِ امْرأةُ العَزِيزِ الاَنَ حَصْحَص الـحَقّ تقول: الاَن تبـين الـحقّ وانكشف
فظهر, أنا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وإن يوسف لـمن الصادقـين فـي قوله هِيَ رَاوَدَتْنـي
عَنْ نَفْسِي.




وبـمثل ما قلنا فـي معنى: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ قال أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:




14881ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: حدثنا معاوية, عن علـيّ,
عن ابن عبـاس: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ قال: تبـين.




14882ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ تبـين.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر, عن
ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14883ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: الاَنَ
حَصْحَصَ الـحَقّ الاَن تبـين الـحق.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن
قتادة: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ قال: تبـين.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن
قتادة: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ قال: تبـين.




14884ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
مثله.




14885ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا
جويبر, عن الضحاك, مثله.




14886ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قالت راعيـل
امرأة إطفـير العزيز: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ: أي الاَن برز الـحقّ وتبـين, أنا
رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإنّهُ لَـمِنَ الصّادِقِـينَ فـيـما كان قال يوسف
مـما ادّعت علـيه.




14887ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: قال
الـملك: ائتونـي بهنّ, فقال: ما خَطْبُكُنّ إذْ رَاوَدْتُنّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ
قُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِـمْنا عَلَـيْهَ مِنْ سُوءٍ. ولكن امرأة العزيز أخبرتنا
أنا راودته عن نفسه, ودخـل معها البـيت وحلّ سراويـله ثم شدّه بعد ذلك, فلا تدري
ما بدا له. فقال امرأة العزيز: الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ.




14888ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ تبـين.




وأصل حصحص: حَصّ ولكن قـيـل: حصحص, كما قـيـل: فكُبْكِبُوا فـي «كُبوا»,
وقـيـل: «كفكف» فـي «كفّ», و«ذْرذَر» فـي «ذَرّ». وأصل الـحصّ: استئصال الشيء,
يقال منه: حَصّ شعره: إذا استأصله جزّا. وإنـما أريد فـي هذا الـموضع: حصحص
الـحقّ: ذهب البـاطل والكذب, فـانقطع, وتبـين الـحقّ فظهر.



الآية : 52


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنّي لَمْ أَخُنْهُ
بِالْغَيْبِ وَأَنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }.




يعنـي بقوله: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخْنْهُ بـالغَيْبِ هذا الفعل
الذي فعلته من ردّي رسول الـملك إلـيه, وتركي إجابته والـخروج إلـيه, ومسألتـي
إياه أن يسأل النّسْوَة اللاتـي قطّعْنَ أيْدِيَهُن, عن شأنهنّ إذ قطعن أيديهن,
إنـما فعلته لـيعلـم أنـي لـم أخنه فـي زوجته بـالغيب: يقول: لـم أركب منها فـاحشة
فـي حال غيبته عنـي. وإذا لـم يركب ذلك بـمغيبه, فهو فـي حال مشهده إياه أحرى أن
يكون بعيدا عن ركوبه. كما:




14889ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: يقول يوسف:
ذلكَ لِـيَعْلَـمَ إطفـير سيده, أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ أنـي لـم أكن
لأخالفه إلـى أهله من حيث لا يعلـمه.




14890ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ
يوسف يقوله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: ذَلكَ لـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ يوسف يقوله: لـم أخن
سيدي.




قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال يوسف يقوله.




14891ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال: هذا قول يوسف.




14892ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: حدثنا هشيـم, عن
إسماعيـل بن سالـم, عن أبـي صالـح, فـي قوله: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ
أخنْهُ بـالغَيْبِ هو يوسف يقول: لـم أخن الـملك بـالغيب.




وقوله: وأنّ اللّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الـخائِنِـينَ يقول: فعلت ذلك
لـيعلـم سيدي أنـي لـم أخنه بـالغيب, وأن الله لا يهدي كيد الـخائنـين: يقول: وأن
الله لا يسدّد صنـيع من خان الأمانات, ولا يرشد فعالهم فـي خيانتهموها. واتصل
قوله: ذلكَ لـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ بقول امرأة العزيز: أنا
رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإنّهَ لـمِنَ الصّادِقِـينَ الـمعرفة السامعين
لـمعناه, كاتصال قول الله تعالـى: وكذلكَ يَفْعَلُونَ بقول الـمرأة: وجعلوا أعزّةَ
أهْلِها أذِلّة, وذلك أن قوله: وكذلكَ يَفْعَلُونَ خبر مبتدإ, وكذلك قول فرعون
لأصحابه فـي سورة الأعراف: فَمَاذَا تَأْمُرُونِ وهو متصل بقول الـملأ: يُرِيدُ أن
يُخْرَجَكُمْ مِنْ أرْضِكُمْ. والله أعلـم.



الآية : 53


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ
لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ }.




يقول يوسف صلوات الله علـيه: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي من الـخطأ والزلل
فأزكيَها. إنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بـالسّوءِ يقول: إن النفوس نفوس العبـاد تأمرهم
بـما تهواه وإن كان هواها فـي غير ما فـيه رضا الله إلاّ ما رَحِمَ رَبّـي يقول:
إلا أن يرحم ربـي من شاء من خـلقه, فـينـجيه من اتبـاع هواها وطاعته فـيـما تأمره
به من السوء. إنّ رَبّـي غَفُورٌ رَحِيـمٌ. و«ما» فـي قوله: إلاّ ما رَحِمَ رَبّـي
فـي موضع نصب, وذلك أنه استثناء منقطع عما قبله, كقوله: ولاَ هُمْ يُنْقَذُونَ
إلاّ رَحْمَةً مِنّا بـمعنى: إلا أن يُرحموا, وأَنْ إذا كانت فـي معنى الـمصدر
تضارع «ما».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:46 pm

ويعنـي بقوله: إنّ رَبّـي
غَفُورٌ رَحيـمٌ: أن الله ذو صفح عن ذنوب من تاب من ذنوبه, بتركه عقوبته علـيها
وفضيحته بها, رحيـم به بعد توبته أن يعذّبه علـيها. وذُكر أن يوسف قال هذا القول
من أجل أن يوسف لـما قال: ذلكَ لـيَعْلَـمَ أنْـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال
مَلَك من الـملائكة: ولا يوم همـمت بها؟ فقال يوسف حينئذٍ: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي
إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ. وقد قـيـل: إن القائل لـيوسف: ولا يومَ
هَمَـمْتَ بها فحللت سراويـلك؟ هو امرأة العزيز, فأجابها يوسف بهذا الـجواب.
وقـيـل: إن يوسف قال ذلك ابتداء من قِبَل نفسه. ذكر من قال ذلك:




14893ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن إسرائيـل, عن سماك, عن عكرمة,
عن ابن عبـاس, قال: لـما جمع الـملك النسوة, فسألهن: هل رَاوَدْتُنّ يُوسُفَ عَنْ
نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِـمْنا عَلَـيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرأةُ
العَزِيزِ الاَنَ حَصْحَصَ الـحَقّ... الآية, قال يوسف: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي
لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال فقال له جَبْرَئيـل: ولا يوم همـمت به همـمت؟ فقال:
وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن إسرائيـل, عن سمِاك, عن عكرمة, عن ابن
عبـاس, قال: لـما جمع الـملك النسوة, قال لهن: أنتُن راودتنّ يوسف عن نفسه؟ ثم ذكر
سائر الـحديث, مثل حديث أبـي كُريب, عن وكيع.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو, قال: أخبرنا إسرائيـل عن سماك, عن
عكرمة, عن ابن عبـاس, قال: لـما جمع الـملك النسوة, قال: أنتنّ راودتنَ يوسف عن
نفسه؟ ثم ذكر نـحوه غير أنه قال: فغمزه جبرائيـل, فقال: ولا حين همـمتَ بها؟ فقال
يوسف: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




14894ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن مسعر, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير, قال: لـما قال يوسف: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ
أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال جبرائيـل, أو ملك: ولا يومَ همَـمتَ بـما
همـمت به؟ فقال: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




حدثنا عمرو بن علـيّ, قال: حدثنا وكيع, قال: حدثنا مسعر, عن أبـي حصين, عن
سعيد بن جبـير بنـحوه, إلا أنه قال: قال له الـملَك: ولا حين همـمت بها؟ ولـم يقل:
أو جبرئيـل, ثم ذكر سائر الـحديث مثله.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن بشر وأحمد بن بشير, عن مسعر, عن أبـي
حصين, عن سعيد بن جُبـير: ذَلِكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ
قال: فقال له الـملك, أو جبريـل: ولا حين همـمت بها؟ فقال يوسف: وَما أُبَرّىءُ
نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




14895ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفـيان, عن أبـي سِنان, عن ابن
أبـي الهذيـل, قال: لـما قال يوسف: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ
بـالغَيْبِ قال له جبرئيـل: ولا يوم همـمت بـما همـمت به؟ فقال: وَما أُبَرّىءُ
نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن سفـيان, عن أبـي سنان, عن ابن أبـي
الهذيـل, بـمثله.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عمرو, قال: أخبرنا مسعر, عن أبـي حصين,
عن سعيد بن جبـير, مثل حديث ابن وكيع, عن مـحمد بن بشر وأحمد بن بشير سواء.




14896ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا العلاء بن عبد الـجبـار, وزيد بن حبـاب,
عن حماد بن سلـمة, عن ثابت, عن الـحسن: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ
بـالغَيْبِ قال له جبرئيـل: اذكر همك فقال: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ
لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




حدثنا الـحسن, قال: حدثنا عفـان, قال: حدثنا حماد, عن ثابت, عن الـحسن:
ذلكَ لِـيَعْلَـمُ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال جبرئيـل: يا يوسف اذكر همك
قال: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




14897ـ حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا هشيـم, عن إسماعيـل بن سالـم, عن أبـي
صالـح, فـي قوله: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخنُهُ بـالغَيْب قال: هذا قول
يوسف, قال: فقال له جبرئيـل: ولا حين حللت سراويـلك؟ قال: فقال يوسف وَما
أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأمّارةٌ بـالسوءِ... الآية.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن إسماعيـل
بن سالـم, عن أبـي صالـح, بنـحوه.




14898ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ذلكَ
لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ ذكر لنا أن الـملك الذي كان مع يوسف,
قال له: اذكر ما همـمت به قال نبـيّ الله: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ
لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
قال: بلغنـي أن الـمَلَك قال له حين قال ما قال: أتذكر هَمّك؟ فقال: وَما
أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ إلاّ ما رَحِمَ رَبّـي.




14899ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
عكرمة, قوله: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أَنّى لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال الـملك, وطعن
فـي جنبه: يا يوسف, ولا حين همـمت؟ قال: فقال: وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي. ذكر من قال
قائل ذلك له الـمرأة:




14900ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: ذلكَ
لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ بـالغَيْبِ قال: قاله يوسف حين جيء به
لـيُعْلِـم العزيز أنه لـم يخنه بـالغيب فـي أهله وأنّ اللّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ
الـخائِنِـينَ فقالت امرأة العزيز: يا يوسف, ولا يوم حللت سراويـلك؟ فقال يوسف:
وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ. ذكر من قال قائل ذلك
يوسف لنفسه, من غير تذكير مذكّر ذكّره ولكنه تذكر ما كان سَلَف منه فـي ذلك.




14901ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عَمّي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: ذلكَ لِـيَعْلَـمَ أنّـي لَـمْ أخُنْهُ
بـالغَيْبِ وأنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الـخائِنِـينَ هو قول يوسف لـملـيكهِ
حين أراه الله عذره, فذكّره أنه قد همّ بها وهمّت به, فقال يوسف: وَما أُبَرّىءُ
نَفْسي إنّ النّفْسَ لأَمّارَةٌ بـالسّوءِ... الآية.



الآية : 54


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّا كَلّمَهُ قَالَ إِنّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا
مِكِينٌ أَمِينٌ }.




يقول تعالـى ذكره: وقال الـملك, يعنـي ملك مصر الأكبر, وهو فـيـما ذكر ابن
سحاق: الولـيد بن الريان.




14902ـ حدثنا بذلك ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة عنه: حين تبـين عذر يوسف, وعرف
أمانته وعلـمه, قال لأصحابه: ائْتُونِـي بِهِ أسْتَـخْـلِصْهُ لِنَفْسِي يقول:
أجعله من خـلصائي دون غيري.




وقوله: فَلَـمّا كَلّـمَهُ يقول: فلـما كلـم الـملك يوسف, وعَرَف براءته
وعِظَم أمانته, قال له: إنك يا يوسف لدينا مكين أمين أي متـمكن مـما أردت, وعرضَ
لك من حاجةٍ قِبلَنا, لرفعة مكانك ومنزلتك لدينا, أمين علـى ما اؤتـمنت علـيه من
شيء.




14903ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: لـما
وَجَدَ الـملك له عُذرا, قال: ائْتُونِـي بِهِ أسْتَـخْـلِصْهُ لِنَفْسِي.




14904ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
أسْتَـخْـلِصْهُ لِنَفْسِي يقول: أتـخذه لنفسي.




14905ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, عن سفـيان, عن أبـي سنان, عن ابن
أبـي الهذيـل: قالَ الـمَلِكُ ائْتُونِـي بِهِ أسْتَـخْـلِصْهُ لِنَفْسِي قال: قال
له الـملك: إنـي أريد أن أُخـلّصك لنفسي, غير أنـي آنف أن تأكل معي فقال يوسف: أنا
أحقّ أن آنَف, أنا ابن إسحاق أو أنا ابن إسماعيـل, أبو جعفر شكّ, وفـي كتابـي: ابن
إسحاق ذبـيح الله ابن إبراهيـم خـلـيـل الله.




حدثنا ابن وكيع, قال: ثنـي أبـي, عن سفـيان, عن أبـي سنان, عن ابن أبـي
الهذيـل بنـحوه, غير أنه قال: أنا ابن إبراهيـم خـلـيـل الله ابن إسماعيـل ذبـيح
الله.




حدثنا أحمد بن إسحاق, قال: حدثنا أبو أحمد, قال: حدثنا سفـيان, عن أبـي
سنان, عن عبد الله بن أبـي الهذيـل قال: قال العزيز لـيوسف: ما من شيء إلا وأنا
أحبّ أن تشركنـي فـيه, إلا أنـي أحبّ أن لا تشركنـي فـي أهلـي, وأن لا يأكل معي
عبدي قال: أتأنف أن آكل معك؟ فأنا أحقّ أن آنَف منك, أنا ابن إبراهيـم خـلـيـل
الله, وابن إسحاق الذبـيح, وابن يعقوب الذي ابـيضت عيناه من الـحزن.




14906ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا سفـيان بن عقبة, عن حمزة الزيات, عن ابن
إسحاق, عن أبـي ميسرة, قال: لـما رأى العزيز لَبَق يوسف وكَيْسَه وظُرْفه, دعاه
فكان يتغدى ويتعشى معه دون غلـمانه فلـما كان بـينه وبـين الـمرأة ما كان, قالت
له: تدنـي هذا؟ مره فلـيتغدّ مع الغلـمان قال له: اذهب فتغدّ مع الغلـمان فقال له
يوسف فـي وجهه: ترغب أن تأكل معي, أو تَنْكَف؟ أنا والله يوسف بن يعقوب نبـيّ
الله, ابن إسحاق ذبـيح الله, ابن إبراهيـم خـلـيـل الله.



الآية : 55


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىَ خَزَآئِنِ الأرْضِ
إِنّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }.




يقول جلّ ثناؤه: قال يوسف للـملك: اجعلنـي علـى خزائن أرضك, وهي جمع
خِزانة, والألف واللام دخـلتا فـي الأرض خـلفـا من الإضافة, كما قال الشاعر.



والأحْلامُ غيرُ عَوَازِبِ



وهذا من يوسف صلوات الله علـيه مسألة منه للـملك أن يولـيه أمر طعام بلده
وخراجها, والقـيام بأسبـاب بلده, ففعل ذلك الـملك به فـيـما بلغنـي. كما:




14907ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
اجْعَلْنِـي علـى خَزَائِنِ الأرْضِ قال: كان لفرعون خزائن غير الطعام, قال:
فأسلـم سلطانه كله إلـيه, وجعل القضاء إلـيه, أمره وقضاؤه نافذ.




14908ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا إبراهيـم بن الـمختار, عن شيبة الضبـي,
فـي قوله: اجْعَلْنِـي علـى خَزَائِنِ الأَرْضِ قال: علـى حفظ الطعام.




وقوله: إنّـي حَفـيظٌ عَلِـيـمٌ اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله, فقال
بعضهم: معنى ذلك: إنـي حفـيظ لـما استودعتنـي علـيـم بـما ولـيتنـي. ذكر من قال
ذلك:




14909ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: إنّـي حَفِـيظٌ
عَلِـيـمٌ إنـي حافظ لـما استودعتنـي, عالـم بـما ولّـيتنـي. قال:: قد فعلت.




14910ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنّـي
حَفِـيظٌ عَلِـيـمٌ يقول: حفـيظ لـما ولـيتُ, علـيـم بأمره.




14911ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا إبراهيـم بن الـمختار, عن شيبة الضبـي
فـي قوله: إنّـي حَفِـيظٌ عَلِـيـمٌ يقول: إنـي حفـيظ لـما استودعتنـي, علـيـم
بسنـي الـمـجاعة.




وقال آخرون: إنـي حافظ للـحساب, علـيـم بـالألسن. ذكر من قال ذلك:




14912ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن الأشجعي: إنّـي حَفِـيظٌ
عَلِـيـمٌ: حافظ للـحساب, علـيـم بـالألسن.




وأولـى القولـين عندنا بـالصواب, قول من قال: معنى ذلك: إنـي حافظ لـما
استودعتنـي, عالـم بـما أولـيتنـي, لأن ذلك عقـيب قوله: اجْعَلْنِـي علـى
خَزَائِنِ الأرْضِ ومسألته الـملك استكفـاءة خزائن الأرض, فكان إعلامه بأن عنده
خبرة فـي ذلك, وكفـايته إياه, أشبه من إعلامه حفظه الـحساب ومعرفته بـالألسن.



الآية : 56


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَكَذَلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ
يَتَبَوّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ وَلاَ
نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: وهكذا وطأنا لـيوسف فـي الأرض, يعنـي أرض مصر.
يَتَبَوّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُيقول: يتـخذ من أرض مصر منزلاً حيث يشاء بعد
الـحبس والضيق. نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ من خـلقنا, كما أصبنا يوسف بها,
فمكنّا له فـي الأرض بعد العبودة والإسار وبعد الإلقاء فـي الـجبّ. وَلا نُضِيعُ
أجْرَ الـمُـحْسِنِـينَ يقول: ولا نُبطل جزاء عمل من أحسن فأطاع ربه وعمل بـما
أمره وانتهى عما نهاه عنه, كما لـم نبطل جزاء عمل يوسف إذ أحسن فأطاع الله. وكان
تـميكن الله لـيوسف فـي الأرض, كما:




14913ـ حدثنا ابن حميد, حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما قال يوسف
للـملك: اجْعَلْنِـي علـى خَزَائِنِ الأرْضِ إنّـي حَفِـيظٌ عَلِـيـمٌ قال الـملك:
قد فعلت فولاه فـيـما يذكرون عمل إطفـير وعزل إطفـير عما كان علـيه, يقول الله:
وكذلكَ مَكّنا لِـيُوسُفَ فِـي الأرْضِ يَتَبَوّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ... الآية.
قال: فذكر لـي والله أعلـم أن إطفـير هلك فـي تلك اللـيالـي, وأن الـملك الرّيان
بن الولـيد زوّج يوسف امرأة إطفـير راعيـل, وأنها حين دخـلت علـيه قال: ألـيس هذا
خير مـما كنت تريدين؟ قال: فـيزعمون أنها قالت: أيها الصدّيق لا تلُـمنـي, فإنـي
كنتُ امرأة كما ترى حُسنا وجمالاً, ناعمة فـي مُلك ودنـيا, وكان صاحبـي لا يأتـي
النساء, وكنتَ كما جعَلك الله فـي حُسنك وهيئتك, فغلبتنـي نفسي علـى ما رأيت.
فـيزعمون أنه وجدها عذراء, فأصابها, فولدت له رجلـين: إفراثـيـم بن يوسف, وميشا بن
يوسف.




14914ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: وكذلكَ
مَكّنا لـيُوسُفَ فِـي الأرْضِ يَتَبَوّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ قال: استعمله
الـملك علـى مصر, وكان صاحب أمرها, وكان يـلـي البـيع والتـجارة وأمرها كله, فذلك
قوله:وكذلكَ مَكنّا لِـيُوسُفَ فِـي الأرْضِ يَتَبَوّأُ مِنْها حَيْثُ يشاءُ.




14915ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
يَتَبَوّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ قال: ملكناه فـيـما يكون فـيها حيث يشاء من تلك
الدنـيا, يصنع فـيها ما يشاء, فُوّضَتْ إلـيه. قال: ولو شاء أن يجعل فرعون من تـحت
يديه, ويجعله فوقه لفعل.




14916ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو, قال: أخبرنا هشيـم, عن أبـي إسحاق
الكوفـي, عن مـجاهد, قال: أسلـم الـملك الذي كان معه يوسف.



الآية : 57


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلأجْرُ الاَخِرَةِ خَيْرٌ لّلّذِينَ
آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتّقُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: ولثواب الله فـي الاَخرة خير للذين آمنوا يقول: للذين
صدّقوا الله ورسوله مـما أعطى يوسف فـي الدنـيا من تـمكينه له فـي أرض مصر.
وكانُوا يَتّقُونَ يقول: وكانوا يتقون الله فـيخافون عقابه فـي خلاف أمره
واستـحلال مـحارمه, فـيطيعونه فـي أمره ونهيه.



الآية : 58


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ
عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: وَجاءَ إخْوةُ يُوسُفَ فَدَخَـلُوا عَلَـيْهِ
فَعَرَفَهُمْ يوسف, وَهُمْ لـيوسف مُنْكِرونَ لا يعرفونه. وكان سبب مـجيئهم يوسف
فـيـما ذكر لـي, كما:




14917ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما اطمأنّ
يوسف فـي ملكه, وخرج من البلاء الذي كان فـيه, وخـلت السنون الـمخصبة التـي كان
أمرهم بـالإعداد فـيها للسنـين التـي أخبرهم بها أنها كائنة, جهد الناس فـي كلّ
وجه, وضربوا إلـى مصر يـلتـمسون بها الـميرة من كلّ بلدة. وكان يوسف حين رأى ما
أصاب الناس من الـجهد, قد أسا بـينهم, وكان لا يحمل للرجل إلا بعيرا واحدا, ولا
يحمل للرجل الواحد بعيرين, تقسيطا بـين الناس, وتوسيعا علـيهم, فقدم إخوته فـيـمن
قدم علـيه من الناس يـلتـمسون الـميرة من مصر, فعرفهم وهم له منكرون, لـما أراد
الله أن يبلّغ لـيوسف علـيه السلام ما أراد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:47 pm

14918ـ حدثنا ابن وكيع,
قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: أصاب الناس الـجوع, حتـى أصاب بلاد
يعقوب التـي هو بها, فبعث بنـيه إلـى مصر, وأمسك أخا يوسف بنـيامين فلـما دخـلوا
علـى يوسف عرفهم وهم له منكرون فلـما نظر إلـيهم, قال: أخبرونـي ما أمركم, فإنـي
أُنكِر شأنكم قالوا: نـحن قوم من أرض الشأم. قال: فما جاء بكم؟ جئنا نـمتار طعاما.
قال: كذبتـم, أنتـم عيون كم أنتـم؟ قالوا: عشرة. قال: أنتـم عشرة آلاف, كل رجل
منكم أمير ألف, فأخبرونـي خبرَكم قالوا: إنا إخوة بنو رجل صِدّيق, وإنا كنا اثنـي
عشر, وكان أبونا يحبّ أخا لنا, وإنه ذهب معنا البرية فهلك منا فـيها, وكان أحبنا
إلـى أبـينا. قال: فإلـى من سكن أبوكم بعده؟ قالوا: إلـى أخ لنا أصغر منه. قال:
فكيف تـخبرونـي أن أبـاكم صدّيق وهو يحبّ الصغير منكم دون الكبـير؟ ائتونـي بأخيكم
هذا حتـى أنظر إلـيه فإنْ لَـمْ تَأَتُونِـي بِهِ فَلا كَيْـلَ لَكُمْ عِنْدِي
وَلا تَقْرَبُونِ قالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أبـاهُ وإنّا لَفـاعِلُونَ قال: فضعوا
بعضكم رهينة حتـى ترجعوا فوضعوا شمعون.




14919ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ قال: لا يعرفونه.



الآية : 59


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَمّا جَهّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ
ائْتُونِي بِأَخٍ لّكُمْ مّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنّيَ أُوفِي الْكَيْلَ
وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ }.




يقول: ولـما حمل يوسف لإخوته أبـا عرهم من الطعام, فأوقر لكل رجل منهم
بعيره, قال لهم: ائْتُونِـي بأخٍ لَكُمْ مِنْ أبِـيكُمْ كيـما أحمل لكم بعيرا آخر
فتزدادوا به حمل بعير آخر. ألا تَرَوْنَ أنّـي أوفِـي الكَيْـلِ فلا أبخسه أحدا
وأنا خَيْرُ الـمُنْزِلِـينَ, وأنا خير من أنزل ضيفـا علـى نفسه من الناس بهذه
البلدة, فأنا أضيفكم. كما:




14920ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وأنا خَيْرُ الـمُنْزِلِـينَ يوسف يقول: أنا خير من يضيف بـمصر.




14921ـ حدثنـي ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما جهز
يوسف فـيـمن جهز من الناس, حمل لكلّ رجل منهم بعيرا بعدتهم, ثم قال لهم:
ائْتُونِـي بأخٍ لَكُمْ مِنْ أبِـيكُمْ أجعل لكم بعيرا آخر, أو كما قال. ألا
تَرَوْنَ أنّـي أُوفِـي الكَيْـلَ: أي لا أبخس الناس شيئا, وأنا خَيْرُ
الـمُنْزِلِـينَ: أي خير لكم من غيري, فإنكم إن أتـيتـم به أكرمت منزلتكم وأحسنت
إلـيكم, وازددتـم به بعيرا مع عدتكم, فإنـي لا أعطي لكم كل رجل منكم إلا بعيرا.
فإنْ لَـمْ تَأْتُونِـي بِهِ فَلا كَيْـلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ لا
تقربوا بلدي.




14922ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
ائْتُونِـي بأخٍ لَكُمْ مِنْ أبِـيكُمْ يعنـي بنـيامين, وهو أخو يوسف لأبـيه وأمه.



الآية : 60


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَإِن لّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ
لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ }.




يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل يوسف لإخوته: فإنْ لَـمْ تَأَتُونِـي بِهِ
بأخيكم من أبـيكم, فَلاَ كَيْـلَ لَكُمْ عِنْدِي يقول: فلـيس لكم عندي طعام أكيـله
لكم, وَلا تَقْرَبُونِ يقول: ولا تقربوا بلادي.




وقوله: وَلا تَقْرَبُونِ فـي موضع جزم بـالنهي, والنون فـي موضع نصب, وكسرت
لـما حُذفت ياؤها, والكلام: ولا تقربونـي.



الآية : 61-62


القول فـي تأويـل قوله تعالـى:



{قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنّا لَفَاعِلُونَ * وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ
بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا انْقَلَبُوَاْ
إِلَىَ أَهْلِهِمْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال إخوة يوسف لـيوسف إذ قال لهم: ائْتُونِـي بأخٍ
لَكُمْ مِنْ أبِـيكُمْ, قالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أبـاهُ ونسأله أن يخـلـيه معنا
حتـى نَـجِيء به إلـيك, وَإنّا لَفـاعِلُونَ يعنون بذلك: وإنا لفـاعلون ما قلنا لك
أنا نفعله من مراودة أبـينا عن أخينا منه ولنـجتهدن. كما:




14923ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وَإنّا
لَفـاعِلُونَ لنـجتهدنّ.




وقوله: وَقال لِفِتْـيانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِـي رِحالِهِمْ يقول
تعالـى ذكره: وقال يوسف لِفتـيانه, وهم غلـمانه. كما:




14924ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَقالَ لِفِتـيْانِهِ أي لغلـمانه: اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِـي رِحَالَهُمْ
يقول: اجعلوا أثمان الطعام الذي أخذتـموها منهم فـي رحالهم.




والرحال: جمع رحل, وذلك جمع الكثـير, فأما القلـيـل من الـجمع منه فهو
أرحُل, وذلك جمع ما بـين الثلاثة إلـى العشرة.




وبنـحو الذي قلنا فـي معنى البضاعة قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14925ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: اجْعَلُوا
بِضَاعَتَهُمْ فِـي رِحالِهِمْ: أي أوراقهم.




14926ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: ثم أمر
ببضاعتهم التـي أعطاهم بها ما أعطاهم من الطعام, فجعلت فـي رحالهم وهم لا يعلـمون.




14927ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: وقال
لفتـيته وهو يكيـل لهم: اجعلوا بضاعتهم فـي رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا
إلـى أهلهم لعلهم يرجعون إلـيّ.




فإن قال قائل: ولأية علة أمر يوسف فتـيانه أن يجعلوا بضاعة إخوته فـي
رحالهم؟ قـيـل: يحتـمل ذلك أوجها: أحدها: أن يكون خشي أن لا يكون عند أبـيه دراهم,
إذ كانت السّنة سنَة جدب وقحط, فـيضرّ أخذ ذلك منهم به, وأحبّ أن يرجع إلـيه. أو
أراد أن يتسع بها أبوه وإخوته مع حاجتهم إلـيه, فردّه علـيهم من حيث لا يعلـمون
سبب ردّه تكرّما وتفضلاً, والثالث: وهو أن يكون أراد بذلك أن لا يخـلفوه الوعد فـي
الرجوع, إذا وجدوا فـي رحالهم ثمن طعام قد قبضوه وملكه علـيهم غيرهم عِوَضا من
طعامهم, ويتـحرّجوا من إمساكهم ثمن طعام قد قبضوه حتـى يؤدّوه علـى صاحبه, فـيكون
ذلك أدعى لهم إلـى العود إلـيه.



الآية :63


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا رَجِعُوا إِلَىَ أَبِيهِمْ قَالُواْ
يَأَبَانَا مُنِعَ مِنّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنّا
لَهُ لَحَافِظُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: فلـما رجع إخوة يوسف إلـى أبـيهم, قالوا: يا أبـانا
مُنِعَ مِنّا الكَيْـلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أخانا نَكْتَلْ يقول: مُنع منا الكيـل
فوق الكيـل الذي كيـل لنا, ولـم يُكَل لكل رجل منا إلا كيـل بعير, فأرسل معنا
أخانا بنـيامين يكتل لنفسه كيـل بعير آخر زيادة علـى كيـل أبـاعرنا. وَإنّا
لُـحَافِظُونَ من أن يناله مكروه فـي سفره.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: 14928ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن
أسبـاط, عن السديّ: فلـما رجعوا إلـى أبـيهم قالوا: يا أبـانا إن ملك مصر أكرمنا
كرامة مّا لو كان رجل من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامته, وإنه ارتهن شمعون, وقال:
ائتونـي بأخيكم هذا الذي عكف علـيه أبوكم بعد أخيكم الذي هلك, فإن لـم تأتونـي به
فلا تقربوا بلادي. قال يعقوب: هَلْ آمَنُكُمْ عَلَـيْهِ إلاّ كَمَا أمِنْتُكُمْ
علـى أخِيهِ مِنْ قَبْلُ فـاللّهُ خَيْرٌ حافِظا وَهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ قال:
فقال لهم يعقوب: إذا أتـيتـم ملك مصر فـاقرئوه منـي السلام, وقولوا: إن أبـانا
يصلّـي علـيك, ويدعو لك بـما أولـيتنا.




14929ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: خرجوا حتـى
قدموا علـى أبـيهم, وكان منزلهم فـيـما ذكر لـي بعض أهل العلـم بـالعَرَبـات من
أرض فلسطين بغَوْر الشام. وبعض يقول: بـالأولاج من ناحية الشّعب أسفل من حِسْمَى,
وكان صاحب بـادية له شاءٌ وإبل, فقالوا: يا أبـانا قدمنا علـى خير رجل أنزلنا
فأكرم منزلنا وكال لنا فأوفـانا ولـم يبخسنا, وقد أمرنا أن نأتـيه بأخ لنا من
أبـينا, وقال: إن أنتـم لـم تفعلوا فلا تقربُنـيّ ولا تدخـلُنّ بلدي فقال لهم
يعقوب: هَلْ آمَنُكُمْ عَلَـيْهِ إلاّ كمَا أمِنْتُكُمْ علـى أخِيهِ مِنْ قَبْلُ
فـاللّهُ خَيْرٌ حافِظا وَهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ.




واختلفت القراء فـي قراءة قوله: نَكْتَلْ, فقرأ ذلك عامة قرّاء أهل
الـمدينة وبعض أهل مكة والكوفة نَكْتَلْ بـالنون, بـمعنى: نكتل نـحن وهو. وقرأ ذلك
عامة قرّاء أهل الكوفة: «يَكْتَلْ» بـالـياء, بـمعنى يكتل هو لنفسه كما نكتال
لأنفسنا.




والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان معروفتان متفقتا الـمعنى, فبأيتهما
قرأ القارىء فمصيب الصواب. وذلك أنهم إنـما أخبروا أبـاهم أنه مَنَع منهم زيادة
الكيـل علـى عدد رءوسهم, فقالوا: يا أبـانَا مُنِعَ مِنّا الكَيْـلُ ثم سألوه أن
يرسل معهم أخاهم لـيكتال لنفسه, فهو إذن اكتال لنفسه واكتالوا هم لأنفسهم, فقد
دخـل الأخ فـي عَدَدهم. فسواء كان الـخبر بذلك عن خاصة نفسه, أو عن جميعهم بلفظ
الـجميع, إذ كان مفهوما معنى الكلام وما أريد به.



الآية : 64


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاّ كَمَآ
أَمِنتُكُمْ عَلَىَ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ
الرّاحِمِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال أبوهم يعقوب: هل آمنكم علـى أخيكم من أبـيكم الذي
تسألونـي أن أرسله معكم إلا كما أمنتكم علـى أخيه يوسف من قبل؟ يقول: من قبله.




واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: فـاللّهُ خَيْرٌ حافِظا فقرأ ذلك عامة
قرّاء أهل الـمدينة وبعض الكوفـيـين والبصريـين: فـاللّهُ خَيْرٌ حفْظا بـمعنى:
والله خيركم حفظا. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفـيـين وبعض أهل مكة: فـاللّهُ خَيْرٌ
حافِظا بـالألف علـى توجيه الـحافظ إلـى أنه تفسير للـخير, كما يقال: هو خير
رجلاً, والـمعنى: فـالله خيركم حافظا, ثم حذفت الكاف والـميـم.




والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا الـمعنى قد قرأ
بكلّ واحدة منهما أهل علـم بـالقرآن. فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب. وذلك أن من وصف
الله بأنه خيرهم حفظا فقد وصفه بأنه خيرهم حافظا, ومن وصفه بأنه خيرهم حافظا فقد
وصفه بأنه خيرهم حفظا. وَهُوَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ يقول: والله أرحم راحم بخـلقه,
يرحم صَعْفِـي علـى كبر سنـي, ووحدتـي بفقد ولدي, فلا يضيعه, ولكنه يحفظه حتـى
يردّه علـيّ لرحمته.



الآية : 65


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَمّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ
بِضَاعَتَهُمْ رُدّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـَذِهِ
بِضَاعَتُنَا رُدّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا
وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }.




يقول تعالـى ذكره: ولـما فتـح إخوة يوسف متاعهم الذي حملوه من مصر من عند
يوسف, وجدوا بضاعتهم, وذلك ثمن الطعام الذي اكتالوه منه ردّت إلـيهم. قالُوا يا
أبـانا ما نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنا رُدّتْ إلَـيْنا يعنـي أنهم قالوا لأبـيهم:
ماذا نبغي؟ هذه بضاعتنا ردّت إلـينا تطيـيبـا منهم لنفسه بـما صنع بهم فـي ردّ
بضاعتهم إلـيه. وإذا وُجّه الكلام إلـى هذا الـمعنى كانت «ما» استفهاما فـي موضع
نصب بقوله: نَبْغِي. وإلـى هذا التأويـل كان يوجهه قتادة.




14930ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ما
نَبْغِي يقول: ما نبغي وراء هذا, إن بضاعتنا رُدّت إلـينا, وقد أوفـى لنا الكيـلُ.




وقوله: وَنـميرُ أهْلَنا يقول: ونطلب لأهلنا طعاما فنشتريه لهم, يقال منه:
مَارَ فلان أهله يَـميرَهم مَيْرا, ومنه قول الشاعر:



بَعَثْتُكَ مائِرا فَمَكَثْتَ حَوْلاًمَتـى
يَأْتـي غِياثُكَ مَنْ تُغِيثُ




وَنَـحْفَظُ أخانا الذي ترسله معنا وَنَزْدادُ كَيْـلَ بَعِيرٍ يقول:
ونزداد علـى أحمالنا من الطعام حمل بعير يكال لنا ما حمل بعير آخر من إبلنا, ذلكَ
كَيْـلٌ يَسِيرٌ يقول: هذا حِمل يسير. كما:




14931ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا القاسم, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج:
وَنَزْدَادُ كَيْـلَ بَعِيرٍ قال: كان لكل رجل منهم حمل بعير, فقالوا: أرسل معنا
أخانا نزداد حمل بعير. وقال ابن جريج: قال مـجاهد: كَيْـلَ بَعِيرٍ حمل حمار. قال:
وهي لغة. قال القاسم: يعنـي مـجاهد: أن الـحمار يقال له فـي بعض اللغات: بعير.




14932ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَنَزْدادُ كَيْـلَ بَعِيرٍ يقول: حمل بعير.




14933ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وَنَزْدادُ
كَيْـلَ بَعِيرٍ نَعُد به بعيرا مع إبلنا ذلكَ كَيْـلٌ يَسِيرٌ.



الآية : 66


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتّىَ
تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مّنَ اللّهِ لَتَأْتُنّنِي بِهِ إِلاّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ
فَلَمّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَىَ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:48 pm

يقول تعالـى ذكره: قال
يعقوب لبنـيه: لن أرسل أخاكم معكم إلـى ملك مصر حتـى تُوْتُون مَوْثِقا مِنَ
اللّهِ يقول: حتـى تُعْطون مؤثقا من الله, بـمعنى الـميثاق, وهو ما يوثق به من
يـمين وعهد, لَتَأتُنّنِـي بِهِ يقول لتأتننـي: بأخيكم, إلاّ أنْ يُحاطَ بِكُمْ
يقول: إلا أن يحيط بجميعكم ما لا تقدرون معه علـى أن تأتونـي به.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14934ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: فَلَـمّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قال: عهدهم.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14935ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: إلاّ أنْ يُحاطَ بِكُمْ: إلا أن تهلكوا جميعا.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد.




قال: وحدثنا إسحاق, قال: أخبرنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, مثله.




14936ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر,
عن قتادة: إلاّ أنْ يُحاطَ بِكُمْ قال: إلا أن تُغلَبوا حتـى لا تطيقوا ذلك.




14937ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قوله: إلاّ أنْ
يُحاطَ بِكُمْ: إلا أن يصيبكم أمر يذهب بكم جميعا, فـيكون ذلك عذرا لكم عندي.




وقوله: فَلَـمّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ يقول: فلـما أعطوه عهودهم, قال
يعقوب: اللّهُ علـى ما نَقُولُ أنا وأنتـم وَكِيـلٌ يقول: هو شهيد علـينا
بـالوفـاء بـما نقول جميعا.



الآية : 67


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَالَ يَبَنِيّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ
وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مّتَفَرّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مّنَ
اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَعَلَيْهِ
فَلْيَتَوَكّلِ الْمُتَوَكّلُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال يعقوب لبنـيه لـما أرادوا الـخروج من عنده إلـى مصر
لـيـمتاروا الطعام: يا بَنـيّ لا تدخـلوا مصر من طريق واحد, وادخـلوا من أبواب
متفرّقة وذُكر أنه قال ذلك لهم, لأنهم كانوا رجالاً لهم جمال وهيبة, فخاف علـيهم
العين إذا دخـلوا جماعة من طريق واحد وهم ولد رجل واحد, فأمرهم أن يفترقوا فـي
الدخول إلـيها. كما:




14938ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا يزيد الواسطيّ, عن جويبر, عن
الضحاك: لا تَدْخُـلُوا مِنْ بـابٍ وَاحِدٍ وَادْخـلُوا مِنْ أبْوَابٍ
مُتَفَرّقَةٍ قال: خاف علـيهم العين.




14939ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: يا
بَنِـيّ لا تَدْخُـلُوا مِنْ بـابٍ واحدٍ خشي نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم
العينَ علـى بنـيه كانوا ذوي صورة وجمال.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
وَادْخُـلُوا مِنْ أبْوَابٍ مُتَفَرّقَةٍ قال: كانوا قد أوتوا صورةً وجمالاً, فخشي
علـيهم أنفسُ الناس.




14940ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: وَقالَ يَا بَنِـيّ لا تَدْخُـلُوا مِنْ
بَـابٍ واحِدٍ وَادْخُـلُوا مِنْ أبْوَابٍ مُتَفَرّقَةٍ قال: رهب يعقوب علـيه
السلام علـيهم العين.




حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ, قال: أخبرنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: لا تَدْخُـلُوا مِنْ بـابٍ وَاحِدٍ
خَشِي يعقوب علـى ولده العين.




14941ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا زيد بن الـحبـاب, عن أبـي معشر, عن
مـحمد بن كعب: لا تَدْخُـلُوا مِنْ بَـابٍ وَاحِدٍ قال: خشي علـيهم العين.




14942ـ قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ, قال: خاف يعقوب صلى الله
عليه وسلم علـى بنـيه العين, فقال: يَا بَنِـيّ لا تَدْخُـلُوا مِنْ بـابٍ وَاحدٍ
فـيقال: هؤلاء لرجل واحد, ولكن ادخـلوا من أبواب متفرّقة.




14943ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما أجمعوا
الـخروج, يعنـي ولد يعقوب, قال يعقوب: يَا بَنِـيّ لا تَدْخُـلُوا مِنْ بـابٍ
وَاحِدٍ وادْخُـلُوا مِنْ أبْوَابٍ مُتَفَرّقَةٍ خشي علـيهم أعين الناس لهيبتهم, وأنهم
لرجل واحد.




وقوله: وَما أُغْنِـي عَنْكُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ شَيْءٍ يقول: وما أقدر أن
أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه علـيكم من شيء صغير ولا كبـير, لأن قضاءه
نافذ فـي خـلقه. إنِ الـحُكْمُ إلاّ لِلّهِ يقول: ما القضاء والـحكم إلا لله دون
ما سواه من الأشياء, فإنه يحكم فـي خـلقه بـما يشاء, فـينفذ فـيهم حكمه, ويقضي
فـيهم ولا يُردّ قضاؤه. عَلَـيْهِ تَوَكّلْتُ يقول: علـى الله توكلت, فَوَثقت به
فـيكم, وفـي حفظكم علـيّ حتـى يردّكم إلـىّ وأنتـم سالـمون معافون, لا علـى دخولكم
مصر إذا دخـلتـموها من أبواب متفرّقة. وَعَلَـيْهِ فَلْـيَتَوكّلِ الـمُتَوكّلُونَ
يقول: وإلـى الله فلـيفوّض أمورَهم الـمفوّضون.



الآية : 68


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَمّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ
أَبُوهُم مّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاّ حَاجَةً فِي نَفْسِ
يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلّمْنَاهُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَ
النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: ولـما دخـل ولد يعقوب مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ
وذلك دخولهم مصر من أبواب متفرّقة. ما كانَ يُغْنِـي دخولهم إياها كذلك عَنْهُمْ
مِنَ قضاء اللّهِ الذي قضاه فـيهم فحتـمه, مِنْ شَيْءٍ إلاّ حاجَةً فِـي نَفْسِ
يَعَقُوبَ قَضَاها إلا أنهم قضوا وطرا لـيعقوب بدخولهم لا من طريق واحد خوفـا من
العين علـيهم, فـاطمأنت نفسه أن يكونوا أُوتُوا من قبل ذلك أو نالهم من أجله
مكروه. كما:




14944ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: إلاّ حاجَةً فِـي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاها خيفة العين
علـى بنـيه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد: إلاّ حاجَةً فِـي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاها قال: خشية العين علـيهم.




14945ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قوله: إلاّ حاجَةً
فِـي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاها قال: ما تـخوّف علـى بنـيه من أعين الناس لهيبتهم
وعدتهم.




وقوله: وإنّهُ لَذُو عِلْـمٍ لِـمَا عَلّـمْناهُ يقول تعالـى ذكره: وإن
يعقوب لذو علـم لتعلـيـمنا إياه. وقـيـل: معناه وإنه لذو حفظ لـما استودعنا صدره
من العلـم. واختلف عن قتادة فـي ذلك:




14946ـ فحدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَإِنّهُ لَذُو عِلْـمٍ لِـمَا عَلّـمْناهُ: أي مـما علـمناه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن الزبـير, عن
سفـيان, عن ابن أبـي عَرُوبة عن قتادة: وَإنّهُ لَذُو عِلْـمٍ لِـمَا عَلّـمْناهُ
قال: إنه لعامل بـما علـم.




14947ـ قال: الـمثنى, قال إسحاق,
قال عبد الله, قال سفـيان: إنه لذو علـم مـما علـمناه, وقال: من لا يعمل لا يكون
عالـما.




وَلَكِنّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَـمُونَ يقول جلّ ثناؤه: ولكن كثـيرا من
الناس غير يعقوب, لا يعلـمون ما يعلـمه, لأنا حَرَمناه ذلك فلـم يعلـمه.



الآية : 69


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَمّا دَخَلُواْ عَلَىَ يُوسُفَ آوَىَ
إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنّيَ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: ولـما دخـل ولد يعقوب علـى يوسف, آوَى إلَـيْهِ أخاهُ
يقول: ضمّ إلـيه أخاه لأبـيه وأمه, وكلّ أخوه لأبـيه. كما:




14948ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السّدّي: وَلَـمّا
دَخَـلُوا علـى يُوسُفَ آوَى إلَـيْهِ أخاهُ قال: عرف أخاه, فأنزلهم منزلاً, وأجرى
علـيهم الطعام والشراب فلـما كان اللـيـل جاءهم بُـمُثل, فقال: لـينـم كلّ أخوين
منكم علـى مِثال فلـما بقـي الغلام وحده, قال يوسف: هذا ينام معي علـى فراشي.
فبـات معه, فجعل يوسف يشُمّ ريحه, ويضمه إلـيه حتـى أصبح, وجعل رُوبـيـل يقول: ما
رأينا مثل هذا, أريحونا منه.




14949ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما دخـلوا,
يعنـي ولد يعقوب علـى يوسف, قالوا: هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتـيك به, قد جئناك
به فذكر لـي أنه قال لهم: قد أحسنتـم وأصبتـم, وستـجدون ذلك عندي, أو كما قال. ثم
قال: إنـي أراكم رجالاً, وقد أردت أن أكرمكم, ودعا ضافته, فقال: أنزل كل رجلـين
علـى حدة, ثم أكرمهما وأحسن ضيافتهما ثم قال: إنـي أرى هذا الرجل الذي جئتـم به
لـيس معه ثان, فسأضمه إلـيّ, فـيكون منزله معي. فأنزلهم رجلـين رجلـين فـي منازل
شتـى, وأنزل أخاه معه, فآواه إلـيه, فلـما خلا به قالَ إنّـي أنا أخُوكَ أنا يوسف
فَلا تَبْتَئِسْ بشيء فعلوه بنا فـيـما مضى, فإن الله قد أحسن إلـينا, ولا تعلـمهم
شيئا مـما أعلـمتك. يقول الله: وَلـمّا دَخَـلُوا علـى يُوسُفَ آوَى إلَـيه أخاهُ
قالَ إنّـي أنا أخُوكَ فَلا فَلا تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ.




14950ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَلَـمّا دَخَـلُوا علـى يُوسُفَ آوَى إلَـيْهِ أخاهُ ضمه إلـيه وأنزله, وهو
بنـيامين.




14951ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا إسماعيـل بن عبد
الكريـم, قال: ثنـي عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه, يقول, وسئل عن قول
يوسف: وَلَـمّا دَخَـلُوا علـى يُوسُفَ آوَى إلَـيْهِ أخاهُ قالَ إنّـي أنا أخُوكَ
فَلا تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ كيف أجابه حين أخِذ بـالصواع, وقد كان
أخبره أنه أخوه وأنتـم تزعمون أنه لـم يزل متنكرا لهم يكايدهم, حتـى رجعوا, فقال:
إنه لـم يعترف له بـالنسبة, ولكنه قال: أنا أخوك مكان أخيك الهالك, فَلا
تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ يقول: لا يحزنك مكانه.




وقوله: فَلا تَبْتَئِسْ يقول: فلا تستكِنْ ولا تـحزن, وهو: «فلا تفتعل» من
«البؤس», يقال منه: ابتأس يبتئس ابتئاسا.




وبنـحو ما قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14952ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فَلا
تَبْتَئِسْ يقول: فلا تـحزن, ولا تـيأس.




14953ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا إسماعيـل بن عبد
الكريـم, قال: ثنـي عبد الصمد, قال: سمعت وهب بن منبه يقول: فَلا تَبْتَئِسْ يقول:
لا يحزنك مكانه.




14954ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: فَلا
تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ يقول: لا تـحزن علـى ما كانوا يعملون.




فتأويـل الكلام إذن: فلا تـحزن ولا تستكن لشيء سلف من إخوتك إلـيك فـي نفسك
وفـي أخيك من أمك, وما كانوا يفعلون قبل الـيوم بك.



الآية : 70


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا جَهّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ
السّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمّ أَذّنَ مُؤَذّنٌ أَيّتُهَا الْعِيرُ إِنّكُمْ
لَسَارِقُونَ }.




يقول: ولـما حمّل يوسف إبل إخوته ما حَملها من الـميرة وقضى حاجتهم, كما:




14955ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
فَلَـمّا جَهّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ يقول: لـما قضى لهم حاجتهم ووفـاهم كيـلهم.




وقوله: جَعَلَ السّقايَةَ فـي رَحْلِ أخِيهِ يقول: جعل الإناء الذي يكيـل
به الطعام فـي رحل أخيه. والسقاية: هي الـمشربة, وهي الإناء الذي كان يشرب فـيه
الـملك ويكيـل به الطعام.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14956ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عفـان, قال: حدثنا عبد الواحد,
عن يونس, عن الـحسن أنه كان يقول: الصّواع والسقاية سواء, هو الإناء الذي يشرب
فـيه.




14957ـ قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد: السقاية والصّواع شيء واحد, كان يشرب فـيه يوسف.




قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, قال: السقاية الصّواع الذي يشرب فـيه يوسف.




14958ـ حدثنا مـحمد بن الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: جَعَلَ السّقَايَةَ قال: مَشْرَبة الـملك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:49 pm

حدثنا بشر, قال: حدثنا
يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: السّقَايَةَ فِـي رَحْلِ أخِيهِ وهو إناء الـملك
الذي كان يشرب فـيه.




14959ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: قالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الـمَلكِ ولِـمَنْ
جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وهي السقاية التـي كان يشرب فـيها الـملك يعنـي مَكّوكه.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, قوله: جَعَلَ السّقَايَةَ وقوله: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال: هما شيء واحد,
السقاية والصواع شيء واحد يشرب فـيه يوسف.




14960ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: جَعَلَ السّقايَةَ فِـي رَحْلِ أخِيهِ:
هو الإناء الذي كان يشرب فـيه الـملك.




14961ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
جَعَلَ السّقَايَةَ فِـي رَحْلِ أخِيهِ قال: السقاية: هو الصّواع, وكان كأسا من
ذهب فـيـما يذكرون.




قوله: فِـي رَحْلِ أخِيهِ فإنه يعنـي: فـي متاع أخيه ابن أمه وأبـيه وهو
بنـيامين, وكذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14962ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فِـي
رَحْلِ أخِيهِ: أي فـي متاع أخيه.




وقوله: ثُمّ أذّنَ مُؤَذّنٌ يقول: ثم نادى مناد, وقـيـل: أعلـم مُعْلِـم,
أيّتُها العِيرُ: وهي القافلة فـيها الأحمال إنّكُمْ لَسارِقُونَ.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14963ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: فَلَـمّا
جَهّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السّقَايَةَ فِـي رَحْلِ أخِيهِ والأخ لا يشعر, فلـما
ارتـحلوا أذّن مؤذّن قبل أن ترتـحل العير: إنّكُمْ لَسارِقُونَ.




14964ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: ثم جهزهم
بجهازهم, وأكرمهم وأعطاهم وأوفـاهم, وحمل لهم بعيرا بعيرا, وحمل لأخيه بعيرا
بـاسمه كما حمل لهم, ثم أمر بسقاية الـملك, وهو الصواع, وزعموا أنها كانت من فضة,
فجُعلت فـي رحل أخيه بنـيامين. ثم أمهلهم حتـى إذا انطلقوا وأمعنوا من القرية, أمر
بهم فأُدركوا, فـاحتُبِسوا, ثم نادى مناد: أيّتُها العيرُ إنّكُمْ لَسارِقُونَ
قـفوا وانتهى إلـيهم رسوله, فقال لهم فـيـما يذكرون: ألـم نكرم ضيافتكم, ونوفكم
كيـلكم, ونـحسن منزلتكم, ونفعل بكم ما لـم نفعل بغيركم, وأدخـلناكم علـينا فـي
بـيوتنا ومنازلنا؟ أو كما قال لهم, قالوا: بلـى, وما ذاك؟ قال: سِقاية الـملك
فقدناها, ولا نتهم علـيها غيركم. قالوا تالله لَقَدْ عَلِـمْتُـمْ ما جِئْنا
لِنُفْسِدَ فِـي الأرْضِ وَما كُنّا سارِقِـينَ.




وقوله: أيّتُها العِيرُ قد بـيّنا فـيـما مضى معنى العِير, وهو جمع لا واحد
له من لفظه. وحُكي عن مـجاهد أن عِير بنـي يعقوب كانت حَمِيرا.




14965ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن الزبـير,
عن سفـيان, عن ابن جريج, عن مـجاهد: أيّتُها العِيرُ قال: كانت حميرا.




حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا سفـيان, قال: ثنـي رجل,
عن مـجاهد, فـي قوله: أيّتُها العِيرُ إنّكُمْ لسَارِقُونَ قال: كانت العِير
حميرا.



الآية : 71-72


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مّاذَا
تَفْقِدُونَ * قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ
الْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }.




يقول تعالـى ذكره: قال بنو يعقوب لـما نودوا: أيّتُها العِيرُ إنّكُمْ
لَسارِقُونَ وأقبلوا علـى الـمنادي ومن بحضرتهم يقولون لهم: ماذَا تَفْقِدُونَ ما
الذي تفقدون؟ قالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الـمَلِكِ يقول: فقال لهم القوم: نفقد
مَشْرَبَة الـملك.




واختلفت القراء فـي قراءة ذلك, فذُكر عن أبـي هريرة أنه قرأ: «صَاعَ
الـمَلِكَ» بغير واو, كأنه وجهه إلـى الصاع الذي يكال به الطعام. ورُوي عن أبـي
رجاء أنه قرأه: «صَوْعَ الـمَلِكَ». ورُوي عن يحيى بن يعمر أنه قرأه: «صَوْغَ
الـمَلِكَ» بـالغين, كأنه وجهه إلـى أنه مصدر, من قولهم صاغ يصوغ صَوْغا. وأما
الذي علـيه قرّاء الأمصار: فصواع الـملك, وهي القراءة التـي لا أستـجيز القراءة بخلافها
لإجماع الـحجة علـيها. والصّواع: هو الإناء الذي كان يوسف يكيـل به الطعام, وكذلك
قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14966ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة,
عن أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير عن ابن عبـاس فـي هذا الـحرف: صُوَاعَ الـمَلِكِ
قال: كهيئة الـمَكّوك. قال: وكان للعبـاس مثله فـي الـجاهلـية يشرب فـيه.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
شعبة, عن أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, فـي قوله: صُوَاعَ الـمَلِكِ
قال: كان من فضة مثل الـمَكّوك. وكان للعبـاس منها واحد فـي الـجاهلـية.




14967ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع, وحدثنا ابن وكيع. قال: حدثنا
أبـي. عن شريك, عن سماك, عن عكرمة, فـي قوله: قالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الـمَلِكِ
قال: كان من فضة.




14968ـ حدثنـي يعقوب, قال: حدثنا هشيـم, عن أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير,
أنه قرأ: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال وكان إناءه الذي يشرب فـيه, وكان إلـى الطول ما
هو.




14969ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا سويد بن عمرو, عن أبـي عوانة, عن أبـي
بشر, عن سعيد بن جبـير: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال: الـمَكّوك الفـارسيّ.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا الـحجاج بن الـمنهال, قال: حدثنا أبو عوانة, عن
أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير, قال: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال: هو الـمَكّوك الفـارسي
الذي يـلتقـي طرفـاه, كانت تشرب فـيه الأعاجم.




14970ـ قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَغراء, عن جويبر, عن
الضحاك, فـي قوله: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال: إناء الـملك الذي كان يشرب فـيه.




حدثنا الـحسين بن مـحمد, قال: حدثنا يحيى: يعنـي ابن عبـاد, قال: حدثنا
شعبة, عن أبـي بشر, عن سعيد بن جُبـير, عن ابن عبـاس: قال: صُوَاعَ الـمَلِكِ:
مَكّوك من فضة يشربون فـيه. وكان للعبـاس واحد فـي الـجاهلـية.




14971ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: صُوَاع الـمَلِكِ: إناء الـملك الذي يشرب فـيه.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا سعيد بن منصور, قال: حدثنا أبو عوانة,
عن أبـي بشر, عن سعيد بن جبـير, فـي قوله: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال: هو الـمَكّوك
الفـارسي الذي يـلتقـي طَرَفـاه.




14972ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, قال: الصواع: كان يشرب فـيه يوسف.




14973ـ حدثنا مـحمد بن معمر البحرانـي, قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد
الوارث, قال: حدثنا صدقة بن عبـاد, عن أبـيه عن ابن عبـاس: صُوَاعَ الـمَلِكِ قال:
كان من نُـحاس.




وقوله: وَلِـمَنْ جاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ يقول: ولـمن جاء بـالصواع حمل
بعير من الطعام. كما:




14974ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَلِـمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلِ بَعِيرٍ يقول: وِقْر بعير.




14975ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله تعالـى: حِمْلُ بَعِيرٍ قال: حمل طعام
وهي لغة.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, قال: وحدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد قوله: حِمْلُ بَعِيرٍ قال: حمل طعام, وهي لغة.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




14976ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, قال: قوله حِمْلُ بَعِيرٍ قال: حمل حمار.




وقوله: وأنا بِهِ زَعِيـمٌ يقول: وأنا بأن أوفـيه حمل بعير من الطعام إذا
جاءنـي بصواع الـملك كفـيـل.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14977ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن
ابن عبـاس, قوله: وأنا بِهِ زَعِيـمٌ يقول: كفـيـل.




14978ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: وأنا بِهِ زَعِيـمٌ الزعيـم: هو الـمؤذن الذي
قال: أيّتُها العِيرُ.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد, مثله.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن بكر وأبو خالد الأحمر, عن ابن جريج,
قال: بلغنـي عن مـجاهد, ثم ذكر نـحوه.




14979ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي, قال: حدثنا عبد
الواحد بن زياد, عن ورقاء بن إياس, عن سعيد بن جبـير: وأنا بِهِ زَعِيـمٌ قال:
كفـيـل.




14980ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وأنا
بِهِ زَعِيـمٌ: أي وأنا به كفـيـل.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
وأنا بِهِ زَعِيـمٌ قال: كفـيـل.




14981ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو خالد الأحمر, عن جويبر, عن الضحاك:
وأنا بِهِ زَعِيـمٌ قال كفـيـل.




حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: حدثنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك, فذكر مثله.




14982ـ حدثنـي الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, عن سفـيان, عن رجل, عن
مـجاهد: وأنا بِهِ زَعِيـمٌ قال كفـيـل.




14983ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال لهم الرسول:
إنه من جاءنا به فله حمل بعير وأنا به كفـيـل بذلك حتـى أؤدّيه إلـيه.




ومِن الزعيـم الذي بـمعنى الكفـيـل قول الشاعر:



فلَسْتُ بآمِرٍ فِـيها بسَلْـمٍولكِنّـي علـى
نَفْسِي زَعِيـمُ




وأصل الزعيـم فـي كلام العرب: القائم بأمر القوم, وكذلك الكفـيـل
والـحَمِيـل, ولذلك قـيـل: رئيس القوم زعيـمهم ومدبرهم, يقال منه: قد زَعُم فلان
زَعامة وزَعَاما ومنه قول لـيـلـى الأخيـلـية:



حتـى إذَا بَرَزَ اللّوَاءُ رأيْتَهُتـحتَ
اللّوَاءِ علـى الـخَمِيسِ زَعِيـما



الآية : 73


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مّا
جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأرْضِ وَمَا كُنّا سَارِقِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال إخوة يوسف: تاللّهِ يعنـي: والله. وهذه التاء فـي
«تالله» إنـما هي واو قلبت تاء كما فعل ذلك فـي التورية وهي من ورّيت, والتراث وهي
من ورثت, والتـخمة وهي من الوخامة قُلبت الواو فـي ذلك كله تاء. والواو فـي هذه
الـحروف كلها من الأسماء, ولـيست كذلك فـي «تالله», لأنها إنـما هي واو القسم, وإنـما
جعلت تاء لكثرة ما جرى علـى ألسن العرب فـي الأيـمان فـي قولهم «والله», فخصت فـي
هذه الكلـمة بأن قلبت تاء. ومن قال ذلك فـي اسم الله, فقال: «تالله» لـم يقل
تالرحمن وتالرحيـم, ولا مع شيء من أسماء الله, ولا مع شيء مـما يقسم به, ولا يقال
ذلك إلاّ فـي «تالله» وحده.




وقوله: لَقَدْ عَلِـمْتُـمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِـي الأرْضِ يقول: لقد
علـمتـم ما جئنا لنعصَى الله فـي أرضكم, كذلك كان يقول جماعة من أهل التأويـل. ذكر
من قال ذلك:




14984ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي
جعفر, عن أبـيه, عن الربـيع بن أنس, فـي قوله: قالُوا تاللّهِ لَقَدْ عَلِـمْتُـمْ
ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِـي الأرْضِ يقول: ما جئنا لنعصَى فـي الأرض.




فإن قال قائل: وكان عِلْـمُ من قـيـل له لقد عَلِـمْتُـمْ ما جِئْنا
لِنُفْسِدَ فِـي الأرْضِ بأنهم لـم يجيئوا لذلك حتـى استـجاز قائلو ذلك أن يقولوه؟
قـيـل: استـجازا أن يقولوا ذلك لأنهم فـيـما ذكر ردّوا البضاعة التـي وجدوها فـي
رحالهم, فقالوا: لو كنا سرّاقا لـم نردّ علـيكم البضاعة التـي وجدوها فـي رحالهم,
فقالوا: لو كنا سرّاقا لـم نردّ علـيكم البضاعة التـي وجدناها فـي رحالنا. وقـيـل:
إنهم كانوا قد عرفوا فـي طريقهم ومسيرهم أنهم لا يظلـمون أحدا ولا يتناولون ما
لـيس لهم, فقالوا ذلك حين قـيـل لهم: إنّكُمْ لَسارِقُونَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:50 pm

الآية : 74- 75


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ
كَاذِبِينَ * قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن
وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال أصحاب يوسف لإخوته: فما ثواب السّرَق إن كنتـم
كاذبـين فـي قولكم ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِـي الأرْضِ وَما كُنّا سارِقِـينَ
قالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِـي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ. يقول جلّ ثناؤه:
وقال إخوة يوسف: ثواب السّرَق مَنْ وُجد فـي متاعه السّرَق فهو جزاؤه, يقول:
فـالذي وجد ذلك فـي رحله ثوابه بأن يُسْلَـم بسرقته إلـى من سرق منه حتـى يسترقّه.
كذلكَ نَـجْزِي الظّالِـمِينَ يقول: كذلك نفعل بـمن ظلـم ففعل ما لـيس له فعله من
أخذه مال غيره سَرَقا.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14985ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فَهُوَ جَزَاؤُهُ
أي سُلّـم به, كذلكَ نَـجْزِي الظّالِـمِينَ: أي كذلك نصنع بـمن سَرَق منا.




14986ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرزّاق, عن
معمر, قال: بلغنا فـي قوله: قالُوا فمَا جَزَاؤُهُ إنْ كُنْتُـمْ كاذِبِـينَ
أخبروا يوسف بـما يُحْكَم فـي بلادهم أنه من سَرَق أُخِذ عبدا, فقالوا: جَزَاؤُهُ
مَنْ وُجِدَ فِـي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ.




14987ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: قالُوا
فَمَا جَزَاؤُهُ إنْ كُنْتُـمْ كاذِبِـينَ قالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِـي
رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ تأخذونه فهو لكم.




ومعنى الكلام: قالوا: ثواب السّرَق الـموجود فـي رحله, كأنه قـيـل: ثوابه
استرقاق الـموجود فـي رحله, ثم حذف «استرقاق», إذ كان معروفـا معناه, ثم ابتدىء
الكلام فقـيـل: هو جزاؤه كذلكَ نَـجْزِي الظّالِـمِينَ.




وقد يحتـمل وجها آخر: أن يكون معناه: قالوا ثواب السرق الذي يوجد السرق فـي
رحله, فـالسارق جزاؤه. فـيكون «جزاؤه» الأوّل مرفوعا بجملة الـخبر بعده, ويكون
مرفوعا بـالعائد من ذكره فـي «هو», و «هو» رافع «جزاؤه» الثانـي.




ويحتـمل وجها ثالثا: وهو أن تكون «مَنْ» جزائية, وتكون مرفوعة بـالعائد من
ذكره فـي الهاء التـي فـي «رحله», والـجزاء الأوّل مرفوعا بـالعائد من ذكره فـي
«وجد», ويكون جواب الـجزاء الفـاء فـي «فهو». والـجزاء الثانـي مرفوع ب «هو»,
فـيكون معنى الكلام حينئذٍ: قالوا: جزاء السّرَق من وُجد السّرَق فـي رحله, فهو
ثوابه يُسْترقّ ويستعبد.



الآية : 76


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ
أَخِيهِ ثُمّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا
كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }.




يقول تعالـى ذكره: ففتّش يوسف أوعيتهم ورحالهم طالبـا بذلك صُواع الـملك,
فبدأ فـي تفتـيشه بأوعية إخوته من أبـيه, فجعل يفتشها وعاء وعاء قبل وعاء أخيه من
أبـيه وأمه, فإنّه أخّر تفتـيشه, ثم فتش آخرها وعاء أخيه, فـاستـخرج الصواع من
وعاء أخيه.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14988ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
فَبَدَأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أخِيهِ ذُكر لنا أنه كان لا ينظر فـي وعاء
إلاّ استغفر الله تأثما مـما قذفهم به, حتـى بقـيَ أخوه, وكان أصغر القوم, قال: ما
أرى هذا أخذ شيئا, قالوا: بَلـى فـاسْتبرِه, أَلاَ وقد علـموا حيث وضعوا سقايتهم.
ثم استـخرجها من وعاء أخيه.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن مَعْمر, عن قتاد,
قال: فـاستـخرجها من وعاء أخيه, قال: كان كلـما فتـح متاعا استغفر تائبـا مـما
صنع, حتـى بلغ متاع الغلام, فقال: ما أظنّ هذا أخذ شيئا, قالوا: بلـى, فـاستبره.




14989ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو بن مـحمد, عن أسبـاط, عن السديّ,
قال: فَبَدأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وَعاءِ أخِيهِ فلـما بقـي رَحْلُ الغلام,
قال: ما كان هذا الغلام لـيأخذه. قالوا: والله لا يترك حتـى تنظر فـي رحله, لنذهب
وقد طابت نفسك فأدخـل يده فـاستـخرجها من رحله.




14990ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما قال
الرسول لهم: ولِـمَنْ جاءِ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وأنا بِهِ زَعِيـمٌ قالوا: ما
نعلـمه فـينا ولا معنا. قال: لستـم ببـارحين حتـى أفتش أمتعتكم وأُعْذِر فـي طلبها
منكم. فبدأ بأوعيتهم وعاء وعاء, يفتشها وينظر ما فـيها, حتـى مرّ علـى وعاء أخيه
ففتشه, فـاستـخرجها منه, فأخذ برقبته, فـانصرف به إلـى يوسف. يقول الله: كذلكَ
كِدْنا لِـيُوسُفَ.




14991ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: ذُكِر لنا أنه كان كلـما بَحَث متاع رجل منهم استغفر ربه تأثما, قد علـم أين
موضع الذي يطلب. حتـى إذا بقـي أخوه وعلـم أن بغيته فـيه, قال: لا أرى هذا الغلام
أخذه, ولا أبـالـي أن لا أبحث متاعه قال إخوته: إنه أطيب لنفسك وأنفسنا أن تستبرىء
متاعه أيضا. فلـما فتـح متاعه استـخرج بغيته منه قال الله: كذلكَ كِدْنا
لـيُوسُفَ.




واختلف أهل العربـية فـي الهاء والألف اللتـين فـي قوله: ثُمّ
اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أخِيهِ فقال بعض نـحويّـي البصرة: هي من ذكر «الصواع»,
قال: وأنّث وقد قال: ولِـمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ لأنه عنى الصّواع. قال:
والصواع مذكر, ومنهم من يؤنث الصواع, وعنـي ههنا السقاية, وهي مؤنثة. قال: وهما
اسمان لواحد مثل الثوب والـملـحفة مذكر ومؤنث لشيء واحد.




وقال بعض نـحويّـي الكوفة فـي قوله: ثُمّ اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ
أخِيهِ ذهب إلـى تأنـيث السرقة, قال: وإن يكن الصواع فـي معنى الصاع, فلعل هذا
التأنـيث من ذلك. قال: وإن شئت جعلته لتأنـيث السقاية. قال: والصواع ذَكر, والصاع
يؤنث ويذكر, فمن أنثه قال: ثلاث أَصْوُع, مثل ثلاث أَدْوُر, ومن ذكره قال: أصواع,
مثل أبواب.



وقال آخر منهم: إنـما أُنث الصواع حين أنث لأنه
أريدت به السقاية وذُكّر حين ذكر, لأنه أريد به الصواع. قال: وذلك مثل الـخِوَان
والـمائدة, وسِنان الرمـح وعالـيته, وما أشبه ذلك من الشيء الذي يجتـمع فـيه
اسمان: أحدهما مذكر, والاَخر مؤنث.




وقوله: كذلك كِدْنا لِـيُوسُفَ يقول: هكذا صنعنا لـيوسف حتـى يُخَـلّص أخاه
لأبـيه وأمه من إخوته لأبـيه, بإقرار منهم أن له أن يأخذه منهم ويحتبسه فـي يديه
ويحول بـينه وبـينهم وذلك أنهم قالوا إذ قـيـل لهم ما جَزَاؤُهُ إنْ كُنْتُـمْ
كاذِبِـينَ: جزاء من سرق الصواع أن من وجد ذلك فـي رحله فهو مُسْتَرَقّ به, وذلك
كان حكمهم فـي دينهم. فكاد الله لـيوسف كما وصف لنا حتـى أخَذ أخاهُ منهم, فصار
عنده بحكمهم وصنع الله له.




وقوله: ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاّ أنْ يَشاءَ
اللّهُ يقول: ما كان يوسف لـيأخذ أخاه فـي حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم, لأنه
لـم يكن من حكم ذلك الـملك وقضائه أن يُسْترقّ أحد بـالسرق, فلـم يكن لـيوسف أخذ
أخيه فـي حكم ملك أرضه إلاّ أن يشاء الله بكيده الذي كاده له, حتـى أَسْلَـمَ مَنْ
وُجد فـي وعائه الصّواع إخوتُه ورفقاؤه بحكمهم علـيه وطابت أنفسهم بـالتسلـيـم.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




14992ـ حدثنا الـحسن, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, قوله: ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاّ
فعلةً كادها الله له, فـاعتلّ بها يوسف.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ كادها الله له, فكانت علة لـيوسف.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ قال: إلاّ
فعلة كادها الله فـاعتلّ بها يوسف.




14993ـ قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ قال:
صنعنا.




14994ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: كذلكَ
كِدْنا لِـيُوسُفَ يقول: صنعنا لـيوسف.




14995ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ يقول: صنعنا
لـيوسف.




واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي
دِينِ الـمَلِكِ فقال بعضهم: ما كان لـيأخذ أخاه فـي سلطان الـملك. ذكر من قال
ذلك:




14996ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ
يقول: فـي سلطان الـملك.




14997ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ, يقول: حدثنا عبـيد بن
سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: ما كان لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ
الـمَلِكِ يقول: فـي سلْطان الـملك.




وقال آخرون: معنى ذلك: فـي حكمه وقضائه. ذكر من قال ذلك:




14998ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ما
كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ يقول: ما كان
ذلك فـي قضاء الـملك أن يستعبد رجلاً بسرقة.




14999ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: فِـي دِينِ الـمَلِكِ قال: لـم يكن ذلك فـي دين الـملك, قال: حكمه.




15000ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو صالـح مـحمد بن لـيث الـمروزي, عن
رجل قد سماه, عن عبد الله بن الـمبـارك, عن أبـي مودود الـمدينـيّ, قال: سمعت
مـحمد بن كعب القُرَظيّ يقول: قالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجدَ فِـي رَحْلِهِ فَهُوَ
جَزَاؤُهُ كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ
الـمَلِكِ قال: دين الـملك لا يؤخذ به من سرق أصلاً, ولكن الله كاد لأخيه, حتـى تكلـموا
ما تكلـموا به, فأخذهم بقولهم, ولـيس فـي قضاء الـملك.




15001ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, عن معمر, قال: بلغه
فـي قوله: ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلكِ قال: كان حكم الـملك أن
من سرق ضوعف علـيه الغُرم.




15002ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: ما كانَ
لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ يقول: فـي حكم الـملك.




15003ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: ما كانَ
لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ: أي بظلـم, ولكن الله كاد لـيوسف لـيضمّ إلـيه
أخاه.




15004ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: ما
كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ قال: لـيس فـي دين الـملك أن يؤخذ
السارق بسرقته. قال: وكان الـحكم عند الأنبـياء يعقوب وبنـيه: أن يؤخذ السارق
بسرقته عبدا يُسترقّ.




وهذه الأقوال وإن اختلفت ألفـاظ قائلـيها فـي معنى دين الـملك, فمتقاربة
الـمعانـي, لأن من أخذه فـي سلطان الـملك عامله بعمله, فـيريناه أخذه إذا لـم
يغيره, وذلك منه حكم علـيه, وحكمه علـيه قضاؤه. وأصل الدّين: الطاعة, وقد بـيّنت
ذلك فـي غير هذا الـموضع بشواهده بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع.




وقوله: إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ كما:




15005ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: إلاّ أنْ
يَشاءَ اللّهُ ولكن صَنَعنا له بأنهم قالوا: فَهُوَ جَزَاؤُهُ.




15006ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ إلاّ بعلة كادها الله, فـاعتلّ بها
يوسف.




وقوله: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأه
بعضهم: «نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ» بإضافة الدرجات إلـى «مَنْ» بـمعنى: نرفع
منازل من نشاء, رفع منازله ومراتبه فـي الدنـيا بـالعلـم علـى غيره, كما رفعنا
مرتبة يوسف فـي ذلك ومنزلته فـي الدنـيا علـى منازل إخوته ومراتبهم. وقرأ ذلك
آخرون: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ بتنوين «الدرجات», بـمعنى: نرفع من نشاء
مراتب ودرجات فـي العلـم علـى غيره, كما رفعنا يوسف. فمَن علـى هذه القراءة نصب,
وعلـى القراءة الأولـى خفض. وقد بـيّنا ذلك فـي سورة الأنعام.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15007ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن
جريج, قوله: نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ يوسف وإخوته أُوتوا علـما, فرفعنا يوسف
فوقهم فـي العلـم.




وقوله: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ يقول تعالـى ذكره: وفوق كل
عالـم مَنْ هو أعلـم منه حتـى ينتهي ذلك إلـى الله تعالـى. وإنـما عَنَى بذلك أن
يوسف أعلـم إخوته, وأن فوق يوسف من هو أعلـم من يوسف, حتـى ينتهي ذلك إلـى الله
تعالـى.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:51 pm

15008ـ حدثنا مـحمد بن
بشار, قال: حدثنا أبو عامر العَقْديّ, قال: حدثنا سفـيان, عن عبد الأعلـى
الثعلبـيّ, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس, أنه حدّث بحديث, فقال رجل عنده:
وَفَوْقَ كُلّ ذِي علْـمٍ عَلـيـمٌ فقال ابن عبـاس: بئسما قلت, إن الله هو علـيـم,
وهو فوق كلّ عالـم.




حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي, عن
سفـيان, عن عبد الأعلـى عن سعيد بن جبـير, قال: حدّث ابن عبـاس بحديث, فقال رجل
عنده: الـحمد لله وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ فقال ابن عبـاس: العالـم
الله, وهو فوق كلّ عالـم.




حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوريّ, عن
عبد الأعلـى, عن سعيد بن جبـير, قال: كنا عند ابن عبـاس, فحدّث حديثا, فتعجب رجل
فقال: الـحمد لله وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ فقال ابن عبـاس: بئسما قلت:
الله العلـيـم, وهو فوق كل عالـم.




15009ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد وابن وكيع, قالا: حدثنا عمرو بن مـحمد, قال:
أخبرنا إسرائيـل, عن سالـم, عن عكرمة, عن ابن عبـاس: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ
عَلِـيـمٌ قال: يكون هذا أعلـم من هذا, وهذا أعلـم من هذا, والله فوق كل عالـم.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا سعيد بن منصور, قال: أخبرنا أبو الأحوص,
عن عبد الأعلـى, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ
عَلِـيـمٌ قال: الله الـخبـير العلـيـم فوق كلّ عالـم.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عبـيد الله, قال: أخبرنا إسرائيـل, عن عبد
الأعلـى, عن سعيد بن جبـير, عن ابن عبـاس: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ
قال: الله فوق كلّ عالـم.




15010ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي
عن أبـي معشر, عن مـحمد بن كعب, قال: سأل رجل علـيا عن مسئلة, فقال فـيها, فقال
الرجل: لـيس هكذا ولكن كذا وكذا, قال علـيّ: أصبت وأخطأت وَفَوْقَ كُلّ ذِي
عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ.




15011ـ حدثنـي يعقوب وابن وكيع, قالا: حدثنا ابن عُلَـية, عن خالد, عن
عكرمة, فـي قوله: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ قال: علـم الله فوق كلّ
أحد.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن نصر, عن عكرمة, عن ابن عبـاس:
وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ قال: الله عزّ وجلّ.




15012ـ حدثنا ابن وكيع, حدثنا يعلـى بن عبـيد, عن سفـيان, عن عبد الأعلـى,
عن سعيد بن جبـير: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ قال: الله أعلـم من كلّ
أحد.




15013ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن ابن شبرمة, عن الـحسن, فـي
قوله: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ قال: لـيس عالـم إلاّ فوقه عالـم حتـى
ينتهي العلـم إلـى الله.




15014ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا عاصم, قال: حدثنا جويرية, عن
بشير الهجيـمي, قال: سمعت الـحسن قرأ هذه الآية يوما: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ
عَلِـيـمٌ, ثم وقـف فقال: إنه والله ما أمسى علـى ظهر الأرض عالـم إلاّ فوقه من هو
أعلـم منه, حتـى يعود العلـم إلـى الذي علـمه.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا علـيّ, عن جرير, عن ابن شُبْرُمة, عن
الـحسن: وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ قال: فوق كل عالـم عالـم, حتـى ينتهي
العلـم إلـى الله.




15015ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ حتـى ينتهي العلـم إلـى الله, منه بدىء,
وتعلـمت العلـماء, وإلـيه يعود. فـي قراءة عبد الله: «وَفَوْقَ كُلّ عالِـمٍ
عَلِـيـمٌ».




قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: وكيف جاز لـيوسف أن يجعل السقاية فـي رحل
أخيه ثم يِسَرّق قوما أبرياء من السّرَق, ويقول أيّتُها العِيرُ إنّكُمْ
لَسارِقُونَ؟ قـيـل: إن قوله: أيّتُها العِيرُ إنّكُمْ لَسارِقُونَ إنـما هو خبر
من الله عن مؤذّن أذّن به, لا خبر عن يوسف. وجائز أن يكون الـمؤذّن أذن بذلكَ أنْ
فَقَد الصواع ولا يعلـم بصنـيع يوسف. وجائز أن يكون كان أذن الـمؤذن بذلك عن أمر
يوسف, واستـجاز الأمر بـالنداء بذلك لعلـمه بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة فـي بعض
الأحوال, فأمر الـمؤذن أن يناديهم بوصفهم بـالسّرَق, ويوسف يعنـي ذلك السرق لا سرقهم
الصواع. وقد قال بعض أهل التأويـل: إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف, فعاقبه الله
بإجابة القوم إياه: إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ وقد ذكرنا
الرواية فـيـما مضى بذلك.



الآية : 77


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُوَاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ
لّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ
أَنْتُمْ شَرّ مّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قالُوا إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ
قَبْلُ يعنون أخاه لأبـيه وأمه وهو يوسف. كما:




15016ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ
قَبْلُ لـيوسف.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله: إنْ يَسْرِقْ فَقَدَ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ
قَبْلُ قال: يعنـي يوسف.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ قال: يوسف.




وقد اختلف أهل التأويـل فـي السّرَق الذي وصفوا به يوسف فقال بعضهم: كان
صنـما لـجده أبـي أمه كسره وألقاه علـى الطريق. ذكر من قال ذلك:




15017ـ حدثنا أحمد بن عمرو البصري, قال: حدثنا الفـيض بن الفضل, قال: حدثنا
مسعر, عن أبـي حصين, عن سعيد بن جبـير: إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ
قَبْلُ قال: سرق يوسف صنـما لـجدّه أبـي أمه كسره وألقاه فـي الطريق, فكان إخوته
يعيبونه بذلك.




15018ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن
قتادة: فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ذكر أنه سرق صنـما لـجدّه أبـي أمه,
فعيروه بذلك.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنْ
يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ: أرادوا بذلك عيب نبـيّ الله يوسف,
وسرقته التـي عابوه بها صنـم كان لـجدّه أبـي أمه, فأخذه, إنـما أراد نبـيّ الله
بذلك الـخير, فعابوه.




15019ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
فـي قوله: إنْ يَسْرقْ فقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ قال: كانت أم يوسف أمرت
يوسف يسرق صنـما لـخاله يعبده, كانت مسلـمة.




وقال آخرون فـي ذلك ما:




15020ـ حدثنا به أبو كريب, قال:
حدثنا ابن إدريس, قال: سمعت أبـي, قال: كان بنو يعقوب علـى طعام, اضطرّ يوسف إلـى
عَرْق فخبأه, فعيروه بذلك إن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ.




وقال آخرون فـي ذلك بـما:




15021ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة عن ابن إسحاق, عن عبد الله بن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد أبـي الـحجاج, قال: كان أول ما دخـل علـى يوسف من البلاء
فـيـما بلغنـي أن عمته ابنة إسحاق, وكانت أكبر ولد إسحاق, وكانت إلـيها منطقة
إسحاق, وكانوا يتوارثونها بـالكَبر, فكان من اختصّ بها مـمن ولـيها كان له سَلَـما
لا ينازع فـيه, يصنع فـيه ما شاء. وكان يعقوب حين ولد له يوسف, كان قد حضنته عمته,
فكان معها وإلـيها, فلـم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه. حتـى إذا ترعرع وبلغ
سنوات, ووقعت نفس يعقوب علـيه, أتاها فقال: يا أخية سلّـمي إلـيّ يوسف, فوالله ما
أقدر علـى أن يغيب عنـي ساعة فقالت: والله ما أنا بتاركته, والله ما أقدر أن يغيب
عنـي ساعة قال: فوالله ما أنا بتاركه قالت: فدعه عندي أياما أنظر إلـيه وأسكن عنه,
لعل ذلك يسلـينـي عنه أو كما قالت. فلـما خرج من عندها يعقوب عمدت إلـى منطقة
إسحاق فحزمتها علـى يوسف من تـحت ثـيابه, ثم قالت: لقد فقدت منطقة إسحاق, فـانظروا
من أخذها ومن أصابها فـالتُـمست, ثم قالت: اكشفوا أهل البـيت فكشفوهم, فوجدوها مع
يوسف, فقالت: والله إنه لـي لسلـم أصنع فـيه ما شئت. قال: وأتاها يعقوب فأخبرته
الـخبر, فقال لها: أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلـم لك, ما أستطيع غير ذلك.
فأمسكته فما قدر علـيه يعقوب حتـى ماتت. قال: فهو الذي تقول إخوة يوسف حين صنع
بأخيه ما صنع حين أخذه علـيهم فـي أنفسهم تأنـيبـا له: إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ
أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ. فلـما سمعها يوسف قالَ أنْتُـمْ شَرّ مَكانا سرّا فـي نفسه
ولَـمْ يُبْدِها لَهُمْ واللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا تَصِفُونَ.




وقوله: فَأسَرّها يُوسُفُ فِـي نَفْسِهِ ولَـمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ
أنْتُـمْ شَرّ مَكانا وَاللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا تَصِفُونَ يعنـي بقوله: «فأسرّها»:
فأضمرها, وقال: «فأسرّها» فأنث, لأنه عنى بها الكلـمة, وهي: «أنتـمّ شرّ مكانا,
والله أعلـم بـما تصفون», ولو كانت جاءت بـالتذكير كان جائزا, كما قـيـل: تِلْكَ
مِنْ أنْبـاءِ الغَيْبِ و ذلكَ منْ أنْبـاءِ القُرَى, وكنـي عن الكلـمة ولـم يجر
لها ذكر متقدّم, والعرب تفعل ذلك كثـيرا, إذا كان مفهوما الـمعنى الـمراد عند
سامعي الكلام. وذلك نظير قول حاتـم الطائي:



أماوِيّ ما يُغْنِـي الثّرَاءُ عَنِ الفَتـىإذَا
حَشْرَجَتْ يَوْما وَضَاقَ بِها الصّدْرُ




يريد: وضاق بـالنفس الصدر. فكنـي عنها ولـم يجر لها ذكر, إذ كان فـي قوله:
«إذا حشرجت يوما», دلالة لسامع كلامه علـى مراده بقوله: «وضاق بها». ومنه قول
الله: ثُمّ إنّ رَبّكَ للّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمّ جاهَدُوا
وَصَبَرُوا إنّ رَبّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحيـمٌ فقال: «من بعدها», ولـم
يجر قبل ذلك ذكر لاسم مؤنث.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15022ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فَأسَرّها
يُوسُفُ فِـي نَفْسِهِ ولَـمْ يُبْدِها لَهُمْ أما الذي أسرّ فـي نفسه فقوله:
أنْتُـمْ شَرّ مَكانا وَاللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا تَصِفُونَ.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
فَأسَرّها يُوسُفُ فِـي نَفْسِهِ ولَـمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أنْتُـمْ شَرّ
مَكانا وَاللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا تَصِفُونَ قال هذا القول.




15023ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: فَأسَرّها يُوسُفُ فِـي نَفْسِهِ ولَـمْ يُبْدِها
لَهُمْ يقول: أسرّ فـي نفسه قوله: أنْتُـمْ شَرّ مَكانا وَاللّهُ أعْلَـمُ بـمَا
تَصِفُونَ.




وقوله: وَاللّهُ أعْلَـمُ بِـما تَصِفُونَ يقول: والله أعلـم بـما تكذّبون
فـيـما تصفون به أخاه بنـيامين.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15024ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: أنْتُـمْ شَرّ مَكانا وَاللّهُ أعْلَـمُ بِـما
تَصِفُونَ يقولون: يوسف يقوله.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.




15025ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَاللّهُ
أعْلَـمُ بِـمَا تَصِفُونَ: أي بـما تكذبون.




فمعنى الكلام إذن: فأسرّها يوسف فـي نفسه ولـم يبدها لهم, قال: أنتـم شرّ
عند الله منزلاً مـمن وصفتـموه بأنه سرق, وأخبث مكانا بـما سلف من أفعالكم, والله
عالـم بكذبكم, وأن جهله كثـير مـمن حضر من الناس.




وذُكر أن الصواع لـما وُجد فـي رحل أخي يوسف تلاوم القوم بـينهم, كما:



15026ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن
أسبـاط, عن السديّ, قال: لـما استـخرجت السرقة من رحل الغلام انقطعت ظهورهم,
وقالوا: يا بنـي راحيـل, ما يزال لنا منكم بلاء حتـى أخذت هذا الصواع فقال
بنـيامين: بل بنو راحيـل الذين لا يزال لهم منكم بلاء, ذهبتـم بأخي فأهلكتـموه فـي
البرية, وضع هذا الصواع فـي رحلـي الذي وضع الدراهم فـي رحالكم. فقالوا: لا تذكر
الدراهم فنؤخذ بها. فلـما دخـلوا علـى يوسف دعا بـالصواع, فنقر فـيه, ثم أدناه من
أذنه, ثم قال: إن صواعي هذا لـيخبرنـي أنكم كنتـم اثنـي عشر رجلاً, وأنكم انطلقتـم
بأخ لكم فبعتـموه. فلـما سمعها بنـيامين, قام فسجد لـيوسف, ثم قال: أيها الـملك,
سل صواعك هذا عن أخي أحيّ هو؟ فنقره, ثم قال: هو حيّ, وسوف تراه. قال: فـاصنع بـي
ما شئت, فإنه إن علـم بـي سوف يستنقذنـي. قال: فدخـل يوسف فبكى, ثم توضأ, ثم خرج
فقال بنـيامين: أيها الـملك إنـي أريد أن تضرب صواعك هذا فـيخبرك بـالـحقّ, فسله
من سرقه فجعله فـي رحلـي؟ فنقره فقال: إن صواعي هذا غضبـان, وهو يقول: كيف تسألنـي
عن صاحبـي, وقد رؤيت مع من كنت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:53 pm

قال: وكان بنو يعقوب إذا غضبوا لـم
يطاقوا, فغضب روبـيـل, فقال: أيها الـملك, والله لتتركنا أو لأصيحنّ صيحة لا يبقـى
بـمصر امرأة حامل إلاّ ألقت ما فـي بطنها وقامت كلّ شعرة فـي جسد روبـيـل, فخرجت
من ثـيابه, فقال يوسف لابنه: قم إلـى جنب روبـيـل فمسّه وكان بنو يعقوب إذا غضب
أحدهم فمسه الاَخر ذهب غضبه, فمرّ الغلام إلـى جنبه فمسه, فذهب غضبه, فقال
روبـيـل: من هذا؟ إن فـي هذا البلد لبزرا من بَزْر يعقوب. فقال يوسف: من يعقوب؟
فغضب روبـيـل فقال: يا أيها الـملك لا تذكر يعقوب, فإنه سَرِيّ الله, ابن ذبـيح
الله, ابن خـلـيـل الله. قال يوسف: أنت إذن كنت صادقا.



الآية : 78


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ يَأَيّهَا الْعَزِيزُ إِنّ لَهُ
أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنّا نَرَاكَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ }.




يقول تعالـى ذكره: قالت إخوة يوسف لـيوسف: يا أيّها العَزِيزُ يا أيها
الـملك إنّ لَهُ أبـا شَيْخا كَبِـيرا كَلِفـا بحبه, يعنون يعقوب. فَخُذْ أحَدنا
مَكانَهُ يعنون فخذ أحدا منا بدلاً من بنـيامين, وخـلّ عنه. إنّا نَرَاكَ مِنَ
الـمُـحْسِنِـينَ يقولون: إنا نراك من الـمـحسنـين فـي أفعالك.




وقال مـحمد بن إسحاق فـي ذلك, ما:




15027ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: إنّا نَراكَ مِنَ
الـمُـحْسِنِـينَ إنا نرى ذلك منك إحسانا إن فعلت.



الآية : 79


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نّأْخُذَ إِلاّ مَن
وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنّـآ إِذاً لّظَالِمُونَ }.




يقول تعالـى ذكره: قال يوسف لإخوته: مَعاذَ اللّهِ أعوذ بـالله. وكذلك تفعل
العرب فـي كل مصدر وضعته موضع يَفْعَل ويَفْعِل, فإنها تنصب, كقولهم: حمدا لله
وشكرا له, بـمعنى: أحمد الله وأشكره والعرب تقول فـي ذلك: معاذ الله, ومعاذة الله,
فتدخـل فـيه هاء التأنـيث كما يقولون: ما أحسن معناه هذا الكلام, وعوذ الله, وعوذة
الله, وعياذ الله ويقولون: اللهمّ عائذا بك, كأنه قـيـل: أعوذ بك عائذا, أو أدعوك
عائذا. أنْ نَأْخُذَ إلاّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ يقول: أستـجير بـالله
من أن نأخذ بريئا بسقـيـم. كما:




15028ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: قالَ مَعاذَ
اللّهِ أنْ نَأْخُذَ إلاّ مَنْ وَجَدْنا متَاعَنا عِنْدَهُ إنّا إذًا لَظالِـمُونَ
يقول: إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده أنا إذا نفعل ما لـيس لنا فعله, ونـجور
علـى الناس.




15029ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: قالُوا يا
أيّها العَزِيزُ إنّ لَهُ أبـا شَيْخا كَبِـيرا فَخُذْ أحَدَنا مَكانَهُ إنّا
نَرَاكَ مِنَ الـمُـحْسنِـين قالَ مَعاذَ اللّهِ أنْ نَأْخُذَ إلاّ مَنْ وجَدْنا
مَتاعَنا عِنْدَهُ إنّا إذًا لَظالِـمُونَ قال يوسف: إذا أتـيتـم أبـاكم فأقرئوه
السلام, وقولوا له: إن ملك مصر يدعو لك أن لا تـموت حتـى ترى ابنك يوسف, حتـى
يعلـم أن فـي أرض مصر صدّيقـين مثله.



الآية : 80


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ
نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوَاْ أَنّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ
عَلَيْكُمْ مّوْثِقاً مّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ
أَبْرَحَ الأرْضَ حَتّىَ يَأْذَنَ لِيَ أَبِيَ أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ
خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }.




يعنـي تعالـى ذكره: فَلَـمّا اسْتَـيْأَسُوا مِنْهُ فلـما يئسوا منه من أن
يخـلـى يوسف عن بنـيامين ويأخذ منهم واحدا مكانه وأن يجيبهم إلـى ما سألوه من ذلك.
وقوله: اسْتَـيْأَسُوا استفعلوا, من يئس الرجل من كذا يـيأس. كما:




15030ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فَلَـمّا
اسْتَـيْأَسُوا مِنْهُ يئسوا منه ورأوا شدّته فـي أمره.




وقوله: خَـلَصُوا نَـجِيّا يقول بعضهم لبعض: يتناجون, لا يختلط بهم غيرهم.
والنـجيّ جماعة القوم الـمنتـجين يسمى به الواحد والـجماعة, كما يقال: رجل عدل
ورجال عدل, وقوم زور وفطر, وهو مصدر من قول القائل: نـجوت فلانا أنـجوه نـجيّا,
جعل صفة ونعتا. ومن الدلـيـل علـى أن ذلك كما ذكرنا قول الله تعالـى: وَقَرّبْناهُ
نَـجِيّا فوصف به الواحد, وقال فـي هذا الـموضع: خَـلَصوا نَـجِيّا فوصف به
الـجماعة, ويجمع النّـجِيّ أنـجية, كما قال لبـيد:



وشَهدْتُ أنْـجِيَةَ الأُفـاقَةِ
عالِـياكَعْبِـي وأرْدَافُ الـمُلُوكِ شُهُودُ




وقد يقال للـجماعة من الرجال: نـجوى, كما قال جلّ ثناؤه: وَإذْ هُمْ
نَـجْوَى وقال: ما يَكُونُ مِنْ نَـجْوَى ثَلاثَةٍ وهم القوم الذين يتناجون. وتكون
النـجوى أيضا مصدراكما قال الله: وإنّـمَا النّـجْوَى مِنَ الشّيْطانِتقول منه:
نـجوت أنـجو نـجوى, فهي فـي هذا الـموضع: الـمناجاة نفسها, ومنه قول الشاعر:



بُنَـيّ بَدَا خِبّ نَـجْوَى الرّجالِفَكُنْ
عِنْدَ سِرّكَ خَبّ النّـجِي




فـالنـجوى والنـجيّ فـي هذا البـيت بـمعنى واحد, وهو الـمناجاة, وقد جمع
بـين اللغتـين.




وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله: خَـلَصُوا نَـجِيّا قال أهل التأويـل.
ذكر من قال ذلك:




15031ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: فَلَـمّا
اسْتَـيْأَسُوا مِنْهُ خَـلَصُوا نَـجِيّا وأخـلص لهم شمعون, وقد كان ارتهنه, خَـلَوْا
بـينهم نـجيّا يتناجون بـينهم.




15032ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
خَـلَصُوا نَـجِيّا خـلصوا وحدهم نـجيّا.




15033ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: خَـلَصُوا
نَـجِيّا: أي خلا بعضهم ببعض, ثم قالوا: ماذا ترون.




وقوله: قالَ كَبِـيرُهُمْ اختلف أهل العلـم فـي الـمعنـيّ بذلك, فقال
بعضهم: عنى به كبـيرهم فـي العقل والعلـم, لا فـي السنّ, وهو شمعون, قالوا: وكان
روبـيـل أكبر منه فـي الـميلاد. ذكر من قال ذلك:




15034ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله تعالـى: قالَ كَبـيرُهُمْ قال: هو شمعون
الذي تـخـلف, وأكبر منه, وأكبر منهم فـي الـميلاد روبـيـل.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: قالَ كَبـيرهُمْ: شمعون الذي تـخـلف, وأكبر منه فـي الـميلاد
روبـيـل.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد, مثله.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن الزبـير, عن
سفـيان, عن ابن جريج, عن مـجاهد: قالَ كَبـيرُهُمْ قال: شمعون الذي تـخـلف,
وأكبرهم فـي الـميلاد روبـيـل.




وقال آخرون: بل عَنَى به كبـيرهم فـي السنّ وهو روبـيـل. ذكر من قال ذلك:




15035ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا زيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: قالَ
كَبـيرُهُمْ وهو روبـيـل أخو يوسف, وهو ابن خالته, وهو الذي نهاهم عن قتله.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
قالَ كَبـيرهُمْ قال: رُوبـيـل, وهو الذي أشار علـيهم أن لا يقتلوه.




15036ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: قالَ
كَبـيرُهُمْ فـي العلـم أنّ أبـاكُمْ قَدْ أخَذَ عَلَـيْكُمْ مَوْثقا مِنَ اللّهِ
وَمِنْ قَبْلُ ما فَرّطْتُـمْ فِـي يُوسُفَ فَلَنْ أبْرَحَ الأرْضَ... الآية,
فأقام روبـيـل بـمصر, وأقبل التسعة إلـى يعقوب فأخبروه الـخبر, فبكى وقال: يا
بنـيّ ما تذهبون مرّة إلاّ نقصتـم واحدا, ذهبتـم مرّة فنقصتـم يوسف, وذهبتـم
الثانـية فنقصتـم شمعون, وذهبتـم الاَن فنقصتـم روبـيـل.




15037ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فَلَـمّا
اسْتَـيْأَسُوا مِنْهُ خَـلَصُوا نَـجِيّا قال: ماذا ترون؟ فقال رُوبـيـل كما ذُكر
لـي, وكان كبـير القوم: ألَـمْ تَعْلَـمُوا أنّ أبـاكمْ قَدْ أخَذَ عَلَـيْكمْ
مَوْثِقا مِنَ اللّهِ لَتَأْتُنّنِـي بِهِ إلاّ أنْ يُحاطَ بِكُمْ وَمِنْ قَبْلُ
ما فَرّطْتُـمْ فِـي يُوسُفَ... الآية.




وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصحة قول من قال: عنى بقوله: قالَ كَبـيرُهُمْ
رُوبـيـل لإجماع جميعهم علـى أنه كان أكبرهم سنّا, ولا تفهم العرب فـي الـمخاطبة
إذا قـيـل لهم: فلان كبـير القوم مطلقا بغير وصل إلاّ أحد معنـيـين, إما فـي
الرياسة علـيهم والسؤدد وإما فـي السنّ, فأما فـي العقل فإنهم إذا أرادوا ذلك
وصلوه, فقالوا: هو كبـيرهم فـي العقل, فأما إذا أطلق بغير صلته بذلك فلا يفهم إلاّ
ما ذكرت. وقد قال أهل التأويـل: لـم يكن لشمعون وإن كان قد كان من العلـم والعقل
بـالـمكان الذي جعله الله به علـى إخوته رياسة وسؤدد, فـيعلـم بذلك أنه عنى بقوله:
قالَ كَبِـيرُهُمْ فإذا كان ذلك كذلك فلـم يبق إلاّ الوجه الاَخر, وهو الكبر فـي
السنّ, وقد قال الذين ذكرنا جميعا: رُوبـيـل كان أكبر القوم سنّا, فصحّ بذلك القول
الذي اخترناه.




وقوله: ألَـمْ تَعْلَـمُوا أنّ أبـاكُمْ قَدْ أخَذَ عَلَـيْكُمْ مَوْثِقا
مِنَ اللّهِ يقول: ألـم تعلـموا أيها القوم أن أبـاكم يعقوب قد أخذ علـيكم عهود
الله ومواثـيقه لنأتـينه به جميعا, إلاّ أن يُحاط بكم, ومن قبل فعلتكم هذه تفريطكم
فـي يوسف يقول: أو لـم تعلـموا من قبل هذا تفريطكم فـي يوسف. وإذا صرف تأويـل
الكلام إلـى هذا الذي قلناه, كانت «ما» حينئذٍ فـي موضع نصب. وقد يجوز أن يكون
قوله: وَمِنْ قَبْلُ ما فَرّطْتُـمْ فِـي يُوسُفَ خبرا مبتدأ, ويكون قوله: ألَـمْ
تَعْلَـمُوا أنّ أبـاكُمْ قَدْ أخَذَ عَلَـيْكُمْ مَوْثِقا مِنَ اللّهِ خبرا
متناهيا, فتكون «ما» حينئذٍ فـي موضع رفع, كأنه قـيـل: ومن قبل هذا تفريطكم فـي
يوسف, فتكون «ما» مرفوعة ب «من» قبل هذا, ويجوز أن تكون «ما» التـي تكون صلة فـي
الكلام, فـيكون تأويـل الكلام: ومن قبل هذا تفريطكم فـي يوسف.




وقوله: فَلَنْ أبْرَحَ الأرْضَ التـي أنا بها وهي مصر فأفـارقها, حتـى
يَأْذَنَ لـي أبـي بـالـخروج منها, كما:




15038ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: فَلَنْ أبْرَحَ
الأرْضَ التـي أنا بها الـيوم, حتـى يَأْذَنَ لـي أبِـي بـالـخروج منها.




15039ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد, قال شمعون: لَنْ أبْرَحَ الأرْضَ حتـى يَأْذَنَ لـي أبِـي أوْ
يَحْكُمَ اللّهُ لـي وَهُوَ خَيْرُ الـحاكمِينَ.




وقوله: أوْ يَحْكُمَ اللّهُ لـي: أو يفضَي لـي ربـي بـالـخروج منها وترك
أخي بنـيامين, وإلاّ فإنـي غير خارج: وَهُوَ خَيْرُ الـحاكمينَ يقول: والله خير من
حكم وأعدل من فصَل بـين الناس.




وكان أبو صالـح يقول فـي ذلك بـما:




15040ـ حدثنـي الـحسين بن يزيد السبـيعيّ, قال: حدثنا عبد السلام بن حرب,
عن إسماعيـل بن أبـي خالد, عن أبـي صالـح فـي قوله: حتـى يَأْذَنَ لـي أبِـي أوْ
يَحْكُمَ اللّهُ لـي قال: بـالسيف.




وكأن أبـا صالـح وجه تأويـل قوله: أوْ يَحْكُمَ اللّهُ لـي إلـى: أو يفضي
الله لـي بِحَربَ مَنْ منعنـي من الانصراف بأخي بنـيامين إلـى أبـيه يعقوب,
فأحاربه.



الآية : 81


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ارْجِعُوَاْ إِلَىَ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ
يَأَبَانَا إِنّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا
كُنّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ }.




يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل رُوبـيـل لإخوته حين أخذ يوسف أخاه
بـالصواع الذي استـخرج من وعائه: ارْجِعُوا إخوتـي إلـى أبِـيكُمْ يعقوب فَقُولُوا
له يا أبـانَا إنّ ابْنكَ بنـيامين سَرَقَ. والقراءة علـى قراءة هذا الـحرف بفتـح
السين والراء والتـخفـيف: إنّ ابْنَكَ سَرَقَ. ورُوي عن ابن عبـاس: «إِن ابْنَكَ
سُرّقَ» بضم السين وتشديد الراء, علـى وجه ما لـم يسمّ فـاعله, بـمعنى: أنه سُرّق.
وَما شَهِدْنا إلاّ بِـمَا عَلِـمْنا.




واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك, فقال بعضهم: معناه: وما قلنا إنه سَرَق
إلاّ بظاهر علـمنا بأن ذلك كذلك, لأن صوَاع الـملك أصيب فـي وعائه دون أوعية غيره.
ذكر من قال ذلك:




15041ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: ارْجِعُوا إلـى
أبِـيكُمْ فإنـي ما كنت راجعا حتـى يأتـينـي أمره, فقُولُوا يا أبـانَا إنّ
ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إلاّ بِـمَا عَلِـمْنا: أي قد وُجِدَت السرقة فـي
رحله, ونـحن ننظر لا علـم لنا بـالغيب. وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ.




وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما شهدنا عند يوسف بأن السارق يؤخذ بسرقته إلاّ
بـما علـمنا. ذكر من قال ذلك:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
el-shab7-tauson
المدير العام

المدير العام
el-shab7-tauson


. : تفسير سورة يوسف E861fe10
عدد المشاركات : 3017
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
الموقع : shbab-star.yoo7.com
العمر : 29

تفسير سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف   تفسير سورة يوسف Empty21/8/2011, 9:54 pm

15042ـ حدثنـي يونس, قال:
أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: قال لهم يعقوب علـيه السلام: ما يدري هذا الرجل
أن السارق يؤخذ بسرقته إلاّ بقولكم؟ فقالوا: ما شَهِدْنا إلاّ بِـمَا عَلِـمْنا
لـم نشهد أن السارق يؤخذ بسرقته إلاّ وذلك الذي علـمنا. قال: وكان الـحكم عند
الأنبـياء يعقوب وبنـيه أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا فـيسترقّ.




وقوله: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ يقول: وما كنا نرى أن ابنك يَسْرِق
ويصير أمرنا إلـى هذا, وإنـما قلنا ونَـحْفَظُ أخانا مـما لنا إلـى حفظه منه
السبـيـل.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15043ـ حدثنا الـحسين بن الـحريث أبو عمار الـمروزي, قال: حدثنا الفضل بن
موسى, عن الـحسين بن واقد, عن يزيد, عن عكرمة: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ قال:
ما كنا نعلـم أن ابنك يسرق.




15044ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ لـم نشعر أنه
سيسرق.




حدثنا مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ قال: لـم نشعر أنه سيسرق.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ قال: لـم نشعر أنه سيسرق.




15045ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد وأبو سفـيان, عن معمر, عن قتادة: وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِين قال: ما كنا
نظنّ ولا نشعر أنه سيسرق.




حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَما كُنّا
للغَيْبِ حافِظِينَ قال: ما كنا نرى أنه سيسرق.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
وَما كُنّا للغَيْبِ حافِظِينَ قال: ما كنا نظنّ أن ابنك يسرق.




وأولـى التأويـلـين بـالصواب عندنا فـي قوله: وَما شَهِدْنا إلاّ بِـمَا
عَلِـمْنا قول من قال: وما شهدنا بأن ابنك سرق إلاّ بـما علـمنا من رؤيتنا للصواع
فـي وعائه لأنه عقـيب قوله: إنّ ابْنَكَ سَرَقَ فهو بأن يكون خبرا عن شهادتهم بذلك
أولـى من أن يكون خبرا عما هو منفصل. وذكر أن الغيب فـي لغة حمير هو اللـيـل
بعينه.



الآية : 82


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الّتِي كُنّا فِيهَا
وَالّعِيْرَ الّتِيَ أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنّا لَصَادِقُونَ }.




يقول: وإن كنت متهما لنا لا تصدّقنا علـى ما نقول من أن ابنك سرق, فـاسأل
القرية التـي كنا فـيها, وهي مصر. يقول: سل من فـيها من أهلها, والعِيرَ التـي
أقْبَلْنا فِـيها وهي القافلة التـي كنا فـيها, التـي أقبلنا منها معها, عن خبر
ابنك وحقـيقة ما أخبرناك عنه من سرقه, فإنك تـخبر مصداق ذلك. وإنّا لَصَادِقونَ
فـيـما أخبرناك من خبره.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15046ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله:
واسأَلِ القَرْيَةَ التـي كنا فِـيها وهي مصر.




15047ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: وَاسأَلِ القَرْيَةَ التـي كُنّا فِـيها قال: يعنون مصر.




15048ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: قد عرف
رُوِبـيـل فـي رَجْع قوله لإخوته أنهم أهلِ تَهَمة عند أبـيهم, لـما كانوا صنعوا
فـي يوسف, وقولهم له: اسألِ القَرْيَةَ التـي كُنّا فِـيها والعِيرَ التـي
أقْبَلْنا فِـيها فقد علـموا ما علـمنا وشهدوا ما شهدنا إن كنت لا تصدقنا وَإنّا
لَصَادِقُونَ.



الآية : 83


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ
أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنّهُ
هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }.




قال أبو جعفر: فـي الكلام متروك, وهو: فرجع إخوة بنـيامين إلـى أبـيهم,
وتـخـلّف روبـيـل, فأخبروه خبره, فلـما أخبروه أنه سرق قال: بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ
أنْفُسُكُمْ أمْرا يقول: بل زيّنت لكم أنفكسم أمرا همـمتـم به وأردتـموه. فصَبْرٌ
جَمِيـلٌ يقول: فصبري علـى ما نالنـي من فقد ولدي صبر جميـل لا جزع فـيه ولا
شكاية, عسى الله أن يأتـينـي بأولادي جميعا فـيردّهم علـيّ. إنّهُ هُوَ
العَلِـيـمُ بوحدتـي وبفقدهم وحزنـي علـيهم وصدق ما يقولون من كذبه. الـحَكِيـمِ
فـي تدبـيره خـلقه.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:




15049ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: بَلْ
سَوّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا فَصَبْرٌ جَمِيـلٌ يقول: زينت.




وقوله: عَسَى اللّهُ أنْ يَأْتِـيَنِـي بِهِمْ جَمِيعا يقول: بـيوسف وأخيه
وروبـيـل.




15050ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: لـما جاءوا
بذلك إلـى يعقوب, يعنـي بقول روبـيـل لهم اتهمهم, وظنّ أن ذلك كفعلتهم بـيوسف, ثم
قال: بَلْ سَوّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا فَصَبْرٌ جَميـلٌ عَسَى اللّهُ أنْ
يَأْتِـيَنِـي بهِمْ جَميعا: أي بـيوسف وأخيه وروبـيـل.



الآية : 84


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَتَوَلّىَ عَنْهُمْ وَقَالَ يَأَسَفَا عَلَى
يُوسُفَ وَابْيَضّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }.




يعنـي تعالـى ذكره بقوله: وَتَوَلّـى عَنْهُمْ وأعرض عنهم يعقوب, وَقالَ يا
أسَفـا علـى يُوسُفَ يعنـي: يا حزنا علـيه. يقال: إن الأسف هو أشدّ الـحزن
والتندم, يقال منه: أسفت علـى كذا آسف علـيه أسفـا. يقول الله جلّ ثناؤه: وابـيضت
عينا يعقوب من الـحزن فَهُوَ كَظِيـمٌ يقول: فهو مكظوم علـى الـحزن, يعنـي أنه
مـملوء منه مـمسك علـيه لا يبـينه صرف الـمفعول منه إلـى فعيـل. ومنه قوله:
والكاظِمِينَ الغَيْظَ وقد بـيّنا معناه بشواهده فـيـما مضى.




وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ما قلنا فـي تأويـل
قوله وَقالَ يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ :




15051ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق: وَتَوَلّـى
عَنْهُمْ أعرض عنهم, وتتامّ حزنه, وبلغ مـجهوده, حين لـحق بـيوسف أخوه وهيّج علـيه
حزنه علـى يوسف, فقال: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ وابْـيَضّتْ عَيْناهُ مِنَ
الـحُزْنِ فَهُوَ كَظِيـمٌ.




15052ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي
أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: وَتَوَلّـى عَنْهُمْ وَقالَ يا أسَفـا علـى
يُوسُفَ يقول: يا حَزَنَى علـى يوسف.




15053ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء وحدثنا
ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله:
يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ: يا حَزَنَا.




حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ: يا جزعاه.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ يا جزعاه حزنا.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ قال: يا جزعا.




15054ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: يا
أسَفَـا علـى يُوسُفَ أي حزناه.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة:
يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ قال: يا حزناه.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا مـحمد بن حميد الـمَعْمَري, عن معمر, عن قتادة,
نـحوه.




15055ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج,
قال: قال ابن عبـاس: وَقالَ يا أسَفـا علـى يُوسُفَ....




15056ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبـي,
عن أبـي حجيرة, عن الضحاك: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ قال: يا حَزَنا علـى يوسف.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أبـي مرزوق, عن جويبر, عن الضحاك: يا
أسَفَـا يا حزناه.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: ثنـي هشيـم, قال:
أخبرنا جويبر عن الضحاك: يا أسَفَـا يا حزنا علـى يوسف.




15057ـ حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري,
عن سفـيان العصفري, عن سعيد بن جبـير, قال: لـم يعط أحدٌ غير هذه الأمة الاسترجاع,
ألا تسمعون إلـى قول يعقوب: يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ.




حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو نعيـم, قال: حدثنا سفـيان, عن سعيد بن
جبـير, نـحوه.




ذكر من قال ما قلنا فـي تأويـل قوله تعالـى وَابْـيَضّتْ عَيْناهُ مِنَ
الـحُزْنِ فَهُوَ كَظِيـمٌ:




15058ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن
ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: فهُوَ كَظِيـمٌ قال: كظيـم الـحزن.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا شبـابة, قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبـي
نـجيح, عن مـجاهد: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: كظيـم الـحزن.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا ابن نـمير, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن
مـجاهد, نـحوه.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن
أبـي نـجيح, عن مـجاهد: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: الـحزن.




حدثنـي الـمثنى, قال: أخبرنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد: فَهُوَ كَظِيـمٌ مكمود.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن
مـجاهد: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: كظيـم علـى الـحزن.




15059ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن
جويبر, عن الضحاك, فـي قوله: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: الكظيـم: الكميد.




حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الـمـحاربـي, عن جويبر, عن الضحاك, فـي قوله:
فَهُو كَظِيـمٌ قال كميد.




حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا هشيـم, قال: أخبرنا جويبر,
عن الضحاك, فـي قوله: كَظِيـمٌ قال: كميد.




15060ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة:
وَابْـيَضّتْ عَيْناهُ مِنَ الـحُزْنِ فَهُوَ كَظِيـمٌ يقول: يردّد حزنه فـي جوفه
ولـم يتكلـم بسوء.




حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة,
فـي قوله: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: كظيـم علـى الـحزن فلـم يقل بأسا.




حدثنا الـحسن بن مـحمد, قال: حدثنا الـحسين بن الـحسن, قال: حدثنا ابن
الـمبـارك, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: وَابْـيَضّتْ عَيْناهُ مِنَ
الـحُزْنِ فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: كظيـم علـى الـحزن فلـم يقل إلاّ خيرا.




15061ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا يحيى بن يـمان, عن يزيد بن زُريع, عن
عطاء الـخراسانـيّ: فَهُوَ كَظِيـمٌ قال: مكروب.




15062ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, عن أسبـاط, عن السديّ: فَهُوَ
كَظِيـمٌ قال: من الغيظ.




15063ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله:
وَابْـيَضّتْ عَيناهْ مِنَ الـحُزْنِ فَهُوَ كَظِيـمٌ. قال: الكظيـم: الذي لا
يتكلـم, بلغ به الـحزن حتـى كان لا يكلـمهم.



الآية : 85


القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ
حَتّىَ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }.




يعنـي تعالـى ذكره: قال ولد يعقوب الذين انصرفوا إلـيه من مصر له حين قال
يا أسَفَـا علـى يُوسُفَ: تالله لا تزال تذكر يوسف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbab-star.yoo7.com
 
تفسير سورة يوسف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب ستار :: عالــــــــ الدين الاسلامي ـــــــم :: القرأن الكريم-
انتقل الى: